د. أحمد محمود كريمة تكريم إلهي، اصطفاء رباني، من الله - عز وجل - لسيدنا المسيح - عليه السلام - »إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا« - الآية 55 من سورة آل عمران، »والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا« - الآية 33 من سورة مريم، »ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم« - الآية 117 من سورة المائدة، »وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين« - الآية 45 سورة آل عمران، وتوقير نبوي محمدي - صلي الله عليه وسلم - »أنا أولي الناس بعيسي ابن مريم« ومن الاختصاصات المتفق عليها - في الجملة - في الشريعتين المسيحية والاسلامية: تعيين شخص سيدنا المسيح - عليه السلام - فالشخص واحد لدي المسيحيين والمسلمين بخلاف اليهود المنكرين لشخصه الكريم. »رفعه« إلي السماء عند المسلمين - مع خلاف تفسيري: هل الرفع بالجسد والروح معا؟ أم بالجسد فقط؟ أم بالروح فقط؟ أم رفع مكانة؟ أراء لأئمة العلم منهم الألوسي والرازي وابن حزم، والاساتذة محمد عبده، محمد رشيد رضا، محمد أبو زهرة، المراغي، محمد الغزالي، عبدالوهاب النجار، سيد قطب، ولكل وجهة إلا أن الاتفاق علي »الرفع«، ومقابل »الرفع« عند المسلمين. »القيامة« عند المسيحيين، علي اختلاف في التفاصيل. مجيئه قبل يوم القيامة »حكما مقسطا« عند المسلمين، و »مخلصا« عند المسيحيين، علي اختلاف في الاوصاف. لقد أحاط الاسلام شخصية المسيح - عليه السلام - ودعوته بالثناء الطيب لقد دعا السيد المسيح - عليه السلام- إلي الصلة المباشرة بين الله - سبحانه وتعالي - والخلق، وتكلم عن ملكوت الله - عز وجل- المفتوح لجميع الصالحين »إنجيل متي 5:45« وحض علي الزهد والتسامح »لوقا 6:28، متي 5: 38-41«. ووصايا الاسلام باتباعه في كتاب الله- تبارك وتعالي- وأخبار نبي الاسلام سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - والتطبيقات العملية من استضافة نبي الاسلام - صلي الله عليه وسلم - لوفد نصاري نجران بمسجده بالمدينة، ونهيه عن إيذاء رجال الشريعة المسيحية سلما وحربا بما يعد »حصانة« تحفظ »دماءهم و أموالهم و أعراضهم« وعدم التعرض لمعابدهم، وانصاف مظلومهم »من آذي ذميا أو معاهدا أو انتقصه حقه فأنا حجيجه يوم القيامة«، ومقولة أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه- بحقهم" متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا. لشركاء الوطن الحبيب مصر، للحمة الكيان الوطني المصري، للنسيج المتداخل، للمسيحيين وهم يرددون كما رددت الجنود السماوية للرعاة السوريين عند مولد سيدنا المسيح - عليه السلام-: الحمد لله في الاعالي، وعلي الارض السلام، وبالناس المسرة، خالص التهاني وصادق الاماني بمواسمهم انفاذا وإعمالا »ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين« - سورة الممتحنة - »ستفتح لكم مصر من بعدي فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم فيكم ذمة ورحما«. للشعب المسيحي لمواطني مصر وللرتب الكنسية تهاني وأماني من صمام الأمن الثقافي »الازهر الشريف«