خدعوك فقالوا إن التعليم الجامعي مجاني. فالتعليم نوعان، الأول تدفعه الحكومة عن طريق الضرائب، والثاني الذي يدفعه ولي الأمر. وهو التعليم الخاص. ليس من المعقول أن يدفع طالب آلاف الجنيهات في العام، مصروفات مدرسة خاصة. فإذا دخل الجامعة يدفع جنيهات قليلة. وليس معقولاً أيضاً أن نري أبناء القادرين يتعلمون في الجامعات مجاناً.. كما أنه ليس منطقياً أن يرسب طالب ست مرات في نفس الكلية ويتعلم كل هذه السنوات بالمجان. نظام التعليم الجامعي يجب أن يتغير، فأغلب أساتذة الجامعات يعترفون أن زيادة الطلبة عن طاقة الجامعة هو سبب تدهور التعليم: ليس لدينا مكتبات تكفي العدد الهائل من الطلبة وليس لدينا معامل كافية. طلبة الطب لا يكادون يرون الجثة التي يتم تشريحها وذلك بسبب الزحام. التعليم المجاني يجب أن يكون للمتفوقين فقط. غير مطلوب أن يكون لدينا ملايين من حملة الشهادات العليا. وإنما المطلوب عدد من المتعلمين والخبراء المتفوقين في مجالهم. المشكلة أصبحت مشكلة مجتمع تفشت فيه حمي الشهادات الجامعية. لو فكر كل واحد منا في مصلحة أبنائه، لعرف أن دخوله إلي الجامعة ليس من مصلحته. يجب أن يعلم أن العامل المدرب والفني الناجح هو »باشا المستقبل« لأنه سوف يحصل علي أعلي أجر، وسوف يكون أفضل من الشباب العاطل أو الشباب الذين يحملون مؤهلات ويعملون في وظائف بمرتبات هزيلة. فلنفكر بعقلية القرن الحادي والعشرين، إذا كنا نريد أن نواكب العصر!