الان وبعد انتهاء اطول موسم كروي شهدته مصر اتصور ان لجنة اختبار المعلقين الجدد علي مباريات كرة القدم في الاذاعة والتليفزيون برئاسة الاعلامي الكبير فهمي عمر لابد ان تعيد النظر ايضا بشدة وبقوة في قائمة المعلقين القدامي في الراديو وعلي الشاشة الصغيرة بجانب عملها الجديد في البحث والتنقيب عن اصحاب المواهب الجديدة فقد امضينا اوقاتا عصيبة مع مجموعة من الاصوات التي تدعي الثقافة الكروية وهم لامؤاخذة بعيدون تماما عنها وجاءوا عبر الميكروفون وكاميرات التليفزيون بكروت التوصية والوساطة والمحسوبية واشياء اخري لا علاقة لها بفنون العمل الاعلامي المحترم. ويا عزيزي فهمي عمر اعلم تماما حزمك وتمسكك بالمعايير المهنية والاخلاقية منذ ان كنت اعمل بالقرب منك وانت رئيس للاذاعة المصرية لذلك اثق كل الثقة في اعادة الانضباط لمهنة التعليق علي مباريات كرة القدم حتي لا نفقد ايضا تلك الميزة التي كنا نعتز بها منذ ايام الكباتن الكبار لطيف ومدكور وزيوار والجويني ومرورا بالشربيني وبكر وحمادة امام والكيلاني قبل ان يأتي الطوفان وتصبح مهنة التعليق مهنة من لا مهنة له فمثلا الان لا اكاد ان اتذكر سوي بضعة اسماء تعمل بثقة وعلم واجتهاد مثل اشرف محمود وخالد لطيف وخالد كامل وايمن الكاشف وطارق الادور بينما هربت بعض الاسماء الاخري الواعدة الي فضائيات عربية بعقود احتكارية تحترم ادمية الانسان وتقدر عطاءه وموهبته.. بينما غيرهم من انصاف الموهوبين راحوا مع سبق الاصرار والترصد يطاردوننا ليل نهار دون رقيب أو حسيب ولولا تدخل المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون في الوقت المناسب لوجدنا الشربيني وحمادة امام وبكر مثلنا يجلسون علي مقاعد المتفرجين وهم في واقع الامر اصحاب البيت الحقيقيين وبالمناسبة اوجه سؤال بريء جدا لمن يهمه الأمر وهو لماذا لم يكلف حتي الان كل من الشربيني وحمادة إمام وبكر بالتعليق علي مباريات كأس العالم الذي بدأ التليفزيون المصري في عرضها منذ امس الجمعة ؟ واذا كنا نتحدث عن مهنة التعليق الرياضي فالحديث يأخذنا إلي نقطة اخري لا ادري من المسئول عنها الان وهي اختيار المخرجين الذين يتولون مسئولية نقل المباريات علي الهواء في التليفزيون فهناك اسماء جديدة ظهرت لتعكر مزاجنا بتقديم احداث المباراة بأساليب فنية تجعلنا لا نتابع الكرة عن قرب وتجبرنا علي »البحلقة« علي شاشة التليفزيون لنشاهد لقطات غير واضحة المعالم بجانب اصرار بعض السادة المخرجين علي ترك الاحداث المهمة داخل الملعب أو خارجه لتأخذنا في رحلة ترفيهية بين المدرجات وكأن ما يحدث علي المستطيل الاخضر لا لزوم له! والمطلوب الان من نادية حليم رئيس التليفزيون اسناد مهمة اختيار المخرجين لمباريات كرة القدم الي احد نوابها ليتم الاختيار علي اسس سليمة ووفقا لمعايير فنية تحترم المشاهدين وتعطي لهم متعة الرؤية دون »فذلكة« أو استعراض »خايب« للعضلات! وياليتنا ننتهز فرصة مباريات كأس العالم لنتعلم من المخرجين الاجانب كيف يصنعون المتعة للمشاهدين وهم ينقلون الاحداث داخل وخارج الملعب علي الهواء مباشرة وفقا لاحدث التقنيات الفنية في مجال التصوير وتحريك الكاميرات. فقرة مشاغبات رياضية التي يقدمها زميلنا المجتهد طارق رمضان من خلال فقرات البرنامج الممتع »صباح الرياضة« تحتاج لوقت اطول ومن غير المعقول ان يخصص لها عدة دقائق قصيرة لا تكفي لاشباع رغبة المشاهدين في الاستمتاع بكلام له طعم ومذاق مختلف عن غيره من الكلام السطحي الذي نستمع اليه ونشاهده في برامج اخري ولامؤاخذة شديدة التواضع ولا تقارن بمشاغبات »صباح الرياضة« فهل يستجيب مصطفي حسين رئيس قناة نايل سبورت لرغبة المشاهدين. بعد ان اضاع اللاعب الموهوب محمد فضل ضربة الترجيح في مباراة نهائي كأس مصر بين الاهلي وحرس الحدود اقول له »قدر الله وما شاء فعل« ولعلك قلت نفس تلك لعبارة وانت تسجد لله عقب اخفاقك في اسعاد جماهير الاهلي بالفوز بهذا الكأس الذي ذهب لمن استحقه وهذا لا يقلل من كفاءة ومهارة نجوم الفانلة الحمراء ومديرهم الموهوب حسام البدري والجهاز الفني والاداري المعاون له.