جمال عبد الناصر بدأت الإدارة الأمريكية التحقيق في واقعة تسريب تقرير أعدته وكالة المخابرات الأمريكية C.I.A حول ازدياد شعبية الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في مصر ودول الخليج ويحذر من ظهور جمال عبدالناصر جديد قد يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة. التقرير أذاعته بعض أجهزة المخابرات الروسية في إطار كشف المخططات الأمريكية ورؤيتها المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مما يعد لطمة قوية لأجهزة الأمن الأمريكية خاصة أن التقرير تمت إذاعته بعد وقت قليل من صدوره وبداية العمل بتوصياته في مرحلة تشهد السياسية الأمريكية بداية فشل واضح علي كل المستويات. ويبدأ التقرير عن مصر بعبارة »إذا لم يكن لديهم سبب ليتقاتلوا فيجب أن نجد لهم هذا السبب«.. وهو يقصد إيقاع الفتنة بين الجيش المصري والشعب المصري ويدعوهم إلي التقاتل قبل عام 2015.. ويقول: إذا مضت الأمور علي ما هي عليه من تصالح وتقارب فإننا سنكون في مواجهة جمال عبدالناصر جديد لكنه هذه المرة سيكون مدعوماً حتي من دول الخليج والنفط وهو ما افتقده سلفه »محمد مرسي« وهو ما يعني أن الأمور لن تكون في صالح أمريكا لا سياسياً ولا اقتصادياً. ويستكمل التقرير قائلاً: إن حالة الشعبية التي يحظي بها الجيش المصري والسيسي لم تقتصر فقط علي مصر لكننا نري إعجاباً متزايداً به في الخليج وتونس لدرجة أنهم يريدون إعادة المشهد ولو استمر الوضع علي ما هو عليه فإن نفوذنا في تلك المنطقة سيكون معرضاً لخطر غير مسبوق وربما يتحرك المصريون أكثر ليحصلوا علي عقود بناء داخل دول الخليج بدلاً من الشركات الأمريكية خاصة أن الخليجيين أظهروا ميلاً للمواجهة خلال الفترة السابقة علي غير عادتهم مدفوعين بالخوف علي عروشهم مما أظهره سقوط نظام الإخوان في مصر من استهداف لهم. وقال التقرير: إنه خلال وقت قريب سيكون علي أمريكا أن تواجه مصر غير التي تعرفها وربما تواجه المزيد من الصفعات، فالطائرة التي أسقطها المصريون لم تسقط بسلاح أمريكي ويبدو أن هناك أسلحة جديدة روسية الصنع حصل عليها المصريون من الروس ودخلت حيز الخدمة ولو استمر الأمر كذلك فإن التوازن الهش بين المصريين وإسرائيل لن يكون ممكناً الحفاظ عليه وفي تلك الحالة فإن سيناء المصرية ستصبح تهديداً واضحاً للأصدقاء في إسرائيل خاصة إذا أصر السيسي علي تغيير الشكل الديموغرافي لها وزيادة عدد سكانها. التقرير جاء فيما يقارب 1736 صفحة كتشخيص دقيق لأوضاع الدول العربية بما فيها دول الخليج. وتشمل الدراسات الواردة بالتقرير والتي يشرف عليها 4 وحدات بحث تضم 120 خبيراً استراتيجياً سياسياً وعسكرياً معظمهم من الجنسية الأمريكية تشمل عدداً من المقترحات والسيناريوهات المفترض تطبيقها مرحلياً إلي حين انتهاء الهدف. صنفت الدراسة الجيش الإيراني والجيش السوري والجيش المصري والجيش السعودي والجيش الباكستاني كأقوي الجيوش التي تمتلك ترسانة أسلحة بعد الجيش العراقي سابقاً، وفي بحث مكون من 432 صفحة أشارت الدراسة إلي كيفية تفتيت تلك الجيوش تمهيداً لاحتلال بلادها كخطوة لاحقة، وذلك بتحييد الجيش الباكستاني بينما أشير إلي الجيش السوري أنه استنزف إلي نهاية فبراير 2013، تشير الدراسة أيضاً إلي التكنيك المتبع في تفتيت الجيش المصري وذلك بافتعال ما يدخله في مواجهة مع شعبه بما سيفتته في أقل من 10 أشهر. وعلي اعتبار أن إيران تعد عدواً استرايتيجياً من الدرجة الأولي للولايات المتحدة، فإنها ستدخلها بمواجهة مباشرة مع الجيش السعودي بالتزامن مع حرب الشوارع التي ستنطلق ضدها من اليمن والبحرين والمنطقة الشرقية، وتهدف هذه الحرب إلي تفتيت الجيش السعودي بشكل كامل وإضعاف الجيش الإيراني بما يمكن تشكيله مرة أخري وفق السيناريو المطروح. وضعت الدراسة أكثر من 69 سيناريو متوقعاً لمواجهة شعوب المنطقة علي مدار 750 يوماً متلاحقة قبل تقسيم المنطقة العربية »العراق، سوريا، مصر، السودان والسعودية« إلي دويلات وولايات بحجم الإمارات وقطر والكويت. تراهن الدراسة علي تحقيق النجاحات المتتالية مع قصر المدة وتعزو ذلك إلي وجود انقسام أيدلوجي وفكري وعرقي وطائفي وصل إلي حد التجذر بشعوب المنطقة.