وزير الصحة: الطب ليس مهنة الثراء السريع وهذا سبب نقص عدد الأطباء في مصر    عمرو درويش: موازنة 2025 الأضخم في تاريخ الدولة المصرية    في قضية تزوير توكيلات الانتخابات الرئاسية.. تأييد حبس مدير حملة أحمد طنطاوي    صور.. وكيل "أوقاف الفيوم" يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية للتهنئة بعيد الأضحى    وزير التعليم العالي: الجامعات الأهلية تمتلك زخمًا من الخبرات الأكاديمية    رئيس جامعة طنطا يتفقد الامتحانات بمركز الاختبارات الإلكترونية بالمجمع الطبي    مركز طبي ومزرعة بحثية.. رئيس جامعة الإسكندرية يتفقد المنشآت الجديدة بفرع تشاد (صور)    سعر جرام الذهب اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 (آخر تحديث)    المعايير المؤهلة لإدخال غاز طبيعي لعقار سكني بالجيزة    "المصرية للاتصالات" تنفي تلقيها أي عرض لشراء الأبراج التابعة لها    "الجزار" يتابع موقف تنفيذ عمارات "سكن لكل المصريين" والإسكان المتوسط بمدينة 15 مايو    البورصة تربح 5 مليارات جنيه في منتصف تعاملات اليوم الإثنين    محافظ القاهرة: تكلفة الخطة الاستثمارية تجاوز مليارا و575 مليون جنيه    مصدر: إدخال أكثر من 950 شاحنة مساعدات إنسانية من مصر إلى غزة خلال الأسبوع الماضي    وزير الخارجية: مصر تسعى لتطوير العلاقات مع إسبانيا ورفع مستوى التبادل التجاري    الطيران الإسرائيلي يغير على أطراف بلدة حانين ومرتفع كسارة العروش في جبل الريحان    ألمانيا تستضيف تدريبات جوية لقوات الناتو    فرق الإنقاذ الألمانية تواصل البحث عن رجل إطفاء في عداد المفقودين في الفيضانات    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    الرئيس الأوكراني يوجه الشكر للفلبين لدعم قمة سلام مقبلة في سويسرا    صحيفة إسبانية تكشف موعد قرعة دوري أبطال أوروبا 2024-2025    ليكيب تكشف مدة عقد مبابي مع ريال مدريد    شوبير: محمد عبد المنعم رفض مد تعاقده مع الأهلي    مواعيد مباريات الإثنين 3 يونيو.. ألمانيا وإنجلترا وكرواتيا للاستعداد ل يورو 2024    "ما حدث مصيبة".. تعليق ناري من ميدو على استدعائه للتحقيق لهذا السبب    التشكيل المتوقع لودية ألمانيا وأوكرانيا ضمن استعدادات يورو 2024    ظهرت الآن، نتيجة الشهادة الإعدادية في بني سويف    شروط التعاقد على وظائف المعلمين وإجراءات التقدم بالمدارس المصرية اليابانية    رئيس بعثة الحج الرسمية: لم تظهر أية أمراض وبائية لجميع الحجاج المصريين    تحرير 111 محضرا خلال حملات تموينية وتفتيشية بمراكز المنيا    خلال 24 ساعة . . تحرير 555 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    الحماية المدنية تنقذ مركز شباب المنيب من حريق ضخم    تخرج دفعة جديدة من ورشة الدراسات الحرة بقصر السينما (صور)    شقيق الفنانة سمية الألفي يكشف تطورات حالتها الصحية بعد حريق منزلها    لماذا رفض الروائى العالمى ماركيز تقديم انتوني كوين لشخصية الكولونيل أورليانو في رواية "100 عام من العزلة"؟ اعرف القصة    صديق سمير صبري: سميرة أحمد كانت تزوره يوميا والراحل كان كريماً للغاية ويفعل الخير بشكل مستمر    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    ما عدد تكبيرات عيد الأضحى؟.. 