رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال الملس والتطهير لشبكات الصرف الصحي    الفريق أسامة ربيع يبحث مع "هيونداي" سبل التطوير في مجال الخدمات اللوجيستية    بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا    كيف يستفيد الزمالك من فوز الأهلي على مازيمبي؟    عاصفة ترابية شديدة تضرب مدن الأقصر    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    سون: آرسنال من أفضل أندية العالم    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    وزير الخارجية الصيني يحذر من خطر تفاقم الأزمة الأوكرانية    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أثينا إلى ريو.. الدورات الأولمبية الحديثة في 120 عاما
نشر في أهرام سبورت يوم 29 - 07 - 2016

لم تستطع الحروب أو المقاطعات السياسية أو الرأسمالية النامية منع الدورات الأولمبية من أن تصبح أكبر الأحداث الرياضية في العالم.
وأحيا الأرستقراطي الفرنسي بيير دي كوبرتان هذا المهرجان الرياضي من منشأه الأساسي في اليونان القديمة عندما أقيمت فعاليات أولى الدورات الأولمبية في العصور الحديثة حيث أقيمت الدورة الأولى في العاصمة اليونانية أثينا عام 1896 .
وتسببت الحربان العالميتان الأولى والثانية في منع إقامة الدورات الأولمبية أعوام 1916 و1940 و1944 ولكن العائلة الأولمبية استطاعت الاحتفال بالعيد المئوي لإقامة الدورات الأولمبية الحديثة من خلال أولمبياد أتلانتا عام 1996 .
واستضافت سيدني الدورة التالية (سيدني 2000) من 15سبتمبر إلى أول أكتوبر 2000 ثم أقيمت الدورة الأولمبية الثامنة والعشرون في أثينا من 13 إلى 29 أغسطس 2004 والدورة التاسعة والعشرون بالعاصمة الصينية بكين من الثامن إلى 24 أغسطس 2008 وتلتها الدورة الثلاثون بالعاصمة البريطانية لندن من 27 يوليو إلى 12أغسطس 2012 .
والآن ، يترقب العالم الدورة الحادية والثلاثين التي تستضيفها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية من الخامس إلى 21 أغسطس 2016 .
وفيما يلى ملخصا عن أهم وأبرز الأحداث على مدار 120 عاما هي عمر الدورات الأولمبية الحديثة بداية من أولمبياد أثينا 1896 وحتى أولمبياد لندن 2012 .
أولمبياد باريس 1900 :
ولم تكن الدورة الأولمبية الثانية عام 1900 والتي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس موطن دي كوبرتان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك "أروع وأفضل" من سابقتها في أثينا بل كانت بمثابة استعراض جانبي دام 162 يوما في ساحة برج إيفل الشهير.
وحصلت السيدات على فرصة المشاركة في مسابقات عديدة بهذه الدورة ولكن التنظيم كان سيئا للدرجة التي جعلت لاعبة الجولف الأمريكية مارجريت أبوت لا تشعر حتى وفاتها في عام 1955 بأنها فازت بإحدى مسابقات هذه الدورة.
وفاز الأمريكي راي إيفري بالمركز الأول في كل من الوثب العالي والطويل والوثبة الثلاثية ولكن مواطنه ألفين كراينيلين تفوق عليه حيث فاز بأربع ميداليات ذهبية وما زال حتى الآن ضمن عدد قليل من الرياضيين نجحوا في إحراز أربع ذهبيات في دورة واحدة.
وكانت ذهبياته الأربع في سباقي 60 متر حواجز و110 متر حواجز و220 متر حواجز بالإضافة لمسابقة الوثب الطويل.
أولمبياد سان لويس 1904 :
وشهد أولمبياد 1904 في سان لويس بالولايات المتحدة بدء توزيع الميداليات بثلاثة أشكال (الذهبية والفضية والبرونزية) للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية وذلك على أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في كل مسابقة أو سباق خلال هذه الدورة التي أقيمت فعالياتها على مدار خمسة شهور وذلك ضمن فعاليات المعرض العالمي أيضا مثل سابقتها في باريس.
وشارك في هذه الدورة 13 دولة فحسب كان من بينها ثماني دول فقط من خارج القارة الأمريكية. وسيطرت المشاكل على هذه الدورة كما جرد فريد لورز عداء نيويورك من ذهبية سباق الماراثون بعدما اكتشف أنه قطع أميالا قليلة على قدميه قبل أن يستقل السيارة خلال السباق.
أولمبياد لندن 1908 :
وبعد انسحاب روما الفائزة بحق تنظيم الدورة الأولمبية الرابعة عام 1908 ، تجمع نحو 2000 لاعب ولاعبة من 22 دولة في العاصمة البريطانية لندن حيث شهدت الدورة للمرة الأولى أكثر من 100 سباق ومسابقة (107 مسابقات بالتحديد) .
وشهد الاستاد الأولمبي متعدد الأغراض بالمدينة البيضاء أول دخول للفرق المشاركة إلى أرض الاستاد حاملة الأعلام ولكن ذلك تسبب في اضطراب سياسي حيث حاولت بريطانيا منع أيرلندا من استخدام علم خاص بها كما تصرفت روسيا الاستبدادية بنفس الطريقة مع فنلندا.
وأنهى العداء الجنوب أفريقي ريجي ووكر الهيمنة الأمريكية على سباقات العدو حيث أحرز الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر كما فاز البريطاني ويندهام هالسويل بالميدالية الذهبية لسباق العدو 400 متر بسهولة اثر رفض عدائي الولايات المتحدة خوض إعادة السباق بعد حادث وقع في المحاولة الأولى.
ورغم ذلك كانت أبرز الأحداث في تلك الدورة هي مأساة العداء الإيطالي دوراندو بييتري في سباق الماراثون حيث حرم من الحصول على الميدالية الذهبية للسباق وجرد من نتيجته بسبب المساعدة التي نالها عند خط النهاية من الكاتب سير آرثر كونان دويل مؤلف روايات شارلوك هولمز وآخرين.
واتضح لاحقا أنه لم يكن يعاني من الإرهاق وإنما من تعاطيه جرعة زائدة من مادة سامة.
أولمبياد ستوكهولم 1912 :
وشهدت الدورة الخامسة التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1912 مشاركة لاعبين من القارات الخمس للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية كما أدرجت رياضتا الخماسي الحديث والفروسية للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة.
وفاز الفنلندي هانس كوليماينن بالميدالية الذهبية في سباقات 5000 متر وعشرة آلاف متر اختراق الضاحية.
