مر وقت طويل ربما أكثر من ثلاثة أشهر منذ تزكية الأمير تركي بن خالد رئيساً جديداً للاتحاد العربي لكرة القدم في إجتماع الجمعية العمومية بالرياض في نوفمبر الماضي، ووقتها قال صديقي الأمير الشاب في أول تصريحاته أنه سيعمل على أن يرى الجميع عملاً يسعدهم ويفرحهم خلال الفترة المقبلة، متمنياً إيصال رسالة الاتحاد لجمع الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، ورفع مستوى اللعبة في كامل المحيط العربي. ووعد الأمير تركي عقب إنتخابه بنهضة وأنشطة وأفكار جديدة تخص تطوير العمل والمنظومة مع مواجهة المعوقات والعراقيل والرقي بالاتحاد العربي، وإيجاد موارد ثابتة له، لضمان تحقيق أهدافه والإنفاق على كافة الأنشطة والبطولات المتوقفة منذ فترة سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. وإنتظرت طويلاً لأسابيع وشهور، لأسمع أي خبر جديد عن أي أفكارأو تحركات أو تجهيزات للمرحلة المقبلة في عمر الإتحاد ، وكان لي إتصال هاتفي مطول مع الأمير، لأهنئه وأسمع منه بعض الأفكار ، ووعد بلقاء بيننا في دبي ولكنه لم يتمكن من الحضوروإعتذر مع الوعد بذلك في وقت مقبل ، وأخشى ما أخشاه، أن يتأكد الأمير تركي - كلما طال وقت دراسة أمور الإتحاد والإلمام بكافة تفاصيله - أنه إتخذ القرار الخطأ ، وأن تركة الإتحاد العربي مثقلة بأعباء ومسؤوليات ونفقات وتحتاج لدعم يقدر بالملايين ربما لا يكون متاحاً في الوقت الحالي ، وأن أفكار تنمية الموارد من خلال الرعاة وحقوق البث والتسويق كلها تحتاج لوقت طويل لإعادتها إلى الحياة من أجل ضخ الموارد الكافية في خزائن الإتحاد الخاوية إن لم تكن مدينة . أتعاطف مع الأمير تركي الذي بدأ مشواره بهذه الهموم الكبيرة ، وهو لن يجد أي سند أو دعم من الإتحادات الأهلية العربية التي تحتاج هي نفسها للدعم، والتي تخلف أكثرها عن تسديد مستحقات الإشتراك السنوي في الإتحاد لسنوات عديدة ولكني أعرف بالفعل أن الرجل جاد ونشيط ويسعي للنجاح بكل قوة وربما أستغرق كل هذا الوقت ليفاجئنا بأخبار جديدة عن بحلول سحرية لمشاكل الإتحاد العربي وأمل أن لا يكون الرجل قد بدأ يشعر بالورطة. في المليان ** كما توقعت لم يتراجع الوسط الكروي في تونس ويبلع الإهانة ويقبل الشرط المذل الذي إتخذه عيسى حياتو واللجنة التنفيذية ل " الكاف " بمطالبة الإتحاد التونسي بتقديم خطاب إعتذار عن الإنتقادات والإتهامات الصادرة عن بعض مسؤوليه عقب مباراة دور الثمانية لكأس الأمم الإفريقية متأثرين ببعض الأخطاء المتعمدة من الحكم الموريشي لمباراة تونس مع المضيف غينيا الإستوائية والتي ساعدت على إقصاء المنتخب من هذا الدور بعد هزيمته .. الإخوة في تونس لم يرهبهم تهديد حياتو بإستبعاد منتخبهم من نهائيات البطولة المقبلة عام 2017 إذا لم يتقدموا برسالة الإعتذار العلني قبل نهاية شهر مارس، وقرروا رفع دعوى لدى محكمة التحكيم الرياضي بزيوريخ - على غرار إتحاد الكرة المغربي – وهكذا أصبح هناك قضيتين من المغرب وتونس ضد قرارات الكاف . ** ويبدو أن حياتو يواصل إستهتاره بالعرب مستغلاً سيطرته على الكاف ، فبالأمس القريب زار حياتو الجزائر خلال مباراة نهائي كأس السوبر الأفريقي بين وفاق سطيفالجزائري والأهلي المصري ، وحظي بمقابلة رأس الدولة في الجزائر فيما بدا أنه تمهيد لإستضافة الجزائر لكأس الأمم الأفريقية المقبلة في عام 2017 ، ولكن بعد ساعات من مغادرة حياتو، يعلن مصطفى بيراف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أن لديه معلومات تؤكد أن حياتو يقف في وجه تنظيم الجزائر للبطولة وأن نيته تتجه لتنظيمها في الجابون، مما يوضح أن الرجل يضمر نوايا غير صافية ضد دولة عربية ثالثة هي الجزائر.