الكلمة الحكيمة التي ألقاها العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول الممارسات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار مصر هي بكل المقاييس تعبير عن موقف عربي أصيل يعكس مستوي عاليا من المسئولية القومية. إن ما يعلو بقيمة وقدر ما جاء في هذه الكلمة هو التوقيت وما تضمنه من اسقاطات وتوجهات تشير بكل الوضوح إلي أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها مصر علي يد جماعة من الإرهابيين. ندد الملك بتلك القوي الداخلية التي تعمل ضد أمن مصر بمساندة الدول الخارجية التي مارست خداع العالم بادعاء محاربة الإرهاب بينما كشفت الأحداث تورطها في مساندة قوي الظلام الإرهابي لهدم وتدمير الدولة المصرية. تحدث عن الحرب التي تخوضها مصر ضد تلك العناصر الإرهابية مؤكدا أن المملكة السعودية حكومة وشعبا تقف بكل ما تملك ضد هذا التآمر الذي يضطلع به الكارهون والحاقدون الذين يستهدفون استقرارها. أعلن مناهضته للتدخل في الشئون المصرية والذي ليس له من هدف سوي إشعال نار الفتنة. وتأتي كلمة العاهل السعودي الداعمة لإرادة الشعب المصري تأكيدا للروابط الأخوية المصيرية والمتينة التي تربط بلاده بمصر. انها تعظيم لما قامت به مصر علي طول التاريخ دفاعا عن أمتيها العربية والإسلامية. وقد حرص الملك عبدالله علي إبداء ثقته في قدرة مصر علي إفشال المؤامرة جازما بأنها سوف تستعيد عافيتها وقوتها بعد دحر هذه الهجمة الإرهابية. هذا الدعم السعودي توقيتا ومعني يضيف الكثير الي الروح المعنوية للشعب المصري. وسوف يكون له وزن كبير علي مسيرة الأحداث الإجرامية ووأد الفتنة التي تتعرض لها مصر. من ناحية أخري فإنه لا يمكن فصل هذا الموقف عن مواقف سابقة مشتركة جرت سواء من جانب دولة مصر العربية أو من جانب السعودية. تمثل ذلك في تدخل مصر عسكريا لتحرير الكويت وحماية الأراضي السعودية من السلوك المجنون لصدام حسين.. وكذلك اقدام الملك فيصل ملك السعودية رحمه الله علي الوقوف إلي جانب مصر في حرب 3791 عندما اتخذ قراره التاريخي بوقف ضخ البترول إلي دول الغرب المؤيدة لإسرائيل. التقييم الصحيح والسليم لكلمة الملك عبدالله يقول إنها سوف تكون سندا لشعب مصر في مقاومته للمؤامرة الإرهابية التي بدأت تتكشف فصولها والتي هدفها استكمال مؤامرة تفتيت وتقسيم كل العالم العربي. نعم هناك فرق بين كيان دولة اسمها السعودية يحكمها رجال عظام يؤمنون بالصالح القومي العربي وبين »دُويلة« مثل »قطر« أوقعتها الأقدار فريسة لحكم عصابة من الخونة والعملاء المتآمرين الحاقدين.