ولكن اللاعب الهندي الأصل الأمريكي الجنسية جيم ثورب خطف الأضواء من الجميع عندما أحرز ذهبية الخماسي الحديث وذهبية المسابقة العشارية مما دفع العاهل السويدي الملك جوستاف الخامس إلى أن يقول للاعب "إنك أعظم رياضي في التاريخ".
وكانت نتائج وأرقام ثورب في المسابقة العشارية كفيلة بإحرازه الميدالية الذهبية لهذه الرياضة في أولمبيادي 1920 و1924 والميدالية الفضية في أولمبياد 1948 .
ولكن ، بدلا من ذلك ، تعرض اللاعب في عام 1913 للتجريد من نتائجه التي حققها في أولمبياد ستوكهولم 1912 بعدما ترددت أنباء عن تلقيه بعض المال لممارسة لعبة البيسبول وهو ما كان انتهاكا للقواعد الاولمبية في تلك الفترة.
ولم تعف اللجنة الأولمبية الدولية عن ثورب إلا في عام 1982 وبعد 29 عاما من وفاته عام 1953 حيث رفض أفري برونداج (الذي احتل المركز السابع في مسابقة الخماسي الحديث ولم يستكمل المسابقة العشارية) مناقشة هذه القضية خلال الفترة التي تولى فيها رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية من 1952 إلى 1972 .
أولمبياد أنتويرب 1920 :
وسقط أولمبياد 1916 الذي كان مقررا إقامته في العاصمة الألمانية برلين ضحية للحرب العالمية الأولى حيث منعت الحرب إقامة تلك الدورة.
ومع استئناف إقامة الدورات الأولمبية بعد انتهاء الحرب ، حرمت ألمانيا والنمسا والمجر وحلفاؤهم في الحرب من المشاركة في الدورة التالية التي أقيمت عام 1920 في أنتويرب ببلجيكا.
وشهدت هذه الدورة تقديم القسم الأولمبي والعلم الأولمبي الذي يضم خمس حلقات متشابكة.
وأحرز الفنلندي بافو نورمي ثلاث من ميدالياته الذهبية التسع في تاريخ مشاركاته الأولمبية حيث فاز في هذه الدورة بالمركز الأول في سباق العدو 10 آلاف متر وفي سباق اختراق الضاحية كما فاز بالمسابقة الأخيرة على مستوى الفرق.
وتعرض نورمي للإيقاف في أولمبياد 1932 من قبل اللجنة الأولمبية الدولية بسبب اتهامه بالاحتراف.
وأصبحت السباحة الأمريكية إتيلدا بليبترو أول سيدة تحرز ثلاث ميداليات ذهبية بينما تفوق مواطنها جاك كيلي والد أميرة موناكو المستقبلية جريس على منافسيه البريطانيين وفاز بميدالية ذهبية في منافسات التجديف.
أولمبياد باريس 1924 :
واستضافت العاصمة الفرنسية باريس الأولمبياد للمرة الثانية حيث نظمت فعاليات أولمبياد 1924 لتعويض ما فاتها في 1900 وذلك من خلال التنظيم الجيد لتلك الدورة.
ورغم ذلك كانت القرية الأولمبية أشبه بمعسكر للاجئين أكثر منها مكان إقامة يناسب الرياضيين.
وانتزع نورمي خمس ميداليات ذهبية في سبعة سباقات شارك فيها على مدار ستة أيام. وكان من الممكن أن تتحول قصة حياة نورمي إلى رواية تظهر من خلال أحد الأفلام السينمائية ولكن ذلك كان من نصيب رياضيين آخرين عرف الجميع قصتهم من خلال الأفلام.
وفاز جوني فايسمولر بثلاث ميداليات ذهبية في منافسات السباحة كما اكتسب شهرة كبيرة من خلال شخصية طرزان في الأفلام السينمائية.
وأصبح البريطاني هارولد إبراهام أول أوروبي يحرز الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر كما أحرز زميله في التدريب الاسكتلندي إيريك لايدل الميدالية الذهبية لسباق العدو 400 متر. وخلدت إنجازاتهما بفيلم سينمائي هو "عجلات النار" الذي أنتج في الثمانينيات وحصل على جائزة أوسكار.
أولمبياد أمستردام 1928 :
وعادت ألمانيا للمشاركة في الدورات الأولمبية من خلال أولمبياد أمستردام 1928 . وضمت البعثة الألمانية في هذه الدورة واحدة من السيدات اللاتي أحرزن الميداليات الخمس الذهبية في منافسات ألعاب القوى بتلك الدورة حيث فازت لينا رادكه بذهبية سباق 800 متر عدو.
وتساقطت العديد من المتنافسات بعد هذا السباق مما دفع اللجنة الأولمبية الدولية بعد ذلك إلى إلغاء أي سباق يتجاوز 200 متر على مستوى منافسات السيدات في الدورات الأولمبية حتى عام 1960 .
ولم تشهد الدورة أي مشاكل أخرى حيث نالت الأمريكية بيتي روبنسون 16/ عاما/ الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر.
وشهدت هذه الدورة بدء العمل بمراسم الشعلة الأولمبية كما شهدت ظهور نظام الرعاية المالية وأصبحت شركة كوكاكولا أول راع في التاريخ للدورات الأولمبية حيث كانت راعية للبعثة الأمريكية فيما بيعت حقوق التصوير الفوتوغرافي إلى إحدى الشركات.
أولمبياد لوس أنجليس 1932 :
وأدت الضغوط العالمية وبعد المسافة عن أوروبا إلى تقليص عدد المشاركين في أولمبياد لوس أنجليس 1932 إلى 1333 لاعب ولاعبة من 37 دولة. وفقد الغائبون الكثير كما فقدوا فرصة مشاهدة قرية أولمبية حديثة.
وشهدت الدورة تحطيم 39 رقما قياسيا عالميا منها تحطيم الأرقام القياسية لجميع مسابقات وسباقات ألعاب القوى التي شهدتها هذه الدورة بخلاف مسابقة الوثب الطويل فحسب.
واستخدمت في هذه الدورة تقنية "السبق الضوئي" (ضبط نهاية السباقات بالتصوير) ولكن إيدي تولان لم يكن بحاجة إليها حيث فاز بالميدالية الذهبية في سباقي 100 متر و200 متر بفارق جيد عن أقرب منافسيه ليصبح أول عداء أمريكي من أصل أفريقي يفوز بالسباقين في الدورات الأولمبية.
وترك بيب ديدريكسون انطباعا جيدا لدى فوزه بالميدالية الذهبية في كل من سباق 80 متر حواجز ومسابقة رمي الرمح وفضية الوثب العالي بينما أحرزت البعثة اليابانية خمس ميداليات في السباحة.
