الشرقية سناء عنان: عاش مواطنو محافظة الشرقية سنوات طويلة يحلمون بإنشاء معهد لعلاج الأورام لإنقاذ أبنائهم من طوابير الانتظار والتخفيف آلامهم.. وتحققت آمالهم بصدور قرار جمهوري بإنشاء معهد مبارك للأورام ووافقت السيدة سوزان مبارك علي وضعه تحت رعايتها. وبعد مرور 7 سنوات بدأت طموحاتهم تتهاوي لوقوف الاعتمادات المالية عثره في تنفيذه.. حيث أن تكلفته تقدر ب 002 مليون جنيه بينما لم تدرج له الدولة سوي 13 مليون جنيه فقط حتي نهاية الخطة الخمسية المالية. والسؤال من ينقذ معهد مبارك للأورام من الضياع؟ قصة المعهد يرويها الدكتور ماهر الدمياطي رئيس جامعة الزقازيق فيقول تلاحظ زيادة أعداد المرضي المصابين بالأورام الخبيثة علي عيادات مستشفيات جامعة الزقازيق لذلك تقرر إنشاء وحدة متخصصة للتشخيص المبكر للأورام وعلاجها عام 2991 وتلاحظ تردد أكثر من 09 ألف مريض سنويا علي تلك الوحدة منهم 01٪ من الأطفال تحت 51 عاما.. زادت أعدادهم بواقع 3 آلاف مريض سنويا.. لذا كان لابد من التفكير في إنشاء معهد مبارك للأورام كضرورة ملحة وعاجلة لمواجهة هذا المرض اللعين.. وصدر بالفعل قرار مجلس جامعة الزقازيق عام 1002 بإنشاء المعهد ووافقت لجنة قطاع التعليم الطبي بالمجلس الأعلي للجامعات في منتصف عام 2002 وصدر القرار الجمهوري رقم 911 لعام 3002 بإنشاء المعهد ووافقت السيدة سوزان مبارك علي وضع المشروع تحت رعايتها في نفس العام. وقال: بدأت الجامعة في اتخاذ الإجراءات لسرعة تنفيذ معهد مبارك للأورام باعتباره مطلبا جماهيريا عاجلا.. وتقدمت الجامعة للمحافظة لتخصيص الأرض اللازمة لإقامة المشروع القومي ووافق المحافظ السابق الدكتور حامد شتلة علي تخصيص 21 ألف متر مربع بقرية هريه رزنة لإقامة المعهد الذي يتكون من 31 طابقا ويتسع ل 005 سرير ويضم مستشفي اليوم الواحد والذي يتم من خلاله تقديم خدمة طبية ل 051 مريضا من عمليات جراحية صغري وتحاليل وعلاج إشعاعي وكيميائي هذا علاوة علي قسم متخصص في إجراء التجارب علي الحيوانات.. وتم مخاطبة وزير المالية لإدراج المشروع بالموازنة العامة للدولة وبعد انتظار شهور طويلة وافقت علي تمويله بمبلغ 13 مليون جنيه في خطة 5002-6002 والخطة الخمسية الحالية التي تنتهي عام 7102. ويستكمل الحديث الدكتور طارق جعفر المشرف العام علي تنفيذ المشروع فيقول: تم إجراء مسابقة بين المكاتب الاستشارية الهندسية لاختيار أفضل تصميم معماري وتم اسناد المشروع من خلال مناقصة عامة لإحدي الشركات المتخصصة في المنشآت العلاجية وبدأت الشركة في التنفيذ بإنشاء الأساسات والبدروم والتي تكلفت أكثر من 71 مليون جنيه من الاعتمادات المتوافرة.. وبدأت مشكلة التمويل تتجلي حيث إن المشروع مهدد بالتوقف في حالة عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال الهيكل الخرساني وقدرها 64 مليون جنيه. كما ان التشطيبات والتجهيزات تتطلب تكلفة قدرها 051 مليون جنيه. وأضاف أن الجامعة لن تقف مكتوفة الأيدي.. فقررت تنظيم حملة لجمع التبرعات وفتح حساب باسم معهد مبارك للأورام بالشرقية رقم 003003 بالبنك الأهلي لإتمام المعهد الذي أصبح يمثل أملا جديدا لآلاف من مرضي السرطان والذين تزداد معاناتهم يوما بعد يوم خاصة بعد تصدع منشآت المعهد القومي للأورام بالقاهرة ولتحقيق نسبة شفاء من هذا المرض بنسب مماثلة للدول الأوروبية حيث ان نسبة الشفاء من هذا المرض بمصر لا تتعدي ما بين 53 و05٪ من إجمالي الحالات بينما تصل هذه النسبة في البلاد الأوروبية ما بين 07 و08٪ نظرا للتقدم السريع في وسائل التشخيص والعلاج والتي تتطلب التوسع في إنشاء معاهد ومستشفيات متخصصة للأورام بمصر. والسؤال الآن هل تتكاتف جهود الجامعة مع المحافظة مع أفراد المجتمع المدني لإنقاذ هذا المشروع والذي يمثل حلم كل شرقاوي وأن يبادر رجال الأعمال والمستثمرين وأهل الخير بتقديم يد العون له حتي لا تتكرر مأساة مستشفي الأحرار بالزقازيق والذي استغرق تنفيذه أكثر من 23 عاما مرة أخري. ويوجه أهالي الشرقية نداء للسيدة سوزان مبارك راعية المشروعات الطبية العملاقة أنتدعم هذا الصرح الطبي وإعطاء دفعة قوية له لكي يؤدي دورة في علاج وإنقاذ 021 ألف مريض سنويا يعانون من مرض السرطان.