فى نتائج سريعة للمبادرة التى أطلقها "الأهرام" تحت رعاية اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، بمشاركة نجوم الكرة المصرية: شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الوطنى وحسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى وأسامة خليل نجم الاسماعيلى الأسبق وسفير النوايا الحسنة وأسامة عرابى المدرب العام للمنتخب الأوليمبى ومحمود صالح المدير الفنى السابق للمنيا، يجرى حاليا التنسيق على إقامة مباراة ودية بين فريقى الأهلى والزمالك "قطبى الكرة المصرية"، وذلك على هامش افتتاح إستاد أسوان الجديد بعد تجديده بتكلفة تصل إلى 50 مليون جنيه. ويأتى ذلك تضامنا وامتنانا لمبادرة "الأهرام" التى هدفت إلى عودة التلاحم والوئام بين أبناء الوطن الواحد فى قبيلتى الهلالية والدابودية، وأسوان بشكل عام التى كان ومازال رأس مالها على مدار السنين هو "الثروة البشرية"، التى شاركت فى تشكيل الحضارة المصرية العظيمة، ولذلك لم يكن غريبا أن يتفاعل كبار وشباب العائلات فى القبيلتين مع المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم، الذى كان سببا رئيسيا فى إسعاد الشعب المصرى كله من خلال انتصاراته. وهو ما استند عليه الشباب الأسوانى بشكل عام وشباب الهلالية والدابودية فى مطالبة شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الوطنى بإقامة مباراة ودية للمنتخب بأسوان وهو ما وافق عليه شوقى غريب على الفور، مع تأكيده على دراسة الأمر مع قيادات إتحاد الكرة برئاسة جمال علام وحسن فريد نائب الرئيس والمشرف العام على المنتخب، كما أشار غريب إلى أن تحديد موعد المباراة سيكون عقب إجراء قرعة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب 2015، وأن أفراد الفريق فى شوق للعب فى إستاد أسوان، ودعم الجماهير كما حدث فى السنوات السابقة. ولم تكن مفاجأة أن يستقبل أبناء قبيلة الهلالية الوفد الرياضى بحفاوة كبيرة وغير مسبوقة وامتنان يحمل الكثير من المعانى الإنسانية التى تمثلت فى تقديم واجب العزاء والمشاركة الوجدانية. وبدأ الوفد الرياض جلسته مع الهلالية بقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا، ثم تحدث أسامة خليل عن السلام الذى كان سببا فى نهضة محافظة أسوان وتلاحم كل أبناء المحافظة فى المشاركة فى التطوير، كل فى مهنته فكان التنافس لظهور الإبداع الذى ميز أبناء أسوان، وقال خليل أن الوفد الرياضى ليس وفدا سياسيا وأشاد بجهود فضيلة شيخ الأزهر أحمد الطيب ومحافظ أسوان ولجنة المصالحة، مشيرا إلى تفضيل المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة بترك الفرصة للتحرك الرياضى والشعبى مع وفد "مبادرة الأهرام" واستعداده لتلبية كل مطالب الشباب. بينما تناول شوقي غريب، حالة التوحد والظروف المتشابهة فى أسوان ومسقط رأسه المحلة ومعرفة قيمة المشاركة فى الأحزان قبل الأفراح، وأن أى كلمات لا يمكن أن تزيل المآسى والفجيعة، وقال إن الحياة يجب أن تستمر ليعود الحب بين الجميع. وقال حسام البدري، انه قضى أجازة زواجه فى مدينة أسوان، استنادا إلى تقديره وحبه للمواطن الأسواني، الذى يمثل الثروة الحقيقية لهذا البلد الأصيل، ووعد البدرى بدراسة إقامة دورة ودية يشارك فيها المنتخب الأوليمبى مع بعض المنتخبات. بينما اختلف الأمر مع محمود صالح وأسامة عرابي، اللذان أكدا على فضل "الأرض الطيبة" فى مستقبلهما فى كرة القدم سواء لاعبين أو مدربين، ولم يتماسك صالح نفسه بعدما تساقطت دموعه ألما على ما حدث فيما بين أبناء بلدته أسوان. واختتم الجلسة، الأستاذ أحمد سيد أحمد رئيس لجنة بنى هلال وأحد الرموز