مازالت الأزمات تتراكم الواحدة تلو الأخري في بلاد الربيع العربي حتي اصبحنا علي شفا كوارث لا يعلم عاقبتها إلا الله سبحانه وتعالي، وأمام هذه الازمات الطاحنة تنهال علينا المبادرات لحلها من كل حدب وصوب إلا ان الجامعة العربية تغط في نوم عميق وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، وأكاد أظن أن هذه الجامعة صارت كيانا هلاميا لا وجود له علي أرض الواقع العربي المأساوي. ليس الأمر مقصوراً علي دول الربيع العربي فمنذ عدة عقود من عمري الذي شارف علي الخمسين عاماً لم اشعر بأي دور فعال للجامعة العربية في حل أي مشكلة من مشكلات دولها التي فاقت الحصر ابتداء من المشكلة الفلسطينية ومرورا بأزمة الخليج واحتلال صدام حسين لدولة الكويت، والغزو الامريكي للعراق وانتهاء بحالة الصراع والاحتراب السياسي بدول الربيع العربي كافة. تاريخ طويل ومؤلم ضربت خلاله الجامعة العربية الرقم القياسي العالمي في الفشل والعجز عن فعل أي شيء، ودخلت موسوعة جينس العالمية من أوسع أبوابها لتصبح رمزاً للإخفاق الذي يجعل صاحبه هو والعدم سواء، لذلك اضطررت للمرور علي تاريخ الأزمات العربية مرور الكرام حتي لا أنكأ جراحا قديمة فتزيدنا وجعا علي وجع وغما علي غم نعيشه كل لحظة بسبب الاحداث والكوارث المتجددة بسرعة تفوق قدرة جامعة اضحت خارج نطاق التاريخ والجغرافيا العربية. في ظل عجز الجامعة العربية عن التقدم بمبادرة سياسية ناجحة من حقي ومن حق كل عربي أن يعتبرها في عداد الأموات باسفكسيا الخنق السياسي، وخاصة بعد أن وقفت لا تحرك ساكنا امام الاحتراب والصراع الدموي في كثير من الدول الاعضاء بها، وبعد ان فشلت فشلا ذريعا في الصلح بين الفصائل الفلسطينية. هل يعقل ان تظل الدول العربية تنفق أموالها علي هذا الكيان الهلامي من قوت شعوبهاالتي هي أحوج لكل مليم ينفق عليها بعد أن خرجت الجامعة من الملعب السياسي العربي والعالمي بالكارت الأحمر؟!