في رد فعل مفاجيء حمل المدرب الهولندي مارتن يول حارس الأهلي شريف إكرامي مسئولية الهزيمة في مباراة أسيك أبيدجان. يول خرج بعد المباراة ليقول بشكل صريح إن إكرامي لم يقم بعمله كما يجب، وأنه يبحث عن حارس مرمى جديد. هنا يتبادر إلى الذهن أمران، الأول لماذا إكرامي –دون غيره- هو الذي وُجه له النقد بهذه الصورة الفجة، برغم وجود لاعبين كبار في الفريق يُؤدون ما هو أسوأ على مدار مباريات ومع ذلك يلقون الإشادات؟ الأمر الثاني، هل قام مارتن يول بعمله كما يجب في هذه المباراة؟ قام مارتن يول بأسهل خيار مُمكن بعد مباراة "الصدمة" وهو السباحة مع التيار الساخط "جداً" على إكرامي، ليُحمله مسئولية الهزيمة، التي وضعت الأهلي في مأزق حقيقي. مارتن يول وبدلاً من أن يعترف بتحمله مسئولية الهزيمة، أو على الأقل المشاركة فيها، إذا به يُهيل التراب على حارسه، بل ويُعلن على الملأ أنه خارج خططه المُستقبلية. رد فعل صادم للغاية، وقلل –حسب اعتقادي- من رصيد المدرب لدى الكثيرين. ستبقى لقطة الكرة وهي تنزلق من يد إكرامي ليودعها لاعب أسيك في الشباك عالقة في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة. هي لقطة المباراة، وربما تكون لقطة الموسم الإفريقي للأهلي في حالة فشله في عبور دور المجموعتين. لكن من ناحية أُخرى المباراة في جوهرها جائت "كارثية" من المدرب السابق لتوتنهام الإنجليزي، الذي فشل في قراءتها، قبل أن يرسب في إدارتها. ما يزيد الأمر سوءاً هو أن أسيك بالأساس يعيش فترة سلبية للغاية على المُستويين المحلي والإفريقي. الفريق الإيفواري قادم من خسارة على ملعبه أمام الوداد المغرب، وهو يُعاني كثيراً على مستوى الهجوم. غياب عبد الله السعيد ومالك إيفونا كان بمثابة الاختبار الذي فشل فيه المدرب الهولندي فشلاً ذريعاً. المباريات الأخيرة للأهلي أظهرت قلة حيلة المُدرب بوضوح. الأهلي خسر في ثلاث مواجهات من أصل أربعة، واستقبلت شباكه 9 أهداف، وسجل مهاجموه ستة أهداف. في لحظة يتسرب لك الاحساس بأن الأهلي نجى في مباراة الإسماعيلي من نتيجة قد تجعل موسمه كارثياً. أخطاء مُدرب الأهلي باتت جلية وواضحة، وبخلاف أن الفريق أظهر شخصية إفريقية ضعيفة جداً بدءاً من مباريات التصفيات، التي تخطاها بصعوبة بالغة. إلا أن "يول" أظهر فشلاً أكبر على مستوى الإلمام بعناصر الفريق، وإجادة توظيف المجموعة كاملة بعد إصراره على الاعتماد على مجموعة ثابتة من اللاعبين. مع المدرب الهولندي رأينا لاعبين من النوعية التي "لا تُمس" مهما بلغ مستواها من التردي، في المقابل نجد لاعبين مثل الشيخ، والسولية، وصالح بعيدين عن الصورة، وغير مُنصهرين مع الفريق. مارتن يول فشل بوضوح في تكوين فريق صلب مُتحد، قبل أن يفشل على المُستوى الفني في المواقف الصعبة.. وأخيراً فشل مهنياً وإنسانياً عندما هاجم حارس مرماه وحمله مسئولية فشله الشخصي.