3 أقوال عند الفقهاء اعرفها    "صيادلة الإسكندرية": توزيع 4 آلاف و853 علبة دواء في 5 قوافل طبية    نقابة الصيادلة بالإسكندرية: توزيع 4 آلاف و853 عبوة دواء خلال 5 قوافل طبية بأحياء المحافظة    وزير الصحة: منصة إلكترونية للدول الإفريقية لتحديد احتياجاتها من الأدوية    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    المكتب الإعلامى الحكومى بغزة: أكثر من 3500 طفل معرضون للموت بسبب سياسات التجويع    هل يجوز ذبح الأضحية ثاني يوم العيد؟.. «الإفتاء» توضح المواقيت الصحيحة    النقل تناشد المواطنين المشاركة في التوعية من مخاطر ظاهرة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    وزير الصحة: نفذنا 1214 مشروعا قوميا بتكلفة تقترب من 145 مليار جنيه    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    أول تعليق من التعليم على زيادة مصروفات المدارس الخاصة بنسبة 100 ٪    شرف عظيم إني شاركت في مسلسل رأفت الهجان..أبرز تصريحات أحمد ماهر في برنامج "واحد من الناس"    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أسعار اللحوم البلدي والضاني اليوم الاثنين 3-6-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    مقتل شخص وإصابة 24 فى إطلاق نار بولاية أوهايو الأمريكية    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد صمت 01 سنوات.. د. حسين گامل بهاء الدين يتحدث بعيدا عن السياسة:
89٪ من أطفال مصر محرومون من التطعيم ضد أمراض قاتلة
نشر في أخبار اليوم يوم 09 - 10 - 2013

بعد صمت 01 سنوات اختص د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق »الأخبار« بهذا الحديث المهم بعيداً عن السياسة..
وقد عادت أخبار د.حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق تتصدر أجهزة الإعلام بعد مشاركته القوية في جلسات الحوار المجتمعي "بلجنة الخمسين" برئاسة سامح عاشور المكلفة بدستور البلاد حيث شن هجوما خلال الجلسات علي الصيغة الحالية لاتفاقية الطفل واعتبرها جريمة في حق أطفالنا - بعدما التمس العذر لمن ارتضوا بها -
وشبه ما فيها من نصوص بالمثل العربي " الطريق إلي جَهَنم مفروشٌ أحيانا بحسن النوايا"..
وطالب د. بهاء الدين بحتمية النص علي عدة حقوق جديدة للطفل في الدستور منها النص علي حق الطفل في الرضاعة الطبيعية وحق الأم في إجازة مدفوعة الأجر لمدة 6 أشهر، ودفع أجر للأم غير العاملة لمدة 6 أشهر عن الرضاعة..

قائلا : من الممكن أن نعتبر الأم معارة أو منتدبة لمركز بناء قوة المعرفة القومي.

كما طالب بحق الطفل في الوقاية من العنف ومن إساءة المعاملة ومن كل الأخطار والأضرار التي هي من صنع الإنسان أو البيئة..
وحق الطفل في التعليم المجاني والمبكر والتعليم المجاني المستمر حتي الجامعة، التعليم الشامل بكل علومه الحديثة..
وأكد بهاء الدين أن اتفاقية حقوق الطفل لا تحقق أي طموحات للطفل المصري ومنها حق الطفل في التطعيمات الحديثة..
وأضاف أن التعليم للطفل في سن السادسة أمر خاطئ ويجب أن يبدأ في سن الأولي من عمره كما تطالب وأثبتت الدراسات العلمية والتربوية الحديثة.
الطفل مستقبل الوطن ..
والحفاظ علي حقوقه في الدستور قضية أمن قومي
الانتاج كثيف المعرفة هو فرصتنا للانتقال
الي مصاف الدول المتقدمة
إذا لم نبدأ تعليم صغارنا من السنة الاولي من عمرهم
نخسر گثيرا
الاخطار التي يتعرض لها أطفالنا حاليا ومستقبلاً مخيفة
حين قبل د.حسين كامل إجراء حوار معه اشترط عدم الحديث -علي الأقل حاليا- في الشأن السياسي أو في السياسات التعليمية الحالية ويفضل الحديث فيما هو أهم وأخطر وهي بنود الدستور التي يتم التوافق عليها الآن..!!
فيري د. بهاء الدين أن اتفاقيات الطفل وبنود الدستور غير منصفة لرجال المستقبل وهم الأطفال.. كما أنها تغفل حقوق الأم المعيلة وتجافي كثيرا من حقائق العلم الحديث الاهتمام بالأم وفي تربية الأطفال وإعدادهم للمستقبل.. وتنسي هذه البنود ما وصل إليه العالم المتقدم حين يبدأ في تدريب وتعليم أبنائه منذ طفولتهم المبكرة حتي وهم أجنة في بطون أمهاتهم..
