أرجو ألا تلهينا زفة التعاقد مع هيكتور كوبر لتدريب المنتخب الوطنى عن عدة حقائق مهمة، لعل أبرزها أن الرجل كان بلا عمل خلال الموسمين الأخيرين وتحديدا منذ إقالته من تدريب نادى الوصل الإماراتى عام 2013 لسوء النتائج، حيث لم يحقق سوى 19 نقطة فى 20 مباراة. كما أن معظم انجازاته كانت مع الأندية، وليس منتخبات التى لم يكن لديه خبرة فيها سوى تجربة منتخب جورجيا القصيرة، فضلا عن أن انجازاته على مستوى الأندية الأوروبية مر عليها الآن ما يقرب من العشرين عاما، قبل أن يتحول فى الأعوام العشرة الأخيرة من عمله إلى أندية تنتمى إلى جزء من العالم أقل تقدما فى كرة القدم، ولا أعلم أين ذهبت المعايير التى وضعها اتحاد الكرة مسبقا وفى مقدمتها أن يكون لديه خبرة إيجابية بالمنتخبات والكرة الإفريقية؟ لا أقول ذلك، إلا بعد تأكدى من أن اتحاد الكرة لديه الإمكانية أن يدفع شهريا 50 ألف دولار غير الإقامة والتنقلات، يعنى حسبة نصف مليون جنيه مصري، طبعا غير المساعدين. الأهم من ذلك كله. ماذا ننتظر من الرجل أن يفعله فى ظل عدم استقرار كروى نعيش فيه كان السبب الرئيسى فى عدم تأهلنا إلى نهائيات الأمم الإفريقية بعد أن كنا أسيادها؟ وماذا ننتظر من الرجل أن يفعله أكثر مما أقدم عليه الأمريكى بوب برادلى فى تصفيات كأس العالم الفائتة، والظروف تكاد تكون متشابهة؟ لست من الذين ينحازون لجنسية المدرب قدر انحيازى لقدراته، ولكنى أستطيع أن أجزم أن الكرة المصرية تملك مدربين وطنيين تحمل سيرتهم الذاتية على مستوى المنتخبات نقاطا عدة تتفوق عما لدى السيد هيكتور، وفى مقدمتهم الكابتن حسن شحاتة الذين يلومون عليه أنه تجاوز الستين، فى الوقت الذى احتفل فيه السيد هيكتور هذا العام بعيد ميلاده الستين ليكون المدرب غير المناسب فى التوقيت غير المناسب وفى المكان أيضا غير المناسب.