تداول 40 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    منتخب مصر يخوض تدريب صباحي قبل السفر ل غينيا بيساو    توزيع كتيبات المفاهيم على لجان الثانوية العامة    إبراهيم سعيد يهاجم عمرو دياب بعد صفع أحد المعجبين    رئيس أذربيجان: قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس أصبح ضروريًا    انقلاب سيارة نقل محملة بالرخام تعطل حركة المرور على طريق الأوتوستراد    92 طالبا بالمنوفية يحصدون الدرجات النهائية بالإعدادية    وزير الصحة يتفقد مستشفى الحمام المركزي بمطروح    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    الأهلي يحسم صفقتين ويستقر على رحيل موديست    خبير: برنامج تنمية الصعيد في مصر سيكون مثالا يحتذى به في كل دول القارة الإفريقية    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    نقابة المهندسين تعلن سفر الفوج الثانى من الأعضاء لأداء فريضة الحج    السكة الحديد تعدل تركيب وامتداد مسير بعض القطارات على خط القاهرة / الإسماعيلية    تعذر حضور المتهمة.. تأجيل أولي جلسات محاكمة المتهمين بقتل الطفلة ريتاج في مدينة نصر    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    80 شهيدا وعشرات الجرحى فى غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ومناطق بغزة    رئيس الهيئة المصرية العامة سابقا: 30 يونيو أرست العدالة الثقافية فى مصر    المخرجة هالة خليل تكشف كيف غنى محمد منير «ياللي بتسأل عن الحياة» مجانا بفيلم أحلى الأوقات    الدفاع الروسية: قوات كييف تتكبد خسائر بأكثر من 1600 عسكري وعشرات الطائرات المسيرة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142 مخالفة عدم الالتزام بقرار غلق المحال    7 ساحات لأداء صلاة عيد الأضحى في جنوب سيناء.. والأوقاف تعلن حالة الطوارئ القصوى    «ألسن عين شمس» تستقبل وفدا من جامعة ليون الفرنسية    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    10 توصيات.. ماذا يوصي صندوق النقد الدولي مصر لتجنب التحديات الاقتصادية؟    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    نيللي كريم بصحبة أحمد عز وترقص في حفل زفاف ابنة محمد السعدي (صور)    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    الإفتاء توضح حكم تجميع جلود الأضاحي ثم بيعها في مزاد علني بمعرفة جمعية خيرية    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    روسيا: الغرب يواصل تزويد أوكرانيا بأسلحة تستهدف المدن الروسية وتُستخدم ضد الفلسطينيين    في اليوم العالمي لأورام المخ - احذر الأعراض والأسباب    ساوثجيت يعلن قائمة انجلترا لخوض يورو 2024    رسميًا.. مانشستر سيتي يجدد عقد سيتفان أورتيجا حتى عام 2026    إصابة 6 أشخاص فى انقلاب ميكروباص على زراعى البحيرة    ضبط طن لحوم ودواجن مجمدة مجهولة المصدر في حملات رقابية بالشرقية    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    قبل عيد الأضحي.. موعد صرف مرتبات يونيو 2024 بعد تبكيرها (بسبب السنة المالية)    وزيرة خارجية إندونيسيا تستقبل السفير المصري بجاكرتا    صحة مطروح: قافلة طبية علاجية مجانية بمنطقة جلالة بالضبعة اليوم وغدا    أستاذ علوم سياسية: مصر بذلت جهودًا كبيرة في الملف الفلسطيني    خبيرة فلك تبشر برج السرطان بانفراجه كبيرة    أزمة نفسية.. تفاصيل العثور على جثة سيدة مشنوقًا داخل مسكنها في الهرم    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    نجيب الريحاني وجه باك أضحك الجماهير.. قصة كوميديان انطلق من كازينو بديعة وتحول منزله إلى قصر ثقافة    كريم محمود عبد العزيز يشارك الجمهور فرحته باطلاق اسم والده علي أحد محاور الساحل الشمالي    السير على خطى فابريجاس؟ رومانو: ليفركوزن يقترب من ضم مدافع برشلونة    صور.. بيان عاجل من التعليم بشأن نتيجة مسابقة شغل 11114 وظيفة معلم مساعد فصل    «الإفتاء» توضح فضل صيام عرفة    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    ب300 مجزر.. «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى استعدادًا لعيد الأضحى    افتتاح المكتب الوطني للوكالة الفرانكفونية بمصر في جامعة القاهرة الدولية ب6 أكتوبر (تفاصيل)    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا ويستحب صيامها    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كوت ديفوار بهدف ميسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. حازم حسني أستاذ العلوم السياسية يرصد المشهد الراهن:
الإخوان بدأوا إطلاق النار.. ومن حق الدولة البرادعي فشل في حل الأزمة سلمياً.. فاستقال الإخوان يخوضون معركتهم الأخيرة بنشر الفوضي وحرق مصر
نشر في أخبار اليوم يوم 17 - 08 - 2013

هل كان استخدام القوة مطلوبا لفض اعتصامي رابعة والنهضة بعد فشل المفاوضات السياسية لتحرير المنطقتين ولبسط نفوذ الدولة بعد شهر ونصف من الاحتلال الاخواني وتحديهم لكل السلطات ؟ و ما ترتب علي الفض من قيام اعضاء الجماعة باعمال الحرق والقتل العشوائي في جميع بقاع مصر هل هو محاولة للفت انظار العالم الخارجي ام هي عملية انتقام من المجتمع الذي لفظهم بعد أن عرف حقيقتهم ؟ ناقشنا الوضع الحالي مع الدكتور حازم حسني الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي يؤكد حق الدولة في ممارسة سلطتها جبريا ويرفض تسمية التجمعين بالاعتصامين لأنها تجمعات عنيفة اجتزأت اجزاء من ارض الوطن وجعلتها خارج السيطرة ومزيد من الآراء الهامة في الحوار التالي:
وكان لابد أن يبدأ حواري معه من اهم احداث الساعة في مصر وهي فض اعتصام الاخوان المسلمين في رابعة والنهضة وما تلاها من اعمال عنف اخوانية في محافظات عديدة؟
استخدام الدولة للقوة كان مطلوبا لأن من حقها ممارسة سلطتها بالقوة الجبرية وارفض تسمية التجمعين اعتصامات لأنها تجمعات عنيفة وطالما أن سلطة النظام العام لا تستطيع دخول مكان الاعتصام سلميا فهو احتلال لجزء من أرض العاصمة وجعلها خارج سيادة الدولة ولا يوجد سنتيمتر واحد ليس من حق الدولة ومن واجبها السيطرة عليه .
وهل تأخرت عملية فض الاعتصامين أكثر من اللازم؟
- تحرير هذين المكانين تأخر كثيرا ،وكان المفروض منذ يوم 3 يوليو ألا يتم السماح لهذه التجمعات بالتكون وكان من السهل ازالتهم لكن التأخر جعلهم يحصلون علي التدويل لقضيتهم وجمعوا حشودا لهم واقاموا حياة متكاملة ودشما وأسوارا وتسليحا وهذا خطأ في التقدير وفي السياسة والمسئول عنها الدكتور البرادعي الذي اعترض علي استخدام القوة لفض الاعتصامين.
لقد فاجئنا الدكتور البرادعي باستقالته فور بدء فض الاعتصام اعتراضا علي استخدام القوة رغم ان الاخوان رفضوا كل المفاوضات السياسية ؟
- الدكتور البرادعي كان يراهن علي انه يستطيع ان يحل الازمة سلميا عن طريق الحوار وبعد اكثر من شهر ثبت فشل استراتيجيته واضطرت الدولة لاستخدام القوة الجبرية بثمن افدح مما كان يمكن أن تفض به هذه التجمعات يوم 3 يوليو ، وبدلا من أن يخرج ويعترف بفشله ويعتذر عن التأخير الذي تسبب فيه قرر أنه كان صاحب رؤية لكن القوة اجهضتها رغم انه لم يحدد مدي زمني لخطته المزعومة وهو لا يملك شجاعة الاعتراف بالخطأ وانما أربك المشهد لاهداف هو وحده الذي يعلمها .