وتحدث معنا باستفاضة عن كثير من حقائق العلم حول مسئولية القلب في التعلم ..وقال صراحة نحن جميعا معرضون للحساب عن هذه الجرائم إذا لم نتفان في الدفاع عن حقوق الطفل.. كما اكد في حديثه انه فاتتنا الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية وأمامنا فرصة ذهبية لكي ننتقل إلي مصاف الدول المتقدمة من خلال الإنتاج كثيف المعرفة في خلال 51-02 عاما فقط، بدلا من المائة سنة التقليدية من التقدم الإقتصادي المطرد والمصحوب بضبط صارم للزيادة السكانية، كما حدث لكثير من الدول المتقدمة..كان حديثه معنا عن الأطفال بامتياز وعن أهمية ان يحتوي الدستور عن حقائق العلم وأشياء أخري كثيرة في حديثه التالي:
دكتور بهاء بعد الوزارة التي عملت بها فترة طويلة " 1991 - 4002 " ماذا تفعل حاليا؟
- واصلت بالطبع نشاطي في مجال الطب كأستاذ طب أطفال بعد ان تركت وزارة التعليم.. وانا علي اطلاع دائم بالجديد علي المستويات الدولية والإقليمية والمحلية خاصة مع الجمعيات الدولية لطب الأطفال.. كما انني أرأس واحدة من أهم وأكبر جمعيات الأطفال في مصر .. نهتم فيها بالوقوف علي أحدث الأساليب العلمية ونمارس أدق ما وصل إليه علم الطب في عالم الأطفال تعليما وتدريبا.
ارتقاء المخ البشري
استمعنا وقرأنا ما قلته عن فساد اتفاقية حقوق الطفل وأهمية تبني الدستور لحماية الطفولة لماذا الآن؟
- في الحقيقة جد جديد في العقدين الأخيرين حول المخ البشري وحقائق التعليم والتعلم وللأسف نغفلها تماما مع أنها تمثل ثورة في عالم فهم المخ البشري وطرق تعلمه لابد من الأخذ بها..كما انني اشعر كمتخصص في عالم الطفل اننا نعيش في عالم تُنتهك فيه حقوق الإنسان خاصة الطفولة بشكل منهجي وعلي مستوي غير مسبوقٍ..كما انه تُستخدم حقوق الطفل كطعم أو فخ أو دليل براءة أو مكسبات أو محليات للطعم لإخفاء أو التستر علي جريمة التفرقة والانتهاك والاستغلال السائدة الآن في العالم..!
وتشكل قضية حقوق الطفل، مثلا صارخا للنفاق السياسي لبعض الدوائر الحكومية والمالية في كثير من الدول، للتغطية علي رفضهم وتقاعسهم عن المشاركة في تطبيق عدالةٍ ومساواة حقيقية في عالمنا هذا ومحاولاتهم استبدال إعطاء فرص وإمكانات حقيقية لتطبيق حقوق الإنسان، بكلامٍ معسول وشعارات زائفة والتلاعب بالألفاظ .. والصيغة الحالية لاتفاقية حقوق الطفل، مع الاحترام الكامل لهؤلاء الذين شاركوا بنية صادقة في صياغتها تثبت المقولة العربية الشهيرة »إن الطريق إلي جَهَنم مفروشٌ أحيانا بحسن النوايا«..كما أنها وضعت في عام 1989 وربما كانت مناسبة في ذلك الزمان.. لكن حدث في العقدين الأخيرين تطورات كبيرة لا بد من أخذها في الاعتبار ونحن نضع دستورا جديدا.
اذن تري اننا في حاجة ماسة إلي صيغة جديدة لحقوق الطفل؟
- بالتأكيد ويجب أن ينص عليها الدستور.. مثل حق الطفل في الرضاعة الطبيعية.. وحق الأم في إجازة مدفوعة الأجر لمدة 6 أَشهر باعتبارها معارة أو منتدبة لمركز بناء قوة المعرفة القومي التابع للدولة وحق الوقاية من العنف و من إساءة المعاملة ومن كل الأخطار والأضرار التي هي من صنع البشر أو من البيئة، ذلك أن الطفل بحكم قصر قامته وعاداته كالحبو ولمس الأشياء وسرعة تنفسه ونمو خلاياه السريع هو الضحية الأولي لتلوث البيئة وحق في التعليم المجاني المبكر والتعليم المجاني المستمر في كل مراحله وتلك مسئولية الدولة والحد الأدني للتعليم للإنتاج كثيف المعرفة هو التعليم الجامعي المتميز..
