ما حدث في المباراة النهائية ليورو 2012 بين الماتادور الاسباني والازوري الايطالي ,لم يكن في مخيلة أي شخص حتي ولو كان من كوكب اخر .. ليس بالطبع لحصول ابناء لاروخا علي اللقب لانه كان بديهيا ومنطقيا طبقا للترشيحات والتكهنات من الخبراء والمحللين.. ولكن ايضا لفارق الاهداف الاربعة والذي يعد الاكبر في تاريخ البطولة ولمستوي الرهيب الذي تجلي به ابناء اسبانيا في ملحمة تاريخية , لدرجة ان مشجعيه رفعوا لافتة عنوانها "نشكركم على حسن تعاونكم". وسائل الاعلام العالمية عزفت على هذه الاوتار الساحرة في عنوانها , وعبرت عن اعجاب العالم ووقوفه منبهرا بما فعله الاسبان في ليلة تاريخية لن ينساها القاصي او الداني .. الصحف الاسبانية كان من حقها بالطبع ان تفرح وتمرح بما حققه منتخبها من انجاز غير مسبوق فقد كتبت صحيفة "ماركا" تحت عنوان "أسبانيا تهزم إيطاليا برباعية وتستعبد العالم باثنين يورو وكأس العالم" إن الماتادور قدم أفضل مباراة فى البطولة، وفجر اللاعبون ديفيد سيلفا وجورجى ألبا وفيرناندو توريس وخوان ماتا المنتخب الإيطالى برباعية نظيفة، بالرغم أن الأزورى كان فى أفضل حالاته ولكن ليس أفضل من أسبانيا. بينما تغنت صحيفة "أس" بالماتادور تحت عنوان "أسبانيا الأسطورة وبطل الثلاثية"، حيث قالت إن الماتادور منتخب فريد من نوعه مُحطم الأرقام القياسية، وهو الأفضل إلى الأبد، حقق فوزا تاريخيا غير متوقع على إيطاليا برباعية نظيفة. واتفقت معها صحيفة "سبورت" الأسبانية التى قالت إن أسبانيا صنعت التاريخ بعد الفوز بثلاثة ألقاب متتالية، لقبى يورو 2008 و2012، ومونديال 2010.. في حين قالت صحيفة "ألموندو ديبورتيفو" الكاتالونية تحت عنوان "أسبانيا ملوك كرة القدم وملوك أوروبا" إن المنتخب الأسبانى صنع التاريخ فى الوقت المحدد وبأقل مجهود، وحقق المدير الفنى فسينتى ديل بوسكى اللقب الثانى مع لاروخا بعد كأس العالم 2010. على الجانب الاخر .. سيطرت حالة من الحزن الشديد على الاعلام الايطالي بعد الهزيمة المريرة وضياع حلم التتويج .. فقد اشارت صحيفة صحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" تحت عنوان "إنها مرارة الدموع" إن أسبانيا لا تزال بطلة أوروبا بعد رباعية فى المنتخب الإيطالى، لقد تلاشى حلم التتويج الأوروبى بسبب جيش أسبانيا الذى لا يقهر، وأصبح أسطورة. بينما قالت صحيفة "كوريرو ديللو سبورت" تحت عنوان "إيطاليا.. نهاية الحلم" أن كان علي الازوري صناعة التاريخ ولكن هناك فجوة حدثت حالت دون ذلك ليسقط في براثن الماتادور الذي قضي عليه دون رحمة. وتحت عنوان "المجد للأسبان.. وعلى الطليان الانحناء" قالت صحيفة " كورييرو ديلا سيرا" إنه على المنتخب الإيطالى الانحناء للأسطورة الأسبانية، على سيزاري برانديلى الذى تسرع فى إجراء التغييرات. في حين قالت صحيفة "توتو سبورت" تحت عنوان "إيطاليا تسقط فى النهائى وأسبانيا