سالم الكتبى لا يمكن ان يصدق عاقل أن جماعة الاخوان المسلمين الارهابية لا تقف وراء الحملة الالكترونية لتشويه مرشح الرئاسة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي، ومن يصدق مزاعمهم في هذا الشأن هو ذاته من يصدق أن الاخوان لا علاقة لهم بالتنظيمات الارهابية التي تمارس القتل وسفك دماء الجنود المصريين في سيناء وغيرها من محافظات مصر، ومن يصدق ذلك هو من يصدق كذلك أن مظاهرات الاخوان واعتصاماتهم لا يتم فيها حمل السلاح والتخطيط للارهاب والعنف بمختلف أنواعه وأشكاله!!. لا أسعي هنا إلي الدفاع عن المشير السيسي، فالرجل لديه، من بين أنصاره ومؤيديه من غالبية الشعب المصري، من هم أفصح مني لسانا وأقوي بيانا وأفضل حجة وبرهانا، ولكني أود تسليط الضوء علي فتاوي عبد الرحمن البر مرشد تنظيم الاخوان الارهابي، الذي يضلل بفتاواه الباطلة عناصر الجماعة المغيبين واهما إياهم أن سباب المسلمين وشتمهم لا يتعارض مع الاسلام بل يعتبر "واجبا شرعيا"، كما يحاول أيضا تعميق الفتنة والضلال والانقسامات بين المصريين!! صفات المسلم الحق معروفة لشريحة عريضة من عامة المسلمين، ولا أريد هنا تنصيب نفسي باحثا أو فقيها بأمور الدين، ولكني بصدد سرد ما يتسني لي من هذه الصفات الحميدة. الأديان جميعا، وليس الاسلام فقط تقضي بأن سوء اللسان من سوء الخلق، وفي ديننا الحنيف هناك عشرات الأدلة علي أن الاسلام يحض علي حسن الخلق وعفاف اللسان، فالله عزوجل يقول في كتابه الكريم "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم"، والرسول (صلي الله عليه وسلم) يقول في الحديث الشريف "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء" ويقول أيضا " ساب المؤمن كالمشرف علي الهلكة"، وهذا يعكس عظم الجرم الذي يرتكبه المسلم الحق في حال توجيه السباب لمسلم آخر، وهناك أيضا حديثه (صلي الله عليه وسلم) "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". هذا هو حال المسلم الحقيقي وسلوكياته المفترضة في القرآن الكريم والسنة الشريفة، ومن ثم فإن السباب البذيء ليس من الاسلام في شيء، ومن ثم فإن صدر عن تنظيم يزعم، باطلا، أنه يدافع عن الاسلام ويسعي إلي تطبيقه، بل يحاول أن يحتكر الحديث باسم الاسلام والمسلمين، فإن هذا يعكس وقاحة من يدعي ذلك ومدي اسفافه وسقوطه الاخلاقي والمعنوي وعمق مايسببه من خسارة فادحة للاسلام والمسلمين. هل يعقل أن يتبني تنظيم يرفع آيات الله وقرآنه الكريم حملات اعلامية بذيئة وسافلة ضد خصومه السياسيين، وهل من الاسلام أن يسقط دعاة التنظيم في مستنقع الانحطاط الاخلاقي إلي هذا الحد، ويدعون لاستخدام مفردات "قذرة" يستدعونها من ذاكرتهم المنحظة للنيل من خصومهم باستخدام وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي. بعد ذلك كله، هل هناك من بات يصدق أن تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي يدافع عن الاسلام؟ وهل يمكن أن يدافع عن الاسلام من يخترق نصوصه ويخالف تعاليمه ليل نهار؟ وهل يمكن أن ينشر الاخلاق من يفتقر إليها؟ وهل يمكن أن نصدق أن كل هذا التكالب علي السلطة من أجل الاسلام الذي يسيئون إليه مع سبق الاصرار والترصد في كل سلوكياتهم وممارساتهم؟. أنا شخصيا أزعم معرفتي بمصر الشقيقة وشعبها جيدا، وأثق في أن وسطية المصريين التي ظلت، ولا تزال، سمة مميزة لهم طيلة القرون الماضية تأبي أن تقبل مثل هذا الفحش بالقول في حق القادة والرموز الوطنيين، وأثق أيضا أن ثقافة المصريين لا تزال ترفض مفردات غير اخلاقية رغم ما حاق بالمزاج الشعبي العام وما طرأ عليها من تغيرات في الاعوام الثلاثة الماضية. لن أصدق أن المصريين الحقيقيين يقبلون أن تلصق علي حوائطهم وشوارعهم واتوبيسات النقل العام مفردات قذرة ومنحطة، ولن أصدق أن المصريين يوافقون علي أن تتداول هذه المفردات أمام أعين نسائهم وبناتهم المحترمات. الدين الاسلامي ياسادة، دين معاملة حسنة، فالرسول (صلي الله عليه وسلم) يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ويقول أيضا "ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثاً أو مرتين. قالوا: بلا يا رسول الله. قال: "أحسنكم خلقاً" ، ألم يقرأ عبد الرحمن البر مفتي جماعة الاخوان الارهابية مثل هذه الاحاديث الرائعة قبل أن يدفع مريديه ودراويشه إلي منزلق الفحش والبذاءة وسب المسلمين؟ لا أشك في أن التنظيمات الارهابية تعاني خللا وقصورا في فهم الدين الاسلامي، فهم مجموعات من أشباه المتعلمين، الذين التفوا وراء مصالحهم الدنيوية، فيما غرر ببعضهم الآخر استغلالا لحاجة أو غير ذلك. الغريب في الأمر كله أن تنشر صحف دولة قطر، التي تجاهر برعاية الارهاب والارهابيين عناوين "هاشتاج" بذيء من انتاج مختبرات الاخوان الالكترونية المنتشرة والممولة بشكل هائل من ثروة قطر النفطية، التي تستثمر في معارك ومغامرات شخصية لا ناقة للشعب القطري فيها ولا جمل. ألم يقرأ الشعب القطري الشقيق تقرير صحيفة "الشرق"القطرية علي موقعها الالكتروني بتاريخ التاسع والعشرين من مارس الماضي، حيث جاء عنوان التقرير المذكور متضمنا عنوان "الهاشتاج" السافل الذي انتجه الاخوان ونشروه عبر مليشياتهم الالكترونية بالاستعانة بميلشيات حزب العدالة والتنمية الالكترونية، والتي يبلغ قوامها، حسب احصاءات وتقديرات تركية موثوقة نحو ثمانية ألاف شخص!! هل سقطت قطر إلي حضيض البذاءة والسفالة إلي حد ترويج بذاءة الاخوان وانحطاط اخلاقهم؟ هل ترضي "دولة" أن تساير تنظيم يدافع عن مصالحه بكل الوسائل غير المشروعة؟ وكيف تثق قطر في قيادات تنظيم باعوا وطنهم وارتضوا كيل السباب والشتائم لشعبهم؟.