سيكون فريق برشلونة مُطالباً بتحقيق مُعجزة كُروية ثانية في أقل من شهر ونصف وذلك عندما يستقبل يوفنتوس في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء على ملعب «كامب نو». برشلونة هو برشلونة.. لا شك في هذا، لكن هل يوفنتوس هو باريس سان جيرمان؟ اخترنالك هل برشلونة قادر على تكرار «الريمونتادا» أمام يوفنتوس؟ «عبدالعزيز»: «الزمالك بدون قائد وكابتن الفريق «مُهان» فيديو.. مرتضى منصور يهدد بنشر تسجيلات لمسئولي اتحاد الكرة فيديو.. «الشاطر» يتراجع عن بث مكالمات مرتضى منصور ومسئولي «الجبلاية» و يحتاج الفريق الكتالوني إلى تسجيل ثلاثة أهداف مع عدم قبول أي هدف كي يلغي خسارة الذهاب في تورينو على الأقل. هل هذا ممكن؟ واقع الحال، إن تسجيل ثلاثة أهداف في تسعين دقيقة لا يبدو عسيراً على فريق يملك في خط هجومه ميسي وسواريز ونيمار. لكن تكمُن الصعوبة في أمرين، الأول هو أن دفاع السيدة العجوز بقيادة بوفون أشبه بالجدار الصلب، الذي يصعب اختراقه. ثم إن دفاع البرسا لا يبدو قادراً على المحافظة على شباكه نظيفة في الظروف الطبيعية، فكيف حاله والفريق سيُهاجم بأكبر عدد من اللاعبين لتعويض الفارق. ديبالا قاد يوفنتوس لفوز كبير في تورينو يقول أريغو ساكي المدرب السابق لميلان ومنتخب إيطاليا: " يوفنتوس سيعود بفوز جديد من أسبانيا".. إشارة واضحة إلى الثقة الكبيرة في القدرات التكتيكية لعناصر بطل إيطاليا وتكامل خطوطه بقيادة المدرب أليغري، في مقابل برشلونة الذي يملك هجوماً حاداً للغاية لكنه يُعاني من ترهل باقي الخطوط مع خيارات مثيرة للجدل من المُدرب لويس إينريكي الذي يعيش أيامه الأخيرة مع الفريق. خاض يوفنتوس في الموسم الحالي بدوري الأبطال 9 مباريات. لم يتذوق طعم الهزيمة. واهتزت شباكه مرتين فقط طوال 810 دقيقة.. رقم يضع الفريق في المركز الأول دفاعياً على مستوى البطولة. كما خاض الفريق الأبيض والأسود أربع مباريات خارج ملعبه، حقق الفوز في جميعها واستقبل هدفاً واحداً فقط. مع ذلك يرى قلب دفاع الفريق، جورجيو كيليني، إن الهجوم سيكون خياراً حتمياً للتأهل: "أكبر خطأ يُمكننا ارتكابه في مباراة الإياب هو أن ندخل الملعب برغبة في الدفاع فقط. علينا أن نُسجل." في المقابل يقول البرازيلي نيمار: " برشلونة قادر على القيام بريمونتادا جديدة أمام يوفنتوس".. تصريحات تعكس ثقة الكثير من مُشجعي برشلونة ورهانهم على قدرة الفريق على صًنع مُعجزة جديدة حتى وإن كان المنافس يتمتع بتقاليد دفاعية استثنائية عوضاً عن امتلاكه شخصية تفوق كثيراً نظيرتها في باريس سان جيرمان. هل يُحقق برشلونة ريمونتادا جديدة؟ سجل هجوم برشلونة في البطولة إلى الآن 26 هدفاً في 9 مباريات بمعدل 2.8 هدفاً في المباراة الواحدة. على ملعب كامب نو أحرز الفريق الأزرق والأحمر 21 هدفاً في أربع مباريات فقط، بمعدل 5.25 هدفاً في المباراة الواحدة. رقم مُخيف جداً لأي ضيف. فريق إينريكي حقق انتصارات ساحقة على ضُيوفه في دوري الأبطال هذا العام. سباعية نظيفة في سيلتك، وسُداسية "الريمونتادا التاريخية" في باريس، بالإضافة إلى رباعيتين نظيفتين في مونشنغلادباخ ومانشستر سيتي. إن نجاح برشلونة في مواصلة هذه النجاعة الاستثنائية على ملعبه يوم الأربعاء ستعني تمكنه من كتابة تاريخ جديد. لكن هل هذا ممكن حقاً؟! الإجابة لا حسب روي كين أسطورة مانشستر يونايتد، الذي قال: "المباراة انتهت فعلياً. برشلونة لا يملك أملاً للتأهل أمام يوفنتوس." يواجه الفريق الأسباني تحدياً أكبر من اختراق دفاعات اليوفي، ألا وهو كيفية الحفاظ على نظافة الشباك. مهمة تبدو صعبة للغاية مع امتلاك الإيطاليين لعناصر هجومية متميزة جداً تتمثل في الأرجنتيني باولو ديبالا، صاحب هدفي الذهاب، والذي تأكد تعافيه ومشاركته. بالإضافة إلى مواطنه غونزالو هيجواين، هداف الفريق في الموسم الحالي برصيد 29 هدفاً في جميع البطولات. أسلحة بطل إيطاليا تشمل أيضاً الجناح الكولمبي خوان كوادرادو، والظهير الأيسر البرازيلي أليكس ساندرو، ثنائي قادر على نقل الفريق إلى مناطق الخطورة بسرعة كبيرة من الأطراف، وهي أحد أهم نقاط ضعف الفريق الأسباني. أليغري يواجه عقدة «كامب نو» بالعودة إلى التاريخ، يأمل برشلونة في تثبيت عُقدة أليغري، الذي خسر نهائي 2015 مع اليوفي أمام البلاوغرانا، وقبلها خرج مع ميلان من ربع نهائي الأبطال في 2013 بالخسارة 4-0 في كامب نو، رغم الفوز ذهاباً 2-0 في سان سيرو. برشلونة وضع حداً لمسيرة أليغري مع ميلان في البطولة أيضاً في 2012 عند ربع النهائي بالفوز 3-1 في كامب نو، بعد التعادل السلبي في ميلانو. على الجانب الآخر يقول التاريخ الحديث إن يوفنتوس أطاح بالبرسا من ربع نهائي الأبطال عام 2003 من قلب كامب نو بهدف الوقت الإضافي القاتل من المهاجم الأوروغواياني زالاييتا. مباراة شارك فيها لويس إينريكي مع برشلونة لاعباً. أيضاً.. لم يسبق للحارس الكبير بوفون أن ودع دوري الأبطال من الأدوار الاقصائية بعد تحقيق الفوز في مباراة الذهاب. أرقام هنا وهناك، وتصريحات في مقابل أُخرى.. لكن تبقى في النهاية لغة الميدان وحدها الحاسمة والكاشفة عن الفريق المُتأهل إلى نصف النهائي مواصلاً حلم التتويج بالكأس ذات الأذنين.. هل يتسلق برشلونة الجبل مرة أُخرى أم يخضع للسيدة العجوز، التي عادت من بعيد برغبة جامحة في استعادة أمجادها الأوروبية.