والحق في التطعيم الشامل والمجاني بكل الطعوم الحديثة.. وحاليا أقل من 2٪ من الأطفال في مصر يحظَون بالتطعيم ضد أمراض مخيفة وقاتلة مثل التهاب المخ والتهاب الرئة وفيروس الاسهال وهناك برنامج عالمي اسمه »جابي« يمول عملية التطعيم ضد الأمراض في العالم ويطعم أطفال أفريقيا ولا نستفيد منه بسبب بعض السياسات وأيضا وحق الاتصال والإشتراك في الملكية الإعتبارية واقتصاد التجربة وحق التمكين للمشاركة والمنافسة العالمية.
التطرف والإرهاب
وما الأهمية للنص علي الحقوق في الدستور؟
- حتي تصبح ملزمة لنا جميعا خاصة ان الآفاق ومدي الإمكانات التي يمكن للطفل الوصول إليها من خلال الرعاية المتكاملة للطفولة بعد اكتشافات عقد المخ البشري تختلف تماما عما كانت عليه منذ عشرين عاما وكذلك فإن الأخطارَ والتهديدات التي يتعرض لها الأطفال حاليا وفي المستقبل المنظور مخيفة ..لقد تغير مفهوم السلام تغيرا جذريا وأصبح الآن واضحا أن التطرف والإرهاب ينتجان عن الفقرِ والجهلِ والظلمِ والتفرقة والإحباط وأن مستوي ومدي التفرقة قد توسع بشكلٍ واضح..حقوق الطفل ليست فقط مسألة إنسانية ولكنها أبعد من هذا بكثير، فهي قضية أمن قومي ومستقبل الأمةِ كلها وتقدم الوطن ومصالحه العليا ولابد من المحافظة عليها دستوريا.
صناعة الذكاء
وما الذي حدث من تقدم حيال المخ البشري واستدعي ما تطالب به ؟
- ثبت مثلا ان الذكاء البشري ليس قدريا بالقدر الذي كنا نظنه.. فكنا نعتقد ان الأطفال يولدون أذكياء بالفطرة وآخرين يولدون أغبياء وسلمنا بذلك .. لكن العلم الحديث والدراسات الميدانية أثبتت ان الذكاء يصنع وينمي وان الرضاعة الطبيعية تساهم بقدر عال في صنع ذكاء الطفل وتتناسب مع مدة الرضاعة.. فهناك علاقة وثيقة بين مدة الرضاعة ومستوي الذكاء ..وينظر حاليا للرضاعة الطبيعية ليس علي انها فقط مجرد غذاء مثالي لكنها أسلوب حياة يتعدي بمراحل قيمته الغذائية، فهو يعمق الإحساس بالأمان.والحنان والإلتصاق الحميم بجسم الأم والرائحة المميزة لها التي يستشعرها الطفل تساهم في إحساسه بذلك .. والتحدث إلي الطفل ينشط جينات تفرز مواد تساعد علي نمو المخ وتطور وظائفه كما أن الرضاعة الطبيعية تنمي وتدعم الذكاء العاطفي في فترة تفَتُح نافذة هذا الذكاء حتي سن الثانية..!
هل هناك طرق علمية أخري لتنمية ذكاء الأطفال؟
- كما أشرت من قبل الذكاء بات صناعة تهتم بها الدول خاصة بعدما اثبت العلم قدرة الإنسان علي تنمية الذكاء..فمثلا الموسيقي أثناء الحمل وفي الطفولة المبكرة تنمي قوة المعرفة وتعزز القدرات العقلية العليا اللازمة للرياضيات والعلوم..الموسيقي في الطفولة المبكرة تزيد القدرات اللازمة للعلوم والرياضيات بنسبة 34٪ علي مقياس "استانفورد بينه"..كما أثبت العالم الأمريكي "سكوت سمول" من جامعة كولومبيا سنة 2007 أن الرياضة البدنية تؤدي إلي تكوين خلايا عصبية جديدة في منطقة الحصين في المخ، وكذلك ثبت أن الرياضة تحمي وتحسن أداء القلب.
وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة مزاولة الأطفال من سن عامين فما فوق الرياضة لمدة عشرين دقيقة يوميا علي فترة واحدة أو علي فترتين وقد ثبت حديثا فائدة الرياضة البدنية بهذا الشكل في الوقاية من هشاشة العظام وأنواع مختلفة من السرطان .. كما ثبت ان التعليم يبدأ من السنة الأولي من العمر ..!
الانتاج كثيف المعرفة
وما فائدة التعليم في السنة الأولي من العمر..!
- ثبت ان التعليم في السنوات الأولي من العمر اداة عدل اجتماعي لأنه يسهم في نجاح التعليم عبر السنوات التالية خاصة بين أطفال الطبقات الفقيرة التي تحتاج اكثر للانتقال لمستوي آخر من الحياة بدلا من حياتها البائسة .. وبالطبع المقصود في بداية العمر اي منذ السنة الأولي وليس المقصود هنا التعليم النظامي أي بالورقة والقلم. لأنه تعليم السنوات الأولي ليس إجباريا ولا يقوم علي امتحانات لكنه يقوم علي الأنشطة واللعب والأدوات المثيرة للمعرفة واستخدام أدوات مختلفة مثل الإشارة والأغنية والبازل والحركة وزيارة المتاحف والمناطق الأثرية واستخدام الأدوات المحفزة للتفكير.
حتي ان اوباما في خطاب أخير أشار انه سيضع ضمن أولوياته التعليم في السنوات الأولي من عمر الاطفال لأنه استثمار حقيقي ويساهم في تقدم البلاد.. والتعليم المبكر ثبت انه يؤدي إلي تحسن السلوك ..فلابد من استثمار السنوات الذهبية الاولي.. وثبت ان هذا التعليم في السنوات الاولي المبكرة من عمر الطفل يصب فيما يعرف في الإنتاج كثيف المعرفة صاحب العائد الكبير.
والمقصود بالإنتاج كثيف المعرفة مثل الحواسب العملاقة والطائرات وطائرات القتال وهذا الإنتاج يتميز بعوائده المالية الخرافية مثلا منتجات صناعة الفضاء الدولار فيه يربح 00002 دولار وفي طائرات القتال الدولار يربح 0052 دولار وفي الحواسب العملاقة يربح 0071 ولذلك هذه الدولة ميزانيتها بالتريليونات.. وهذه الدول لا تكتفي بالتعليم الاساسي المجاني -واتفاقية تعليم الطفل تطالب بالتعليم الابتدائي المجاني لنا فقد- في الوقت الذي تهتم هذه الدول بالتعليم المجاني حتي التعليم العالي وهو تعليم مميز .. هذه التطورات والتحديات تشكل خطرا رهيبا علينا وتجعلنا مواطنين من الدرجة العاشرة وتنتزع، عمليا، حقوقنا، وخاصة حقوق اطفال المستقبل وتحيلهم إلي عبيد للقلةِ المحظوظة.!
هل الانتاج كثيف المعرفة يمكن ان يحل معضلاتنا الاقتصادية؟
- الإنتاج كثيف المعرفة هو الإنتاج المفضل ذو السرعة والابتكار وهو الاستثمار الأكثر عائدا في القرن الحادي والعشرين وهي الميزة التنافسية الحاسمة هو الكَنْز الذي يؤمن الموارد الضخمة(تريليونات) لتمويل تعليمٍ متميز للجميع..وصحةٍ متكاملة لغير القادرين والقادرين..وسكنٍ لائق يصنع جيش دفاعٍ قويا ورادعا يحمي الأمن القومي ويصون الكرامة الوطنية ليس فقط بالموارد الضخمة ولكن بالتفوق الحاسم بدنيا وعقليا لخير أجناد الأرض.
لقد فاتتنا الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية وأمامنا فرصة ذهبية لكي ننتقل الي مصاف الدول المتقدمة من خلال الإنتاج كثيف المعرفة في خلال 51-02 عاما فقط بدلا من المائة سنة التقليدية من التقدم الإقتصادي المطرد والمصحوب بضبط صارم للزيادة السكانية كما حدث لكثير من الدول المتقدمة .
