اتخذت الأزمة السياسية المحتدمة في أوكرانيا بعدا جديدا مع تدخل كل من أمريكاوروسيا بشكل صريح ومحاولة استمالة طرفيها المتصارعين. وكان الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش" قد تعهد في وقت سابق بعدم اللجوء إلي العنف ضد آلاف المتظاهرين الذين يطالبونه منذ أسابيع بالاستقالة بعد رفضه التوقيع علي اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي عقب ثلاث سنوات من المفاوضات وذلك في مقابل مساعيه للتقرب من روسيا. وفي واشنطن حذر وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاجل" نظيره الأوكراني "بافيل ليبيديف" من تدخل الجيش لقمع معارضي النظام الأوكراني والمعتصمين في ساحة الاستقلال بالعاصمة كييف. وقال بيان ل"البنتاجون" ان هاجل دعا الجيش الأوكراني الي ضبط النفس مشيرا خلال اتصال هاتفي ب"ليبيديف" إلي "الأضرار المحتملة لأي تورط للجيش في تفريق المتظاهرين". وأضاف البيان ان الجيش الأوكراني أكد من جهته لواشنطن ان سياسته "تمنع استخدام القوة المسلحة في مواجهة المتظاهرين"، وانه سينقل "الرسالة بشكل مباشر الي الرئيس الأوكراني". وفي أشد التصريحات لهجة التي تصدر عن واشنطن حتي الان، دعا المتحدث باسم البيت الأبيض الرئيس يانكوفيتش الي "الإستماع لشعبه واستئناف المساعي لتحقيق الاندماج مع أوروبا". وبدا التصعيد من الجانب الأمريكي مع اعلان وزارة الخارجية في واشنطن بأن الولاياتالمتحدة "تبحث امكانية فرض عقوبات علي أوكرانيا" بسبب ما اعتبرته "قمعا للمعارضة". وكان وزير الخارجية "جون كيري" قد أعرب في وقت سابق عن "اشمئزاز" بلاده ازاء القمع في اوكرانيا. وفي الوقت نفسه بدأ أعضاء بالكونجرس البحث في تشريع يحظر اصدار تأشيرات دخول لمسئولين أوكرانيين او تجميد لأصولهم في الولاياتالمتحدة اذا تصاعد العنف في كييف، معربين عن ادانتهم لمساعي يانكوفيتش لإعادة البلاد "الي فلك موسكو". وإنضمت مساعدة وزير الخارجية الامريكي للشؤون الاوروبية "فيكتوريا نولاند" الي المتظاهرين المعتصمين في ساحة الاستقلال برفقة السفير الأمريكي لدي البلاد حيث وزعت عليهم الحلوي، داعية سلطات كييف الي "إنقاذ المستقبل الأوروبي للبلاد". وتنادي واشنطن بتقارب اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا مع الاتحاد الاوروبي. في المقابل دعا الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" امس اوكرانيا الي عملية تكامل بدأتها مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، مضيفا "اننا لا نفرض شيئا علي احد".