أولمبياد برلين 1936 :
وشهدت الدورة التالية والتي أقيمت في العاصمة الألمانية برلين عام 1936 تنظيما رائعا ، وبدأ التصوير التلفزيوني تحت إشراف المنتج ليني ريفنستال.
ولكن الشيء المسيء للدورة كان محاولة الحزب النازي بزعامة أدولف هتلر التأكيد على سيادة وزعامة الجنس الآري من خلال الميداليات الأولمبية.
ونجحت ألمانيا في تحقيق ذلك بالفعل من خلال إحراز 89 ميدالية ولكنها واجهت أيضا خيبة الأمل من خلال الهزيمة المبكرة لمنتخب كرة القدم في تلك الدورة أمام نظيره النرويجي في حضور هتلر.
ولكن الأسوأ من ذلك بالنسبة لهتلر كان التشجيع الذي حظي به الامريكي (من أصل أفريقي) جيسي أوينز من قبل الألمان ودخوله سجلات التاريخ الأولمبي من خلال فوزه بأربع ميداليات ذهبية في منافسات ألعاب القوى بالدورة وذلك في سباقات 100 متر و200 متر و4 × 100 متر تتابع وفي مسابقة الوثب الطويل وهو الإنجاز الذي لم يحققه أي لاعب سوى كارل لويس في أولمبياد 1984 .
منعت الحرب العالمية الثانية إقامة دورتي الألعاب الأولمبيتين في عامي 1940 و1944 ولكن العائلة الأولمبية عادت لمسارها من خلال أولمبياد 1948 الذي تجمع فيه نخبة الرياضيين من أنحاء العالم للمرة الأولى منذ 12 عاما.
وحتى هذا التاريخ كانت استضافة الدورات الأولمبية قاصرة على أوروبا وأمريكا الشمالية.
ولكن اللجنة الأولمبية الدولية لجأت في السنوات التالية إلى مد حق الاستضافة لمناطق أخرى فمنحت تنظيم أولمبياد 1956 إلى أستراليا وأولمبياد 1964 لليابان و1980 للاتحاد السوفيتي السابق.
أولمبياد لندن 1948 :
وتسببت الحرب العالمية الثانية في عدم إقامة الدورتين الأولمبيتين المقررتين في طوكيو عام 1940 ولندن عام 1944 ثم استأنفت الدورات الأولمبية نشاطها بأولمبياد 1948 في لندن والذي حرمت من المشاركة فيه كل من ألمانيا واليابان بعد خسارتهما في الحرب كما ظل الاتحاد السوفيتي السابق غائبا عن المشاركة بينما شاركت باقي الدول الشيوعية.
وخطفت ربة المنزل الهولندية فاني بلانكرز كون الأضواء من الجميع بإحراز أربع ميداليات ذهبية في سباقات 100 متر و200 متر عدو و80 متر حواجز و4 × 100 متر تتابع لتكون أول لاعبة تحرز أربع ذهبيات في دورة أولمبية واحدة.
وكان بإمكان بلانكرز أن تزيد رصيدها من الميداليات الذهبية إلى ست في هذه الدورة ولكنها لم تشارك في مسابقتي الوثب العالي والطويل.
وأصبحت أليس كوتشمان أول أمريكية من أصل أفريقي تحرز ميدالية ذهبية على مستوى منافسات السيدات في الدورات الأولمبية حيث توجت بذهبية الوثب العالي.
أولمبياد هلسنكي 1952 :
وكان العداء الفنلندي الشهير الراحل بافو نورمي آخر من حملوا شعلة أولمبياد هلسنكي 1952 فيما أحرز خليفته "القاطرة" التشيكية إميل زابوتيك ثلاث ميداليات ذهبية كانت في سباقي العدو 5000 متر وعشرة آلاف متر وفي سباق الماراثون.
واكتمل النجاح العائلي بفوز زوجته دانا بالميدالية الذهبية في مسابقة رمي الرمح.
وشهد أولمبياد هلسنكي عودة ألمانيا للمشاركة في الدورات الأولمبية كما شارك الاتحاد السوفيتي السابق في تلك الدورة لتكون الأولى له في التاريخ الأولمبي حيث تزامنت هذه الدورة مع بداية الحرب الباردة.
وأقامت بعثات الدول الشيوعية في قرية مستقلة كما حل الاتحاد السوفيتي في المركز الثاني بجدول ميداليات الدورة بعدما حصد 22 ميدالية ذهبية كان من بينها أربع ذهبيات حصل عليها لاعب الجمباز فيكتور تشوكارين.
أما الملاكم فلويد باتيرسون الذي تألق كملاكم محترف بعد تلك الدورة ففاز بميدالية ذهبية في منافسات الملاكمة.
وقاد أسطورة كرة القدم المجري فيرنك بوشكاش منتخب بلاده لإحراز الميدالية الذهبية للعبة في تلك الدورة كما أصبحت العداءة باربارا جونز 15/ عاما/ أصغر لاعبة تحرز ميدالية ذهبية وذلك من خلال أحد سباقات التتابع.
أولمبياد ملبورن 1956 :
ويتذكر قليلون أن المقاطعات السياسية أفسدت وشوهت أولمبياد ملبورن 1956 حيث قررت مصر والعراق ولبنان عدم المشاركة في تلك الدورة بسبب مشاركة إسرائيل في حرب السويس.
كما رفضت هولندا وأسبانيا وسويسرا المشاركة في تلك الدورة احتجاجا على الغزو السوفيتي للمجر.
والمثير أن لاعبتي الجمباز المجرية أجنيش كيليتي والسوفيتية لاريسا لاتينينا كانتا الأكثر حصدا للميداليات الذهبية في تلك الدورة حيث نالت كل منهما أربع ذهبيات.
وفازت السباحة الأسترالية داون فراسر بأول ميداليتين من ذهبياتها الأربع في الدورات الأولمبية كما أحرزت مواطنتها بيتي كوتبيرت ذهبيتين أخريين في سباقي العدو 100 و200 متر.
وأقيمت منافسات الفروسية لهذه الدورة في العاصمة السويدية ستوكهولم بسبب القوانين الصارمة للحجر الصحي في أستراليا.
وشهدت منافسات الفروسية فوز الجواد الأسطوري "هالا" بقيادة الألماني هانز جوينتر فينكلر بالميدالية الذهبية في مسابقة استعراض الوثب رغم الإصابة التي عانى منها فينكلر.
أولمبياد روما 1960 :
ومع أول بث تلفزيوني حقيقي لفعاليات أي دورة أولمبية ، كان أمرا مناسبا للغاية أن يشهد أولمبياد روما 1960 بداية واحدة من أشهر المسيرات الرياضية الناجحة والأسطورية وذلك من خلال فوز الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي بالميدالية الذهبية لمسابقة وزن خفيف الثقيل في تلك الدورة.