شروط التقدم
وهل هناك شروط يجب اتباعها للوصول للانتاج كثيف المعرفة؟
- بالتأكيد فالإنتاج كثيف المعرفة مقصورٌ علي قوةِ عملٍ متميزة ذات إمكانات معرفية وإبداعية لا تتوافر إلا لمن تمتع برعاية متكاملة للطفولة بما فيها الرضاعة الطبيعية والتعليم المبكر والتعليم المستمر وكل ما يدعٍم ويزيد من قوة المعرفة (رياضة، موسيقي، نوم كافٍ سليم).
وقد أقر عدد من العلماء الحاصلين علي جائزة نوبل أن الأفكار التي نالوا من أجلها الجائزة قد جاءتهم أثناء الاحلام.. وتلعب الأحلام علي ما يبدو دورا أساسيا ففي الفترة الأولي من النوم تنتقل المعلومات والذكريات من منطقة الحصين الي الفص الأمامي من المخ وحينما تتقابل المعلومات الحديثة مع القديمة بشكل عجيب تتصادم الأفكار بشكل أشبه بالعصف الذهني مولدة أفكارا جديدة في شكل أحلام ويعتقد كثير من العلماء أن هذا هو الإبداع.. النوم ليس فترة خمول بالنسبة للمعرفة وإنما تنظيم وتثبيت للمعرفة.
تحدثت عن دور القلب في التعلم وهذا ربما يكون جديدا علينا؟
- من المؤكد الآن أن القلب ،أهم وأشمل من أن يكون مجرد مضخة، فالثابت الآن أن القلب غدة هرمونية، تفرز هرمونات تؤثر علي المعرفة ويفرز نواقل الإشارات الكيمائية اللازمة لعمل الجهاز العصبي والمخ، وبه مركز معلومات متكامل، يمتلك شبكة عصبية جوهرية ذاتية متقدمة، تؤهله أن يكون دماغاً قلبياً ، يمكنه من التعلم والتذكر وإتخاذ قرارات مستقلة عن الدماغ .. إن المشاعر الإيجابية والتعاطف والتشجيع والتحفيز والحب والحنان تؤدي إلي ترابط القلب ومن ثم إلي زيادة الفهم والذاكرة والإبداع وهذا درسٌ بليغ للأمهات والمعلمين. وماكشفه لنا القرآن يمكن أن يكون ميزة تنافسية لنا في السباق .."أفلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها " سورة الحج 64.. »ومنهم من يستمع إليك وجعلنا علي قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا« الأنعام 52 .."ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها " الأعراف 971.."رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطُبع علي قلوبهم فهم لا يفقهون" التوبة 78.."ما كذَبَ الفؤاد ما رأي" سورة النجم 11.
غير صحيح
لكن لماذا حقوق الطفولة تأتينا من الخارج وكأننا لا نهتم بها؟
- غير صحيح.. فملامح ومفاهيم حقوق الطفل كانت موجودة في مصر القديمة، وكان المصريون القدماء يطبقون فعلا، بلا شعارات كثيرا من مبادئ وأساسيات حقوق الطفل الحديثة وطب الأطفال التمكيني..كان الإحساس بالطفولة والاهتمام بها موجود في مصر من أكثر من أربعة آلاف عام في حين أنه في الغرب لم يكن هناك إحساس، لا من الدولة ولا من المجتمع، قبل القرن الثامن عشر، بمرحلة الطفولة وكان الأطفال يعاملون كأشخاص صغار الحجم وتطبق عليهم قوانين الكبار بما فيها الإعدام والجلد ولم تتبلور حقوق الطفل إلا في القرن العشرين .
وكان المصريون القدماء يعتبرون ميلاد طفل جديد عيدا يفرحون فيه كان من حق كل طفل أن يحمل إسماَ مناسبا وكانت الأم تلازم الطفل طوال الوقت وتحيطه بالحب والحنان والرعاية اللصيقة وكان الآباء يلاطفون أطفالهم ويدللونهم وكانت المصريات يرضعن أطفالهن لمدة ثلاث سنوات وإذا لم يستطعن كانت الأسرة تتعاقد مع مرضعة لها مكانتها وحقوقها ، وكان المصريون يشجعون ويطبقون التعليم المبكر من سن الرابعة وكانوا يعلمون الموسيقي في المدارس و كذلك الرياضة البدنية للبنين والبنات وتطبيق حقوق الطفل علي أرض الواقع في مصر القديمة يشكل مثلا رائعا لتقدير قيمة الطفل، بعيدا عن الوعود البراقة والشعارات الجوفاء ومحاولات الخداع ..أليس في التاريخ عظة لنا؟!
