يمض وقت طويل علي الغزو الأمريكي للعراق واحتلال العاصمة بغداد في التاسع من يونيو عام 2003 حتي تشكلت «جماعة التوحيد والجهاد»، الإرهابية بزعامة «أبومصعب الزرقاوي» في عام 2004، الذي اعلن مبايعته لاسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي. وتتحول «جماعة التوحيد والجهاد» لتصبح «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» قبل أن يقرر الزرقاوي تأسيس «مجلس شوري المجاهدين» بزعامة عبدالله البغدادي وفي عام 2006، يتولي «ابوعمر البغدادي»، تشكيل منظمة «الدولة الإسلامية في العراق»، أو «دولة العراق الإسلامية». وعقب مقتل الزرقاوي، يتزعم «أبوحمزة المهاجر» تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين»، ولكن كلا من ابوعمر البغدادي وابوحمزة المهاجر يلقي مصرعه لكي يتسلم الزعامة «أبوبكر البغدادي»، الذي يواصل القيادة حتي الآن، بعد ان قرر ادماج «الدولة الإسلامية في العراق» مع جبهة النصرة وقيام «الدولة الإسلامية في العراق والشام». داعش للسيطرة علي كل من العراقوسوريا. ولا حاجة إلي التذكير بأنه لم يكن هناك أي وجود لتنظيم «القاعدة» في العراق قبل الغزو الأمريكي لتلك الدولة، وكذلك لسنا في حاجة إلي التذكير بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية اخترعت أكذوبة وجود أسلحة دمار شامل في العراق لتبرير الغزو، الذي استهدف تدمير الدولة العراقية، وبأن أول قرار اتخذه الحاكم الأمريكي للعراق «بول بريمر»، عقب الاحتلال هو حل الجيش العراقي كله وتسريحه.. إلي جانب قيامه بتفجير التقسيمات والصراعات الطائفية والمذهبية والقومية واعتماد هذه التقسيمات كنظام للحكم. ولم يمض وقت طويل علي التدخل الأمريكي السافر في سوريا.. حتي تشكلت «جبهة النصرة» الإرهابية التابعة لتنظيم «القاعة لكي تقوم بمهمة اسقاط الدولة السورية وتفكيك وتمزيق الجيش السوري. وتزعم هذه الجبهة المدعو ابومحمد الجولاني وكان ذلك في أواخر عام 2011. وكما سادت الفوضي الشاملة والعمليات الإرهابية الدموية والتخريب والتدمير في العراق طوال الأحد عشر عاما الماضية منذ الغزو الامريكي فان عمليات القتل والابادة لم تتوقف في سوريا طوال الاعوام الثلاثة الماضية، خاصة مع قيام الولاياتالمتحدة بتسليح المرتزقة الاجانب الذين جاءوا من ثمانين دولة للقتال هناك، ومع تصاعد نشاط حكام قطر في تمويل شراء الأسلحة وتهريبها عبر الحدود التركي للعصابات الارهابية المقاتلة علي الارض السورية. ولا حاجة للتذكير بأنه لم يكن هناك وجود لتنظيم «القاعدة» في سوريا قبل التدخل الامريكي الاوروبي التركي القطري الإسرائيلي والملاحظ ايضا وفقا لاعترافات بعض المرتزقة أن الأصابع المحركة للمؤامرة علي سوريا تحرص علي عدم حسم الموقف هناك لصالح أي طرف حتي يستمر القتال والتدمير لأطول فترة زمنية ممكنة حتي يتم الإجهاز علي الدولة والجيش في سوريا وتضح الظروف لتفتيت وتقسيم البلاد إلي اربع دويلات هش: علوية وسنية ودرزية وكردية. ولم يكن هناك وجود في ليبيا لتنظيم «القاعدة» قبل الحرب التي شنتها الولايات المحدة وحلف الاطلنطي لتغيير النظام القائم هناك. والآن تحولت ليبيا إلي ساحة مفتوحة لذلك التنظيم وللصراعات العشائرية، حيث تعربد اكثر من 2000 ميلشيا مسلحة متصارعة، واصبحت البلاد علي حافة الانهيار. هكذا تمت استباحة وهدم ثلاث دول عربية رئيسية. إذن هناك علامات استفهام كبيرة علي الدور الامريكي في المنطقة وعلاقة واشنطن بالعمليات الارهابية التي تدعي الآن انها ينبغي أن تواجهها. ألم تكن جماعة الإخوان الإرهابية حليف واشنطن تستعد لارسال لواء من المقاتلين للاشتراك في الحرب في سوريا تنفيذا لقرار أمريكي؟ ألم يكشف مدير الاستخبارات العراقية مضمون رسالة سرية موجهة من الإرهابية في سيناء المصرية إلي أبوبكر البغدادي زعيم «داعش» لطلب الدعم والمساندة؟!.. إذن.. كانت مصر تقع ضمن هذا المخطط الجهنمي لهدم الدولة الوطنية والقضاء علي الجيوش الوطنية في كل بلد عربي لولا ثورة 30 يونيو. كلمة السر: الأمن القومي المصري لا ينفصل عن الأمن القومي العربي.