عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 29 أبريل في مصر بيع وشراء    شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء جراء قصف إسرائيلي لمنزل غرب قطاع غزة    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    ميدو: سامسون أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    بسبب واقعة «الشورت».. عمرو أديب يهاجم نجما الأهلي والزمالك ويطالب بمعاقبتهما (فيديو)    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    خلال 24 ساعة.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل مختطف ويضبط الجاني    أشرف زكي: الفن مفهوش واسطة وإذا تدخلت لتشغيل الممثلين إهانة لهم (حوار)    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    الاقتصاد الأمريكي يحتاج لعمال.. المهاجرون سيشكلون كل النمو السكاني بحلول 2040    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    مقتل 3 من قوات الاحتلال وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة    مناطق روسية تتعرض لهجمات أوكرانية في مقاطعة كورسك    فيصل مصطفى يكتب: عجلة التاريخ    معاداة الصهيونية.. انقسام جديد يهدد النواب الأمريكي    حزب الله يعلن استهداف 4 مواقع عسكرية إسرائيلية على حدود لبنان    سرايا القدس تعلن قصف تجمع لجنود الاحتلال في جنود غزة    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    الاتحاد المغربي: نُهنيء نهضة بركان بالتأهل لنهائي الكونفدرالية أمام الزمالك    "مضغوط بقاله فترة ".. الزمالك يعلن موقفه من شلبي بعد احتفاله أمام دريمز    كواليس جلسة استماع محمد الشيبي أمام لجنة الانضباط    ميدو: لو كنت مسؤولًا في الأهلي لعرضت عبد المنعم على أخصائي نفسي    بعد المشادة مع كلوب، ليفربول يفتح باب العروض لبيع محمد صلاح    تعليق لميس الحديدي على وصول الزمالك لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    مصطفى عمار: الدولة خلال 2024 تضع على عاتقها فكرة التفكير في المستقبل    المهندس خالد عباس يكشف عدد سكان العاصمة الإدارية    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    إصابة 12 شخصًا اختناقاً بالكلور داخل محطة مياه في قنا    مصرع 5 أشخاص صدمهم ميكروباص على الصحراوي الشرقي جنوبي المنيا    حالة الطقس اليوم الإثنين 29_4_2024 في مصر    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    على مدار نصف قرن.. سر استمرار الفنان سامي مغاوري في العمل بالفن    صورة نادرة للإعلامية منى الشاذلي بالجامعة والفنانة فاطمة محمد علي تكشف قصتها    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    كانت هتعيط.. أول تصريح من ياسمين عبد العزيز على انفصالها من العوضي|فيديو    حدث بالفن| وفاة والدة فنان وأزمة بين بسمة وهبة وفنانة شهيرة وإيران تمنع مسلسل مصري من العرض    نجوى كرم تشوق الجمهور لحفلها في دبي يوم 3 مايو    عمرو أديب يكشف تفاصيل إصابته ب جلطة في القلب    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: التعاقد مع 60 شركة لتوفير 65 ألف وظيفة للشباب    أبرزها كورونا.. أستاذ مخ وأعصاب يكشف أسباب زيادة معدلات الإصابة بجلطات المخ والقلب    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    الكشف المبكر عن سرطان الكبد.. أسترازينيكا مصر: فحص 30 مليون مصري بحلول عام 2030    محافظ بني سويف يلتقى وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان    وظائف خالية ب الهيئة العامة للسلع التموينية (المستندات والشروط)    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. كمال حبيب الباحث في الشئون الإسلامية يجيب علي السؤال الصعب:
لمن ستذهب أصوات التيار الإسلامي في الانتخابات الرئاسية؟ بيت المقدس والسلفية الجهادية أخطر الجماعات الارهابية الآن الإخوان تحولوا من الفكر الوسطي إلي التكفير واعتناق الأفكار الجهادية
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 05 - 2014


د. كمال حبيب اثناء حواره مع « الأخبار»
المشهد السياسي الحالي استقطابي ويشبه الأحاجي التي يعاد رسمها من جديد..بهذا التشبيه البليغ بدأ د. كمال حبيب الباحث السياسي في شئون الحركات الاسلامية والشئون التركية حواره مع (الأخبار) شارحا فجوة التوقعات التي يعيشها الشعب ويتوقع ان يحققها الرئيس القادم مما سيشكل عبئا ثقيلا علي من سيحكم مصر خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وبصفته متخصصا في فكر التيار الاسلامي يري أن الإخوان لا زالوا في مرحلة السكرة ولم يصلوا إلي الفكرة بعد ولم يضعوا الحد الواضح الذي يحول دون تحولهم من الفكر الوسطي إلي الافكار الجهادية التي تقود إلي العنف وتبرره وأكد أن بيت المقدس والسلفية الجهادية هما أخطر المنظمات الارهابية الآن وأننا سندفع ثمن العنف لسنوات طويلة ثم نكتشف أننا لابد ان نجلس إلي مائدة المفاوضات لهذا لابد من البحث عن صيغة تجمع جميع القوي السياسية لتكون جزءا من الدولة بناء علي شروط الدولة لا علي اوهام الاخوان، وأشار إلي أن الدول الغربية التي فتحت ابوابها لقادة الاخوان اكتشفت انهم ليسوا معتدلين ولكن متطرفون ودعاة عنف ولهذا لن يكون لهم مكان هناك وانما ستكون تونس هي دولة الملجأ ويري أن الجامعات كانت دائما مخزنا للاحتجاج بحكم حماسة الشباب ولكن في الماضي كان الهدف للصالح القومي أما الآن فيحتجون بالعنف من أجل جماعة الاخوان والتفاصيل في الحوار التالي:
● المشهد السياسي الحالي في مصر يفرض نفسه علي حوارنا فما تحليلك له؟
●● المشهد السياسي استقطابي والناس لديهم ما يسمي (فجوة التوقعات) وتتوقع من الرئيس القادم ان يحققها علي نحو ناجز لا يحتمل التأجيل فهناك حالة فوران للمشاعر أكثر منها حالة تعقل أو فهم أوقراءة واقعية لما يحدث وبالتالي نحن في حالة رمال متحركة لوجود تحديات اقتصادية كبيرة يقف الارهاب عقبة في طريقها.. وبالنسبة لشكل الدولة فإن الدستور وضع الخطوط الرئيسية ولكن الرئيس والبرلمان القادمين سيشكلان وضعا مختلفا سيعيد ترتيب الدولة، حتي القوي السياسية خريطتها ليست واضحة فلدينا أحزاب قديمة مثل الوفد والتجمع وعدد كبير من الاحزاب الجديدة إما علمانية أو لها طابع يساري اجتماعي ولكن ليس لها أرضية كافية في الشارع وفي نفس الوقت فإن البيروقراطية المصرية والجيش بقدر ما تحمي الدولة من الوقوع لكنها لم تتغير ولم تؤسس لتقدم الدولة لعدم وجود خطة تلبي اهداف ثورة 25 يناير فالخريطة السياسية تشبه الأحاجي التي يعاد رسمها من جديد وهذا عبء ثقيل علي من سيحكم مصر.
● وما موقع الإخوان من هذا المشهد السياسي المعقد؟
●● الاخوان جزء من النظام القديم ولم يقرأوا تجربتهم خلال عام الحكم بشكل كاف لأنهم انشغلوا بعواطف ملتهبة وفعل حركي دون تأمل فكري فيما جري فالسكرة لا زالت غالبة عليهم ولم تأت اليهم الفكرة بعد، وهم يعملون في مجال غامض أخطر ما فيه أنه قد يأخذ بهم الي العنف،ففي التاريخ الاسلامي عندما ظهرت مجموعة الخوارج الذين كفروا علي بن ابي طالب وقتلوه وبعدها ظهرت جماعة السنة وعكف العلماء من امثال البخاري ومسلم علي كتابة المصنفات العظيمة لتبني سورا يحول دون تسلل شبها من الخوارج الي جماعة السنة فيصبحوا منهم، ولكن طريقة تعاطي الإخوان مع فهم الأدلة ومع استخدام مصطلحات السلفية الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة ونفس طريقة الاستدلال والعودة للكتب التراثية القديمة ونفس مناطق الفكر السلفي الجهادي فالاخوان كانوا يحاولون تقديم فكر معاصر ووسطي ولكن الآن نجد وجدي غنيم مثلا يستعين بأقوال القرطبي والطبري ويتحدث عن الحاكمية وهو ما لم يكن الاخوان يستخدمونه من قبل.
