لم يكن رحيل مانويل جوزيه المدير الفنى البرتغالى عن النادى الأهلى مفاجأة عقب مباراة الأهلى وإسبانيول الجمعة الماضية، فقد كان قرار مانويل جوزيه متوقعا بعد الأحداث الكثيرة والخطيرة التى مرت بها الكرة المصرية والنادى الأهلى منذ عودة جوزيه الثالثة للنادى الاهلى، وهى التى وقفت عائقا وتقف فى المستقبل أمام النادى الأهلى ومانويل جوزيه فى تحقيق الانتصارات وحصد البطولات كما اعتاد مانويل جوزيه، بعد العودة الثانية له للنادى الأهلى قبل 8 سنوات، عندما قاد الأهلى للفوز بأكثر من 20 بطولة على المستوى المحلى والأفريقى والعالمى، فالكرة المصرية تمر الآن بمرحلة انعدام وزن؛ بسبب إلغاء نشاط الكرة العام الماضى، وعدم وضوح الرؤية للعام القادم، وتراجع مستوى لاعبى الأهلى أيضا؛ بعد ارتفاع أعمار اللاعبين، وعودة الزمالك لينافس الأهلى بقوه بعد استقرار اوضاع الزمالك، والأزمة المالية التى يعانى منها النادى الأهلى، خاصة أن أجر جوزيه ومساعديه يتخطى المليون جنيه شهريا.. كل هذه الأسباب جعلت جوزيه يصر على الرحيل، فهو يشعر أنه لن يحقق إنجازا جديدا مع النادى الأهلى، ويدرك أيضا صعوبة البطولة الأفريقية التى يشارك فيها الأهلى وأوقعته القرعة فى مجموعة الموت مع الزمالك ومازيمبى وتشيلسى. ويجب أن يدرك مانويل جوزيه أن النادى الأهلى هو الذى صنع تاريخه كمدرب، فلم يكن مدربا معروفا قبل وصوله للنادى الأهلى قبل عام 2001، وإنما الأهلى هو الذى صنع تاريخه، وقدرات لاعبى الأهلى وإدارته أيضا هى التى وفرت كل عوامل النجاح لمانويل جوزيه؛ ليحصد البطولات. وأكبر دليل على ذلك أن لاعبى النادى الاهلى أثناء قيادة مانويل جوزيه للفريق كانوا يشكلون 90٪ من منتخب مصر الذى حصل على بطولة أفريقيا 3 مرات منذ عام 2006 إلى 2010، حتى فى العام الذى ترك مانويل جوزيه الأهلى موسم 2010 وقاد الفريق فيه حسام البدرى، حصل الأهلى على الدورى، وأكبر دليل على أن النادى الأهلى هو الذى صنع تاريخ مانويل جوزيه كمدرب أنه فشل فى تحقيق أى إنجاز مع منتخب أنجولا ونادى الاتحاد السعودى عندما ترك الاهلى وتعاقد معهما، وعندما تأكد من فشله عاد للنادى الأهلى، ولم يعتزل مانويل جوزيه التدريب كما قال، بل سنراه قريبا يقود أحد اندية الخليج؛ لكسب الكثير من الأموال. فجوزيه يحترف التدريب ولن يعشق الأهلى وجماهيره كما يدعى، وإلا لماذ ترك الفريق فى ظروف صعبة وهو مقدم على مباريات قوية فى دورى المجموعات فى بطولة أفريقيا ؟! وأخيرا النادى الأهلى قادر على صناعة الكثير من المدربين، سواء من أبنائه أو من الخارج، وإن كان من الصعب أن يحصل أى مدرب قادم للنادى الأهلى على ما حصل عليه مانويل جوزيه من توفير كل ما يطلبه؛ من لاعبين، ومساعدين له، ودعم مالى وإعلامى كبير.