استكمالًا لسلسلة الحوارات التي تجريها بوابة الاهرام الرياضية مع اللاعبين المؤهلين لأولمبياد ريو دي جانيرو نحاور اليوم لاعبة المنتخب المصري سهام الصوالحي (24 عام) و التي تأهلت للأولمبياد في وزن تحت 67 كج، بعد حصولها على الميدالية الفضية بتصفيات افريقيا المؤهلة للأولمبياد و التي أقيمت مطلع هذا الشهر بمدينة أغادير بالمغرب. بوابة الاهرام الرياضية : كيف استطعت الحصول على البطاقة الأولمبية و ما هو شعورك بهذا الإنجاز ؟ سهام الصوالحي : لقد تأهلت إلى اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 بالبرازيل بعد أن حصلت على الميدالية الفضية بالتصفيات الافريقية للتايكوندو المؤهلة للأولمبياد و التي أقيمت في الفترة من 6 إلى 8 فبراير بمدينة أغادير بالمغرب. و تمنح هذه البطولة مقعدين في كل وزن أولمبي. و لذلك فقد تأهلت للأولمبياد رغم خسارتي للمباراة النهائية. و بالطبع أشعر بالفرحة العارمة لتحقيق هذا الإنجاز فالتأهل للأولمبياد شرف كبير لأي لاعب. و هل كنت متوقعة التأهل للأولمبياد من التصفيات الأفريقية ؟ بالطبع كان الجميع يتوقع أن أحصل على البطاقة الأولمبية من التصفيات الأفريقية فأنا صاحبة اللقب الأفريقي بلا منازع. و لكن المهمة لم تكن سهلة نهائيًا. فالجدير بالذكر أن مستوى التايكوندو في افريقيا ارتفع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث تمتلك القارة السمراء عدد من اللاعبين الحاصلين على ميداليات في بطولات العالم و الأولمبياد و البطولات الدولية الهامة. و قد شهدت هذه البطولة مشاركة واسعة من الدول الأفريقية خاصًة أنها مؤهلة للأولمبياد و هذا بالأخص ما يجعل لها أهمية قصوى و يضاعف من التوتر عند خوض المنافسات. بالإضافة إلى ذلك فقد خضت هذه التصفيات و أنا أعاني من إصابة في القدم منذ أكثر من شهر مما كان له تأثير سلبي على مستوايا خاصًة في المباراة النهائية أمام لاعبة كوت ديفوار. تعد مشاركتك في أولمبياد ريو دي جانيرو هي ثاني مشاركة لك في الأولمبياد. ماذا يمثل هذا لك ؟ بالفعل لقد خضت أولمبياد لندن 2012 و لكني للأسف لم أوفق حيث أني كنت أعاني من إصابة في الغضروف قبل الأولمبياد. و قد مر أربع أعوام منذ ذلك الحين و ازددت خلالهم خبرة و حنكة و ارتفع مستوايا الفني بشكل كبير. و في الوقت نفسه ارتفع مستوى جميع لاعبي التايكوندو في العالم خاصًة مع تطور نظام اللعب و و استخدام الهوجو الالكتروني الذي يحتسب النقاط تلقائيًا عن طريق الكمبيوتر و من المتوقع أن يتغير نظام اللعب مرة آخرى قبل الأولمبياد بزيادة قوة الضربة على الهوجو الالكتروني لاحتساب النقطة. كيف كانت بداياتك في التايكوندو و لماذا وقع اختيارك على هذه الرياضة النزالية ؟ بدأت ممارسة التايكوندو و عمري 6 سنوات بمركز شباب العصافرة بمدينة الأسكندرية. و كان اختياري لهذه الرياضة رغبةً مني في ممارسة رياضة للدفاع عن النفس. و بفضل مرونة جسدي و خفة وزني كنت مميزة منذ البداية حيث احرزت الميدالية الذهبية في أول بطولة جمهورية أشارك فيها و منذ ذلك الحين لم اتنازل عن الذهب و بدأت طموحاتي تتسع خاصةً بعد انتقالي لنادي الجيش. في عام 2005 انضممت لمنتخب الناشئين لأول مرة و بعد ذلك بعامٍ واحد انضممت لمنتخب الكبار و عمري لم يتجاوز ال 14 عام لأصبح أصغر لاعبة في المنتخب الوطني. و رغم صغر سني، بدأت في حصد الميداليات باحراز ذهبية البطولة الافريقية للكبار عام 2006. و منذ ذلك الحين استمريت في حصد الميداليات. ما أهم الميداليات في تاريخك ؟ لقد حققت العديد من الميداليات خلال مسيرتي و لكن من أهم هذه الميداليات : بجانب عدد كبير من الميداليات الافريقية، فضية بطولة العالم للناشئين 2008، ذهبية بطولة البحر المتوسط 2010، برونزية بطولة العالم للجامعات 2011، فضية بطولة العالم للجامعات 2012. أما في عام الاستعداد للأولمبياد 2015 فقد حصلت على عدد كبير من الميداليات المميزة منها : ذهبية دورة الالعاب الافريقية، ذهبية الالعاب العسكرية، ذهبية المغرب الدولية، فضية اسبانيا الدولية، برونزية الجائزة الكبرى بموسكو. ما سر تألقك موسم 2015-2016 ؟ الحقيقة أن المنتخب بأكمله تألق بشكل كبير هذا الموسم و ذلك بفضل الأهتمام و الدعم الذان نحظى بهما خلال هذه الفترة. فجميع المهتمين بالرياضة يعملون من أجل توفير كافة المساعدات لنا بداية من مجلس إدارة إتحاد التايكوندو برئاسة فرج العمري. كما أن اهتمام وزير الشباب و الرياضة، المهندس خالد عبد العزيز، بنا و دعمه لنا على المستوى المادي و المعنوي، له دور كبير في تطور مستوانا. كما أن الجهاز الفني للمنتخب الوطني له دور كبير في رفع مستوانا الفني : فالمدير الفني الاسباني روسندو الونزو أضاف لنا الكثير من الفنيات، و المدربة جولشا الونزو لها تأثير ايجابي على فتيات المنتخب حيث اننا حظينا لاول مرة بمدربة مرأة تفهمنا بشكل كبير و تشعر بنا و تستطيع قيادتنا خلال المباراة، كما أن وجود تامر صلاح له تأثير كبير علينا حيث أنه يستطيع مساعدتنا كثيرًا في أداء الحركات الصعبة خاصةً أنه قريب منا في السن. ما هدفك في ثاني أولمبياد تشاركين فيها ؟ بما أني اليوم ابلغ من العمر 24 عام ففي الأغلب أولمبياد ريو دي جانيرو ستكون آخر أولمبياد أشارك فيها و لذلك لا بديل عن تحقيق حلمي الذي ضحيت بالكثير من أجله و هو الحصول على ميدالية أولمبية. و لكي أحقق هذا الحلم لدي الكثير من العمل خلال الفترة المتبقية حيث أني يجب أن أستعد بشكل مكثف للأولمبياد فقد بدأ العد التنازلي و لهذا سأكرس كل وقتي للأستعداد للأولمبياد. و يدعمني في هذا الأمر جميع أفراد أسرتي لتحقيق حلمي و الصعود على المنصة الأولمبية.