ما من إنسان علي وجه الأرض إلا وقضية الرزق تشغل باله، وقد وضع الإسلام قواعد للإنسان وهو يسعي وراء لقمة العيش تحث علي العمل وتنهي عن البطالة والكسل قال تعالي «وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون» والكثير من الناس يتصورون أن الرزق هو المال فحسب ولكن قال ابن منظور في لسان العرب ان الرزق هو ما تقوم به حياة كل كائن حي ماديا كان أو معنويا، فالإيمان رزق وحب النبي صلي الله عليه وسلم رزق وحب الصحابة رزق والعلم رزق والزوجة الصالحة رزق والحب في الله رزق والخلق الحسن رزق وحب الوطن والدفاع عنه والمحافظة عليه فريضة علي كل إنسان وغرسها في قلبه رزق وصيام النهار رزق وقيام الليل رزق والرزاق في كل هذه الأرزاق وغيرها هو الله قال تعالي «وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين» فلا رزاق سواه ولو سأله الخلق جميعا فأعطاهم لم ينقص ذلك من ملكه شيئا ومن الإيمان ان يعلم الجميع ان رزق الله الذي قدره لا يفوت العبد بل لابد من تحصيله ولو عمل الناس بذلك لما كان هناك تحايل علي الرزق بالسرقة أو النصب أو الاختلاس ولا اعترض انسان عندما يطبق القانون وتطالبه الدوله بالاقلاع عن مكان اغتصبه معتقدا أن هذا هو سبب رزقه وهذا ما يدعيه كثير من الباعة الجائلين الذين اغتصبوا الميادين ونهر الطريق في معظم شوارع مصر بقصد الرزق ويعني عدم تطبيق القانون بإزالة الاشغالات عدم حب الوطن وعدم الايمان بأن الرزق يبارك فيه بالطاعة وتذهب بركته بالمعصية لان ما عند الله لا ينال الا بطاعته قال سبحانه «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» ومن استعجل الرزق بالحرام منع الحلال قيل لأبي حازم رضي الله عنه ما مالك؟ قال شيئان الرضي عن الله والغني عن الناس قيل له أنك لمسكين فقال كيف أكون مسكينا ومولاي له مافي السموات وما في الارض.