** الأهلى والترجى.. قمة أفريقية بين أشقاء عرب، كلاهما يستحق التتويج، وكلاهما قاتل وكافح فى ظروف بالغة الصعوبة مرت بها تونس ومصر الدولتان اللتان كانتا المفجر الأول لثورات الربيع العربى فى المنطقة.. أتمناها قمة نظيفة فى شوطها الأول هنا بالقاهرة.. وأيضًا فى شوطها الثانى بتونس.. قمة تقول للعالم بالفم المليان إن العرب أصحاب الحضارة العريقة نضجوا رياضيًا بما فيه الكفاية.. كل التشجيع والمؤازرة والحب للنادى الأهلى ممثل مصر أرض الكنانة.. وكل الاحترام والتقدير لنادى الترجى ممثل تونس الخضراء، فحلم الكأس الأفريقية حلم مشروع لكلا الفريقين، والفيصل هو بذل الجهد والعرق مع قدر لا بأس به من التوفيق ثم التوفيق ثم التوفيق! ** أكثر ما يقلقنى من استمرار توقف النشاط الكروى هو ما يعانيه منتخب مصر من تأثر بالغ فى مشواره المهم للتأهل لمونديال البرازيل عام 2014، فمسابقة الدورى العام هى الطريق الأمثل لتجهيز منتخب وطنى محترم وقادر على المنافسة بقوة على المستويين القارى والدولى، ولهذا فإننى أتفهم جيدًا مشاعر الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة الأمريكى "باب" برادلى، وألتمس له العذر لأنهم يبذلون جهدًا كبيرًا فى أجواء كروية لا تساعد كثيرًا على تنفيذ برنامج إعداد واضح ومحدد، إذ أن الظروف لا تسمح لهم بوضوح الرؤية الكاملة من الآن وحتى أقرب مباراة فى تصفيات المونديال والمحدد لها يوم السابع عشر من شهر مارس المقبل أمام منتخب زيمبابوى. ولهذه الأسباب أيضًا أجدنى متعاطفًا جدًا مع برادلى وجهازه المعاون، ومساندًا لهم، وأراهم معذورين تمامًا مهما تكن قسوة تصريحاتهم الصادمة، مثل التصريحات التى أدلى بها المدير الفنى الأمريكى مؤخرًا للزميل العزيز محمد صادق فى "أخبار اليوم" وقال فيها: "إما عودة الدورى أو معسكرات طويلة.. وإلا فانسوا المونديال". نعم برادلى معذور ولولا أنه يملك طموحًا شخصيًا ورغبة حقيقية فى التأهل للمونديال مع منتخب الفراعنة، لكان قد رحل من زمان ولما وافق على التمديد له سواء بالنسبة للرؤساء السابقين لاتحاد الكرة أو الاتحاد الحالى برئاسة جمال علام.. وأيضًا لكونه يثق فى الجيل الحالى للكرة المصرية وقدرته على التأهل، وهو للأمانة ليس جيلاً واحدًا وإنما هو مزيج من أكثر من جيل يحاول برادلى الاستفادة بهم جميعًا فى رحلته للتأهل إلى المونديال، فلم يخسر خبرة القدامى ونجوميتهم ورغبتهم فى إنهاء مشوارهم بتسجيل إنجاز لم يحققه أى لاعب منهم من قبل، ولم يتخل عن الشباب الصاعد الواعد سواء من المنتخب الأوليمبى أو منتخب الشباب، وهو ما يتيح له صنع توليفة جيدة تستطيع استكمال المهمة بنجاح. ورغم عدم التفاؤل بالعودة القريبة للدورى، فإننى شديد التفاؤل بأن الله يدخر لمنتخبنا الوطنى مفاجأة بالتأهل لكأس العالم بالبرازيل فى 2014، وقد ينظر البعض إلى هذا الكلام على أنه مجرد أمنيات، ولكننى أستشعره بقوة، حتى لو لجأ برادلى إلى سياسة المعسكرات الطويلة فى ظل غياب المسابقة الرسمية، وإن كان سيحتاج آنذاك إلى متابعة جيدة للمحترفين المصريين فى الخارج حتى يمكنه الاعتماد عليهم فى الوقت المناسب وهو ما يهتم به فعلاً، ويقينى أن برادلى بات يعرف كل صغيرة وكبيرة عن عدد لابأس به من لاعبى مصر، خاصة بعد أن ضم وتابع الكثيرين منهم، وبالتالى لن يجد صعوبة كبيرة فى عملية تحقيق الانسجام والتوافق بين من رحل منهم للعب فى الخارج أو من بقى منهم فى مصر، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لن يجد صعوبة فى اختياراته فيما يتعلق بلاعبى الأهلى تحديدًا لأنهم الأكثر لعبًا، ولهذا سيكون برادلى وجميعنا معه أسعد إنسان لو أنهى النادى الأهلى مشواره الأفريقى بنجاح وتأهل إلى كأس العالم للأندية.. وبالمناسبة أقول إنه كلما ازدادت الظروف صعوبة، زاد التصميم والإرادة والرغبة فى قهر المستحيل، وتلك هى عادة المصريين دومًا فى كل عصر وكل أوان، ولهذا أدعو الجميع إلى التفاؤل بقدرة النادى الأهلى ومن بعده المنتخب الوطنى على تحقيق هدف كل منهما.. الأهلى بحمله كأس أفريقيا واللعب فى مونديال الأندية.. والمنتخب بالتأهل لمونديال البرازيل 2014. وأعود إلى برادلى فأقول إن حديثه عن المعسكرات الطويلة كبديل لتوقف الدورى ليس "افتكاسة" جديدة أو سابقة أولى من نوعها، وإنما سبقه إليها الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله عندما طلب هو شخصيًا إيقاف مسابقة الدورى العام من أجل عيون مونديال إيطاليا 1990 واستعاض عنها بمعسكرات طويلة فى أماكن مختلفة من العالم قبل السفر للمشاركة فى البطولة. ولهذا فإنه من الطبيعى أن يضع برادلى فى اعتباره التجهيز لمعسكرات طويلة فى حال عدم عودة الدورى أو تأخره فى العودة أكثر من اللازم.. وإذا لم يطرأ جديد، فإن أقرب مباراة دولية ودية للمنتخب والمحدد لها يوم 14 نوفمبر المقبل أمام منتخب جورجيا، ستكون هى البداية، وما بعدها هو الأهم فى برنامج استعداد المنتخب لمباراة زيمبابوى (17 مارس المقبل) وما بعدها من مباريات إياب مع موزمبيق وغينيا ثم زيمبابوى مرة أخرى، ليصعد بعدها أول المجموعة لمواجهة أحد أوائل المجموعات التسع الأخرى فى لقاءى ذهاب وعودة لحجز تذكرة التأهل للمونديال. دعونا نساند الرجل بقوة فربما تحقق الحلم علي يديه بعد غياب 24 سنة عن آخر مونديال شاركنا فيه عام 1990.