المتأمل سياسيا وإعلاميا في خطاب مرسي الأخير في عيد العمال يجد تنوعا وتحولا وحكمة.. بدأت تتبلور، وشفافية تتضح معالمها، وترسخ قيمها نحو مواطنة بناءة ذات مباديء مصرية الا وهي الاعتراف بما بناه اجدادنا السابقون منذ الفراعنة حتي الزعيم جمال عبدالناصر والسادات اللذين مازالا احياء بمشروعاتهما في الاصلاح الزراعي والسد العالي وحرب اكتوبر وغيرها التي حمت مصر من ويلات الجفاف وشر الجوع وثورة الجياع.. بدا تألق الرئيس مرسي واضحا عند ذكر اسم الزعيم عبد الناصر في عيد العمال وجاء الرد كالطوفان من الحب والاخلاص لذكري الزعيم من العمال الذين مازالوا يعرفون فضل اهل الفضل علي مصر ودور الزعماء في بناء الامم يتمخض في تكملة بناء الاجداد والاعتراف به ثم مواصلة العمل لنموه وتكملته.. اختلف كثيرا مع الذين يدعون ان مواءمة مرسي في خطابه العمالي مغازلة ومناورة سياسية للعمال، بل العكس هي حنكة سياسية ومعرفة من مرسي بأن الزعيم عبدالناصر مازال راسخا في وجدان الشعب كافة، لان اعماله هي التي تمجده وتخلده وليس بالشعارات تحيا الشعوب. اما رسالتي للرئيس مرسي فهناك طريقان للزعامة امامكم لا ثالث لهما: الطريق الاول يتمثل في خوض معركة بناء حقيقية ذات اهداف قومية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا تبني علي اعمال السابقين من الرؤساء لمصر تكون شعلتها حزم عبدالناصر ودهاء السادات والمرجو ان يتحلي مرسي بالذكاء والحنكة في عمل كوكتيل سياسي من هذه السبيكة الذهبية المصرية الخالدة ومن ثم يضع اسمه بأحرف من نور في سجل الحكماء الخالدين من زعماء مصر والعالم، الطريق الثاني: القيام بإنشاء مشاريع قومية عملاقة بسيناء والوادي الجديد ومنخفض القطارة والبحر الاحمر واحياء المثلث الذهبي بليبيا والسودان ومصر سريعة الانتاج والعمالة الكثيفة لتمتص مفعول قنبلة البطالة ذات الثلاثة ملايين شاب وشابة عاطل تتخطفهم الطيور الجارحة من المخدرات والعمالة للدولة الاجنبية والتظاهر بأجر او البلطجة وغيرها من المشكلات الاجتماعية التي تؤرق مجتمعنا الآن. الرئيس مرسي.. تاج الزعامة هو ان توحد الصفوف بين شركاء الوطن واطيافه المختلفة والتصالح بسرعة مع كل الشركاء المغرر بهم او المنتفعين من النظام السابق بشرط رد حق الدولة بعيدا عن التصفية والاقصاء والصدام.. جنب الله مصر كل ويلات الخلاف.