فلسطين.. اندلاع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الجمعة 24 مايو 2024    أستاذ اقتصاد: التعويم قضى على الطبقة المتوسطة واتمنى ان لا أراه مرة أخرى    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    الشرطة: نحو 50 محتجا يواصلون الاختباء بجامعة ألمانية    ألمانيا تعلن اعتقالها نتنياهو في هذه الحالة    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    انتهاء الموجة الحارة.. الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    عائشة بن أحمد تكشف سر العزوبية: أنا ست جبانة بهرب من الحب.. خايفة اتوجع    هشام ماجد: «اللعبة 5» في مرحلة الكتابة.. وهذه قصة صداقتي مع شيكو    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    خالد جلال: جوميز ركز على الكونفدرالية فقط.. وهذه نصيحتي لفتوح    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 24 مايو 2024    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سيد معوض يكشف عن روشتة فوز الأهلي على الترجي    أحمد عيد: كولر ناجح في السيطرة على لاعبي الأهلي    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    إصابة 5 أشخاص إثر حادث اصطدام سيارة بسور محطة مترو فيصل    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    وفاة إيراني بعد سماعه نبأ تحطم مروحية رئيسي، والسر حب آل هاشم    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    بايدن: لن نرسل قوات أمريكية إلى هايتى    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    مقتل مدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية: "مش عايزها تاخد دروس"    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    "قمة اليد والدوري المصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    انعقاد الجلسة الخامسة لمجلس جامعة الدلتا التكنولوجية    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان هاني مهني رئيس اتحاد النقابات الفنية يكشف في حواره مع الأخبار
الأسباب الحقيقية وراء إلغاء مبارك عيد الفن 30 سنة


الموسيقار هانى مهنى فى حواره مع الأخبار
حضور الرئيس منصور الاحتفال.. نقطة انطلاق لاستعادة دور الفن في المستقبل
معظم الفنانين فگروا في الهجرة بعد تولي الإخوان الحگم في مصر
غياب الحس الفني في المدارس وراء العمليات الإرهابية!
النقابات الفنية بدأت دراسة وضع ميثاق شرف للفن
رغم أن المسافة بين الفن والسياسة شاسعة.. ومن ثم فإن الحديث عنهما قد يعتريه بعض الصعوبات إلا أن الموسيقار الفنان هاني مهني رئيس اتحاد النقابات الفنية قد نجح وبامتياز في اجتياز كل هذه الصعوبات مما يدل علي ثقافته الواسعة وأحاسيسه الوطنية المتدفقة..
ولقد توهم لأول وهلة أننا سنتحدث عن الفن فقط، خاصة بعد الاحتفال بأول عيد للفن المصري بعد توقف دام ثلاثين عاما.. وعندما أبلغته بأن هذا الحوار سوف يقترب من عالم السياسة ومما نعيشه حاليا من احداث اندهش وكان بيننا هذا الحوار الذي يجمع بين الفن والسياسة.. فإليكم هذه التفاصيل.
دعنا نبدأ من ميثاق شرف للفن.. فما تفاصيل هذا الميثاق وما أهم دوافع الاحتياج اليه؟
أولا.. منذ 24 عاما كنت أكافح من أجل عودة عيد الفن، وللاسف كان يقف امام ذلك الوزير صفوت الشريف.
ولماذا؟
في عام 1978 كنت أمين صندوق الاتحاد العام للنقابات الفنية وكان رئيس الاتحاد هو المرحوم سعد الدين وهبة وكنا قد احتفلنا بعيد الفن أعوام 78و 79 وعام 80 ولكن في عام 1981 وفي شهر يونية وصل الي الاتحاد خطاب من رئاسة الجمهورية وفيه اعتذار عن عدم حضور الرئيس الراحل أنور السادات لحفل هذا العام رغم انه كان يحرص علي حضوره في السنوات السابقة.. وانه سوف يبعث نائبه حسني مبارك في ذلك الوقت للحضور بدلا منه لظروف خاصة.. الا ان المرحوم سعد الدين وهبة رفض ذلك واعتبرها صفعة للفن المصري. ومن ثم تم إلغاء هذا الحفل ويشاء ربنا ان يقتل السادات بعد ذلك ومن يومها لم يتم الاحتفال به من جديد..