وما تفسيرك لاحداث العنف الجنوني التي يقوم بها الاخوان من حرق للمنشآت العامة وهجوم علي الاقسام وقتل رجال الشرطة في عدة محافظات ؟
- هذا العنف المضاد تفسيره أن الجماعة تحاول نشر الفوضي وتخوض معركتها الأخيرة وتراهن علي تدخل المجتمع الدولي وهذا يتطلب من الدولة التنبه للمخطط وعدم السماح باظهار المشهد وكأنه خلاف بين فريقين متنازعين وان تصدر قرارات حاسمة باعلان أن جماعة الاخوان المسلمين جماعة مناهضة للدولة والتصدي لها وفق الاعراف الدولية واتخاذ اجراءات لانتزاع شوكتها ودرء خطرها والكف عن التعامل معها باعتبارها جماعة سياسية ، وهذا ينسحب علي كل الجماعات التي لديها مشروع اعادة بناء دولة الخلافة وأن تتعامل معها بما يحفظ الامن القومي المصري ويجب ان لا نخضع للابتزاز الدولي الذي يريد أن يفرض علينا هذه الجماعات باعتبارها جماعات سياسية، بينما هي جماعات مناهضة للدولة ويجب ان توصف بهذا الشكل في القانون المصري .
وما الذي سيترتب علي فض الاعتصام ؟
- فض الاعتصام بالكامل سيترتب عليه تداعيات خطيرة ولابد من وجود رؤية حقيقية لكيفية التعامل مع الاعتصام بعد فضه حتي لا يكون هناك خطر علي الدولة، صحيح ان مشروع الاخوان سقط عنه القناع لكن يجب ان نعلم ان هناك أزمة ثقة في الدولة المصرية لابد أن لاتعمل آلة الحكم علي استعادتها وفض اي اعتصام لابد ان ينتج عنه نتائج ايجابية مستدامة حتي لا تنشأ اعتصامات أخري ولا يقومون بأعمال تخريبية أو ارهابية لابد من إنهاء المنطق الذي قام عليه الاعتصام وليس الاعتصام نفسه .
الفض بدون قوة
اعتصام الاخوان في رابعة والنهضة هل كان يمكن فضه سلميا دون اللجوء للقوة ؟
يوم 3 يوليو عندما اعلن الفريق أول السيسي خارطة الطريق لم يكن للاخوان وجود علي الأرض ولم تكن الاعتصامات بهذا الشكل الذي يمتهن السيادة المصرية بالمفهوم الحشدي الكبيرالذي أشعرهم بالاستقواء الشديد نتيجة الرسالة الخطأ التي ارسلت اليها بأن الدولة في حالة ارتباك أو تردد ثم بدأت جماعة الاخوان تعيد تنظيم اوراقها وبدأ المرشد يظهر في رابعة العدوية وبدأ الحشد يزيد بالشكل الذي رأيناه بعدها ليعطي انطباعا بأن الشعب المصري منقسم الي فريق يؤيد الرئيس وفريق ضده، وان الجيش تدخل في هذا النزاع لصالح أحد الفريقين وبالتالي يسهل اتهامه بأنه قام بانقلاب عسكري ثم قاموا بالاحتكاك مع الجيش والشرطة ليسقط ضحايا ويصبح انقلاب عسكريا دمويا وهو ما يفتح الباب لتدخلات اجنبية من أجل حماية المدنيين ومن اجل الفصل بين المتنازعين ؟ في ظل هذا المشهد كان لابد ان يكون هناك احساس عالٍ بالمسئولية من رجال الدولة.
وهل تتوقع استمرار اعمال العنف التي يمارسها الاخوان لفترة طويلة ؟
- استمرار هذا الوضع يتوقف علي مدي الحسم الذي ستلجأ اليه الدولة فاذا رضخت الدولة سيستمر الامر طويلا وربما تتفاقم الأمور بما يعطي مبررا للعالم الخارجي للتدخل في شئون مصر .
