محمد عبدالمقصود لم يصدق مرسي انه دخل قفص المحاكمة.. وظن انه في ستاد القاهرة بين أهله وعشيرته.. فرفع يده محييا زملاء القفص الذين صفقوا عند دخوله ليحبكوا علي من شاهد المحاكمة انه مازال رئيسا.. فهو فعلا رئيسهم.. رئيس لهذه العصابة التي ارتكبت ابشع الجرائم في حق الشعب المصري. لم يصدق مرسي ان الشعب بكل طوائفه خلع عنه شرعيته فظل يصرخ في القفص انا الرئيس.. انا الشرعي وكررها 11 مرة.. مما يؤكد أنه في غيبوبة وانه مازال يعيش في وهم انه الرئيس .. بل انه طلب من رئيس المحكمة أن يأمر باخراجه من هذا المكان ليدير شئون الدولة!! لقد ذكرني مرسي في هذا المشهد الكوميدي داخل القفص بما فعله الفنان الكبير عادل امام في مسرحية الزعيم عندما كان يصرخ بأعلي صوته.. انا الزعيم .. انا الزعيم.. ومشهد الفنان احمد توفيق في فيلم شيء من الخوف عندما كان يأتي بحركات هستيرية مرددا »انا عتريس«!! هل هذا هو الرئيس الذي كانت تريده مصر لقيادتها الي المستقبل الافضل.. ويصنع نهضتها ويجلب مع جماعته الخير لها.. لقد كان فضل الله علي هذا الشعب عظيما حينما كشف سفه وضعف هذا الرجل الذي كان »شخشيخة« في يد مكتب الارشاد.. يحركه كما يشاء.. خيال مآتة في حقل.. لا حول له ولا قوة .. أو اراجوز يحركه المرشد من وراء ستار.. ينفذ من وراء ظهره كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد مصر وشعبها وهو لايدري .. بل لايستطيع أن يقول: لا ولو مرة واحدة. وقد كشف الله مخطط المتآمرين سريعا لينتفض الشعب ومن ورائه الجيش يدعمه ويحميه ليتخلص من هذا الاراجوز وعصابته.. ولكنهم يرفضون حتي الان تصديق ان الشعب لفظهم ويصرون علي ان يكملوا دورهم في المسرحية حتي بعد ان تم هدم المسرح واسدلت الستارة.. يريدون ان ينفذوا مخططهم للنهاية لانهم بحساب المكسب والخسارة طلعت العملية معهم خسرانة وانقلب عليهم من جندوهم للعب هذا الدور بعد ان ثبت فشل هذه الجوقة وتحول المسرح الي لهيب احرقهم واحرق من وراءهم.. وتراجعوا سريعا بعد ان علموا ان الشعب المصري شعب عريق صانع حضارات.. وانه لن يخضع لهذه المؤامرات وسيستمر في صنع مستقبله منفذا خريطة الطريق.. وكتابة دستور يوافق عليه الشعب كله.. واختيار رئيس مدني يقود البلاد الي التنمية المتكاملة.. في ظل برلمان يعبر عن كل جموع الشعب.. متلاحما مع قواته المسلحة التي تحرس مسيرته. مشهد المحكمة وما فعله هؤلاء الارجوازات أجبر الجميع علي المقارنة بينهم وبين الرئيس مبارك واعوانه الذي احتلوا القفص قبلهم ولكنهم تصرفوا كرجال دولة باحترام هيئة المحكمة ولم يصدر من اي منهم حركة بهلوانية خارجة عن أصول اللياقة ولم يعطوا ظهرهم للهيئة الموقرة.. وكانت المقارنة لصالح مبارك واعوانه.. لا اقول ذلك لانني افضل مبارك واعوانه.. لا .. فهذا عصر انتهي وحكم الشعب عليهم بالرفض مثلما حكم علي الاخوان ولن تعود العجلة الي الوراء مرة اخري.. فقد اصبحوا جميعا في ذمة التاريخ.. ولكنها مجرد مقارنة بين من تمرسوا علي الحكم.. وبين افراد عصابة سطوا علي الكرسي ليجلس عليه مرسي وليته ما جلس.. قد لفظه الكرسي سريعا جدا، وألقي به في غياهب السجن هو وعصابته .. فسبحان المعز .. المذل.