كلما جلست أمام التليفزيون لأتابع الأحداث علي مختلف الفضائيات أحرص بين الحين والآخر علي أن أوجه الريموت إلي قناة الخنزيرة، لا من أجل متابعة العفونة الإعلامية التي تقدمها. ولكن لكي أتعرّف أولا بأول علي ضيوفها الجدد وبالذات من المتحدثين المصريين الذين نجحت هذه القناة في جرجرتهم علي بوزهم بإغراء المال وهرولوا إلي هناك لكي يشتموا في بلدهم ويبيعوها ويبيعوا أهاليهم بالرخيص، وكلما شاهدت واستمعت إلي أحد منهم وهو يشتم ويكذب ويغالط ويقلب الحقائق رافعا كف يده بالشعار الماسوني أشعر بأن سكينا حادة تشق قلبي شقا، وأتساءل كيف لهؤلاء الذين يحملون الجنسية المصرية أن يمارسوا الخيانة لمصر بهذا الشكل.. وكيف ارتضوا الظهور علي هذه القناة الوقحة بئر الخيانة مقابل حفنة من المال مهما بلغ حجم هذا المال، بينما الكل يعلم علم اليقين هم ونحن وكل الدنيا أن الأموال التي يتقاضونها وتدفعها إليهم الدولة صاحبة القناة هي جزء من ميزانية ضخمة تم تخصيصها من أجل إفشال الثورة المصرية وإفشال خارطة الطريق بأي شكل.. الحقيقة أنني كلما نظرت في عيون هؤلاء الخونة أجدها تطل بنظرات تنطق بالسفالة والوقاحة ربما أكثر جرأة مما تفعله الراقصات في كباريهات الدرجة الثالثة خاصة في هذه الأيام التي تشهد تحريضا سافرا وعداء غير مبرر ضد مصر تحت زعم الحفاظ علي الشرعية (والتي كان الإخوان هم أول من انقلبوا عليها بإعلانهم الدستوري).. أفهم أنه قد تهون مصر علي غير أبنائها.. ولكن كيف تهون علي أبنائها الذين ولدوا علي أرضها الطاهرة واستظلوا بسمائها وتنسموا هواءها، أين الحب لهذا البلد وأين الوفاء وأين الانتماء؟.. ألا توجد ذرة من هذه الأشياء لديهم.. ألا يعرفون أي معني للكرامة؟.. أنت يا من ذهبت إلي هناك لكي تشتم بلدك وتشتم جيش بلدك وتكذب وتغالط وتتمسح في شرعية مدّعاة لحاكم فاشل أنت أول من يعلم أن كليهما منتهي الصلاحية.. هل تتصور أنهم هناك يحترمونك ؟.. هل تتخيل أن الذين يدفعون لك المال آخر كل حلقة يقدّرونك ؟.. إطلاقا.. إنهم يحتقرونك غاية الاحتقار، لأنهم يعلمون جيدا أن الذي يبيع بلده التي تربي وتعلم فيها وأكل وشرب من خيرها حتي ولوالفتات هوشخص عديم الشرف وبطبيعته خائن ولا أمان له، ومن السهل عليه جدا أن يبيعهم مثلما باع بلده، ويعرفون أنك لو وجدت عرضا آخر بمبلغ أكبر من فضائية أخري لتقول عكس الكلام تماما فلن تتردد لحظة وستقبل فورا ويلعن أبوالكرامة.. آدي آخرة الدرينكنج أثناء الدرايفنج. أثناء تجديد رخصة السلاح الشخصي فوجيء القبطان المتقاعد رضا الله حلمي بتشديد الإجراءات المطلوبة والتي لم يكن قد عهدها من قبل وكانت تمر مرور الكرام، وبقدر سعادته بهذه الخطوة الإيجابية التي رأي أنها ستقلل من أعداد من يحملون السلاح في مصر من المدنيين، ورأي أيضا أنها تستحق توجيه التحية لصاحب هذا القرار، بقدر الإحباط الذي شعر به عند إجراء الكشف الطبي، فقد وجد أن هذا الإجراء اللازم علي كل من يريد استخراج الرخصة أوتجديدها، يشوبه تسيب ملحوظ وإهمال جسيم، وشاهد التقارير والشهادات الطبية وهي تحرر " علي الواقف " وبمنتهي البساطة ودون إجراء أي كشف طبي حقيقي.. لذلك يرجوالقبطان رضا الله حلمي - ونحن جميعا معه -أن يتم استدراك هذه المسألة المهمة حتي يتحقق الهدف المنشود ..