هل انت من انصار المصالحة السياسية ام فض الاعتصام بالقوة؟
- المصالحة السياسية لا تكون الا مع المخالفين سياسيا..لكني بصدد انقلاب عسكري كان محمد مرسي وجماعته يخططون للقيام به ضد كل معارضيهم وكانوا يهددون بأنهم سيمزقونهم كل ممزق، نتصالح مع من وعلي ماذا؟ هم يريدون عودة مرسي وعودة الدستور ومجلس الشوري الذي تم حله فهل نقدم مصر ثمنا لهذا التصالح ؟ فالدولة المصرية خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه، لابد من تحديد الأرضية التي سنقف عليها قبل التصالح ومن يردد ان يقف علي هذه الأرضية فأهلا به وللأسف لم تتعامل الحكومة المصرية مع الموقف بما يناسبه وكانت اللغة ضعيفة ومترددة ومهادنة.. نحتاج الي ان يتصدر المشهد رجال دولة قادرين علي فرض هيبة الدولة والقدرة علي اتخاذ قرارات صعبة وواضحة وشجاعة.
جماعة الاخوان المسلمين مازالت جماعة دينية وسياسية ،هل يستمر هذا الوضع بعد الاحداث الأخيرة ؟
- لابد من تحديد موقفنا من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين فالحكومة لم تحدد موقفها منه بشكل رسمي لأن نائب رئيس الجمهورية كان من انصار ان الجماعة تظل جزءا من المشهد السياسي فلم يصدر قرار باعتبار الجماعة والتنظيم الدولي الذي تتبعه مناهضة للدولة وطالما لم يصدر هذا القرار ستظل الحماعة تعامل وكأنها فصيل سياسي يعبر عن رأيه ولا يأتي اعمالا لا يمكن التسامح بشأنها فالدكتور البرادعي كان موظفا دوليا ولم يكن رجل دولة ولست من انصار دخول الجيش للمشهد حتي لا يعطي الآخرين ذريعة بأنه انقلاب عسكري دموي.
الاستقواء بالخارج أحد وسائل الاخوان لتحقيق اهدافهم ولو علي حساب بلدهم بماذا تفسره؟
- جماعة الاخوان غير وطنية في تكوينها لكنها عقائدية واهم اولوياتها هو التنظيم وحمايته ومن أجله يمكن ان يضحوا بأي شيء حتي الدين نفسه ولو مرحليا،فلا يتورعون عن اعادة صياغة الدين بما يتوافق مع اهداف الجماعة لهذا يمكن ان يتحالفوا مع اعداء الوطن لتحقيق اهدافهم، انهم الآن فقدوا القدرة علي الفعل ويمكن ان يقدموا مزيدا من التنازلات للخارج وواضح انهم خلال فترة حكمهم قدموا للغرب وامريكا (عرابين محبة) وينتظران المقابل فهم يتكلمون عن مصر وكأنها غنيمة ومرشدهم السابق قال (طظ في مصر) وهو تعبير عفوي لما يشعربه وقال: (ان الاخواني في يد مرشده كالميت في يد مغسله يقلبه كيف يشاء) ويمكن ان يفعلوا ما هو غير اخلاقي فالاخلاق مرتبطة بحماية التنظيم ولهذا يقومون بالتعذيب أو القتل العشوائي لخدمة التنظيم فقد وضعوا انفسهم داخل الاطار الفاشستي المتطرف لان التنظيم يعلو فوق كل شيء فلابد من تفكيك هذا التنظيم ليعبر اعضاؤه عن ارادتهم المستقلة والديمقراطية تفترض ان لكل انسان ارادته الحرة بما يتناقض مع مبدأ السمع والطاعة .