كما أحرز العداء الإثيوبي بيكيلا أبيبي أولى ميداليتيه الذهبيتين في سباقات الماراثون بالدورات الأولمبية حيث ركض بقدميه حافيتين في هذا السباق ليشعل ويضيء الطريق نحو العصر الذهبي لأفريقيا في الدورات الأولمبية.
وأحرزت الأمريكية ويلما رودولف ثلاث ميداليات ذهبية كما فاز الأسترالي هيرب إليوت بذهبية سباق العدو 1500 متر بعد أن حقق رقما قياسيا عالميا جديدا.
وشهدت تلك الدورة أول هزيمة للهند في أي مباراة للهوكي بدورات الألعاب الأولمبية حيث خسر المنتخب الهندي أمام منافسه التقليدي العنيد باكستان صفر / 1 .
كما كانت الدورة هي الأخيرة لجنوب أفريقيا قبل أن تفرض عليها عقوبة الإيقاف عن المشاركة في الدورات الأولمبية والتي دامت حتى عام 1992 بسبب سياسة الفصل العنصري التي انتهجتها حكومة جنوب أفريقيا.
أولمبياد طوكيو 1964 :
وأسعد اليابانيون ضيوفهم في أولمبياد طوكيو 1964 من خلال المنشآت الحديثة والتنظيم الرائع ولكن أصحاب الأرض تلقوا صدمة حقيقية عندما فاز الهولندي أنطون جيسينك بالميدالية الذهبية في أهم أوزان الجودو.
وفقدت لاعبة الجمباز السوفيتية لاريسا لاتينينا الميدالية الذهبية في الفردي العام لصالح التشيكية فيرا كاسلافسكا ولكنها (لاريسا) أحرزت ست ميداليات أخرى لترفع رصيدها في الدورات الأولمبية إلى تسع ذهبيات وخمس فضيات وأربع برونزيات لتظل حتى الآن صاحبة أكبر رصيد من الميداليات المتنوعة في تاريخ الدورات الأولمبية (على مستوى السيدات) ولا يتفوق عليها حاليا سوى السباح الامريكي مايكل فيلبس.
وأحرز دون شولاندر أربع ميداليات ذهبية ليصبح أول من يحرز هذا العدد من الذهبيات في منافسات السباحة بدورة أولمبية واحدة كما توجت فراسر بذهبية سباق 100 متر حرة للمرة الثالثة على التوالي.
وفاز جو فرازيير بميدالية ذهبية في الملاكمة لتكون بداية جيدة له نحو الانطلاق إلى العالمية بينما فاز العداء بوب هاينس بالميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر والذي شهد تحديد الفائز للمرة الأولى في التاريخ من خلال تقنية السبق الضوئي حيث قطع المسافة في 0ر10 ثانية.
وشهدت هذه الدورة أيضا نهاية المشاركة الألمانية ببعثة موحدة من الألمانيتين حيث وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على مشاركة ألمانيا الشرقية الشيوعية ببعثة مستقلة بداية من أولمبياد 1968 .
أولمبياد ميكسيكو 1968 :
وكان للارتفاع الشاهق للعاصمة المكسيكية ميكسيكو سيتي فوق مستوى سطح البحر أثر كبير في تحقيق العديد من الأرقام القياسية العالمية في سباقات ومسابقات ألعاب القوى وعلى رأسها الرقم القياسي الذي حققه بوب بيمون في مسابقة الوثب الطويل حيث سجل 90ر8 متر ليظل هو الرقم القياسي العالمي حتى عام 1991 .
كما حطم البريطاني ديفيد هيمي الرقم القياسي العالمي لسباق 400 متر حواجز بنحو ثانية.
وحقق المنتخب الأمريكي رقما قياسيا عالميا جديدا في سباق 4 × 400 متر تتابع حيث قطع مسافة السباق في دقيقتين و16ر56 ثانية ليظل هذا الرقم القياسي صامدا حتى عام 1992 .
وسيطر العداءون الأفارقة على سباقات المسافات المتوسطة والطويلة مثلما لم يحدث من قبل حيث فاز الكيني كيب كينو بالميدالية الذهبية الأولى لبلاده في سباق 1500 متر وفاز الأمريكي ديك فوسبري بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي.
وفاز الأمريكي آل أورتر بالميدالية الذهبية في مسابقة رمي القرص للدورة الرابعة على التوالي.
ورغم ذلك ، لم تخل هذه الدورة من الأجواء السياسية. وعلى الرغم من وصف اللجنة الأولمبية الدولية لمقتل 300 من المعارضين على يد قوات الجيش المكسيكي قبل انطلاق فعاليات الدورة بأنها شئون داخلية ، استبعدت اللجنة كلا من تيمي سميث وجون كارلوس الفائزين بالميداليتين الذهبية والبرونزية في سباق العدو 200 متر بسبب أدائهما لتحية برفع قبضة اليد على طريقة النشطاء السياسيين اليساريين.
وأصبحت التشيكية فيرا كاسلافسكا البطلة الأولى للدورة حيث انتقدت علانية الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا قبل أن تتغلب على منافساتها من الاتحاد السوفيتي السابق لتحرز أربع ميداليات ذهبية في تلك الدورة.
وشهدت هذه الدورة تطبيق اختبار الكشف عن جنس الرياضي سواء كان ذكرا أم أنثى.
أولمبياد ميونيخ 1972 :
وأظهرت مدينة ميونيخ الألمانية من خلال أولمبياد 1972 أن ألمانيا أصبحت بلدا ديمقراطيا ولكن جهود هذه المدينة غرقت في حوض من الدماء عندما قتل عدد من الفلسطينيين المتشددين في الخامس من أيلول/سبتمبر 11 من لاعبي البعثة الإسرائيلية المشاركة في تلك الدورة وهو الحدث الذي يلقي دائما بظلاله على جميع الدورات الأولمبية.
وأصر أفري برونداج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك على استمرار فعاليات الدورة وقال "يجب أن تستمر الدورة" . ولكن هذا الحدث خيم بظلاله على الأيام التالية من الدورة.
ومن الأحداث الرياضية البارزة في تلك الدورة ، كان فوز السباح الأمريكي مارك سبيتز بسبع ميداليات ذهبية بالإضافة لفوز العداء الفنلندي لاسي فيرين بالميدالية الذهبية في كل من سباقي العدو 5000 متر وعشرة آلاف متر رغم سقوطه في سباق عشرة آلاف متر.
