النفاق الإجتماعي بات جزءا من حياتنا ومن المؤسف حقا انه تحول الى ظاهرة ندور في فلكها يوميا هو أمر مؤلم وشيء محزن ومقلق، فقد خدعتنا المظاهر، وشدتنا المفاتن واستبدت بالناس الانانية،وإختفت روح الجماعة، وتلاشت المحبة والمودة الخاصة، وغاب الوفاء،واستشرى حب المال، وبات النفاق امراً طبيعياً وأسلوب حياة، بينما صار الصدق مرفوضاً وعملة نادرة، ومن يسلك طريق الحق ويتبع الصدق نهجاً في عمله وتعامله وسلوكه وأفكاره وقيمة ومبادئة هو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة وهو ماياتى مطابقا لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنة (قول الحق لم يدع لى صديقا) . فى وطننا تجدالسياسي والوطنى والرياضى عنده بطانة تاكل من وراءة بكلمات الإطراء ومقامات الثناء المبالغ، وتوهمه بأنه الملهم وقلب الأمة النابض ومحبوب الجماهير، وتذكر له أحلاماً منامية كاذبة تدل على صلاحه وعدله وإيمانه واستقامته، وتخبره هذه البطانة أن العجائز في البيوت يدعون له، وأن الشيوخ والأطفال يعيشون على حبّه، وأن عدله وصل الجميع وبرّه وَجُوده عمّ الكل، يمارسون معهم لعبة الضحك على الذقون وتمويه الحقائق، ويعطونهم صورة خاطئة عن الواقع ليكسبوا الحظوة لديهم، وينالوا شرف صحبتهم، ويبتزوا أموالهم، فإذا غابوا عنهم سلقوهم بألسنة حِداد شِداد، فإذا اردت المكاشفة والصدق والوضوح والشفافية ضاع صوتك بين الأصوات وصرت ثقيلاً وأصبحت نشازاً، فتضطر رغم أنفك للمشاركة في حفل تأبين الضمير وفي جنازة موت الحقيقة، وهذا يدلّك على الحالة التي وصلت إليها الأمة. وربما كلمات الشاعر الكبير بيرم التونسى هى اصدق حالا فى توصيف حال مجتمعنا ما دمت فى جنة النفاق& فاعدل بساق ومل بساق ولا تقارب ولا تباعد& ودرمع الثور فى السواقى وضاحك الشمس فى الدياجى &وداعب البدر فى المحاق ولا تحقق ولا تدقق& وانسب شامنا إلى العراق وقل كلاما بغير معنى& واحلف على الإفك بالطلاق ولا تصادق ولا تخاصم& وأستقبل الكل بالعناق فأى شخص كأى شخص& بلا اختلاف ولا اتفاق وأى شىء كأى شىء& ما دمت فى جنةالنفاق و لان من صفات المنافق انه يصلى ويؤدى كل ماعليه من واجبات وعلينا الاننسى عبد الله بن ابى بن ابى سلول الذى عاشر المصطفى صلى الله عليه وسلم قس وقارن ستجد بيننا ملايين من شخصية ابى سلول بل انهم فاقوة وتحول الى اساتذة ويستحق ان يكون ابى سلول تلميذا لهم .