بطلة أوروبا" إن المنتخب الأسبانى دك الحصون الايطالية برباعية نظيفة وظهر اقوي مما كان عليه منذ عدة اسابيع قليلة عندما تعادل الفريقان وديا 1-1. وشاركت الصحف العالمية في العزف على نفس الوتر فقد اشارت صحيف "الدايلي ميل" تحت عنوان "سيلفا .. البا .. توريس .. وماتا ابطال لاروخا يصنعون التاريخ في كييف" كما أشادت الصحيفة بالدور الكبير لمهاجم تشيلسي فرناندو توريس الذي دخل في المباراة من على مقاعد البدلاء ليُحقق نجاح أوروبي آخر في خلال شهرين فقط بعد أن فاز مع البلوز بلقب دوري أبطال أوروبا. أما صحيفة ذا صن الواسعة الانتشار في إنجلترا فخرجت عقب المباراة بعنوان يتخلله صورة لفرناندو توريس صاحب الهدف الثالث وصانع الهدف الرابع "سطوة إسبانيا مستمرة في أوكرانيا". وفي سياق التقرير أكدت الصحيفة أن الماتدور الإسباني قدم درسًا لن يُنسى للطليان وقضوا عليهم في النهائي، ليُصبح بذلك أول فريق في التاريخ يفوز بثلاث بطولات دولية كبرى على التوالي. وعلى عكس نظرائها من الصحف البريطانية، خرجت صحيفة الديلي تليجراف بعنوان تقليدي تحت صورة احتفال ألبا بالهدف الثاني "إسبانيا تتوج بطلة أوروبا"، وفي عنوان جانبي قالت "إسبانيا البطلة مجددًا". وفي تحليله للمباراة في نفس الصحيفة وتحت عنوان "إنتصار تاريخي للإسبان في نهائي يورو 2012" أشاد الصحفي الكبير هنري وينتر بالمردود القوي لرجال المدرب دل بوسكي في المباراة مؤكدًا أنهم كانوا كالسحرة يفعلون كل شيء في الكرة بأداء مثير طوال ال90 دقيقة ولم يمنحوا المنتخب الإيطالي أي فرصة لمجاراتهم في المباراة. بينما اشارت صحيفة الجارديان العريقة تحت عنوان "عهد إسبانيا يتواصل، وإيطاليا تلاحق السراب"، حيث وصفت المنتخب الإسباني بأنه الأفضل في أوروبا وكان الأفضل على الإطلاق في النسخة الحالية. أما صحيفة الديلي ستار فركزت على الهدف الرابع الذي سجله خوان ماتا، وعنونت صدر موقعها "خوان ماتا يساهم في وضع إسبانيا الصلبة في في كتب الارقام القياسية". ولم تخرج الصحف الالمانية عن النسق فقد اشارت صحيفة "كيكر" تحت عنوان "اسبانيا تحقق الهاتريك" أن الماتادور أمتلك كل شبر في الملعب ونزع فتيل قوة المنتخب الايطالي المتمثلة في الثنائي بالوتيلي وبيرلو. أما الصحافة الفرنسية التي كان منتخبها أحد ضحايا الماتدور الإسباني فخرجت مشيدة بالإنجاز التاريخي للإسبان التي وصفته بالمنتخب الذي لا يُقهر، وكتبت مجلة فرانس فوتبول أشهر المجلات الفرنسية عنوان "إسبانيا التي لا تُمس".. وقالت أن الاسبان فرضوا زعامتهم على الكرة الاوروبية ودخل التاريخ من أوسع ابوابه بعد أن حقق ثلاثية تاريخية غير مسبوقة. في حين كتبت صحيفة لموند تحت "إسبانيا تفوز باليورو وتصنع التاريخ"، لا يُفلس كرويًا ونجح في هذه البطولة في تحطيم عقده التاريخية في إشارة لفوزه الأول على فرنسا ثم تحقيقه للفوز الأول على إيطاليا منذ عام 1920.