يستضيف اليوم ملعب نادي برشلونة، Camp Nou ويعني بالعربية "الملعب الجديد"، مباراة برشلونة وريال مدريد، في الجولة 31 من الدوري الإسباني. كامب نو ليس ملعباً وحسب لنادي برشلونة، لكنه معقل ومسرح لأبناء إقليم كتالونيا، ولجماهير البلو جرانا في كل أنحاء العالم. تظهر فيه لغة الكتلان، يغنون بها لبرشلونة ويرفعون رايات الإقليم الذي تتقارب ألوانها مع ألوان علم الفريق. جماهير برشلونة ترفع أعلام كتالونيا في كامب نو الملعب الجديد وعد فرانشيسكو ميرو سانس، خلال حملته لرئاسة برشلونة، عام 1953، ببناء ستاد جديد للفريق تكون طاقته الإستيعابية أكثر من ال 60.000متفرج الذي يتحملهم ستاد كامب دي ليس كورتس، ملعب برشلونة وقتها، خاصة وأن الفريق بدأت تزداد شعبيته و الغريم الأزلي ريال مدريد كان يجري تعديلات لتوسعة وتجديد ستاده " تشامارتين" الذي تحول لسنتياجو بيرنابيو. بدأ العمل بشكل جدي في بناء الملعب الجديد بعد إنتخاب سانس، ففي 1954، وضع حجر أساس "ستاد برشلونة" كما كان مقدراً أن يكون اسمه. أعمال البناء في كامب نو صمم كل من فرانسيسك ميتيان، ابن عم الرئيس سانس وجوزيب ماوري ولورنثو باربون شكل الملعب الذي كانت كلفته مقدرة بحوالي 67 مليون بيزة إلا أنها ارتفعت حتى وصلت ل 288مليون بيزة، وهو ما أثر على النادي مادياً، إلا أن البلو جرانا، حققوا حلمهم بستاد يسع لحوالي 93ألف متفرج. دُشن الملعب الجديد بحضور ال93.000 متفرج، في الرابع والعشرين من سبتمبر من عام 1957بمباراة بين برشلونة ومجموعة من لاعبي مدينة وارسو البولندية، يومها بدأ برشلونة سلسلة الانتصارات على الملعب الجديد بأربعة أهداف مقابل هدفين وخلد اسم إيلوخيو مارتينيث، كأول من يحرز هدفاً على أرضية الكامب نو. من ستاد برشلونة إلى كامب نو حينما بدأت فكرة إنشاء الملعب الجديد، كان اسم "ستاد برشلونة" هو الاسم المتداول والمطبوع في مخيلة القائمين على العمل لكنه ارتبط مع الجماهير باسم "كامب نو" وهو الاسم الذي لم يحمل صفته الرسمية حتى عام 2001، حينما صوت أعضاء النادي بأغلبية كبيرة لاسم كامب نو، مفضلينه على ستاد برشلونة أو ستاد جامبر وهو اسم مؤسس النادي السويسري جوان جامبر. بطولات على الكامب نو حقق برشلونة العديد من البطولات على ملعبه الجديد، لكن بطولات ومنافسات رياضية عديدة احتضنها الملعب منها مباريات في كأس الأمم الأوروبية 1964، مباريات في كأس العالم 1982والتي أُقيمت بإسبانيا، الألعاب الأوليمبية ببرشلونة احتضن الكامب نو، أيضاً عام 1989نهائي بطولة أوروبا للأندية بين نادي إيه سي ميلان الإيطالي وستيوا بوخارست الروماني، بالإضافة لنهائي نسخة 1999من نفس البطولة والتي جمعت بين مانشستر يونايتد الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني. كما استضاف نهائيان من نهائيات كأس الكؤوس الأوروبية، الأولى عام 1972، بين جلاسكو رينجرز الإسكتلندي ودينامو موسكو الروسي والذي انتهى بتتويج رينجرز باللقب. والنهائي الثاني عام 1982، والذي جمع بين برشلونة وستاندر دو لياج البلجيكي وفاز به برشلونة بعد فوزه 2-1. كما كان كامب نو، جزءً من أوليمبياد برشلونة 1992. كامب نو ليس حكرًا على الكرة فقط، فقد أعلن الإتحاد الفرنسي للرجبي، نهاية العام الماضي عن أن ملعب كامب نو ستلعب عليه نهائيات Top14في يونيو من العام 2016 نظراً لأن ستاد دو فرانس الذي تقام عليه المنافسات سيكون غير متاح لإقامة بطولة الأمم الأوربية لكرة القدم التي ستلعب في نفس التوقيت بفرنسا. موسيقى الكامب نو لا يشهد الملعب فقط منافسات رياضية بل على أرضه تسمع وتُنشد الموسيقى لا من أجل النادي الكتالوني فقط ولكن من أهم الفنانين أيضاً لجماهيرهم. حيث تُقام الحفلات الموسيقية على كامب نو، ولعل أبرزها كانت للمغني الإسباني الشهير وحارس مرمى فريق الكاستيا بريال مدريد السابق خوليو إيجليسياس، في 1983وحفلة لنجم البوب الأمريكي مايكل جاكسون عام 1988 خلال جولته الفنية. يعتبر كامب نو، حالياً أكبر ملعب في أوروبا من حيث سعته الإستيعابية حيث يتسع ل 99.354 متفرج،. كما تم منحه عام 2008صفة "ملعب من فئة الخمس نجوم" من قبل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم لخدماته وجودة مرافقه. ستُجرى عمليات لتوسعته في الفترة القادمة وإقامة تجديدات فيه. هناك بعض الأخبار عن تصويت مجلس إدارة برشلونة والجماهير في وقت لاحق على إعادة تسمية الملعب وتغيير اسمه من كامب نو، لملعب يوهان كرويلإ، أسطورة الفريق الهولندية الراحل الأسبوع قبل الماضي. حتى لو غُير اسم "كامب نو" ليوهان كرويف أو أي اسم آخر، فالألوان الصفراء والحمراء والزرقاء ستظل تُرفرف بين جنباته هاتفةً باسم النادي الكتالوني وبإقليم كتالونيا.