الكبيرة بالقبيلة، بالترحيب بالوفد الرياضي، وجريدة الأهرام وقناة النهار، مشيرا إلى أهمية التغاضى عن الصغائر وإعلاء القيم الإنسانية والتمسك ببنود الهدنة من قبل الجميع، مطالبا شباب الهلالية بالنظر للمستقبل والصبر، وإعلاء دولة القانون، الذى يعطى الجميع حقوقهم. ولم يكن غريبا أن يقوم كبار وشباب الهلالية رغم المأساة بتوديع الوفد الرياضى بحميمية وبأعداد غفيرة وسط مشاعر فياضة، من الصعب وصفها، ولكنها جميعا تصب فى زاوية الحب والتقدير لهذا الوطن. ولم يختلف الأمر كثيرا، عندما اجتمع الوفد الرياضى مع أبناء قبيلة الدابودية، ليظهر المشهد فى منطقتى "السيل الريفي" و"خور عواضة" شرق مدينة أسوان بمشاعر واحدة وإستقبال واحد، لا يختلف فيه الضيافة وحرارة الاستقبال والحفاوة بالجميع، مع تلامس نسمات الهواء النقى لمدينة أسوان لعقول الجميع، الذى أكد على حقوق جيرة السنوات كما أوصى الرسول الكريم، والتى كانت أساسا مهمة فى المودة والتراحم بين الجميع، من أبناء القبيلتين، كان هذا هو المدخل للقاء مع كبار وشباب الدابودية. وتناول الشيخ عارف صيام كبير قبيلة الدابودية ونائب مجلس الشعب السابق فى التسعينيات، مراحل نشأة المنطقة والعلاقات الاجتماعية المتشعبة بين الدابودية والهلالية، ومراحل المشاركة فى الأحزان والأفراح والدراسة، وبوصفه أنه كان مدرسا يعلم ويربى ويحتضن مشاكل الصغار من الجانبين، فهو بحق كان مثل "الجراح" الذى وصف الحالة بأنها تحتاج للسلام العادل الذى يتمسك به الجميع ويعلم قيم الحق، وقال أن الجو العام الذى مر به الوطن كان له أثرا بلا شك على حالة السكينة التى كانت عنوانا للجميع فى منطقة غالية من أجل مصر. ووجه الشيخ عارف صيام، تقديره للوفد الرياضيون الذى جاء إلى الدابودية للمرة الأولي، وبالتالى فنحن ممتنون لهذه المشاعر وكذلك جريدة الأهرام، وأكد على التمسك بعودة السلام والسلمية التى ميزت على مدار سنوات طويلة مختلف الشخصيات هنا، وأن زيارة الوفد الرياضى سوف يكون لها أثر طيب فى نفوس الجميع، لأن الرياضة هى رسالة مهمة، قريبة من طبيعة المواطنين هنا، وبالتالى يساهم ذلك فى الاستماع الجيد لصوت العقل لعودة التلاحم والمودة. واختتم أسامة خليل جلسة الدابودية بقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا، وتحدث خليل بالنيابة عن أعضاء الوفد الرياضى قائلا: نحن هنا للمشاركة البناءة معكم والمواساة، ولا فرق عندنا بين مواطن ينتمى إلى قبيلة أو إلى محافظة، فكلنا أبناء هذه "الأرض الطيبة"، التى كانت أساسا فى حضارة مصر العظيمة، ونحن كرياضيين كنا نتمنى أن نأتى إلى هنا فى ظروف أفضل، لنتنافس فى المجال الرياضى ونكتشف المواهب الشابة الصغيرة، ونعدكم بتكثيف الزيارات المقبلة للمزيد من التواصل. واللافت للنظر، أن وداع الوفد الرياضى من قبل الدابودية، شهد مناقشات مستفيضة حول مستقبل المنطقة والكرة المصرية، وذكريات كثيرة حول نجوم اللعبة ومشاكل وآلام وأحلام هى نفسها التى يتحدث عنها الجميع فى كافة محافظات مصر. واختتم الوفد زيارته لأسوان بعقد جلسة فى العاشرة مساء مع اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان، حيث أشاد ب"مبادرة الأهرام" وزيارة الوفد الرياضي، وطالب بإقامة العديد من الملتقيات والمباريات الرياضية على أرض أسوان ليكون ذلك رسالة مهمة من الرياضيين لشباب المحافظة الذى نعمل على تجنيبه للآثار السيئة لأدوات العصر، وقال أن الزيارة كان لها وقع طيب لدى أبناء المحافظة وبالأخص أهالى القبيلتين، وكذلك لجنة المصالحة، وأن المحافظة تعتمد على أبنائها من جميع المناطق للاستمرار فى تطوير وتحديث وتثقيف المجتمع الأسواني.