ما أجمل أن يتحقق حلم تمنيت أن تراه حقيقة. وما أسعد الكاتب عندما تنتشر دعوة أطلقها واستطاع أن يصل بها إلي قرائه. ما أجمل أن تلقي كتاباتنا الصدي الإيجابي الذي نسعي إليه ، ونحاول بكل إخلاص أن يكون سبباً في إنقاذ بشر يعانون محنة قاسية ، أو يكابدون ألماً عظيماً. انتابني هذا الشعور بالرضا والسعادة وأنا أتلقي الخبر الجميل الذي أعلن فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة تحمل القوات المسلحة للمبالغ المستحقة علي السجينات الفقيرات اللاتي صدرت ضدهن أحكاما بالسجن في قضايا العجز عن سداد الأقساط أو الشيكات بدون رصيد أو إيصالات الأمانة. وكان الغرض أن يتم الإفراج عن عدد كبير منهن بمناسبة عيد الفطر المبارك. وعلمت أن الفريق السيسي أصدر توجيهاته بحصر أعداد هؤلاء السيدات الغارمات وتحديد الديون المستحقة عليهن لسدادها وبالفعل تمت الإجراءات بأقصي سرعة وتم الإفراج عن 48 سجينة كدفعة أولي ممن تتراوح الديون المستحقة عليهن بين 3 آلاف إلي 15 ألف جنيه ، وكانت قد صدرت أحكاماً ضدهن تبدأ من السجن لمدة سنة إلي 7 سنوات.. وقال لي اللواء مصطفي باز مساعد أول وزير الداخلية لقطاع السجون أنه يجري الآن التنسيق مع مصلحة السجون لحصر الأعداد المتبقية من السجينات الغارمات لدفع المبالغ المستحقة عليهن تباعاً حسب تعليمات الفريق السيسي الذي يتبني بنفسه هذه القضية الإنسانية المهمة ويوليها إهتمامه. فرحت كما لم أفرح من قبل. والسبب هو أنها قضيتي التي أثرتها عام 2007 من خلال جريدة »الأخبار« العريقة وأطلقت مصطلح »سجينات الفقر« عليهن. كانت أميمة هي أول سجينة فقر تعاطف القراء مع قصتها عندما كتبتها في الأخبار ثم قدمتها في برنامج تليفزيوني مع الإعلامية رولا خرسا. كانت »أميمة« هي الضامنة لوالدها العامل باليومية في التوقيع علي إيصالات أمانة كتبها علي نفسه لشراء جهاز بسيط لابنته العروس أخت أميمة ولكن القدر لم يمهل الأب الفقير حتي يسدد الأقساط. توفي ، ووجدت أميمة نفسها وجها لوجه أمام مصير رهيب. حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف. بكت أميمة عندما التقيت بها في سجن القناطر للنساء ، وقالت ابنتي »سالي« - عامان- تركتها عند الجيران لما قبضوا عليا ، معرفش هي فين؟ عايشة واللا ميتة؟. »سجن أم يساوي تشريد أسرة« هذا هو الشعار الذي وضعته لحملتي الصحفية من خلال جمعية رعاية أطفال السجينات التي أسستها منذ أكثر من 20 عاماً. وكان مشروع »سجينات الفقر« هو أحد أهم المشروعات التي تبنيناها واستطعنا بفضل الله والقلوب الخيّرة أن نخرج أكثر من 50 سجينة فقر ولا يزال مشروعنا مستمراً. الجميل أن الفكرة كبرت وانتشرت ، شاركت فيها مؤسسة مصر الخير والكثير من الجمعيات الأهلية الأخري ، وهذا هو الهدف والمبتغي ، أن تنتشر الفكرة ، ويتحمس لها الجميع وهذا هو ما حدث لفكرة »سجينات الفقر«. أما التطور الأخير بتبني الفريق البطل السيسي لها فأراه تتويجاً رائعاً للفكرة. لقد أسعدني قراره الرائع وملأني إحساساً بالرضا. شكراً يا بطلنا القومي بالنيابة عن كل »سجينة فقر« أعدت إليها الأمل في الحياة من جديد.