حيث تولي من بعده هذا المنصب حسني مبارك الذي رأها لطمة ضده ومن ثم فقد قرر الغاء هذا الاحتفال السنوي بعيد الفن وأنت تعرف ان مبارك كانت اهتماماته في الاصل بالرياضة اكثر من الفن.
وما دخل صفوت الشريف حتي هذه اللحظة في كل ما تحكيه؟!
لقد تفنق ذهن السيد صفوت الشريف الذي كان يتولي وزارة الاعلام في ذلك الوقت ان يشركنا مع الاعلاميين في عيدهم.. واقترح ذلك علي الرئيس الاسبق والذي وافق علي الفور ومن يومها اصبح الاحتفال بالفنانين مقرونا بالاحتفال بعيد الاعلاميين. وذلك من اجل امتصاص غضب فناني مصر.
ولم يكن لنا رأي ترفض أو نقبل هذه الفكرة المهم كنا بنحضر هذه الاحتفالية مع الاعلاميين حتي انه في مرة من المرات كنا مجموعة من كبار الفنانين في استديو عشرة بالاذاعة وكنا نقف في صف في انتظار وصول الرئيس الاسبق.. الا اننا فوجئنا بالدكتور زكريا عزمي يحضر الينا بالاستديو من اجل ان نذهب الي مبارك حيث يجلس لتحيته.. فرفضت ذلك الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا وطلبت ان يحضر الينا كي نسلم عليه وبالفعل حضر للقائنا حيث كنا داخل هذا الاستديو وأنا كنت احد الذين حضروا هذه الواقعة.
في شارع الصحافة
وهل هذه الواقعة هي الوحيدة الخاصة بك في علاقتك بالرئيس الاسبق؟
هناك واقعة اخري أدخلتني شارع الصحافة كي أكتب فيه عمودا يوميا عندما كنا في قاعة المؤتمرات وفي لقاء مع الرئيس الاسبق مبارك وطلبت أن اتحدث اليه في كلمة عن ضرورة الاحتفال بعيد الفن الا ان الدكتور زكريا عزمي اعتذر لي لان مبارك كان علي وشك الخروج من اللقاء.. وكان يجلس بجانبي وقتها الاستاذ مرسي عطا الله رئيس تحرير الاهرام المسائي الذي طلب مني ان اكتب فعلا في الاهرام المسائي عمودا يوميا.. وحدث ذلك بالفعل وكان عنوانه أوتار موسيقية واستمر لمدة 3 سنوات ونظرا لانني كتبت احد الاعمدة عن مشروع القراءة للجميع وطالبت فيه بضرورة الاهتمام بالثقافة للجميع وليس القراءة فقط.. فرفض المسئول عن التحرير آنذاك وفي ظل غياب مرسي عطاالله ان ينشر هذا المقال فانسحبت ولم اعد اكتب عندهم.
ميثاق الشرف
نعود من جديد للحديث عن ميثاق شرف الفن.. ونسألك عمن صاحب هذه الفكرة!؟
لقد فوجئت بهذه الفكرة.. لانني كنت قد ركزت كل جهودي في الفترة السابقة لعودة عيد الفن.. وذلك بالاتصال بوزير الثقافة الذي حصلت منه علي موافقة مكتوبة بذلك.. كما اعطي تعليماته للاوبرا للاعداد لهذه المناسبة.. عندئذ بدأت اتصالاتي برئاسة الجمهورية علي أمل ان يحضر هذا العيد الرئيس عدلي منصور.. وكنت قبل ذلك في الحوار الوطني قد طلبت ايضا منه ان يحضر هذا الاحتفال الذي اتفقنا فيه علي ان يكون يوم 13 مارس.
