تحفّظ البعض علي احتفال القوات المسلحة بنصر أكتوبر في نادي الدفاع الجوي حيث الجو ليس مهيئا لذلك. لكني أخالفهم الرأي، وأري أن الاحتفال كان ضرورة فرضتها احتفالات العام الماضي بنفس المناسبة وما شابها من تعمد لإيذاء مشاعر المصريين وقواتهم المسلحة وأسرة صانع النصر وإعادة البسمة لوجوه المصريين بعد فترة معاناة، عز فيها الأمل وسيطر اليأس من استحالة عودة الأرض المغتصبة وحزن عميق علي دماء سالت وأشلاء تناثرت وتراب غال عربد العدو فيه ونهب ثرواته وفوق كل ذلك جرح عميق أصاب كبرياء المصريين وضرب زهوهم بتاريخهم وحضارتهم في مقتل، وقناة السويس المصدر الرئيسي للدخل القومي معطلة فعلي الجانب الشرقي تواجد مكثف لعدو يزهو بنصر خادع حدث في غفلة من الزمن وتحصينات تحدث عنها العالم بان اجتيازها هو المستحيل.. لكن إرادة الله دعمت إرادة المصريين.. قواتهم المسلحة وعقول ابنائها التي ابتكرت ما أذهل العالم وتحطيم هذه التحصينات بفكر رائع ودراسات دقيقة وحدث النصر الذي تدرسه الاكاديميات العسكرية العالمية وتعمد اللاخوان اللامسلمون الاحتفال به بطريقة تستفز أصحاب النصر، فتصدر القتلة المشهد وغاب الابطال عمدا.. كرد فعل لمخططاتهم التي فشلت بسبب الرفض الشعبي لهم.. ولان دينهم المكر، اعداء للدين والوطن، يدفعون أنصارهم للموت.. يتاجرون بدماء شبابهم، يقولون للشعب الذي يحقدون عليه ويكرهونه: عيدكم خراب وتنظيمهم الدولي يوصي بالمزيد من القتل والدماء والتدمير والتشويه وتعطيل مصالح العباد ضمن خطة »مائة يوم خراب«.. تظاهراتهم لإفساد ذكري اكتوبر استجابة لمخطط إرهابي خارجي.. وأصاب استبعاد الابطال وحضور القتلة، القوات المسلحة بصدمة لكنها - من منطلق عسكريتها الراقية النظيفة - لم تفصح عن استيائها.. وأخلاق السيسي التي أدخلته قلوب الجميع حاولت في لقاء دهشور حفظ ماء وجه مرسي باعتباره الرئيس »سابقا« وكانت رسالته إليه واضحة ان الجيش لن ينقلب عليه لكنه لن يتخلي عن الشعب.. وحين غاب الوجه الكئيب وانقشعت الغمة كان لابد من الاحتفال هذا العام بأسلوب يداوي جرحا أصاب كرامة الكثيرين ويعيد الاعتبار لمن سلب منهم حقهم الأصيل فتصدرت المشهد السيدة الفاضلة جيهان السادات زوجة بطل الحرب والسلام.. وعبدالحكيم عبدالناصر.. وعبدالناصر في غني عن الحديث عنه.. والمشير طنطاوي رمزا للوفاء العسكري إذن لم يتعارض الاحتفال مع الظروف التي تمر بها البلاد لكنه تعبير عن الاصرار علي القضاء علي كل التشوهات التي أصابت مصر، وعلي إعدام حكم أراد ان يجثم فوق صدر مصر مئات السنين ولطمة قاسية علي وجهه. أن ما فعله في الاحتفالات الماضية حدث في وقت توقفت فيه عقارب الزمن وتجسدت فيه كل مظاهر الجليطة والتحدي الهش وأنهم حين أرادوا ان يقولوا: نحن هنا جاءتهم صفعة قوية وضربة قاضية أعادتهم إلي الجحور، إلي مكانهم الطبيعي.. وتؤكد لرئيس جاء في غفلة من الزمن ودخل الاحتفال وهو يحمل علم بلد آخر انه لا يصلح رئيسا لمصر فهو وأهله وعشيرته بلا هوية ولا انتماء، ليس لهم وطن يذوبون فيه عشقا، يقدسون ترابه يعزفون علي قيثارته ويعرفون قدره.. والجميع في لهفة انتظارا للرابع من نوفمبر القادم لينكشف المستور ويزول الغطاء عن الوجه القبيح وتظهر حقيقة المؤامرة لبيع وطن والمقامرة بتاريخه وماضيه.. وفي المقال القادم إن شاء الله نتحدث عن خطة الاخوان لتفجير مسجد الحسين بعلب الكشري »لو كان في العمر بقية«.