أخيرا ما الذي طالبت به في لجنة الحوار المجتمعي للدستور؟
- طالبت بضرورة النص علي عدة حقوق جديدة للطفل في الدستور منها النص علي حق الطفل في الرضاعة الطبيعية وحق الأم في إجازة مدفوعة الأجر لمدة 6 أشهر، ودفع أجر للأم غير العاملة لمدة 6 أشهر عن الرضاعة..واشرت انه من الممكن أن نعتبر الأم معارة أو منتدبة لمركز بناء »قوة المعرفة القومي"..كما طالبت بالنص علي حق الطفل في الوقاية من العنف من إساءة المعاملة ومن كل الأخطار والأضرار التي هي من صنع الإنسان أو البيئة، وحق الطفل في التعليم المجاني المبكر والتعليم المجاني المستمر، والتعليم الشامل المجاني بكل علومه الحديثة.. وأن اتفاقية حقوق الطفل لا تحقق أي طموحات للطفل ومنها حق الطفل في الطعوم الجديدة وهي قاصرة كما أوضحت والتمست العذر لمن وضعوها لأنهم لم يكونوا علي علم كامل بالحقائق العلمية الحديثة.
واكدت ان التعليم للطفل في سن السادسة أمر خاطئ ويجب أن يبدأ في سن الأولي من العمر وأوضحت المقصود منه كما جاء في بداية الحديث.. اي لابد من الرعاية المتكاملة للطفل ذلك اذا اردنا المستقبل..وحقوق الطفل لابد من المحافظة عليها دستوريا.
الرعاية المتكاملة
وما أهمية الرعاية المتكاملة ونتائجها علي المجتمع ككل؟
- الرعاية المتكاملة للطفولة المبكرة هي البنية الأساسية لنادي الأذكياء والعباقرة ..وهي السبيل الوحيد لإعداد قوة العمل القادرة علي الإنتاج كثيف المعرفة والأمل الوحيد لنا للحاق بالدول المتقدمة .وهي المدخل الوحيد لنادي الأقوياء الذين سيحكمون العالم في الألفية الثالثة.ومن يفتقدها سينضم صاغراً لقوة العمل التي تخدم الأقوياء بلا إرادة أو كرامة لقد أهدروا ثروتهم البشرية وفرطوا في حقوق أطفالهم وعليهم أن يتجرعوا مرارة الهزيمة التي ألحقوها بأنفسهم وأن يقبلوا صاغرين الذل والعار.
وبالله علينا كيف يستطيع الطفل الذي تعلم فقط التعليم الإبتدائي أن يتنافس بل ومجرد أن يتواصل مع الأطفال المحظوظين الذين أُتيح لهم التعليم في الطفولة المبكرة، ثم التعليم المستمر بعد ذلك إن الأمر لن يعدو أن يصبح أطفال التعليم الابتدائي أو الإعدادي فقط، مواطنين من الدرجة العاشرة بالنسبة للأطفال المحظوظين الذين حظوا بتعليم مبكر في السنوات الأولي من العمر ثم تمتعوا بعد ذلك بتعليم متميز مستمر،مما يخلق فجوة حضارية ، معرفية ، اجتماعية واقتصادية أي أن هذا يكرس عمليا ضياع حقوق الأطفال في وطننا في الألفية الثالثة وفقدان أي أمل لهم في عالم تسود فيها طبقة جديدة ذات إمكانات هائلة.
إذا تغاضينا عن إرساء هذه الحقوق في الدستور ماذا يعني هذا؟
- يعني ببساطة إهدارِ المال العام والموارد القومية وتعريضِ الاقتصاد القومي للخطر تعريضِ الأمن القومي للخطر.. التسبب في قتل الأطفال أو إعاقتهم الاعتداء علي حقوق الأطفال..ولا ننسي أن من قاموا بالثورة هم من امتلكوا أدوات العصر التي نجاهد حتي تدخل في نسيج تعليم أطفالنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.