اقتربت السنة من نهايتها، نتمني في نهايتها أن نقول : وخرجت السنة علي خير رغم ما جري فيها من محن وشدائد وعجائب. غير أن الكثير من الصور الأليمة ماتزال تعلق بالذهن، منها تلك المذبحة المروعة التي راح ضحيتها عدد ممن اعتنقوا المذهب الشيعي في قرية أبوالنمرس مازلت أتألم كلما تذكرت الاقدام التي تركل الشيعة الضحايا، مشهد بشع ، متخلف، فلا جرم للضحايا إلا أنهم اعتنقوا مذهبا من مذاهب الاسلام، من العيب أن نؤكد البديهيات، وهي أن الشيعة مسلمون لهم رؤية مختلفة في وقائع وليست في مبادئ، التقارب بين المذهبين حتمي اذا كنا نريد إنقاذ الاسلام مما يدبر له وهو أخطر مما يظن جميع المسلمين بكل نحلهم فيما عدا الذين يغطون السياسة بالدين مثل جماعة الإخوان وفصائل الارهاب، ومن صمموا إشارة رابعة الوثنية.. أربعة أصابع إشارة إلي الشرك بالله، المسلمون يرفعون إصبعا واحدا علامة التوحيد.. والرايات الخضراء شعار الاسلام، البسطاء المخدوعون يجب أن يعيدوا النظر، أعود إلي موضوع الشيعة وأري أنه ليس أبشع من صورة ضحايا أبو النمرس إلا إغلاق مسجد مولانا وسيدنا الحسين، الحسين لم تغلق أبوابه قط في وجه انسان، بل تعلمنا أن من لا مأوي له يلجأ إلي الحسين، مواكب الشيعة في ذكري عاشوراء ليست جديدة علي مصر، باستمرار كان الشيعة يمارسون شعائرهم بحرية وحكموا لمدة قرنين من الزمان وهم بناة القاهرة فهل نزيل القاهرة لان الفاطميين بناتها، هناك أكثر من مليون شيعي في مصر الآن، أين يمارسون شعائرهم وهي تمارس منذ فجر الاسلام، متي تبدأ المشكلة؟ اذا ثبت ان لإيران أو أي جهة اخري من الخارج تمارس نشاطا سياسيا يتستر بالشيعة، هنا يقدم اصحابه إلي القضاء إذا اثبتت الوقائع ذلك، أما ان يتم ذبح المسلمين الشيعة من المصريين فهذه جريمة كبري وضرب لتقاليد الدولة المصرية في الصميم وروح ثورتي يناير ويونيو، الجوهر فيهما هو الحرية، حرية الاعتقاد، يثبت تاريخ مصر العريق، الطويل، ان مصر تكون أقوي عندما تفتح ذراعيها للكافة وتحمي حرية الاعتقاد، مصر لها رؤية خاصة، شرحت بعضا منها في كتابي »نزول النقطة« الذي طبع في دار أخبار اليوم، مصر يجب أن تكون نموذجا للتسامح بعد الثورة وان تتحرر من إرهاب السلفيين الفكري حتي الآن .