سلم الديموقراطية
ورغم عدم اعتراف الاخوان بالديمقراطية لكنهم يستخدمونها كوسيلة للوصول الي الحكم ؟
- نعم، وبمجرد وصوله الي هدفه يلقي بالعربة من فوق الجبل ومن كانوا يراهنون علي تغيير مرسي بعد ثلاث سنوات فهم واهمون لأنهم لن يفرطوا في السلطة، لأنهم يعتقدون أنهم الحق لهذا قال مرسي انه متمسك بالشرعية دون حساب للملايين التي خرجت ضده رغم أنه قال عندما سئل قبل الانتخابات انه سيستقيل اذا خرجت في الشوارع ضده حتي انهم يقولون لنا (الديموقراطية بتاعتكم)لأنه يستطيع ان يسيطر علي عقول البسطاء التي يمكن السيطرة عليها ماديا ومعنويا
اعتقد بعد عام من حكم الاخوان عرف الناس حقيقتهم ولن يصلوا الي نفس المقاعد التي حصلوا عليها في الانتخابات السابقة ؟
- ربما ولكن قد يسيطرون جزئيا خاصة لو اتبعوا اساليبهم الملتوية مثل ترويع بعض القري المناهضةأو الحشد لعمال المصانع اوبتوزيع الاموال او باحتلال طوابير الانتخابات لمنع الناس من التصويت
إذن انت لا تؤيد السماح بتكوين الاحزاب علي اسس دينية ؟
- الاحزاب التي تعطي لنفسها حصانة دينية مرفوضة الا اذا ترجمت ثقافتها الدينية الي برنامج سياسي موضوعي قابل للمناقشة دون الدخول في خصومة مع الدين وهذا ينسحب علي حزب النور أيضا فالدين لا يكون معبرا للسلطة.
ولكن الاخوان والجماعات الاسلامية يمثلون أقلية بالنسبة للشعب المصري ؟
- ليست مسألة أقلية فالقضايا التي تتعلق بوجود الوطن ليست بها أقلية أو اغلبية وليس بها ديموقراطية وهي موضوعات لا يمكن الاحتكام فيها للصندوق لأن بقاء الدولة المصرية والعلاقات الدولية تخضع لموازين قوي أخري وبالتأكيد ممنوع بيع مصر حتي لو وافق أغلبية الشعب ولاينبغي ان نعامل المعتدين برفق لأنهم اهلنا وهنا يجب أن أحدد هل ما قاموا به في رابعة عمل عدائي ضد الدولة ؟فاذا كان عملا هداما أو يدخل في اطار الخيانة العظمي فليحاكموا علي هذه الاتهامات وكان لابد من اعلان موقف الدولة بوضوح والتكييف القانوني لجرائمهم حتي يحدد كل منهم موقفه و يقبل أن يلتزم بأمور لا يجوز فيها الاختلاف مثل الامن القومي ،فوجود الدولة المصرية ليست وجهة نظر ولكن لابد من وجود رؤية متماسكة واضحة وتطرح علي جميع المصريين لأن من حق الدولة ان تدافع عن نفسها و شعبها ومستقبلها ولن ترفع الدولة الراية البيضاء لأن هناك من اختاروا ان يموتوا والدولة لا تريد موتهم لكنها مضطرة للدفاع عن كيانها وان تختار اما ان يموتوا او تموت الدولة المصرية.
هل مواجهة الاعتصامات مسئولية الشرطة فقط؟
- الشرطة يجب ألا نحملها ما لا تحتمل لأنها جهاز امني يقوم بالمهمة الأمنية ولكن هناك عمل سياسي وفكري ورؤية للدولة وهوغطاء سياسي كامل للعمل الذي تقوم به الشرطة في اطار قانوني ودستوري تاريخي دفاعا عن مصر وهو ما كان يجب ان يسبق التدخل الأمني ثم لابد من شخص يصدر القرار ويتحمل مسئوليته فالشرطة لم تسع للدم إلا مضطرة لأن اصحابه اساءوا التصرف والشرطة لديها تقدير موقف علي الأرض ، ويجب ان نتفق كيف سنواجه الرأي العام العالمي والداخلي دون ان تترك هذه الامور للاجتهادات الشخصية .