● وماذا عن الأرضية الفكرية المشتركة بين جميع الفصائل الاسلامية؟
●●بالطبع هناك أرضية مشتركة بينها جميعا بما فيها (الخوارجية) لكن الجهد العلمي السلفي يحول دون التكفير او العنف والغلو والتطرف والغرور والاعتقاد ان جماعة معينة تملك الصواب وتعتبر الاخرين علي باطل لكن الاخوان لم يضعوا ذلك الحد الواضح الذي يحول دون امكان تحول الفكر الوسطي إلي فكر التكفير والشعور بالاضطهاد ففي تصريحات لأيمن الظواهري في جدال مع تنظيم داعش وهو فصيل من القاعدة يعمل بين العراق والشام ويعتبر ان الاخوان يقومون بنفس الدور الذي كانت تقوم به القاعدة من قبل في قتال العدو القريب أو استنفاد طاقته وبالتالي فالجماعة تواجه أزمة الانفتاح علي العنف والتكفير لتجد نفسها تقف حيث تريد القاعدة،ويشعرشبابهم وشيوخهم بأن دمهم مستباح وأن السجون مفتوحة لهم وهي حالة المظلومية أو (الكربلائية) المشتقة من كربلاء وهذا المناخ مناسب لمزيد من العنف وأري الآن حالة تشبه نشأة طائفة الشيعة بعد مقتل الحسين نظرا لحالة المظلومية لولا أن الاخوان ليس لديهم ادوات فكرية لكننا جميعا شعب واخوان في مأزق.
مأزق الإخوان
● وما تصورك لمأزق الإخوان؟
●● الاخوان جماعة كبيرة وكثير منهم أمام العدالة الآن، وعدد المنظمين منهم يتراوح بين 500 ألف إلي مليون عضو ويضاف اليهم من المحبين والمتعاطفين ليصلوا إلي حوالي 5 ملايين شخص ومن ثم لابد من بناء حالة توافق حيث إن الدولة عليها واجب أخلاقي هو حماية هذه الجماعة من نفسها دون أن تحجر عليها لتذهب بها إلي العنف ومن خلال فكرة المصالحة علي اساس اعترافهم بما جري في 30 يونيو ومحاولة ادماج الاخوان ممن لم يدانوا امام المحاكم لأن وظيفة النظم السياسية ان تستوعب قواها الاجتماعية دون إقصاء اوإبعاد فلن تستطيع مصر ان تستمر بهذا التمزق لأن هناك انقساما رأسيا حدث بالأسرة المصرية وهي حالة لم تعشها مصر من قبل في تاريخها، لن نبالغ فالحدث طاريء ولكن لابد من صيغة توافق تأخذ هذه القوي لتكون جزءا من الدولة بناء علي شروط الدولة وليس بناء علي ما يتوهم الاخوان ويريدون فرضه من عودة مرسي لأن العجلة دارت إلي الامام ولن تعود إلي الخلف.
● وكيف يتم التوافق والمصالحة في حين ان عنف الاخوان يزيد من الرفض الشعبي لهم؟
●●الخطر الحقيقي في ارهاب اليوم هم جماعات بيت المقدس والسلفية الجهادية لأنهم مدربون ومسلحون ومرتبطون بقوي خارجية تمولهم وهي جماعات متشددة وعنيفة واسميهم العنف الاستراتيجي وهناك العنف المناطقي مثل أجناد مصر القريبين من حازمون وهم علي حواف الاخوان ثم الاخوان أنفسهم الذين يمارسون العنف في الجامعات وهذا العنف سندفع ثمنه لسنوات طويلة ثم نكتشف أننا لابد أن نجلس إلي مائدة المفاوضات وهذا هو الحل أن نبني بناء قائما علي أسس مدنية حديثة تتسع لجميع أبنائها علي أساس القانون وتداول السلطة واختيار الصناديق وتطبيق الدستور والقانون وهو ما سيحول بين مصر وبين العنف الذي لا نرجوه لها.
