كان الإخوان يعتقدون ان كاثرين آشتون المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي ستأخذ بيد الرئيس المعزول من مقر اقامته الجبرية لتصل به إلي قصر الرئاسة.. وهذا هو سر إعلان صفوت حجازي المطلوب للعدالة في ميدان رابعة قبل ان تصل آشتون إلي القاهرة ان اليوم الجمعة جمعة الفرقان والسبت سيحدث شيء جلل ويوم الأحد سيكون الرئيس المعزول مرسي بيننا.. وتصور الإخوان أن آشتون تحمل أجندة أوروبية أو صفقة معهم لعودة مرسي إلي الحكم أو الخروج الآمن له وقيادات الإخوان. واستمعت آشتون للرئيس المستشار عدلي منصور ونائبه الدكتور محمد البرادعي والفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والقوي والتيارات السياسية والإسلامية وشباب حركة تمرد.. أكدت مصر لآشتون ان عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء بعد ثورة 03 يونيو وتفويض الشعب للجيش والشرطة بمواجهة الإرهاب في 62 يوليو الحالي وأكد الفريق السيسي لآشتون ان عودة الرئيس المعزول للحكم من رابع المستحيلات وقال د.البرادعي لها إن الرئيس المعزول فشل ولا يمكنه ان يشارك في العملية السياسية في المرحلة المقبلة أما الإخوان فمرحبا بهم للمشاركة في العملية السلمية. السيدة آشتون تعلم تماما ان المصريين شعب من الأحرار ولن يتمكن أحد من فرض أجندة ضد رغبات هذا الشعب العظيم وإنها لم تأت إلي القاهرة لتوفير الخروج الآمن للرئيس المعزول وقيادات الإخوان فقد أكدت آشتون خلال لقائها بالرئيس المعزول له ان مسألة عودته للحكم أصبحت مستحيلة خاصة بعد ما حدث في 03 يونيو من ثورة شعبية وليست انقلابا عسكريا وان ما تستطيع ان تفعله هي محاولتها اقناع المؤسسة العسكرية تسليمه إلي جهات التحقيق والقضاء فقد كان المعزول قد طرح علي آشتون مبادرته باخلاء ميداني رابعة والنهضة من مؤيديه مقابل إطلاق سراحه واشتكي المعزول مرسي لها من وضعه تحت الإقامة الجبرية واستخدام العنف ضد مؤيديه وأنصاره وان الاتهامات الموجهة إليه سياسية لمعاقبته علي عدم قبول طلب التنحي من جانب قيادات الجيش التي لم تدن له بالولاء. الغريب ان المعزول قابل آشتون ورفض مقابلة الوفد الحقوقي المصري لانه كان يعتقد نتيجة لأكاذيب الاعلام الإخواني من ان الاتحاد الأوروبي سيعيده إلي الحكم وان آشتون جاءت لتأخذه إلي قصر الاتحادية. الإخوان كانوا قد حاولوا عقد صفقة مع آشتون حيث طرحوا عليها ثلاث مبادرات للدكتور سليم العوا مساعد الرئيس المعزول ومحاميه الخاص ومبادرة التحالف الوطني لدعم الشرعية التي تقدم بها د.هشام قنديل رئيس الوزراء الإخواني السابق ود.محمد محسوب وزيره للشئون البرلمانية السابق ومحمد علي بشر وعمر دراج الإخوانيين وتضمنت العودة إلي ما قبل 03 يونيو حيث انهم لا يعترفون بثورة الشعب ويعتبرون ما حدث انقلابا عسكريا وان ما يحكم مصر حكومة انقلابية واقترحوا انتخابات برلمانية في غضون 6 أشهر وتعيين حكومة مؤقتة وقد رفضت القوي السياسية والشعب المصري هذه المبادرات واعتبروها محاولة اخوانية للخروج الآمن للمعزول وقيادات الإخوان وهذا التحول الجذري الذي طرحه التحالف الوطني لدعم الشرعية في لقائهم مع آشتون فقد اعترفوا جميعا بالسلطة الحاكمة الجديدة وطالبوها بأن يرسل النظام الجديد لهم رسائل طمأنة بعدم مواجهتهم وانصار المعزول ووقف العنف بل طلب التحالف من آشتون اتخاذ مخرج دستوري للأزمة ولم يتحدثوا عن عودة المعزول للحكم بينما يؤكد زعماء الإخوان المجرمين في رابعة علي تمسكهم لوقف العنف بعودة الرئيس المعزول إلي الحكم. الشعب المصري بذكائه الفطري المعهود رفض هذه المبادرات الإخوانية لانه يعلم انها مرونة إخوانية مزيفة أمام آشتون لنقلها إلي الاتحاد الأوروبي.. وكانت رسالة آشتون خلال اجتماعاتها مع التيارات السياسية والإسلامية واضحة بان الشعب المصري العظيم يحتاج إلي التقدم للأمام بسلام وان الاتحاد الأوروبي يحرص علي الانتقال السلمي وعدم التدخل في الشأن المصري الداخلي وضرورة حل الأزمة بالحوار بجلوس كافة الأطراف علي مائدة المفاوضات. الإخوان أصيبوا بالإحباط واليأس بعد زيارة آشتون.