خيراردو مارتينو في برشلونة وكارلو أنشيلوتي في ريال مدريد وخاجوبا أراساتي في ريال سوسيداد وميروسلاف ديوكيتش في فالنسيا وبيرند شوستر في ملقة.. انهم خمسة من أصل ستة أندية احتلت المراكز الأولى في الموسم الماضي من الدوري الأسباني استبدلت المدرب، وتشمل قائمة التغييرات تقريباً نصف أندية الدوري الأسباني. ولأسباب مختلفة، قررت الأندية الكبيرة البحث عن ربان جديد لسفينتها في النسخة 83 من الدوري الأسباني. ولكن يبدو أن العدوى انتقلت إلى الأندية المتواضعة، حيث أثرت الأزمة التي تعاني منها أسبانيا على سوق الإنتقالات في هذا البلد، وكان هذا وراء إعطاء أهمية أكبر للمدربين الجيدين لإعادة تشكيل الفريق بمكونات نادرة وغير بارزة، لأن ثمن اللاعبين مرتفع للغاية. منافسة متجددة: أدى الرحيل المتوقع لجوزيه مورينيو والغياب غير متوقع لتيتو فيلانوفا إلى تغيير أجواء التحدي القائم بين العملاقين الأسبانيين. ويفتح أنشيلوتي ومارتينو صفحة جديدة وسحبا فتيل التوتر. وبعد انخفاض حدة التوتر، ستحظى اللقاءات بين الفريقين اللذين يقودهما كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بكل الإهتمام. أما الشيء الذي لا جدال فيه هو تفوق الميرينجي والبلاوجرانا. في الواقع، يبدو أن الفارق أصبح أكبر في هذا الموسم. وإذا كان ريال مدريد وبرشلونة قد احتكرا 25 بطولة للدوري من أصل 29، فكل المؤشرات تدل على أن هذه السنة ستكون البطولة محصورة بين الفريقين. وأشار تاتا مارتينو إلى هذا أثناء مراسم تقديمه "عدم الفوز بلقب سيعتبر فشلاً." وكان نظيره في الفريق الأبيض أكثر حذراً في تصريحه حيث قال "هدفنا هو أن نلعب كرة القدم بشكل جيد،" مضيفاً "النادي بحاجة إلى أن يبلي البلاء الحسن في كل المنافسات، لا سيما في الدوري الأسباني ودوري أبطال أوروبا. سنبذل قصارى جهدنا للفوز." الأمر واضح بالنسبة للمدرب الإيطالي "هذا أفضل فريق أقوده في حياتي. أنا سعيد بهذا الأمر. لدينا فريق شاب، وفي نفس الوقت هو جيد وقوي." وبالنسبة لكثير من زملائه فهو "ليس لديه ما يدعو للشكوى!" وفسّر المدرب الجديد لنادي ليفانتي خواكين كاباروس جوانب فريقه قبل بداية الموسم، حيث قال "من السهل تكوين فريق بالمال، ولكننا نعتمد على التصور." وعلى غير المعتاد، كانت الإنتقالات هذا الموسم متواضعة (على الأقل حتى الآن)، إلا أن الفريق الكاتالوني تعاقد مع نيمار، وبدوره ضم النادي الملكي إسكو وإيلارامندي، في حين أن باقي المنافسين فقدوا نجومهم الذين انتقلوا إلى أندية أخرى. وأصبحت كرة القدم الأسبانية تصدر لاعبين بدلاً من استيرادهم... وانتقل اللاعبان السابقان لنادي إشبيلية خيسوس نافاس وألفارو نيجريدو إلى مانشستر سيتي، ومهاجم فالنسيا السابق روبرتو سولدادو إلى نادي توتنهام، وأصبح اللاعب السابق لأتليتيك بيلباو فرناندو ليورنتي يدافع عن ألوان يوفنتوس... علاوة على ذلك، رحل راداميل فالكاو من نادي أتلتيكو مدريد، غير أن فريق دييجو سيميوني عوّض هذه الخسارة بضمه لمهاجمين: المخضرم دافيد فيا والناشئ ليو بابتيستاو. الدوري الآخر: ويخوض ريال سوسيداد، الذي احتل المركز الثالث في الموسم الماضي، رهاناً جريئاً. أمامه تحدي الدخول مرة أخرى في المنافسة الأوروبية بالفريق الذي قام بأقل تعزيزات لصفوفه في دوري الدرجة الأولى. إذ تعاقد النادي مع المهاجم السويسري هاريس سيفيروفيتش وإيستيبان جارنيرو والمدرب، بيد أن مغادرة اللاعبَين إيلارامندي وخوسيبا ليورنتي كانت حساسة جداً. وفضل إسبانيول وإشبيلية تغيير المدرب في منتصف الموسم الماضي لتصويب المسار، وكان هذا قراراً ناجحاً. حيث لم ينقذ خافيير أجيري الفريق من سقوط محقق إلى الدرجة الثانية فحسب، بل كاد أن ينجح في المشاركة في البطولة الأوروبية. كما أن أوناي إيمري قاد الفريق الإشبيلي إلى اللعب بمستوى عال. ولكن هذا الموسم سيبدأ من الصفر بمجموعة مختلفة جداً، حيث غادر الفريق 13 لاعباً. ورغم ذلك، فإن المدرب طموح، حيث صرح قائلاً "من المهم جداً المشاركة في أوروبا، وأن لا تخرج إشبيلية أبداً من المنافسة الأوروبية. آمل أن نكون فريقاً متمسكاً وقوياً في الدفاع، حريصاً على استرداد الكرة، وأن يكون لديه أسلوب خاص بالكرة في الهجوم، وأن لا يتردد في الإنقضاض على الخصم." ويعيش النادي التاريخي أتلتيك بيلباو تغييراً في مشواره: المدرب الجديد إرنيستو فالفيردي الذي استبدل مارسيلو بييلسا، والملعب الجديد بعد إغلاق وهدم الملعب الأسطوري سان ماميس. ويجب على الأسود إثبات شراستهم بعد أن خسروا حصنهم. ويُعتبر فياريال وألميريا وإلتشي الوجوه الجديدة في الدوري، حيث، على غرار الموسم الماضي، يمكن توقع صراع شديد على البقاء في الدرجة الأولى، عكس الصراع الذي يدور من أجل التتويج. يرجع هذا السيناريو الجديد للبطولة، التي كانت تُعرف باسم دوري النجوم، للوضع الإقتصادي المتأزم للأندية الأسبانية وزيادة قيمة اللاعب الوطني. ولكن بإمكان الدوري الأسباني ما بعد مرحلة مورينيو أن تتباهى بوجود اثنين من أفضل اللاعبين في العالم. ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو...لتبدأ المتعة!