كما فاز الأوكراني فاليري بورزوف بالميدالية الذهبية في سباقي العدو 100 و200 متر.
وأبهرت لاعبة الجمباز السوفيتية أولجا كوربوت 16/ عاما/ بحركاتها الأكروباتية الرائعة جميع المشجعين فيما فشل الفريق الأمريكي في الفوز بمسابقة القفز بالزانة أو بالميدالية الذهبية لكرة السلة للرجال للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية.
وجاءت هزيمة المنتخب الأمريكي للسلة بشكل مثير في الثانية الأخيرة من المباراة النهائية حيث خسر أمام نظيره السوفيتي 50 / 51 .
أولمبياد مونتريال 1976 :
وشهدت الدورات الأولمبية بداية من أولمبياد 1976 بمونتريال تعزيزات أمنية مكثفة بعد واقعة أولمبياد ميونيخ.
وشهدت هذه الدورة مقاطعة 24 دولة أفريقية لفعاليات الأولمبياد احتجاجا على السماح لنيوزيلندا بالمشاركة في تلك الدورة رغم زيارة فريق نيوزيلندي للرجبي إلى جنوب أفريقيا الموقوفة بالفعل من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
وأحرزت البعثة الأمريكية الميدالية الذهبية في 12 من 13 سباقا بفعاليات السباحة على مستوى الرجال كما فازت ألمانيا الشرقية بالميدالية الذهبية في 11 من 13 سباقا في فعاليات السباحة على مستوى السيدات.
وفاز كل من السباح الأمريكي جون نابر والسباحة الألمانية كورنيليا إيندر بأربع ذهبيات ولكن إيندر اعترفت بعد توحيد الألمانيتين بأنها ربما تكون قد حصلت على مواد منشطة أثناء تلك الدورة.
وكرر لاسي فيرين الفوز بثنائية الذهب في سباقي العدو 5000 متر وعشرة آلاف متر وذلك في غياب العدائين الأفارقة.
وأصبح العداء الكوبي أول من يحرز ثنائية الذهب في سباقي العدو 400 و800 متر.
وأصبحت لاعبة الجمباز الرومانية الشهيرة ناديا كومانتشي 14عاما آنذاك أول لاعبة تسجل العشر درجات كاملة في تقدير الحكام.
وشهدت الدورة تجريد السوفيتي بوريس أونيشينكو من نتائجه في رياضة الخماسي الحديث بعدما ثبت أنه تلاعب بطريقة غير مشروعة بسيفه خلال مرحلة المبارزة وذلك دون أن يصيب منافسه.
أولمبياد موسكو 1980 :
وفوجئ الأسباني خوان أنطونيو سامارانش الرئيس الأسبق للجنة الأولمبية الدولية بمقاطعة الولايات المتحدة وعدد من دول الغرب لفعاليات أولمبياد 1980 في العاصمة الروسية موسكو احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان فيما حرصت بعض دول الغرب ومنها بريطانيا وفرنسا وأسبانيا على المشاركة.
واتسمت هذه الدورة بالتنظيم الجيد والمحكم بالإضافة إلى المنافسة الشرسة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية في العديد من المسابقات والسباقات. ولكن أصحاب الأرض حسموا لقب الدورة لصالحهم بسهولة.
ومن بين الاحداث الأخرى البارزة في تلك الدورة كانت المنافسة القوية بين الثنائي البريطاني سيباستيان كو وستيف أوفيت ليفوز الأول بسباق العدو 1500 متر والثاني بسباق العدو 800 متر.
وفاز الكوبي تيوفيلو ستيفنسون بالميدالية الذهبية الثالثة له على التوالي في منافسات الملاكمة بينما فاز السباح الروسي فلاديمير سالنيكوف بثلاث ذهبيات في تلك الدورة كانت إحداها في سباق 1500 متر حرة والذي شهد كسر حاجز ال15 دقيقة للمرة الأولى في التاريخ.
احتفلت العائلة الأولمبية بالعيد المئوي لإقامة الدورات الأولمبية الحديثة من خلال أولمبياد أتلانتا عام 1996 .
واستضافت سيدني الدورة التالية (سيدني 2000) من 15 سبتمبر إلى أول أكتوبر 2000 ثم أقيمت الدورة الأولمبية الثامنة والعشرون في أثينا من 13 إلى 29 أغسطس 2004 والدورة التاسعة والعشرون بالعاصمة الصينية بكين من الثامن إلى 24 أغسطس 2008 ثم تلتها الدورة الثلاثون بالعاصمة البريطانية لندن من 27 يوليو إلى 12 أغسطس 2012 .
أولمبياد لوس أنجليس 1984 :
ولم تكن مفاجأة لأي أحد أن يقود الاتحاد السوفيتي الكتلة الشيوعية لمقاطعة أولمبياد لوس أنجليس 1984 .
ورغم ذلك شهدت تلك الدورة عودة دول شيوعية أخرى مثل رومانيا والصين للمشاركة في الدورات الأولمبية.
ونالت الصين استقبالا حافلا وحماسيا في أول مشاركة أولمبية لها وكان ذلك الاستقبال هو المكسب الحقيقي لها في تلك الدورة.
وأدخل لاعبو الولايات المتحدة السعادة إلى قلوب مشجعيهم من خلال حصد 83 ميدالية ذهبية كان أبرزها في سباقات العدو 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع وفي مسابقة الوثب الطويل التي أحرزها جميعا العداء الأمريكي الشهير كارل لويس لتجعله على قدم المساواة مع الأسطورة جيسي أوينز.
وأصبحت العداءة الأمريكية فاليري بريسكو هوكس أول سيدة تحرز ثنائية الذهب في سباقي العدو 200 و400 متر وفازت مواطنتها جوان بينوي بلقب أول ماراثون يقام للسيدات في تاريخ الدورات الأولمبية.
ولكن أبرز أحداث هذا الماراثون كان سقوط السويسرية جابرييلا أندرسون تشيس بعد ترنحها بالقرب من خط النهاية.
وفاز شو هايفينج بالميدالية الذهبية الأولى من بين 15 ميدالية ذهبية أحرزتها الصين في فعاليات الرماية بالدورات الأولمبية.
وفازت الألمانية أولريكا ميفارت بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي بعد 12 عاما من فوزها بنفس المسابقة في أولمبياد 1972 .
وأحرز الفنلندي بيرتي كاربينن الميدالية الذهبية الثالثة له في منافسات التجديف.
