سميحة أيوب ومنى زكى فى »الضوء الشارد« أحد الأعمال التى عاشت فى الذاكرة الفن الجميل كانت له مواصفاته من أهمها عدم خروجه للنور قبل أن تكتمل جميع عناصره من خلال جلسات عمل وبروفات للوصول في النهاية إلي رؤية متكاملة تحمل إبداعاً وليس مجرد عملاً للتسلية وقضاء الوقت!! وباختفاء هذه العناصر تواري الفن الجميل وحلت محله الأعمال التجارية التي تسعي من أجل الربح فقط.. ومنها الدراما التي تدخل في سباق مع الزمن للحاق بالعرض الرمضاني كل عام قبل أن تكتمل نصوصها علي الورق، مما أفقدها الرؤية والمضمون وصارت مجرد »كم« لشغل حيز من الإرسال، دون أن تبقي في »ذاكرة« المشاهدين كأعمال تحمل طابع التميز والتألق مثل »ليالي الحلمية رأفت الهجان المال والبنون أم كلثوم بوابة الحلواني والضوء الشارد«!! في البداية أوضحت المخرجة انعام محمد علي أن عدم اكتمال كل العناصر الفنية قبل التصوير يؤثر علي العمل الدرامي من عدة زوايا فالمخرج لن يكون لديه الرؤية المتكاملة للعمل والتي ستحدد أسلوب إخراجه وتعامله مع العمل ككل، وبالتالي سيفقد العمل أهم مقوماته وأيضاً اختياراته للأبطال لن تكون موفقة لأنه يجهل معرفة تطور كل شخصية وتصرفاتها وما سينتج عنها، هذا ما يخص الرؤية الإبداعية التي بالتأكيد لن تظهر أبداً وتحل محلها الرؤي المتضاربة، أما علي الجانب التنفيذي للعمل فهذا الأمر سيؤثر بلا شك في بناء الديكورات، فإذا لم تتوفر حلقات النص كاملة فلن أستطيع أن أحدد الديكورات الرئيسية والثانوية، لأنه من الجائز أن تظهر في الحلقات التي لم تكتب بعد مشاهد في ديكورات تم هدمها بالفعل فيتكبد الإنتاج خسائر إضافية. وتضيف المخرجة أن ارتباط الأعمال الدرامية بالعرض الرمضاني، كثيراً ما يضع الجميع في مواجهة مع الوقت، لذلك يكون هناك تسرع، فلا تكون هناك خطة عمل واضحة. لا يتذكرها أحد ويؤكد المخرج محمد فاضل أن ما يحدث الآن هو أشبه بعملية تجارية أكثر منها درامية، حيث أصبح الاهتمام بتواجد النجم الذي يتم تسويق العمل باسمه وما عداه من مخرج وباقي الممثلين مجرد قطع مكملة لوجود هذا النجم.. وفي شهر رمضان العام الماضي كان هناك أكثر من 05 عملاً وأتحدي أن يتذكر أحد المشاهدين عملاً أو اثنين من بين هذا الكم الهائل من الأعمال، وهذا يعد فشلاً ذريعاً، لأن نجاح الأعمال يقاس بمدة بقائها في ذاكرة المشاهد، فمثلاً »ليالي الحلمية ورأفت الهجان« والعديد من الأعمال المتميزة مازالت محفورة في ذاكرة كل مصري، علي عكس الأعمال الحالية التي أصبحت أشبه »باللب« الذي يستخدم للتسلية. ويتفق مع هذا الرأي المؤلف يسري الجندي الذي يري أن ظاهرة تصوير الأعمال الدرامية قبل الانتهاء من كتابتها من أهم عوامل تدهور الدراما في الآونة الأخيرة ويجب علي القائمين علي الدراما التصدي لمثل هذه الظاهرة فمن المؤسف أن جهات الإنتاج التي تبحث عن الربح فقط دون تقديم قيمة فنية هي من تقوم بذلك، فالمؤلف لديه رؤية تكتمل مع نهاية كتابة العمل ولكن هذا لا يحدث الآن لأن جهات الإنتاج تبحث عن الأسماء دون الاعتماد علي النص وهناك عدد قليل جداً من النجوم هم الذين يصرون علي عدم التصوير دون اكتمال النص ومن بينهم الفنان يحيي الفخراني الذي يطلب قراءة العمل كاملاً ويتناقش مع المؤلف والمخرج علي الشخصيات، أما المعالجة الأولي التي تقدم لجهة الإنتاج فهي لا تكفي.. وأضاف في بعض الأحيان يكون هناك تداعيات لتطوير شخصية ما ضمن الأحداث ولكن في إطار معين فإذا تم البدء في التصوير قبل الانتهاء من الكتابة فمن الصعب تحقيق ذلك. ويشير المؤلف فداء الشندويلي إلي أن هذه الظاهرة تؤثر بالتأكيد علي العمل بشكل كبير من الناحية الإنتاجية والفنية أيضاً فكيف يستطيع أي منتج حساب تكاليف أي عمل دون اكتمال واحد من أهم عناصره وهو النص بالإضافة إلي العامل الفني الذي يلزم الممثلين والمخرج قراءة جميع الحلقات قبل البدء في التصوير ومناقشة جميع تفاصيل الشخصيات وعدم اكتمال النص يعني خروج عمل غير ناضج. يتعارض مع الإبداع ويقول المؤلف محمد عزيز أن التسرع الذي يحدث الآن نظراً لاضطراب سوق الإنتاج وعدم تحديد مواعيد معينة للتصوير يؤثر بشكل كبير علي إبداع الفنانين فإن التحضير الجيد وعمل ما يسمي بجلسات العمل المسبقة للتصوير تنتج في النهاية أعمالاً ذات قيمة وأعتقد أن عملية التسرع التي نراها الآن للحاق بمواسم بعينها أفقد الدراما مكانتها وريادتها وأصبحت معظم الأعمال ذات طابع تجاري وليس فنياً يحمل قيمة للمشاهد. وأشار إلي أن الفنانين الحقيقيين يحرصون دائماً علي قراءة النصوص كاملة وهذا ما كان يحرص عليه نجوم في حجم سناء جميل وهدي سلطان أثناء عملي معهم وكان لديهم تعليقات علي أدق التفاصيل وهذا لا يحدث الآن مع ظاهرة الكتابة أثناء التصوير.