من المؤكد ان قرار كل من السعودية والامارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر قد جاء بعد ان فاض الكيل وبعد ان تأكدت الدول الثلاث بأن هذه الدولة العضو بمجلس التعاون الخليجي قد اختارت المضي في طريق الضلال الذي يستهدف الاضرار بالصالح الخليجي والصالح العربي. كل الشواهد التي تعكسها اجراءات الاستبداد والبطش السائدة في هذه الدولة تؤكد ان هذا الانحراف في السياسات والمواقف انما يعكس عمالة النظام الحاكم للقوي الخارجية.. ان ما يجري ليس ابدا اختيارا للشعب القطري البريء تماما من هذا السلوك. لقد كشفت حيثيات قرار سحب السفراء انه لم يتم الاقدام علي هذه الخطوة الصعبة الا بعد ان ثبت يقينا استفحال خطر ما يقوم به النظام الحاكم في قطر من اعمال اجرامية تستهدف الامن القومي لدول الخليج العربي بشكل خاص والامن القومي العربي بشكل عام. لقد شملت هذه الممارسات المسخرة لخدمة المصالح الاجنبية والصهيونية تغذية الانشطة الموجهة ضد سيادة وامن العديد من الدول الخليجية والعربية. هذا النظام يعتمد علي ما هو متوافر تحت يديه من اموال الشعب القطري لتنفيذ هذا المخطط القائم علي خيانة الانتماء الخليجي والعربي. ان قائمة ضحايا هذا السلوك شملت علي مدي السنوات الاخيرة اليمن وليبيا وتونس وسوريا ومصر والسعودية والامارات والبحرين. انه يستند لللسير في هذا الطريق العدائي للامة العربية علي الحماية التي يوفرها له الوجود الامريكي في قاعدة »العيديد« العسكرية. وتشير الانباء المتداولة إلي ان الدول الخليجية الثلاث والتي من بينها المملكة العربية السعودية التي تمثل الركن الاساسي في هذا التجمع الخليجي.. لم تقدم علي هذا التحرك غير المسبوق ضد قطر الا بعد ان فشلت كل جهود النصح والتحذير من مواصلة دعم ومساندة التنظيمات الارهابية العميلة المتآمرة. وفي اطار عملية الخداع التي تتولاها القوي الخارجية التي تعمل قطر لحسابها جرت عملية تنازل الشيخ بن خليفة لابنه تميم. لم يكن هذا التغيير الذي حدث سوي الوجه الثاني لنفس عملة الخيانة. وقد اصبح واضحا وجليا ان ما جري ويجري في قطر بداية بانقلاب حمد علي الوالد الشيخ خليفة لم يكن سوي جزء من مؤامرة ايقاع هذه الدولة الخليجية في شبكة العمالة للقوي الخارجية. وفي هذا الشأن فان هناك معلومات يتم تداولها بأن دور دولة قطر لم يقتصر علي خدمة المخططات الامريكية والصهيونية بل انها تعمل في نفس الوقت لخدمة السياسات العدوانية الايرانية في منطقة الخليج وعلي مستوي العالم العربي كله. هذه التطورات التي شهدتها وتشهدها الساحة السياسية العربية كانت مبررا لإثارة التساؤل عن موقف مصر من تجاوزات النظام القطري الذي يتفاخر باحتضان كل قيادات التنظيم الارهابي الاخواني الذي عمل ويعمل علي تدمير وتخريب الدولة المصرية.