أولمبياد سول 1988 :
وأسدل الستار على عصر المقاطعات الأولمبية ، وأقيمت الدورة الأولمبية التالية في سول عام 1988 ولكنها كشفت أن العداء الكندي بن جونسون هو أكبر مخادع أولمبي حتى ذلك التاريخ وذلك بعد ساعات من فوزه بالميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر والذي سجل فيه رقما قياسيا عالميا جديدا بلغ 79ر9 ثانية.
وكشفت اختبارات الكشف عن المنشطات تعاطي جونسون العقاقير المنشطة ليطرد من الدورة ويجرد من ميداليته ومن الرقم القياسي الذي سجله فيما توج الأمريكي كارل لويس بالميدالية الذهبية بعد أن حل ثانيا.
وهيمنت فلورنس جريفيث جوينر على سباقات العدو على مستوى السيدات. وجذبت جوينر الأنظار إليها بسبب طول وألوان أظافرها بالإضافة لفوزها بالميدالية الذهبية في سباقات العدو 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع.
وتوفيت جوينر عام 1988 عن عمر يناهز 38 عاما وسط شكوك حول تعاطيها المنشطات.
وأحرزت سباحة ألمانيا الشرقية كيريستين أوتو ست ميداليات ذهبية في تلك الدورة التي كانت المشاهدة الأخيرة لألمانيا الشرقية قبل توحيد الألمانيتين في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
وأحرز السباح الأمريكي مات بيوندي خمس ميداليات ذهبية كما فاز مواطنه جريج لوجانيسكي بذهبيتي نفس سباقي الغطس الثابت والمتحرك اللتين فاز بهما في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984 .
وجاء فوز لوجانيسكي بالذهبيتين في أولمبياد سول بعد ستة شهور من اكتشاف إصابته بمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز).
وأحرزت الألمانية شتيفي جراف الميدالية الذهبية في التنس.
أولمبياد برشلونة 1992 :
ومنحت اللجنة الأولمبية الدولية بقيادة الأسباني خوان أنطونيو سامارانش حق تنظيم أولمبياد 1992 إلى مدينة برشلونة الأسبانية.
وظهرت هذه الدورة مثل مهرجان رياضي ضخم حيث بلغ عدد المشاركين فيها 159 دولة من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية وكان من بينها جنوب أفريقيا وجمهوريات البلقان الجديدة وألمانيا الموحدة لتصبح تلك الدورة هي الأفضل في التاريخ الأولمبي حتى الآن.
وأسعدت البعثة الأسبانية أصحاب الأرض والمشجعين حيث أحرزت 14 ميدالية ذهبية مقابل أربع ذهبيات فقط في الدورة السابقة لها. وكانت أبرز الذهبيات الأسبانية في أولمبياد برشلونة هي تلك التي أحرزها العداء فيرمين كاتشو في سباق العدو 1500 متر.
وكانت الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر من نصيب البريطاني لينفورد كريستي والأمريكية جايل ديفرز.
وأحرز الليتواني روماس أوبرتاس بالميدالية الذهبية لمسابقة رمي القرص بعدما أحرز لقب نفس المسابقة في أولمبياد 1988 باسم الاتحاد السوفيتي.
وأحرز العداء المغربي خالد سكاح الميدالية الذهبية لسباق العدو عشرة آلاف متر رغم المنافسة القوية من الكيني ريتشارد تشيليمو.
وكان لاعب الجمباز فيتالي تشيربو هو أنجح نجوم تلك الدورة حيث أحرز ست ميداليات ذهبية لبلاده (روسيا).
وترك نجوم الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين بقيادة ماجيك جونسون ومايكل جوردان بصمة رائعة وخالدة لهم في الدورات الأولمبية من خلال إحراز المنتخب الأمريكي للميدالية الذهبية للعبة ليكون الفريق هو الأكثر جذبا للأضواء في مدينة برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا.
أولمبياد أتلانتا 1996 :
ورغم محاولات العاصمة اليونانية أثينا للفوز بحق استضافة أولمبياد 1996 رغبة منها في أن يكون احتفالا مئويا بانطلاق الدورات الأولمبية الحديثة من نفس المدينة ، اختارت اللجنة الأولمبية الدولية مدينة أتلانتا الأمريكية لتنظيم تلك الدورة وسط الثقة الزائدة من قبل اليونانيين.
وشهدت تلك الدورة عددا هائلا من المسابقات والسباقات ولكنها شهدت أيضا انهيارا كبيرا في نظام المعلومات الأولمبية بالإضافة إلى الزحام المروري الشديد وكذلك حادث تفجير إرهابي أسفر عن مقتل سيدة.
ولكن كل ذلك لم يكن له ظهور أمام الأضواء التي خطفها الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي الذي لفت أنظار الجميع لظهوره في تلك الدورة على الرغم من إصابته بمرض الشلل الرعاش حيث أوقد كلاي الشعلة الأولمبية خلال حفل الافتتاح.
وأعاد دونوفان بايلي أمجاد العدائين الكنديين حيث أحرز الميدالية الذهبية لسباق العدو 100 متر قاطعا المسافة في 84ر9 ثانية ليكون رقما قياسيا عالميا جديدا.
وأصبح مايكل جونسون أول عداء يفوز بسباقي 200 و400 متر كما نجح في تحقيق رقم قياسي جديد في السباق الأول قاطعا المسافة في زمن بلغ 32ر19 ثانية.
وحقق كارل لويس رقما قياسيا آخر بإحراز الميدالية الذهبية التاسعة له في منافسات ألعاب القوى بالدورات الأولمبية فيما تفوقت جايل ديفرز على الجامايكية ميرلين أوتي في سباق العدو 100 متر بفارق لم يتحدد إلا بتقنية السبق الضوئي للمرة الثانية بعد بطولة العالم 1993 .
وفاز البريطاني ستيف ريدجراف بذهبية في منافسات التجديف للدورة الرابعة على التوالي.
وأحرزت السباحة الأيرلندية ميشيل سميث ثلاث ميداليات ذهبية فيما أصبح الروسي ألكسندر بوبوف أول سباح يحرز الميدالية الذهبية لسباق 100 متر حرة لدورتين متتاليتين منذ أن نجح جوني فايسمولر في تحقيق نفس الإنجاز خلال أولمبياد 1928 .
أولمبياد سيدني 2000 :
وأوقدت العداءة الأسترالية كاتي فريمان الشعلة الأولمبية للدورة الأولمبية التي استضافتها سيدني عام 2000 قبل أن تسعد مواطنيها بإحراز ذهبية سباق العدو 400 متر مما دفع سامارانش إلى الإشادة بها ووصفها بأنها "الأفضل على الاطلاق".
وشارك لاعبون من تيمور الشرقية في تلك الدورة حتى قبل الاعتراف الرسمي بدولتهم فيما شهد حفل الافتتاح مسيرة موحدة للاعبي الكوريتين الشمالية والجنوبية.