● وماذا عن العنف الذي يمارسه طلاب الجامعات من الاخوان بشكل لم يسبق له مثيل؟
●●هو عنف سياسي وطلابي ومرتبط بظرف معين ولا يطلق عليه إرهابا لأنها ليست جماعات منظمة ومدربة ومسلحة أو مرتبطة بمشروع خارج الأقليم وإنما هي جماعات تمارس العنف بشكل قطاعي مثل البنات أو السيدات في الجامعات أو القري متصورين أن هذا سيعيد رئيسهم محمد مرسي، أما الظاهرة الطلابية فمعروف أن الجامعات المصرية كانت دائما مخزنا للاحتجاج ولكن الاحتجاج القديم كان نضاليا سلميا من أجل المجتمع كله أما الآن فالعنف الطلابي موجه ضد مؤسسات الجامعة بهدف التخريب ودفاعا عن الجماعة وليس لهدف قومي، والجامعة تضم كثافة عددية من الشباب حديث السن والخبرة وسريع الاستجابة للاحلام والمثاليات ولديهم حساسية ضد السجون وعنف الدولة فيستجيب بعضهم للحشد والتعبئة فيأخذ شكلا عدوانيا.. لكنه يبقي عنفا سياسيا وليس عملا ارهابيا وعلينا أن نستخدم معهم اسلوب المعالجة السياسية لأنهم يناصرون الحشد دون أن يكونوا من الجماعة ونفس الحالة موجودة في الريف والعشوائيات لأن الفقر جعلهم يرتبطون بالاخوان الذين يقدمون لهم الخدمات فضلا عن المناطق التي يتمركز فيها الاخوان تاريخيا مثل ناهيا وكرداسة وعين شمس والجيزة بالذات فيها تيارات جهادية وحازمون والتيار السلفي واجناد مصر وهي شبكات صغيرة وليس لها مشروع سياسي والعنف لديها تعبير نفسي..الخلاصة نحن نعيش في لحظة عنف أو بيئة ومناخ يهيء قطاعات صغيرة السن للانخراط في اعمال تقودهم إلي العنف.
مجموعات فوضوية
● وبماذا تصف المجموعات المناهضة للدولة؟
●●هي مجموعات فوضوية لأن الدولة إذا سقطت ستعم الفوضي فلابد ان تبقي الدولة واقفة علي قدميها وأن يبقي الجيش المصري موحدا ولا يستنفذ الاسلاميين في صراع سنكون الخاسرين فيه جميعا فالدولة لن تخضع لأصوات متطرفة صنعها الضغط الاعلامي والسياسة القائمة علي فكرة الاعتدال بعد الثورة ذهبت إلي فكرة الاستقطاب والتطرف لدي الطرفين بينما من واجبنا تهذيب الافكار المتطرفة علي الهامش ونقلها إلي الوسط حتي يقوم التيار الرئيسي بتخفيف تأثير المتطرفين من الجانبين.
