في ظل ارتباك التحالفات المدنية،وعدم الاتفاق الذي تشهده هذه التحالفات، بات من الواضح ان هناك دافعا قويًّا امام بقايا احزاب الاسلام السياسي لتشكيل تحالفات حزبية إسلامية لخوض المعركة الانتخابية علي مقاعد البرلمان المقبل، وساهم في ذلك تغيير موقف بعض قيادات التيار ، بعد دعوةُ عبود الزمر للإخوان وحلفائهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بالإضافة إلي إعلان كلٍّ من حزبَيْ «مصر القوية» و»الوطن» السلفي خوضهما المعركة الانتخابية علي اعتبار أن المقاطعة لن تجدي، في محاولة لتغيير تركيبة مجلس النواب القادم ومواجهة قوي التيار المدني. وقد يكون خوض الانتخابات البرلمانية الفرصة الأخيرة لتيار الاسلام السياسي التي ربما تكون طريقًا للتصالح. ويصنف الدكتور عمار علي حسن الباحث في العلوم السياسية التيارات الاسلامية التي يحتمل ان تشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة الي ثلاثة اتجاهات، اولها فريق سيقاطع الانتخابات من منطلق ان كل ما ترتب علي ثورة 30 يونيو مرفوض وان جماعة الاخوان والملتصقين بها سيسلكون هذا الطريق، اما الفريق المتمثل في حزب النور وبعض الاحزاب الاسلامية الاخري مثل الوطن والفضيلة والبناء والتنمية ستشارك في الانتخابات بصورة واضحة ايمانا منها بأن صفحة الاخوان قد طويت وان عليهم التعامل مع الواقع الجديد والتعايش معه. ويتمثل الاتجاه الثالث داخل التيارات الاسلامية في خوض شخصيات غير معروفة لكنها محسوبة علي تنظيم الاخوان الانتخابات البرلمانية في بعض الدوائر المنافسة علي المقاعد الفردية للاستفادة من الحصانة البرلمانية ومحاولة نشر افكارهم وتنفيذ برامجهم. ويؤكد د. ثروت الخرباوي القيادي المنشق عن جماعة الإخوان ان مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة حتمية لانها تبحث عن مصالح ومكاسب بأي وسيلة. وقال: « علي الجميع ان يعي أن الجماعة ستشارك من وراء الستار علي رأس الأحزاب المجهولة للمواطن المصري باستخدام ذات الأساليب وتقديم المعونات، والزيت، والسكر، والاعتماد علي المناطق المأهولة والعشوائية , وأضاف أنها ستدفع بشخصيات ستزعم مهاجمتها للإخوان حتي يستطيعوا خداع الشعب. وتعتبر خطورة البرلمان القادم علي رأس العوامل التي تدفع الأحزاب الإسلامية للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث تدرك الأحزاب الإسلامية ضرورة أن يكون لها تواجد في البرلمان القادم، لمعرفتها الجيدة بأهميه صلاحياته الواسعة، وفقًا للدستور الجديد، حيث إن البرلمان القادم سيحدد مصير الأحزاب القائمة علي أساس ديني، وقد يُعيد تشكيل قانون الأحزاب السياسية. وقد تتشكل خريطة التحالفات الاسلامية المحتملة من تحالف القوي الإسلامية المؤيدة للإخوان، من المحتمل أن يتزعمه حزب البناء والتنمية وقد يتشكل هذا التحالف بطريقة علنية ومباشرة من مجموعة أحزاب دعم مرسي، وهي: حزب البناء والتنمية، والعمل، والفضيلة، والإصلاح، والتوحيد العربي، والوسط، والحزب الإسلامي، والتي خاضت انتخابات 2011 في تحالف واحد طبقا للدراسة التي قدمها المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية . وكشف باحثون في الشئون الاسلامية عن احتمالية أن ينضم حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان) إلي هذا التحالف وتحالفات أخري بطريقة غير معلنة، حيث سيقوم بتوزيع مرشحيه من الشخصيات غير المعروفة علي بعض التحالفات الإسلامية، لكن المؤكد أن هذا التحالف قد يتأخر كثيرًا في الإعلان عن تشكيله وخوضه الانتخابات البرلمانية المقبلة إلي ما بعد الرابع من أغسطس، وهو التاريخ المحدد من قبل دائرة الأحزاب السياسية بالمحكمة الإدارية العليا للفصل في الدعاوي المقدمة لحل حزب الحرية والعدالة وأحزاب أخري من تحالف ما يُعرف بدعم الشرعية. اما التحالف البديل فسوف يضم في قوائمه مرشحين غير معروفين من حزب الحرية والعدالة، و يتشكل هذا التحالف بين حزبي مصر القوية بقيادة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحزب الوطن السلفي الذي صرح أمينه العام الدكتور يسري حماد بأن الهيئة العليا للحزب قررت خوض الانتخابات البرلمانية، مبررًا بأن المقاطعة لن تجدي نفعًا. وتتعاظم امكانية تشكيل هذا التحالف في ظل تأكيد أحمد إمام -المتحدث الإعلامي لحزب مصر القوية ان أغلبية اعضاء الحزب ترحب بالمشاركة في الانتخابات وأهمية دور الحزب من خلال المجلس في الفترة القادمة، وأوضح أن الحزب يدرس حاليًا استعداده للمشاركة من خلال اختيار العناصر وكيفية الدخول في تحالفات وغيره. ولا شك ان هناك تحالفا جديدا قد يشكل بديلا عن التحالفات السلفية والاخوانية وهو تحالف القوي الصوفية، يحتمل أن يتشكل من الأحزاب الصوفية الثلاثة، وهي: حزب التحرير المصري، وحزب النصر الصوفي، وحزب نهضة مصر. وتوقع عمرو علي عضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية ان يضطر حزب النور إلي أن يخوض الانتخابات منفردًا بعيدًا عن الأحزاب الإسلامية الأخري، في ظل الخلافات الفكرية والمنهجية بينه وباقي الأحزاب الإسلامية التي رفضت دعم خريطة الطريق وربما يضطر في النهاية الي الدخول في تحالف مدني. واضاف علي ان الأحزاب الإسلامية ستجد صعوبة في الدوائر الكبيرة لانها ستنافس التحالفات المستقلة من العصبيات والقبليات والتحالفات الحزبية المدنية التي ستحرص علي أن تتشكل قوائمها من رموز قبلية وعصبية أيضًا، ومن أعضاء الحزب الوطني السابقين.