ومتي تم هذا الاتصال؟
ربما قبل بدء هذه الاحتفالية بشهرين فقط.. وفي هذا الاجتماع وافق الرئيس بشكل مبدئي.. إذ اخبرتني الرئاسة بعد هذا اللقاء ب3 ايام ان الرئيس وافق من حيث المبدأ وبشرط لا يتم الاعلان عن هذه الموافقة في هذا الوقت.. المهم انني بدأت وزملائي لهذه الاحتفالية تحديد المكرمين واسمائهم من خلال وضع معايير تم الاتفاق عليها قبل العيد ربما بعشرين يوما فقط اخبرتنا الرئاسة بأن الرئيس عدلي منصور سوف يحضر مع كبار رجال الدولة وهكذا تم هذا الاحتفال.
ولماذا فوجئت بحديث الرئيس الذي طالب فيه بوضع هذا الميثاق؟
ان الرئيس في خطابه الذي القاه في الحفل تناول فيه ضرورة وضع هذا الميثاق لتنظيم العلاقة بين الدولة وبين الفنان وبين الشعب والوطن.. هذه الدائرة ذات الابعاد الثلاثة تم التعبير عنها من خلال الرئيس وكأننا كنا نستمع مثلا للدكتور طه حسين خاصة في اختياره للعبارات والرئيس في هذا الخطاب ايضا عرض هذا الميثاق في سبعة بنود سوف تكون ملزمة للفنان وللدولة في آن واحد.
مشاكل الفن
نعتقد اننا قد اقتربنا سويا من حديث الفن ولذلك سوف أسألك ما الذي اصاب الفن في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية؟
ان الفن في مصر لم يصب بما هو فيه ليس خلال ال3 سنوات الماضية فقط! لأنه في الحقيقة قداصيب بما هو فيه من هبوط واسفاف ربما من 30 أو 33 سنة حين اصبح الفن المصري مستهدفا خاصة منذ توقف الاحتفال بعيد الفن.
وكيف؟!
صحيح كانت هناك مقاومة بأعمال فردية وشخصية وتحاول ان تصمد ومن ثم لم يتمكنوا من تدميره كلية.
وهل هناك جهات بعينها كانت تقف وراء ذلك؟!
هناك بعض الاخوة العرب المنوط بهم التعامل في هذا المجال.. وللاسف كنا نعرفهم ونعرف طرق التعامل معنا.
وما أهم ملامح ذلك؟!
اضرب ذلك مثالا واحدا فقط ففي العيد المئوي للموسيقار محمد عبدالوهاب لم يكن التليفزيون المصري لديه اي فيلم يمكن ان يعرضه في هذه المناسبة وللاسف فإن اسرائيل هي التي اذاعته وهو فيلم الوردة البيضاء ومن ثم احتفلت اسرائيل بهذه المئوية.
ما سبب ذلك؟
السبب ان احد المنتجين العرب كان قد اشتري حقوق بث كل هذه الاعمال الفنية وكان شريكه يهوديا أو اسرائيليا لا اعرف وهو الذي اعطي لاسرائيل حق هذا البث.. واكثر من ذلك ان الفن المصري وطوال هذه الفترة كان مستهدفا وكان يزعج البعض مقولة ان مصر هوليود الشرق وهكذا.. وكان ذلك دعوات بدأنا نسمعها بأن الفن لم يعد مقره في مصر الآن وان الحديث عن الماضي لن يجدي والمهم المستقبل.
وللاسف عندما قامت ثورة 25 يناير ازداد هذا الوضع سوءا كما حدث نوع من الخلخلة مثله مثل ما حدث في كل القطاعات الاخري لان انهيار الفن المصري قد ازداد عن ذي قبل.
