شباب سيناء ينتظرون بناء جامعة حكومية وتمليك الأراضى لهم حالة من الارتباك تسيطر علي شباب ارض الفيروز.. فبالرغم من الواقع الملئ بالورود الذي تمناه شباب سيناء عقب ثورة 25 يناير بأن تمتد ايادي التطوير والتعمير الي اراضيهم الا ان احلامهم دابت علي صخرة الاهمال والتهميش والسلبية تجاه ارض الاجداد التي تعتبر البوابة الشرقية لمصر.. لغز يعيشه شباب سيناء لا يعرفون اي اجابة له.. فلماذا حتي الان تتجاهل كل الأنظمة تعمير سيناء وتنميته رغم كل ما تمتلكه من كل مقومات التنمية الشاملة.. لغز لا يفهمه شباب سيناء حتي وقتنا هذا.. الاخبار رصدت آلام ومعاناة اهل الفيروز.. فماذا قالوا؟ في البداية قال محمد البلك احد شباب الثورة وناشط سيناوي ان معظم الشباب في محافظتي شمال وجنوب سيناء يشعرون بالظلم والاضطهاد بسب استمر سياسة التهميش والاهمال التي كان يتبعها معهم النظام البائد، فرغم قيام ثورة يناير الا انه يتم التعمد علي تجاهل شباب ارض الفيروز وعدم الالتفات اليهم او الاستماع الي مطالبهم وكأنهم شباب ينتمون الي دولة معادية رغم ان شباب سيناء يتمتعون بأقصي درجات الوطنية وهم اول من بارك الثورة البيضاء وايدها ودعا الي اهدافها وتسابق مرشحو الرئاسة اليهم لكسب تأييدهم ودعمهم بمن فيهم الرئيس الحالي محمد مرسي. ويتساءل البلك مستنكرا: " لا أفهم ما السر من عدم تعمير سيناء وعدم تحويلها الي جنة رغم ما تمتلكه من ثروات طبيعية وموقع جغرافي ممتاز بوسطها 3 قارات علي مستوي العالم وبحران وقناة مائية تربط بينهما؟!!" واستطرد البلك قائلا: من اكبر المشاكل التي يعاني منها شباب سيناء هي مشكلة البطالة حيث لا تتوافر أي فرص عمل حقيقية أو وظائف حكومية رغم تخرجهم من جامعات عريقة سواء في القاهرة أو مختلف جامعات مصر، ويدخل ايضا ضمن المشاكل التي يقابلها ابناء سيناء -خاصة فئة الطلاب والشباب- عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بالناحية التعليمية في المحافظتين حيث يضطر الطالب والمعلم للسير مسافات قد تصل 15 كيلو مترا للوصول للمدرسة خصوصا في مناطق وسط سيناء وعدم وجود مواصلات آدمية لهم. وفيما يخص أم المشاكل في سيناء قال البلك ان الشباب السيناوي لا يزال يعاني من مشكلة عدم تمليك الارض لان الدولة تتعامل معهم كأعداء وليسوا كأبناء مصر، فلا نعرف السبب الرئيسي وراء عدم تمليك الحكومة الأراضي لشباب سيناء. ويري أحمد الحجاوي الشاعر السيناوي ان سيناء لاتزال خارج الخدمة رغم مرور ما يقرب من 04 عاما علي تحريرها ولكنها حتي الان خارج دائرة الضوء، وهو ما يجعلنا نقول انه لو تآمر علي سيناء كل اعداءها ما فعلوا بها كما يفعل حكامها والقائمون علي شأنها من أنظمة متعاقبة. ويضيف حجاوي: الصندوق الاجتماعي للتنمية لا يمول المشروعات الصغيرة ويضع العراقيل والمعوقات امام شباب سيناء الصغار، كما انه لا يتم اشراك الشباب السيناوي في دوائر صنع القرار من خلال تجاهلهم في تشكيل جهاز تنمية سيناء أو المناصب القيادية بالمحافظتين، كما انه يتم اختيار المناصب القيادية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء وفقا للانتماءات السياسية الموالية للحاكم اعتمادا علي الولاء والانتماء دون النظر الي اصحاب الخبرات والكفاءات. ويستطرد حجاوي قائلا: الشباب السيناوي يعامل معاملة درجة سادسة وسابعة، فحتي الآن لم يتم انشاء ساحات رياضية في الاحياء والمدن للشباب لممارسة الرياضة دون مقابل واضطرار الشباب لدفع مقابل مادي لممارسة الرياضة داخل مراكز الشباب الموجودة،ولم يتم انشاء جامعة حكومية حتي الآن كما ان الشباب يقطع آلاف الكيلو مترات يوميا للذهاب الي اعمالهم في المدن المجاورة مثل الزقازيق والاسماعيلية بعد سرقة قضبان السكك الحديدية المؤدية لسيناء وعدم علم الحكومة بمن قام بالسرقة، كما انه يتم اضاعة الفرصة علي شباب سيناء للاستفادة من مواردهم الطبيعية حيث يتم تصدير رمال الزجاج الخام المتوافرة في سيناء للخارج ب20 دولارا للطن ونعود لنستوردها ب200 دولار للطن. اما محمد الكفراوي شاب سيناوي فيري ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها شباب سيناء حاليا هي الانفلات الامني التي تشهده مدينتا رفح والعريش، وهذا الانفلات شجع بعض الجماعات الارهابية في انتهاج افكار متطرفة والاعلان عنها بالقوة في شوارع محافظة شمال سيناء في غيبة تامة من الامن، هذا بجانب افتقاد الشباب السيناوي الي الخدمة والرعاية الطبية في المستشفيات أو وجود اطباء علي قدر عال من الكفاءة وايضا عدم وجود اجهزة طبية حديثة أو مركز لعلاج الاورام مما يجعل ابناء سيناء يضطرون للسفر مسافات طويلة خارج المحافظة للعلاج. ويشير أحمد الشريف -ناشط سيناوي- الي ان شباب سيناء يعاني ايضا من عدم توافر الارادة السياسية الحقيقية والجادة والهادفة لتحقيق التنمية في سيناء بالافعال لا بالأقوال، كما انه بالنسبة لقانون 14 لسنة 2012 الذي صدر في عهد المجلس العسكري الخاص بتنمية سيناء فإنه يشوبه العديد من التحفظات اهمها عدم تحديد مناطق بعينها للتنمية فقد يأتي المستثمر ليستثمر في منطقة ما وبعد اخذ جميع الموافقات اللازمة للمشروع يفاجأ برفض القوات المسلحة بحجة دواعي امنية فبالتالي ضرورة تحديد مناطق بعينها للتنمية من قبل القوات المسلحة.