الحدائق العامة والكورنيش والمراكب النيلية يستعدون لاستقبال ملايين المحتفلين بشم النسيم اليوم «الدنيا ربيع والجو بديع» .. خلال أعياد شم النسيم، فالحدائق العامة والخاصة تزينت لاستقبال الملايين من الاسر والعائلات المصرية للاحتفال بعيد الربيع اليوم وسط الطبيعة الخلابة والخضرة الساحرة والشمس الساطعة .. مئات العمال من هيئات النظافة والتجميل انتشروا في كل الحدائق لتقليمها والعمل علي اخراجها في ابهي صورها.. رجال المرور والامن العام اصطفوا علي كورنيش النيل والشوارع والميادين لتأمين الرواد.. المراكب النيلية والاتوبيس النهري تزينت بالورود واجهزة الدي جي والاغاني الشعبية لاستقبال المصريين للابحار في مياه النيل الخالد. من جانبها كثفت الأجهزة الأمنية والتنفيذية، من استعداداتها لاستقبال احتفالات الربيع وشم النسيم، وتم رفع حالة الطوارئ بالمستشفيات العامة والمركزية، ونشر سيارات الإسعاف في كل المواقع وأماكن التجمعات، وفي محيط الكنائس والحدائق العامة تحسبًا لاستقبال الحالات المرضية الطارئة. « الاخبار « قامت بجولة امس في شوارع العاصمة لرصد احتفالات المصريين واستعداداتهم لشم النسيم. حيث اتي الاحتفال بعيد «شم النسيم» مبكرا و تزامن مع عيد القيامة ليحتفل جميع المصريين معا ويرفعوا شعار الوحدة الوطنية ....مع إشراقة شمس يوم جديد تحول امس إلي مهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلي الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم أنواعا معينة من الأطعمة التي يتناولونها في ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ والخس، والبصل، والملانة اوالحمص الأخضر.. وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم .. حيث عاش المصريون «مسلمين ومسحيين « حالة من الفرحة تسيطر علي اصحاب المراكب النيلية بطول كورنيش النيل بدءا من شبرا الخيمة وحتي المعادي ،فقد شهد الكورنيش زحاما شديدا من المواطنين الذين فضلوا الاستمتاع بشم النسيم وسط سحر وجمال مياه نهر النيل والحدائق والورود الخلابة المطلة علي ضفافه.. وبالطبع كان للشباب النصيب الاكبر من حيث الاقبال علي كورنيش النيل.. وحرص الشباب علي اصطحاب الوجبات السريعة التي تكفي لقضاء يوم يبقي محفورا في ذاكرتهم.. واقبل الشباب ايضا علي المراكب النيلية التي تزينت في اجمل صورة لها لتقطع رحلات نيلية ذهابا وايابا علي انغام اجهزة ال DJ، وقد بدأت المراكب رحلاتها من منطقة الساحل وروض الفرج حتي شبرا الخيمة، ووصلت قيمة التذكرة الواحدة 5 جنيهات اما الاتوبيس النهري فقد شهد اقبالا كثيفا من قبل الرواد الذين استقلوه من منطقة ماسبيرو وحتي القناطر الخيرية وبلغت قيمة التذكرة الواحدة 30 جنيها. واكتملت الصورة ابتهاجا علي الكورنيش الذي شهد تواجد عناصر الامن والمرور بطول الكورنيش وتواجدت ايضا الافواج السياحية علي طول الكورنيش بعد ان غابت كثيرا عن المشهد وحرصت علي مشاركة المصريين في الاحتفالات بشم النسيم علي ضفاف النهر الخالد، وقد اعرب المصريون عن فرحتهم بهذا اليوم واستمتاعهم بالجو الربيعي بصحبة الاهل و الاصدقاء. وقد قام القائمون علي المراكب النيلية بالسهر حتي صباح اليوم لتزيين المراكب واحضروا أجهزة الدي جي مزودة بأحدث الاغاني الشعبية ، كما قاموا بتوزيع انفسهم للعمل ، وخصصوا عاملا للدعاية للمراكب، وقد ظهرت هذه المراكب في ابهي صورها لاستقبال الرواد ايام شم النسيم وحرص العاملون بها علي تزيينها وتنظيفها ووضع اجهزة الدي جي بها المزودة بأحدث الاغاني الشعبية ، وانتشر هؤلاء العاملون علي الكورنيش ليمارسوا نوعا من الدعاية والحث علي استقلال مراكبهم وبالطبع كان كوبري قصر النيل اكثر الاماكن جذبا للمواطنين علي الكورنيش. كما شهدت منطقة الزمالك إقبالا علي تأجير «الحنطور» للتنزه حول النيل ، وتراوحت أسعار تأجير الحنطور من 60 الي 100 ل«لفة». و يقول محمد قرشي انه اصر علي النزول أمس ليؤكد انه سيتم الاحتفال بأعياد القيامة رغم انف الارهاب الاسود، الذي خلق أحداثا دامية احزنت الشعب المصري كافة، وسيشارك المسلمون الاخوة المسيحيين في الاحتفال بالقيامة، وسيقول المصريون «المسلمون» للمصريين «المسيحيين».. كل عام وانتم بخير، بهذه الكلمات بدأ الحاج محمد فرج صاحب مصنع طوب حديثه معبرا عن استيائه الشديد وغضبه الجم تجاه رغبة فئة ضالة آثمة أرادت هدم جدار الشقة بين ابناء الوطن الواحد، موضحا ان معظم اصحابه من المسيحيين ويتعامل معهم ويتعاملون معه بشكل طبيعي جدا، ولم يشعر في يوم علي حد قوله بأن هناك اختلافا بينهما فالعلاقة ما بين الاقباط والمسلمين تاريخية ولن تهزها رياح الارهاب وان الروابط التاريخية قوية بين ابناء الوطن..وقال انه سيشارك اخواته المسيحيين من جيرانه واصدقائه احتفالهم بشم النسيم وسيقدم لهم الفسيخ و الرنجة ويقف بجانبهم سواء في منازلهم أو في الكنيسة ليري العالم اجمع ان الشعب المصري هو نسيج وطني واحد يصعب تفتيته أو النيل منه ولم ولن تنجح مخططات المغرضين.