وهل هناك اسباب ساعدت علي ذلك؟
طبعا.. لقد كان الانهيار يقف علي الحواف والحدود ولم يصل الي العمق، ولكن للاسف بعد الثورة تطرق الفساد الي عمق هذا الفن وادي الي انهياره بدليل انتشار الاغنيات الهابطة والافلام الضعيفة وافلام الرقص والمخدرات.
حرموا الفن
وهل استغل الاخوان هذا الانهيار لصالحهم؟
طبعا.. لقد حرموا الفن.. وكان اكثر منهم تشددا السلفيون الذين وقفوا بالمرصاد لكل ما هو فن حتي أنهم رفضوا السلام الجمهوري وتحية العلم! وهذا الموقف يخالف ما ينادي به الاسلام الذي لم يحرم ابدا الفن ولم يدع الي مقاطعته ولدينا امثلة تاريخية كثيرة حتي ايام الاسلام الاولي.
هجرة الفنان
اذن انت تري الخطورة قد ازدادت علي الفن المصري ومستقبله بعد تولي هذه الجماعة حكم مصر.. أم ماذا؟
نعم بدليل انني ومجموعة كبيرة من الفنانين فكرنا جديا في الهجرة من مصر.. وأنا شخصيا من بعد تولي مرسي أقسم لك انني كنت قد جهزت نفسي للسفر والهجرة خارج مصر وأناس كثيرون غيري.
وما رأيك في موقف الفنانين ضد وزير الثقافة الاخواني.. وما قاموا به ضد هذه الهجمة الشرسة التي قادها؟
انا اعتبر ان هذا الاعتصام والذي قاده الفنانون وأنا معهم كان أولي خطوات رد الاعتبار للفن والفنانين المصريين لقد كنت والاديب بهاء طاهر والمخرج خالد يوسف والدكتور محمد العدل من اوائل الذين قادوا هذا الاعتصام وقضينا داخل الوزارة اكثر من اربعين يوما حتي قيام ثورة 30 يونيو.. هذا الموقف نفسه كان يمثل لنا رؤية جديدة وفيها تفاؤل كبير بعودة هذا الفن لدوره الطبيعي لان الفنان المتشائم دائما ما يقتل بداخله الابداع ونفس هذا الموقف واجهته عندما قالوا لي انك لن تستطيع ان تعيد الاحتفال بعيد الفن. ولذلك فإن عودة هذا العيد وبهذا الشكل قد ساهمت في رفع الروح المعنوية لكل الفنانين.
وماذا يمكن ان يقدم الفن لبعث مصر من جديد؟!
ما دمنا قد بدأنا في تهيئة المناخ الجيد فسوف نبدع ويزداد الابداع رونقا وتألقا وانت تعرف ان الفن لا يعمل وحده بل يعمل ضمن منظومة كاملة.. وعلي سبيل المثال لقد طلبنا من وزير التربية والتعليم ضرورة عودة حصة الفن والموسيقي وعودة المسرح المدرسي والتدبير المنزلي والتربية الوطنية.. لانك عندما تريد ان تخلق فنانا جيدا ومبدعا لابد وان يكون هناك متلق جيد ومتذوق يعرف قيمة ما تقدمه اليه..
الدور الحضاري
وهل يمكن للفن ان يساهم في خروجنا مما نحن فيه الان؟
طبعا للفن دور انساني وحضاري كبير ومن ثم فإن كل المنظومة المصرية لابد وان تتكاتف من اجل المستقبل والوصول دائما إلي الاحسن..
وهذا يتطلب وضع ميثاق شرف يوضح دور الفن في هذه المرحلة وربما ذلك يساهم في جذب هؤلاء المغيبين من الشباب ومن الذين يستغلهم الاخوان لتنفيذ الاعمال الارهابية والاجرامية للعودة الي الوطن مرة اخري.. هؤلاء الشباب الذين لو كانوا تعلموا في مدارسهم الحس الفني وتنميته أقسم بالله انهم لن يقدموا علي مثل هذه الاعمال ولا يمكن ومن ثم فإن الفن يمكن ان يساعدهم لانه يؤسس الانسان وينمي شعوره واحاسيسه.. ولدينا مؤلفون كبار مثل الكاتب المسرحي علي سالم الذي عبر عن ذلك في اكثر من عمل ادبي له والذي وصف الفنان بأنه هو صاحب المصنع الذي يصنع الانسان.
