الزمالك دخل فى موقف متأزم بعد التعادل مع مازيمبى وتذيل المجموعة طار الزمالك فوق عش الغربان مازيمبي الكونغولي فاصطادوه وفعلوا فيه ما أرادوا في ساعة ونصف هي الفارق القصير بين شهر رمضان وعيد الفطر.. وما ادراك ما تأثير المناسبات والاعياد علي الحالة النفسية والفنية والبدنية للفريق حتي لو غير المكان والظروف ونقل نفسه من القاهرة إلي الاسكندرية لعل وعسي تأخذ رياح البحر «الغربان» بعيدا عن المواجهة وتشتت شملهم وتقلل من فارق السرعة والقوة.. وتنعش لاعبينا الكسالي الذين ظهروا كما لو كانوا قد التهموا اول «صينية» كعك العيد فذهبت الدورة الدموية إلي أمعائهم وتركت أمخاخهم فارغة بدون ضخ دماء أو أوكسجين.. كان الخمول وباء اصاب كل اللاعبين القديم منهم والجديد.. الا من الحارس أبو جبل «الذي لم يهزه ريح» ووقف ثابتا ومسئولا عن منطقة الجزاء ومعه قلبي الدفاع.. اما الزملاء الباقون فكانوا يروحون ويجيئون بحركة تلقائية كما لو كانوا «آلات» مبرمجة علي «سيستم» معين.. وفي معظم الاوقات كان خالد قمر واحمد علي في بلد آخرينتظرون من زملائهم اجتياز الحدود والوصول اليهم.. وهذا مثير للدهشة من جهاز فني يعرف ان الفوز فقط هو مفتاح الامل في البقاء بالمنافسة وتجنب الخروج من دوري الابطال الافريقي.. وكله كوم واحمد علي كوم.. اراد ان يثبت لنا عمليا بما لا يدع مجالا للشك ان فريقه مصاب بوباء الخمول وفقدان الذاكرة.. فنفذ ضربة الجزاء بأسوأ اختيار وكانه اتفق مع الحارس علي مكانها وزاويتها ودرجة قوتها.. وهي الضربة الضائعة التي قصمت ضهر الفريق واصبحت نقطة تحول.. لان «نوم» اللاعبين زاد في الملعب ولم يبق من اي حركة لهم او شعور بهم الا «الشخير». وعندما شعر الزمالك بالافلاس.. اتجه إلي اختصار مساحات الملعب بالكرات الطويلة او العرضية العشوائية.. وهذا معهود دائما مع الفرق التي لا تملك حلولا وتتأكد انها عاجزة عن تغيير الايقاع علي صعيد الادارة الفنية او اللاعبين.. ولو ان احمد حسام «ميدو» يسمع الكلام الكثير الذي احاط بتجربة الزمالك ولو كان يملك الخبرة الكافية لادراك ان الفارق بينه وبين الفرق المنافسة له افريقيا او محليا هو السرعة.. وما دام هو اقل سرعة سوف يكون اقل حظا في الفوز.. وقد خسر الاهلي رغم الفوارق الفنية والمهارية بسبب البطء والايقاع الرتيب الذي يمنح المنافسة وقتا لتنظيف نفسه ودفاعاته.. واللاعب الوحيد «النشاذ» في هذه المنظومة البطيئة هو حازم امام الغائب للايقاع.. هو الوحيد الذي يحرك موتور الفريق بايقاعه السريع وتفكيره الفوري في التصرف بالكرة.. واخيرا.. لم يملك جمهور الا «مصمصة الشفاة» والنظر إلي بعضهم البعض وهم امام شاشة التليفزيون وهم يتابعون اسهامات النجوم الجدد خالد قمر ودويدار وكوفي.. هل هم هؤلاء نفس اللاعبين الذين تألقوا خارج الزمالك.. هل هذا هو مستواهم الطبيعي ام انها عدوي الايقاع البطء المزمن للفريق.. ام انها «عقدة الاعياد» التي لا شفاء منها.