● هل تقصد المطالبين بإقصاء الاخوان؟
●●مصر لم تعرف تقاليد الاقصاء علي الاطلاق.. حتي العلمانية المصرية كانت علمانية معتدلة لم تفعل مثل أتاتورك في تركيا مثلا، ودستور 1923 اعترف أن الاسلام دين الدولة الرسمي إذن فكرة الراديكالية الشديدة في السياسة لم تعرفها مصر ولهذا نريد زيادة تيار الاعتدال الذي يقوم علي قبول الآخر والتسامح معه واعتبار الآخر هو الجحيم، فإذا مارسه مع الاخوان اليوم فسوف يمارسه فيما بعد مع من يختلف معه سياسيا وهو ما يطلق عليه( تداعيات السلوك) فنحن أمام خطر تقوية الصوت المتطرف فيدخل في صراع سياسي مع قوي أخري بالمجتمع مما سيخلق حالة من الفزع والخوف وعدم الاطمئنان في المجتمع
● بصفتك باحثا متعمقا في شئون الحركات الاسلامية منذ سنوات كيف تري نظرية الحكم باسم الاسلام؟
●● الانسان حامل رسالة الاسلام يطبقه في جميع المجالات ولكن لا يحكم باسمه فتشيع في المجتمع اجواء الرحمة والتكافل والاخلاق الحسنة وعدم التفحش وحفظ الاعراض والدماء ويصبح الحاكم والمحكوم كل في حدوده وله حقوق وعليه واجبات فالناس خرجت في 25 يناير ضد نظام مستبد تطالب بالعيش والحرية والكرامة الانسانية بينما كان الاسلام السياسي يطرح تنظيما محددا يحكم نيابة عن الامة،فالناس خرجت دون تنظيم لتقاوم الفساد السياسي وليس لأن المجتمع يعاني من الانحراف والناس خرجت كجماهير وليست كنخبة أو طليعة تنوب عنهم باعتبارها تملك النموذج الصحيح..حتي سؤال ما هو النمط الذي تريدون تطبيقه في الشريعة؟ لم يكن الاسلام السياسي مستعدا للاجابة عليه.
حجم السلفيين
● ما موقع السلفيين من تيار الاسلام السياسي؟
●● في عصر مبارك حدث صعودا سلفيا وهو ما كان مبارك يريده لأنه حيث يختفي الفضاء السياسي يفتح المجال لفضاء بديل وكلما توسع الفضاء السياسي كلما اعتدل الدين وأخذ حجمه الطبيعي فإذا تم تجريف السياسة تكلم الناس في الدين بمعرفة أو بدون معرفة.
● ولكن مبارك استخدم الاسلاميين كفزاعة للشعب ومرادف للفوضي بعكس الاستقرار الذي يصف به نظامه؟
●●هذه قصة اخري، فالسلفية ظهرت حيث كان السلفيون يسهلون للناس حياتهم ويهتمون بالامور الشكلية ومظهر المسلم مثل الملبس واللحية والنقاب، وكانوا منسحبين من السياسة وغير فاعلين فيها ويركزون علي الدعوة والمسائل الاجتماعية والاخلاقية وأجلوا المواجهة مع النظام ولكنهم كانوا مؤثرين بين الناس بدليل انهم حصلوا علي حوالي 25 % من مقاعد البرلمان وكانت مفاجأة للجميع فالناس بحثوا عن تيار بديل للاخوان الذين دخلوا في صراع سياسي فرأوا في السلفيين الوجه الطيب للاسلام بعيدا عن مشاكل السياسة لأن السلفيين لم يكن لديهم فكر ولا تكتيكات الاخوان وبعد 30 يونيو واجه حزب النور مشكلة انحيازه مع الدولة مما تسبب في انتقاده من بعض عناصر السلفيين في حين انهم لم يهدفوا للوصول إلي السلطة الا للضغط علي السياسة لتكون اقرب إلي ما يتصورون انه الشريعة بدليل أنهم لم يدفعوا بمرشح منهم في الانتخابات الرئاسية.
● ولكن السلفيين يؤكدون أنهم سيحصلون علي 30% من مقاعد البرلمان القادم فعل تعتقد انهم بهذا الوزن؟
●● الانتخابات البرلمانية السابقة لا تعد مؤشرا لأنها كانت الاولي ولم تكن الخريطة السياسية قد اكتملت بعد ولم يكن الاتجاه الاسلامي قد دخل اختبار الحكم ولكن بعد تجربة حكم الاسلاميين فاعتقد ان تقديرات حزب النور مبالغ فيها وستتراوح المقاعد التي سيحصلون عليها من 7% إلي 15 % علي أقصي تقدير وهي تمثل ثقله السياسي.