وان شاء الله سوف نصل الي هذه المرحلة بشرط ان نضع نصب اعيننا ميثاق الشرق ونبدأ فعلا في تفعيل بنوده مع المسئولين ومع الفنانين عندئد سوف تتغير مصر 180 درجة الي الاحسن والاصلح.
وهل لديك احساس بوجود عقبات لتفعيل واصدار هذا الميثاق؟!
مما لا شك فيه سوف نواجه عقبات، ومن وجهة نظري لابد وان تكون هناك مبادرة من وزارة الثقافة بتكوين لجنة وتعمل في ظل هذا الميثاق وبنوده.. وربما يساهم هذا الميثاق في التقليل من حدة لجوء الفنان الي ابراز السلبيات في مصر وترك الايجابيات لان كل مجتمع به سلبيات وايجابيات ولكن للاسف لدينا تصوير للسلبيات اكثر من غيرها.
المسألة اقتصادية
وهل ذلك يحتاج توعية؟
بطبيعة الحال مع الضروري عمل التوازن بين المكسب المادي للفنان وما يقدم وبين مصلحة الوطن. أو بمعني اخر بين الاقتصاد ومصلحة المجتمع فأنت تري علي سبيل المثال في السينما عندما ينجح أي فيلم معتمدا علي السلبيات فقط تجد الاخرين ايضا يقدمون علي انتاج مثل هذه النوعيات من الافلام الهابطة وغير الهادفة.. مع ان العكس هو الصحيح وهذا ينطبق علي الاغنية والرقصات واي منتج فني.
وما رأيك في دور الدولة في الحفاظ علي ريادة مصر في الفن؟
هو بطبيعة الحال دور مهم جدا.. وقد بدأ هذا الدور فعلا. ويحرص فخامة الرئيس شخصيا علي حضور الاحتفال بعيد الفن هذا الرجل المحترم ورجل الفانون المشهود له بالنزاهة والذي تحدث الينا في خطابه العظيم وكل كلمة قالها لنا انما هو مقتنع بها وبأهميتها.. واضف الي ذلك فإنني اعتبر ان حضور الرئيس هذا الاحتفال سوف يكون نقطة انطلاق غير مسبوقة لاستعادة دور الفن المصري في الفترة القادمة..
بدليل ان كل خطب الرئيس السابق لم تكن تستغرق سوي 5 دقائق أو اكثر قليلا، يعني كلها خطابات قصيرة ومقتضبة، ولكنه في هذا الخطاب حدثنا لمدة 28 دقيقة وهذا يحدث لاول مرة ومنذ توليه هذا المنصب.
ولذلك فإنني اعتبره اطول خطاب للرئيس ومنذ توليه هذه المسئولية هذه الدقائق تحدث الينا من خلالها عن الفن وكأنما يعيش معنا.
تكريم الفنانين
وماذا عن شعور الفنان المصري في هذه اللحظات؟
كان شعورا ارتبط بالسعادة الغامرة وقد وضح ذلك في عدد المرات التي تمت فيها مقاطعة هذا الخطاب بالتصفيق كما لاحظت الفرحة الكبيرة في عيون كل الفنانين الذين حضروا هذا الاحتفال.
وماذا عن ردود الافعال لدي الفنانين العرب؟
لقد تجلي ذلك بوضوح في كل الاتصالات التي تلقيتها من كل وسائل الاعلام العربية والاجنبية بالاضافة الي عشرات الفنانين في مختلف البلاد العربية.. وكلها تؤكد ما شعروا به من سعادة تؤكد عودة الفنان المصري بقوة مرة اخري.. وذلك بعد ما مررنا ونمر به من مشاكل واضطرابات بالاضافة الي فرحة الناس في الشارع سواء المصري أو العربي.
