سيبقى الحارس الدولي الالماني مانويل نوير في التاريخ بطل تأهل فريقه بايرن ميونيخ الى المباراة النهائية من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم على حساب ريال مدريد الاسباني بعد ان نجح في صد ركلتين في حفل تنفيذ ركلات الترجيح امس الاربعاء في اياب نصف النهائي. ويعتبر نجاح نوير في صد هاتين الركلتين مهما جدا لان المنفذين هما البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا وكلاهما حصلا على جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم. وكان بايرن تأهل بعد فوزه ذهابا 2-1 على ملعب اليانز ارينا في ميونيخ وخسارته ايابا 1-2 على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد قبل ان يكسر "التعادل" بركلات الترجيح التي حسمها في مصلحته 3-1. واقر نوير المتحفظ عادة على التحدث عن مستواه ونتائجه، "كنت ارغب في ان اتألق خلال تنفيذ الركلات الترجيحية"، فيما وصفت الصحافة الالمانية ما قام به بالعمل "الجبار" الذي ادخله قلوب جميع مشجعي الفريق البافاري لدرجة ان المتعصبين جدا المتواجدين في مدريد والذين احتجوا على ضمه الصيف الماضي من شالكه، طلبوا منه ان يغني معهم بعد المباراة وهذا من الامور المحظورة التي حاولوا فرضها عليه مباشرة بعد التحاقه بالفريق البافاري. وكان نوير اكثر من رائع بعد 120 دقيقة من اللعب، ووقف بقوة على خط المرمى حيث يستطيع المشاهد ان يقرأ ثقة كبيرة على وجه هذا العملاق الاشقر (93ر1 م و90 كلغ) الذي استطاع ببراعة افشال محاولتي لاعبين كبيرين من عيار كريستيانو رونالدو بعد ان خدعه الاخير مرتين احداهما من ركلة جزاء وسجل هدفين في ربع الساعة الاول من زمن اللقاء. وامتدح مدرب منتخب المانيا يواكيم لوف الذي جعل من نوير الحارس الاساسي، مستوى الاخير قائلا "خلال تنفيذ ركلات الترجيح، كان لدينا انطباع بانه هائل. مستوى من طراز عالمي". وكان نوير (26 عاما) برز بشكل لافت مع شالكه عام 2010 خصوصا في نصف النهائي امام مانشستر يونايتد الانكليزي حيث قطع الماء والهواء على لاعبي فريق "الشياطين الحمر" قبل ان تهتز شباكه مرتين في نهاية المطاف (صفر-2). وقال الاسكتلندي اليكس فيرجوسون مدرب مانشستر يونايتد يومها "قد يكون هذا هو افضل مستوى لحارس مرمى رأيته خلال مسيرتي الطويلة"، ما حمل على الاعتقاد بان مانشستر قد يستعين بخدمات الالماني لسد الفراغ الذي سيخلفه اعتزال الهولندي العجوز ادوين فان در سار. لكن نوير فضل الالتحاق بالفريق البافاري مقابل نحو 25 مليون يورو واثار بذلك غضب مشجعي شالكه وسكان مدينة غيلسنكيرشن مسقط رأسه التي تحتضن ملعب فريقه السابق. ويأخذ عليه بعض انصار بايرن ميونيخ بانه متأثر جدا بطابع النادي الذي نشأ فيه، واعطتهم المباراة الاولى الحق في الاعتقاد اكثر بذلك عندما ارتكب حارسهم الجديد خطأ قاتلا في مباراته الاولى ادى الى اول خسارة لفريقهم في عقر داره امام بوروسيا مونشنغلادباخ صفر-1. وزاد الطينة بلة الخسارة امام مونشنغلادباخ بالذات 1-3 في الاياب بعد ان ساهم خلال اكثر من 1000 دقيقة في عدم تعرض فريقه للهزيمة في الدوري المحلي (رقم قياسي( لكن نوير لم يشتك يوما ولم يفقد الثقة ابدا بشركائه، خاصة رئيس النادي اولي هونيس الذي اكد له بشكل واضح دعمه المطلق خلال الاجتماع السنوي للنادي، وكذلك صباح اليوم الخميس بعد الفوز والتأهل. وقال هونيس "آمل في ان يكون الجميع فهموا لماذا ضممنا مانويل نوير. انه حارس من طراز عالمي وقد اثبت ذلك"، واعدا بحصول "انعكاسات" على اولئك الذي لا يزالوا يعترضون على ضمه. من جانبه، لزم نوير الصمت في هذا الموضوع، واكتفى بالتذكير بان بايرن ميونيخ رغم عدم احرازه لقب بطل الدوري المحلي، "لا يزال يملك فرصة لاحراز لقبين كبيرين" هما كأس المانيا حيث سيواجه بوروسيا دورتموند المحتفظ بلقب بطل الدوري في 12 ايار/مايو، ودوري ابطال اوروبا حيث يلعب على ارضه في 19 منه ضد تشلسي الانكليزي الذي تأهل على حساب برشلونة الاسباني. وفي حال الفوز على تشلسي، يتعين على المعترضين على نوير ان يقيموا له نصبا في ميونيخ، عاصمة مقاطعة بافاريا.