وأدخل السباح الناشئ أيان ثورب السعادة إلى نفوس الأستراليين من خلال فوزه بثلاث ذهبيات وميدالية فضية واحدة كما حقق المنتخب الأسترالي للسباحة إنجازا غير مسبوق بالتفوق على نظيره الأمريكي للمرة الأولى في سباق 4 × 100 متر تتابع حر.
وأصبحت العداءة الأمريكية ماريون جونز الملكة المتوجة على عرش ألعاب القوى حيث أحرزت ثلاث ميداليات ذهبية في سباقات 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع بالإضافة لبرونزيتين في مسابقة الوثب الطويل وسباق 4 × 100 متر تتابع.
وكان الإنجاز الأكبر لجونز هو أن الفارق الذي تفوقت به على أقرب منافساتها كان الأكبر منذ عقود طويلة.
وجاء سقوط جونز بعد ذلك بثماني سنوات ليثير ضجة هائلة حيث جردت من جميع ميدالياتها وتعرضت للسجن بعدما اعترفت بتعاطيها المنشطات خلال أولمبياد سيدني.
ولكن شبح المنشطات خيم بظلاله على تلك الدورة لاكتشاف 11 حالة لتعاطي المنشطات منها ثلاث حالات للاعبين حصدوا ميداليات ذهبية.
أولمبياد أثينا 2004 :
وخيم شبح المنشطات بظلاله أيضا على الأيام الأولى من أولمبياد أثينا 2004 . ومع عودة الدورات الأولمبية إلى نقطة انطلاقها في العاصمة اليونانية غاب العداء اليوناني كوستاس كينتيريس ومواطنته العداءة إيكاتريني ثانو عن اختبار الكشف عن المنشطات الذي كان مقررا لهما عشية يوم افتتاح الدورة.
وادعى الاثنان تعرضهما لحادث تصادم بدراجة نارية ثم قررا الانسحاب من الدورة وسط تهديدات من اللجنة الأولمبية الدولية باستبعادهما وطردهما من الدورة. وتعرض كل منهما لاحقا للإيقاف لمدة عامين.
وأحرزت الروسية إيرينا كورجانينكو الميدالية الذهبية لمسابقة دفع الجلة التي جرت فعالياتها في مقر إقامة الألعاب الأولمبية القديمة بجبل أولمب.
ولكن كورجانينكو كانت واحدة من ثلاثة لاعبين فازوا بميداليات ذهبية وسقطوا في اختبار الكشف عن المنشطات في تلك الدورة التي وصفها البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بأنها "دورة ألعاب مثل حلم لا ينسى".
وبسط السباح الأمريكي مايكل فيلبس هيمنته على سباقات السباحة في تلك الدورة رغم فشله في معادلة إنجاز مارك سبيتز الذي أحرز سابقا سبع ميداليات ذهبية في منافسات السباحة بدورة واحدة.
وعادل فيلبس إنجاز لاعب الجمباز السوفيتي ألكسندر ديتياتين الذي حققه في أولمبياد موسكو 1980 وأحرز ثماني ميداليات متنوعة منها ست ميداليات ذهبية بالإضافة لبرونزيتين.
وفاز العداء المغربي هشام القروج بالميدالية الذهبية لسباقي العدو 1500 متر و5000 متر ليكون ثاني عداء فقط في التاريخ يحرز تلك الثنائية حيث سبقه إليها العداء الفنلندي بافو نورمي في أولمبياد 1924 .
وفازت البريطانية كيلي هولمز بذهبية سباقي العدو 800 متر و1500 متر بينما سيطرت البعثة الأمريكية على سباقات العدو لفئة الرجال عن طريق نجومها الجدد مثل جاستن جاتلين الفائز بذهبية سباق 100 متر وشون كراوفورد الفائز بذهبية سباق 200 متر وجيرمي وارينر الفائز بذهبية سباق 400 متر. واعترف جاتلين بعدها وقبل شهور من أولمبياد لندن 2012 بتعاطيه المنشطات.
وحققت الصين أفضل ظهور لها في الدورات الأولمبية ، قبل أولمبياد بكين 2008 ، مما دفع روج إلى وصف أداء البعثة الصينية بأنه "يقظة أسيوية" حيث احتلت الصين المركز الثاني في أولمبياد أثينا 2004 برصيد 63 ميدالية متنوعة منها 32 ميدالية ذهبية و17 فضية و14 برونزية ولم تتفوق عليها سوى البعثة الأمريكية التي احتكرت ألقاب الدورات الأولمبية منذ أولمبياد أتلانتا 1996 .
وبلغ رصيد البعثة الأمريكية في أولمبياد أثينا 103 ميداليات متنوعة منها 35 ذهبية و39 فضية و29 برونزية مما كان مؤشرا على أن الصين ستكون منافسا قويا ومرشحا لإحراز لقب أولمبياد 2008 في بكين.
أولمبياد بكين 2008 :
بذل الأسباني الراحل خوان أنطونيو سامارانش جهدا هائلا من أجل هذه الدورة المثيرة للجدل ، وأسعفه الحظ لمتابعة فعالياتها قبل وفاته في 2010 .
وكان الرقم 8 هو العلامة المميزة لهذه الدورة علما بأنه رقم الحظ في العاصمة الصينية بكين حيث أقيمت فعاليات الدورة من (الثامن) إلى 24 آب/أغسطس (ثامن الشهور الميلادية) كما بدأ حفل الافتتاح في الثامنة وثماني دقائق من مساء يوم الثامن.
وصبغ الرقم 8 الدورة في أمر آخر حيث أحرز السباح الأمريكي مايكل فيلبس ثماني ميداليات ذهبية في منافسات السباحة بهذه الدورة ليتفوق بذلك على مواطنه سبيتز الذي أحرز سبع ذهبيات في أولمبياد ميونيخ 1972 .
ونجحت شبكة "سبورتس إلاستريتيد" ، المالكة لصور الميداليات السبع السابقة ، إلى شراء حق الصور الثماني لإنجاز فيلبس.
وشهدت دورة بكين 2008 عروضا رائعة ومذهلة في رياضات مختلفة حيث شهدت الدورة تحطيم 43 رقما قياسيا كما شهدت نجمين أسطوريين هما فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت.
ولم ينجح فيلبس فقط في إحراز سبع من ذهبياته الثماني مقترنا بتحطيم الرقم القياسي العالمي في هذه السباقات وإنما رفع النجم الشهير رصيده إلى 14 ميدالية ذهبية في الدورات الأولمبية حيث سبق له الفوز بست ذهبيات في أولمبياد أثينا 2004 ليصبح أكثر الرياضيين نجاحا في الدورات الأولمبية على مدار تاريخها قبل أن يعزز رصيده من الذهب والميداليات المتنوعة في أولمبياد 2012 بلندن.