بمناسبة الرأي العام العالمي رأينا كيف رفض الرئيس المعزول مرسي لقاء وفد حقوق الانسان المصري ثم وافق علي مقابلة كاثرين اشتون في مكان احتجازه ، كيف وافقت الحكومة علي مقابلة مرسي للاجانب ؟
- هذا سؤال يوجه للحكومة لأن مدير السجن تلقي أوامر من مؤسسة الرئاسة لهذا استنتج ان الدكتور البرادعي هو من نفذ لاشتون هذه الرغبة وكان هذا خطأ استراتيجيا خاصة ان مرسي ليس معتقلا سياسيا ولكنه متهم بجريمة الخيانة العظمي وبالتالي من غير مقبول السماح لمرسي بالتباحث مع دولة اجنبية بعد أن تم عزله فهذا يعطيه مشروعية المفروض انه لم يعد يتمتع بها، لكن الدكتور البرادعي اعطاه اوراقا مجانية كما اعطاها للجميع وراهن رهانات خاسرة علي فكرة أنه سيثبت حسن نواياه ليتجاوب معه الطرف الآخر بينما المفروض انه في يد الدولة اوراقا تلعب بها وفي يد خصومها اوراقا يلعبون بها فلا تعطي كروتا مجانية قبل ان تضمن ما سوف تحصل عليه.
ثورة أم انقلاب
لكن كيري واوباما تراجعا عن وصف 3يوليو بأنه انقلاب عسكري ؟
- هناك توزيع ادوار داخل الجانب الامريكي ولم يعترف احدا بثورة 30 يونيو بالمعني المفهوم بل قالوا ان الجيش تدخل ليمنع حربا أهلية وهذا تعبير مراوغ لأنه يعني وجود فريقين كانا بصدد الصدام مع بعضهما وهذا غير صحيح لأنها ثورة شعب سلمية تماما لم تسع لأي حرب ضد جماعة تريد ان تسيطر وتظل محتفظة بالسلطة حتي وان كان بالدم كما عبر مرسي في خطابه الأخير فحتي في الولايات المتحدة الامريكية يستخدمون عبارت مطاطة وكان موقفهم عدائيا بهدف التأثير علي المؤسسة العسكرية في مصر لكنهم وجدوا ان الجيش اخذ موقفا متصلبا من مطالب الادارة الامريكية فبدأت تأخذ مواقف لا تفقدها صداقة مصر الي الابد ..لان هذا سيسبب ضررا غيرعادي لمنظومة الامن الامريكية وهم يعلمون بفشل مشروع إعادة ترتيب الشرق الاوسط لأن ثورات المصريين اربكت حسابات الامريكيين ويفضلون وجود مساحة تمكنهم من ابتزاز الدولة المصرية لكنهم علموا ان هناك خطوطا حمراء لن يتم السماح بتخطيها ومنها اعادة مرسي أو العودة عن خارطة الطريق، لكن المشكلة ان الدولة لم تتخذ موقفا واضحا من جماعة الاخوان المسلمين فكلمة لا اقصاء تعني ان الجماعة وتنظيمها الدولي مازال في الملعب المصري وهذا يتفق مع رغبة الولايات المتحدة التي تريدالاخوان جزءا من المشهد السياسي وان لم يحكموا وتراهن علي ان هذه الجماعة ربما تستطيع ان تحصد أصواتا في الانتخابات القادمة لتعود الي الحكم وهذا خطر لأن استخدام المال السياسي سيكون بلا حساب بهدف العودة للحكم فيجب بحثه بحس المسئولية وعدم الرهان رهنات خاسرة علي فكرة النوايا الحسنة التي لا يتمتع بها الآخرون.
بصفتك متخصصا في دراسة الثورات هل تعتبر الثورة المصرية حالة استثنائية أم ان بها ملامح من الثورات الأخري كالثورة الفرنسية أو الامريكية أو الروسية؟
- بالتأكيد هي حالة مختلفة عن الثورات الكبري .. فثورة 25 يناير ثم ثورة 30 يونيو - وأنا مؤمن بأنهما ثورتان مختلفتان رغم ما بينهما من علاقة - واهم ما يميزها اني اسميها (ما بعد حدثية) بمعني انه لا توجد لها قيادة بالمعني الحقيقي انما هي تفاعلات تمت علي المستوي الشعبي ولكن هناك اشخاص فرضوا أنفسهم كقيادات علي هذه الثورة وقالوا أنهم مفجروها وهذا غير صحيح فهي ادعاءات سياسية ..لكن الحقيقة أنها ثورات تعبر عن ارادة شعب ولا أحد كان يستطيع ان يتنبأ بحجمها وتوجهاتها وما حدث علي إثرها .
