المتظاهرون يرتدون الاقنعة الواقية تحسبا من قنابل الغاز الإسگندرية تتشح بالسواد لتشييع جنازة 41 قتيلا في الاشتباگات ليلة عصيبة طويلة عاشتها عروس البحر حتي فجر أمس.. نزفت فيها دماء مصرية بأيادي مصريين.. 7 ساعات دامية من العنف العشوائي نتيجة قرار أحمق بتوجيه مسيرات المؤيدين للرئيس السابق لموقع تظاهر المعارضين.. طلقات الخرطوش والرصاص الحي وأصوات القنابل وسحب دخانها الكثيف اختلطت بروائح الحرائق التي اشتعلت في سيارات وإطارات قديمة لتحجب رؤية أمواج البحر الذي غادره عشاق السهر علي الكورنيش المهجور حتي صباح أمس.. أهالي الثغر فروا إلي البيوت منكمشين وأصحاب المحلات سارعوا بإغلاق أبوابها.. وارتفعت أصوات الإستغاثات عبر رسائل التواصل الاجتماعي من الجانبين.. "الحقونا.. نحتاج إلي متبرعين بالدم".. وتشكلت بسرعة مستشفي ميداني لكل فريق.. مستشفي مسجد سيدي جابر لمصابي الإخوان ومستشفي عصر الإسلام لمعارضيهم.. ومابين الموقعين حاولت قوات الأمن أن تجد مساحة آمنة للفصل بين الحشدين.. أهالي المنطقة هرب النوم من مخادعهم.. فأصوات "سارينة" سيارات الإسعاف والشرطة ووقع خطوات هرولة الحشود تثير المزيد من الفزع بين أهالي سيدي جابر وسموحة.. الذين استنشقوا جرعات زائدة من الروائح النفاذة للقنابل المسيلة للدموع خلف أبواب مساكنهم المغلقة خوفاً من قناصة مجهولين احتلوا أسطح المنازل وألقوا المولوتوف والرصاص الحي والخرطوش علي الحشود.. أهالي وتجار منطقة سوق زنانيري المتاخمة لسيدي جابر خرجوا أيضاً ليشاركوا في نجدة الطرف الأضعف.. ليختلط الحابل بالنابل وتشتعل سيارتان نقل وملاكي تردد أنها كانت تنقل أسلحة لمناصرة جماعة الإخوان في موقعة دموية بلا هدف خسر فيها الجميع. كما قام الاخوان بتكسير عربات المواطنين للاستيلاء علي البنزين لتصنيع المولوتوف. المشاهد الليلية المفزعة خلفت وراءها 91 قتيلاً و263 مصاباً ازدحمت بهم مستشفيات الإسكندرية ومشرحة الإسعاف أمس.. من جانبه أعلن الدكتور إبراهيم الروبي مدير إدارة الطواريء بمديرية الشئون الصحية بالاسكندرية أن الحصيلة النهائية لضحايا الإشتباكات العنيفة التي شهدتها منطقة سيدي جابر أول أمس، بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي وصلت إلي 14 قتيلا و263 مصابا.. وأشار "الروبي" في تصريحات ل "الأخبار" أمس أنه تم نقل القتلي لمشرحة كوم الدكة تمهيدا لإصدار قرار من النيابة العامة تصاريح بدفنهم بعد إنتهاء إجرءات التشريح لتحديد أسباب الوفاة، وهم عادل أحمد شلبي "58 سنة" وأحمد يحيي أحمد عيد "29 سنة" ومحمد محي الدين اسماعيل "16 سنة" والخولي ممدوح خميس"32 سنة"، وعمر فاروق السيد"31 سنة"، ومحمد عبدالوهاب سعد "05 سنة" وابراهيم السيد عبدالكريم" 38 سنة "وكمال محمد السيد "49 سنة "وحمادة شعبان" 28 سنة" وعبدالله فادي "23 سنة"، وطارق مصطفي "25 سنة" ومحمد بدر الدين "19 سنة" واسلام احمد السيد "22 سنة" بالإضافة الي جثة مجهولة الهوية.. وأضاف "الروبي" أن المصابين يتلقون العلاج بمستشفيات الاميري الجامعي ورأس التين ومصطفي كامل والرمد والانفوشي وطلبة سبورتنج وشرق المدينة، مشيرا الي أن الحالات الحرجة بلغت 14حالة و157 آخرين بينهم الملازم أول محمد احمد عبدالعزيز الضابط بالأمن المركزي والذي اصيب بكسر في العمود الفقري والملازم أول مصطفي رمزي واصابة 51 من الجنود حالتهم مستقرة.. ومن جانبه أكد الدكتور أسامة أبو السعود مدير المستشفي الأميري الجامعي بالاسكندرية، والتي إستقبلت العدد الأكبر من المصابين أن معظم الحالات أصيبت بالخرطوش والرصاص الحي.. أما اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية فأكد أنه تم إلقاء القبض علي 76 من المتورطين في إشتباكات سيدي جابر بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق وبصعوبة تم نقل مناصري الإخوان بميكروباصات القوات المسلحة إلي ساحة المنطقة العسكرية ومن الأبواب الخلفية إلي مساكنهم طلقاء حرصاً من وقوعهم خيم الحزن علي الاسكندرية، لليوم الثاني علي التوالي، حيث اتشحت معظم أحيائها بالسواد خلال تشييع جثامين 41 قتيلا من ضحايا الاشتباكات العنيفة التي شهدتها منطقة سيدي جابر، مساء أول أمس، بين مؤدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي، فيما تتردد أنباء عن وفاة 3 آخرين من المصابين والبالغ عددهم 362 مصابا.. ففي منطقة كوم الدكة توافد المئات من أهالي وأقارب القتلي، منذ الساعات الأولي من صباح أمس لاستلام جثثهم وانهاء إجراءات دفنهم وسط حالة من الحزن والعويل علي ضياع ابنائهم وخاصة ان معظم القتلي من الشباب وصغار السن.. وواصل الأهالي استلام جثث قتلاهم علي مدار ما يزيد علي 5 ساعات، بعد أن تم انتهاء تصاريح الدفن واحدة تلو الأخري لتخرج الجثامين محمولة علي الأكتاف، وسط صمت لا يسمع خلاله إلا الأنين والبكاء.