المسئولية كبيرة
ألم تر ان نجاح هذا العيد وما قوبل به من ردود افعال طيبة سوف يلقي علي عاتق الفنان مسئولية اكبر في الفترة القادمة؟
طبعا.. سوف تزداد مسئولية الفنان تجاه وطنه وتجاه هذا الشعب وعلينا جميعا ان نتكاتف من اجل ان نكون علي قدر علي هذه المسئولية الجديدة.. وأنا لا أشك ان كل فنان في مصر يتمتع بمصرية عالية جدا ولديه حنين، ولا أريد ان اقول لك انني وآخرين نزلت الدموع من اعيننا من الفرحة والتأثر كما اعتقد ان هذه الخطوة سوف تكون دافعا حقيقا لكل فناني مصر من اجل الانطلاق الي الاحسن والسعي نحو المستقبل.
دعنا نختتم هذا الحوار سؤالك: وكيف يمكن للفن ان يساهم في مقاومة الارهاب؟
لقد قلت من قبل ان هؤلاء الشباب المغرر بهم والذين يفجرون انفسهم والناس معهم في ظل الارهاب لو كانوا تعلموا الفن داخل مدارسهم لما استطاع لاخوان استقطابهم في هذه العمليات بل ان اسرع قنبلة تساهم في التخلي عن الارهاب هو الفن.. واضرب لك مثالا علي ذلك.. أنت يوم الجمعة لو كانت هناك مظاهرات اخوانية وترفع شعاراتهم المعروفة وعلي الجانب الآخر من الشارع فرقة موسيقية وبها احد الفنانين.. فسوف يتركوا هذه المظاهرة الارهابية لمشاهدة الفرقة الموسيقية اذن هذا هو الفن ودوره.
الا تعتقد وقتها انهم سوف يتوجهون لضرب هذه الفرقة وإيذاء هذا المغني؟
لن يحدث ذلك.. وللاسف سوف يتوجهون لضرب الشرطي أو غيره وذلك من اهدافهم الخسيسة.
تسلم الأيادي
لماذا نري البعض يقتل من يردد اغنية تسلم الايادي؟
لانهم يروون ان من يغني هذه الاغنية انما يخاطب اناسا بعينهم ومن الذين يستهدفونه سواء بالأغنية او من دونها.. وهذه للاسف وجهة نظرهم.. لانهم يعتبرونهم اعداء لهم! ومن ثم فهم يعتبرونها ليست من الفن في شيء وانما ينظرون اليها علي انها تعبر عن اعدائهم.
السادات يغني
نريد ان تحدثنا عن الرؤساء والملوك الذين التقيت بهم وعلاقتهم بالفن فماذا تقول؟
الملك الحسن علي سبيل المثال رحمة الله عليه وكنا مع عبدالحليم حافظ في احدي الحفلات في المغرب.. فتحدث معنا مؤكدا علي انه يجب علي الفنان ان يكون سياسيا.. وكما يجب علي السياسي ان يكون فنانا وذلك من اجل ضمان نجاحه في الحياة.
وفي مصر عرفت الرئيس الراحل أنور السادات الذي كان يحب الغناء جدا وبل كان يغني لنا بصوته وأنا اعزف علي الاورج وكان كثيرا ما يقلد فريد الاطرش.. وأيضا السلطان قابوس دائما ما يستمتع بالموسيقي الكلاسيك ولذلك تجد في عمان احسن الاوركسترا السيمفونية وبها عازفات وطنيات من عمان.. والملك حسين ايضا الذي كان يعتبر متذوقا عظيما للفن وبور قيبة ايضا.. وأنت تعرف ان كل الذين ذكرتهم تجدهم ناجحين سياسيا وفي حالة تألق دائم واحسن زعماء يقودون ويحكمون شعوبهم.
وماذا عن الرئيس الاسبق مبارك؟
لا تعليق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.