اذا كانت ثورة 25 يناير قامت من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية فما أوجه الاختلاف بينها وبين ثورة30 يونيو؟
- الثورات لا تحقق أهدافها بين يوم وليلة فالحراك الاجتماعي يحتاج الي تطورات زمنية نسبيا ،فثورة 30 يونيو مختلفة لأنها قامت تحديدا ضد الفاشية الدينية وشعارها كان واضحا يسقط حكم المرشد ولم تعد تردد شعارات ثورة يناير والأهم من ذلك قراءتنا لخريطة الميدان في كلا الثورتين فهناك من كانوا مناهضين لثورة يناير وأصبحوا جزءا من ثورة يونيو فالخريطة مختلفة لكن الثورتان متكاملتان تاريخيا لأنها ارادة امة والتاريخ ممتد ولكن هناك دائما من يسعي لركوب الموجات الثورية ومحاولة تحويلها الي مسار آخر . فالاخوان والجماعات الاسلامية قد ركبوا ثورة يناير وهناك من ركب ثورة 30 يونيو ليفرض أجندته علي المشهد التاريخي، لكن أيضا كل الثورات يتبعها شيء من الفوضي لأن هناك نظاما يسقط وان لم يكن هناك نظام جاهز يحل محله فيأتي من كان جاهزا ويركب الثورة
في ثورة 25 يناير لم تظهر هذه القيادة وانما تحرك الشعب بتلقائية وبدون تخطيط مسبق؟
- في 25 يناير نتيجة لعدم وجود قيادات جاهزة ونتيجة ارتكاب اخطاء في المرحلة الانتقالية كان تنظيم الاخوان هو التنظيم الجاهز بغض النظر عن كفاءته وعن اهدافه فالمجلس العسكري تصور ان هذا التنظيم طالما انهم جماعة منظمة فهم الاقدر علي ان يعيدوا النظام الي الشارع وتصوروا انه تنظيم قابل للسيطرة وهذا كان خطأ كبير في التقييم لأن هذا التنظيم حاول ان يبتلع الدولة وما حدث في 30 يونيو ايضا اعتقد انه شابه بعض الاخطاء فقدا فرضت بعض الوجوه علي المشهد العام فالجيش تدخل بناء علي الأوضاع التي رصدناها فالاخوان ومن والاهم يحاولون تصوير الامر كما لو كان انقلابا عسكريا ونلاحظ اولا في 30 يونيو عندما نزلت الملايين الي الشوارع ان الجيش لم يكن في المشهد علي الاطلاق ولم يدخل غير يوم 1 يوليو عندما أصدر الانذار والحقيقة ان محمد مرسي هو من أعلن نيته في عمل انقلاب !