ونجح بولت أيضا في إحراز ثلاث ذهبيات ضمن منافسات ألعاب القوى محطما الرقم القياسي العالمي في كل من هذه السباقات.
وتفوق بولت على فيلبس في أمرين أولهما أن ألعاب القوي هي أمل الألعاب والقلب النابض للدورات الأولمبية إضافة إلى أنه أول من يحرز ثنائية الذهب في سباقي 100 و200 متر محطما الرقم القياسي العالمي لكل منهما في الدورات الأولمبية عبر تاريخهما.
والأمر الثاني هو الكاريزما التي تميز بولت والتي جعلت منه الملك في أولمبياد بكين.
وبزغ نجم بولت في الوقت المناسب بالعالم الأولمبي. وقطع بولت مسافة سباق 100 متر في 69ر9 ثانية بعد 20 عاما من الفضية التي أحاطت بالعداء الكندي بن جونسون في أولمبياد سول 1988 حيث قطع مسافة هذا السباق في 79ر9 ثانية قبل أن يكتشف تعاطيه المنشطات.
وبعد 20 عاما ، تفوق بولت عليه بفارق 1ر0 ثانية.
وشهد أولمبياد بكين 28 رياضة فيما تقلص العدد إلى 26 رياضة في أولمبياد لندن 2012 بعد استبعاد رياضتي البيسبول والسوفت بول قبل أن يرتفع العدد مجددا إلى 28 رياضة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بعودة رياضتي الرجبي والجولف للبرنامج الأولمبي.
وكان نجم كرة القدم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي واحدا من عشرة آلاف و92 رياضي ورياضية شاركوا في أولمبياد بكين 2008 وقاد منتخب بلاده إلى الفوز بذهبية كرة القدم قبل عام من بدء فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم لثلاث مرات متتالية في أعوام 2009 و2010 و2011 .
وقال سامارانش قبل بداية فعاليات هذه الدورة بعدة أسابيع "الصين أصابت كثيرين بالذعر. ولكنهم يريدون إيقاف ذلك".
ولم يكن سامارانش مخطئا ، على الأقل على الجانب الرياضي.
وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تتصدر فيها الصين قائمة جدول الميداليات بالدورات الأولمبية حيث تفوقت بوضوح على الولايات المتحدة وأحرزت 51 ميدالية ذهبية مقابل 36 للبعثة الأمريكية التي تفوقت في إجمالي عدد الميداليات المتنوعة برصيد 110 ميداليات مقابل 100 ميدالية للصين.
وكانت هذه الدورة رائعة ومبهرة من حيث التنظيم ولم يفسد أجواءها سوى بعض ملامح القمع السياسية من السلطات وكذلك التلوث الجوي.
أولمبياد لندن 2012 :
بعد النجاح الهائل لأولمبياد بكين 2008 على المستويين الرياضي والتنظيمي ، كانت مهمة منظمي الأولمبياد التالي (لندن 2012) في غاية الصعوبة نظرا لضرورة تنظيم دورة على قدم المساواة مع سابقتها من حيث روعة التنظيم إن لم تكن تفوقها خاصة مع عودة التنظيم إلى أحضان القارة الأوروبية.
وكان للجانب الأمني موقعا بارزا في أولويات المنظمين في العاصمة البريطانية خاصة بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها لندن في السابع من تموز/يوليو 2005 في اليوم التالي لفوزها بحق استضافة الدورة متفوقة على باريس ومدريد ونيويورك وموسكو.
ولهذا أولى المنظمون أهمية خاصة لتأمين الدورة سواء من خلال الخطة الأمنية التي شاركت فيها جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في بريطانيا أو من حيث الميزانية الضخمة التي رصدت لعملية التأمين.
وإلى جانب الاهتمام بالعملية الأمنية ، أبهرت لندن ضيوفها بالمنشآت الرياضية الرائعة التي استضافت فعاليات هذه الدورة الأولمبية حيث جمعت بين عنصري العراقة والحداثة خاصة مع وجود موقعين بارزين مثل استاد "ويمبلي" العريق وملاعب التنس في ويمبلدون.
ورغم مشاركة بريطانيا بالبعثة الأكبر حجما في هذه الدورة ، كانت البعثة الأمريكية هي الأكثر حصدا للميداليات سواء على مستوى رصيد الذهب أو الميداليات المتنوعة لتستعيد الولايات المتحدة لقب الدورة برصيد 103 ميداليات منها 46 ذهبية مقابل 88 ميدالية متنوعة للصين منها 38 ذهبية.
واحتلت بريطانيا المركز الثالث في جدول الميداليات برصيد 65 ميدالية متنوعة منها 29 ذهبية.
وشهدت هذه الدورة تحطيم 32 رقما قياسيا عالميا في ثماني رياضات وفي مقدمتها السباحة.
ومرة أخرى ، فرض السباح الأمريكي مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوسين بولت نفسهما بقوة ضمن أبرز نجوم الدورة حيث كرر بولت ثلاثية الذهب التي أحرزها في أولمبياد بكين ليصبح أول عداء في التاريخ يحقق هذا الإنجاز.
كما أضاف فيلبس لرصيده الأولمبي أربع ذهبيات وفضيتين ليرفع رصيده في صدارة أنجح الرياضيين بالدورات الأولمبية إلى 22 ميدالية متنوعة من بينها 18 ذهبية علما بانه يستطيع تعزيز هذا الرصيد من خلال مشاركته في أولمبياد ريو 2016 .
ولم تعجز البعثة البريطانية عن تقديم رياضيين نالوا نصيبهم من الأضواء التي تحيط بأبرز الرياضيين وكان في مقدمتهم العداء الشهير محمد (مو) فرح ولاعب التنس آندي موراي.
وكسر فرح الهيمنة الأفريقية على سباقات المسافات الطويلة وانتزع لبريطانيا الميدالية الذهبية لكل من سباقي 5000 متر وعشرة آلاف متر ليكون مصدر الإلهام والسعادة لأصحاب الأرض.
كما ترك موراي بصمة رائعة بإحرازه الميدالية الذهبية لفردي الرجال في فعاليات التنس بهذه الدورة ليصبح أول لاعب بريطاني يحرز الميدالية الذهبية لفردي الرجال في منافسات التنس الأولمبية منذ أن حقق مواطنه جوسيا ريتشي هذا الإنجاز في أولمبياد 1908 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.