● إذن لمن ستذهب أصوات الاسلاميين في الانتخابات الرئاسية؟
●● حزب النور اعلن عن دعمه للسيسي اما الاخوان وباقي التيارات الاسلامية ربما لن يشاركوا في الانتخابات ولكنهم أمام اختيار صعب وعموما في السياسة لا نستبعد أي احتمال فلديهم ملايين الاصوات التي ستشكل فرقا في حسابات الصراع السياسي الذي يعلو فوق صوت الايدولوجيات وربما سيؤيدون حمدين صباحي الذي كان جزءا من القوي التي انقلبت علي الاخوان وهي جبهة الانقاذ.
● هل تعتقد أن الاخوان لن يوفوتوا فرصة دخول البرلمان القادم ولو بالدفع بوجوه غير معروفة؟
●● هذا وارد لأنهم تنظيم عميق وهو تنظيم انتخابي بمعني أن الانتخابات جزء من تكوينه فسوف يدخلون أعدادا قليلة لتكون جزءا من السياسة لأن التماسك داخل التنظيم أصبح ضعيفا وقياداته في السجن تحكمهم اللامركزية ويزداد التطرف الفكري حتي إن شباب الاخوان يستخدمون مصطلحات جهادية مثل (دفع الصائل) وهو الصول من البغي أو الاجرام وهو واجب عليه فإذا قتل فهو شهيد وإذا الباغي قتل فهو مجرم ! والمشكلة هنا في الاستدلال لأنهم يطبقون القاعدة الفردية ضد الدولة بحجة أنها تصول عليهم ومن واجبهم دفع الصول باستخدام القوة ضد الجيش والشرطة وهذا مصطلح جهادي يستخدمونه كمبرر لاستخدام السلاح وهو فعل ارهابي ولا يمكن تطبيق حالات فردية علي مجتمع بأسره لأن هناك فروقا في القياس.
● صرحت من قبل أن تصنيف الاخوان كجماعة ارهابية لن يحد من الاعمال الارهابية فكيف بنيت هذا الرأي؟
●● الصراع الذي لا زال موجودا هو صراع وجودي بين الاخوان والدولة المصرية وكل طرف استخدم فيه ما لم يكن مألوفا من قبل وقرار وصف الجماعة بالارهاب نشر بالجريدة الرسمية ربما ليس في عهد الببلاوي لأنه ليبرالي وبالتالي فإن الوصم السياسي لملايين من البشر مسألة غير مقبولة في العالم المعاصر، والقرار الاداري لا يكفي ولابد من حكم القضاء ولابد أن يصدر حكم قضائي علي كل فرد من أفراد الجماعة ولكن الدولة بدأت تصادر أموال وتوقف جمعيات أهلية وتعتقل أفراد ولكن هذا لن يأخذ شكله القانوني إلا بالقضاء ومحكمة الامور المستعجلة قضت باعتبار الاخوان جماعة ارهابية وايدته محكمة النقض ولكن القضاء الاداري لا زال ينظرها، وما يجري حاليا هو كلام سياسي ويمكن اعادة ترتيبه بناء علي معطيات سياسية.
أردوغان والإخوان
● باعتبارك متخصصا في الشئون التركية، ما تفسيرك لموقف اردوغان الداعم لجماعة الاخوان ومحاولاته التدخل في الشئون المصرية؟
●● هو موقف شخصي متصل بشخص أردوغان فمنذ أواخر الستينات كان اردوغان عضوا في الاتحاد العالمي للطلاب المسلمين وكان الاخوان جزءا منه ولهذا يرتبط بهم عاطفيا وتاريخيا، كما أن تركيا تسعي للعب دور أقليمي بالمنطقة العربية بعدد تراجع الدور المصري والاحتلال الامريكي للعراق وتدهور الاوضاع في سوريا ولما قامت الثورات العربية اعتبر أن جماعة الاخوان يمكن أن يصبح أحد الاعمدة الرئيسية لتنفيذ فكرة الخلافة العثمانية الجديدة وتفاءل الاخوان وتصوروا ان التاريخ انتهي بوصولهم إلي الحكم وظنوا أنهم باقون لمائة سنة قادمة وحدث تحالف عضوي بين بين الجماعتين بنيت فيها استثمارات وسياسات وادوار وعندما سقط الاخوان لم يستطع اردوغان تقبل هذا بسهولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.