متي اعلن الرئيس السابق نيته في القيام بانقلاب علي الجيش؟
- في الخطاب قبل الأخير في مركز المؤتمرات قال الرئيس السابق انه سيضرب بيد من حديد علي كل المعارضين الذين أسماهم بالمفسدين وقال أنه سيحاكمهم محاكمات عسكرية باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وليس رئيسا للجمهورية فهو بصدد القيام بانقلاب عسكري علي الدولة وعلي المعارضين ، وهذا ليس من حقه لأن منصب القائد الأعلي للقوات المسلحة منصب مدني وليس منصبا عسكريا، كما انه حاول ادخال الجيش كطرف في التعامل مع المعارضة فهذا انقلاب عسكري ولهذا تدخل الجيش ليجهض هذا الانقلاب المخطط فالجيش لم يقم بانقلاب عسكري وانما اجهض مشروع الانقلاب الذي اعلن عنه مرسي في خطابه قبل الاخير وكان يجب ابراز هذه الحقيقة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي
يتمسك الاخوان المسلمون بشرعية الصندوق ليعيدوا مرسي الي الحكم ، ما رأيك في هذه الحجة؟
- إن أي شرعية ليست فقط شرعية الصندوق لأن شرعية الرئيس تستمد من احترامه لشرعية الدولة وشرعية مؤسساتها فعندما جاء مرسي الي الحكم ضرب بشرعية السلطة القضائية عرض الحائط ودعا مجلس الشعب المنحل بحكم من المحكمة الدستورية العليا للانعقاد ثم اصدر الاعلان الدستوري الاستبدادي، وهنا نلاحظ أن صندوق الانتخابات ينتج عنه شرعيتان شرعية الحكم وشرعية المعارضة فصاحب الاغلبية يحكم و الاقلية هي التي تعارض ولكنه في الاعلان الدستوري قال انه لا توجد غير شرعية واحدة هي شرعيته كحاكم وألغي تماما أي حق في المعارضة فأهدر شرعيتها..فالاخوان تلاعبوا بالامور بهدف ابتلاع الدولة ولهذا خرج الشعب في 30 يونيو يرفض الاستبداد الديني الفاشستي للجماعات التي تتدثر بالدين والجيش انحاز للشعب وللدولة المصرية ورفض ان يكون مخلب قط في يد الحاكم ليصفي معارضيه عن طريق احكام عسكرية فسلم البلد الي سلطة قضائية مدنية ولم يقدم احدا لمحاكمات عسكرية وهذا ما يرد علي دعاوي أن ما حدث كان انقلابا عسكريا .
تفويض السيسي
وماذا كان يقصد الفريق اول السيسي عندما طلب من الشعب النزول لتفويضه ؟
- كان يقصد ان يقول للشعب وللعالم كله ان ما قام به الجيش كان تنفيذا لارادة الشعب الذي نزل في 26 يوليو ومنح السيسي تفويضا لمحاربة الارهاب واعلن موافقته علي الاجراءات التي اتخذها يوم 3 يوليو ولكن للأسف قام نائب رئيس الجمهورية بانكار ان 30 يونيو ثورة وبالتالي لا توجد شرعية ثورية جديدة نشأت بعد الشرعية الدستورية التي أقامها حكم الاخوان وهو لا يعترف الا بشرعية ثورة 25 يناير وهذا نفس ما يقوله الاخوان كما صرح لجريدة الواشنطن بوست ان محمد مرسي لم يفشل لأنه كان عضوا بجماعة الاخوان المسلمين وبالتالي فهو يبريء الجماعة من اخطاء محمد مرسي أي ان مكتب الارشاد لم يكن يحكم مصر وبالتالي لا يتم استبعاد الجماعة من المشهد السياسي وهما مطلبان للولايات المتحدة الامريكية قدمتهما آلة الحكم في مصر هدية للولايات المتحدة الامريكية بالمخالفة للارادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في 30 يونيو برفض حكم مكتب الارشاد وجماعة الاخوان المسلمين.
وما رأيك في تشكيل الحكومة الحالية ؟
- الحكومة ذات كفاءات اقتصادية لكنها ليست كفاءات ذات حس تاريخي بحيث تستطيع ان تتعامل مع الظرف الهام الذي نمر به لتتخذ قرارات صعبة لترتيب الأمور علي الأرض والاقتصاد يأتي في المرتبة الثانية حتي ان الدكتور الببلاوي قال: انه لن يستطيع اصلاح الاقتصاد الا بعد ان بعد استقرار الحالة الامنية والسياسية للبلاد إذن لم يكن هو رجل المرحلة والاختيار لم يكن موفقا وكذلك اختيار البرادعي لم يكن موفقا
وما اهمية المرحلة الانتقالية من وجهة نظرك؟
- المرحلة الانتقالية من اخطر المراحل التي تمر بها مصر وهي لاتحتمل الهزل او المجاملة والهواة واصحاب النوايا الطيبة يمتنعون وليتركوا الأمر لرجال الدولة أما خارطة الطريق فاجرائية ولكن بدون غلاف فكري.. وهي الحلقة المفقودة لكي تفرض الدولة ارادتها ولا يستأسد الآخرون عليها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.