تتميز العشر الأواخر من شهر رمضان عن الأيام التي سبقتها ويكون لها مذاقا خاصا عند الصائمين الطائعين المتهجدين فيحاول فيها المسلم أن يعالج فيها ماصدر منه من تقصير أو يزيد من استغلال تلك الفرصة الاخيرة في هذا الشهر الكريم باعتبارها فترة وداع وتكون النفس المؤمنة الصائمة قد وصلت إلي درجة عالية من التجليات وأصبحت مؤهلة لكثير من الفيوضات الربانية والرحمات والعتق من النيران بعد أن مضت العشرين الأول من رمضان وكانت بمثابة إعداد أو تأهيل لثمرة الصيام والنفحات وحول فضل العشر الأواخر من رمضان وكيف استغلالها يقول الشيخ فكري إسماعيل عضو مجتمع البحوث الاسلامية الاسبق أن العلماء أكدوا أن الله تعالي فضل بعض الايام علي بعض وبعض الشهور علي بعض منها هذه الأيام, وأن الله اختار منالسنة ثلاث عشرات العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة لمافيه من يوم عرفة ويوم النحو, والعشرة الاوائل من شهر المحرم لما فيه من يوم عاشوراء, والعشر الأواخر من رمضان, ولذها فإن السيدة عائشة رضي الله عنها توضح للأمة الاسلامية ماكان عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه اليالي العشر فتقول كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل العشر الاواخر من رمضان شد المئزر وايقظ أهله وأحي ليله وكان يعتكف في هذه العشرة الاواخر من رمضان لأنها أفضل أيام العام كله, وسر ذلك يرجع إلي أن ليلة القدر ضمن هذه العشر الأواخر من رمضان فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يقتدون برسول الله صلي الله عليه وسلم فكانت الأيام الاواخر من رمضان هي أيام عبادة وتسبيح وذكر وصلاة وقيام ليل وكانوا يهتمون باحياء هذه العشر اهتماما كبيرا وينشغلون عن الدنيا ويتقربون لله بالعبادة وكثرة لقيام بالليل مما يستوجب علي المسلمين استغلال فضل هذه الايام الأواخر من رمضان ليبدأ المسلم صفحة جديدة مع الله بعبادات خالصة لله حتي يحظي بمغفره لله ورحمته بتوفيقه لاحياء هذه الليالي العظيمة ويضيف الشيخ فكري قائلا..ولقد رزينا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقسم شهر رمضان الي أقسام في قوله أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار, باعتبار أن الايام الأخيرة من رمضان هي الفرصة ككل أنسان يريد أن يسجل اسمه في سجل ضمن العتقاء من النار يتقدم أحسن العبادات وأخلصها لله ويقول الشيخ القاضي أمام وخطيب مسجد السيدة نفسية بالقاهرة قائلا: أنالنبي صلي الله عليه وسلم كان لايفرغ من عبادة حتي يدخل في عبادة أخري فكان إذا جاء رمضان يجتهد في العبادة أكثر مما كان يجتهد في غيره من الشهر لاسينما في العشر الأواخر منه بإعتبارها أنها الفرسة الاخيرة لفضلها وشرفها وعظيم الاجر فيه وليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم هذي للناس وبينات من الهدي والفرقان وكان صلي الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر مالايجتهد في غيره تقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان النبي صلوات الله عليه وتسليماته يعتكف في العشر الاواخر ويقول التمسوها في العشر الأواخر والمسلم الصائم يستعد لتنقية روحه وبدون بصومه عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر حتي غروب الشمس وهذا يسير علي أي انسان غير أنه يوما بعد يوم يرتقي في صومه فتصوم جوارحه كلها, لسانه عن الغيبة والنميمة وعينيه عنالنظر إلي الحرام وأذنيه عن سماع مايلي عن ذكر الله وعن سامع النميمة ويديه عنالسرقة والبطش والظلم وقديمه عن المضي إلي مانهي الله عنه والبطن عن أكل الحرام والفرج عن الزنا وهذا صو,م الخواص فترتقي روحه فبصوم صوم خواص الخواص وهو صوم القلب عما سوي الله فعندئذ يترك الدنيا وراء ظهره وتكون العشر الأواخر بمثابة أيام فرصة لصفاء الروح والقلب والتفرغ لمناجاة الله التماسا لليلة القدر أسوة برسول الله صلي الله عليه وسلم ويشير الدكتور الأحمدي أبو النور وزيرالأوقاف الأسبق إلي أن العشر الاواخر لهم فضيلة خاصة باعتبار أنهم فترة وداع لشهر رمضان فضلا عن أن العشر الاواخر يكون مستوي التجليات الروحية منها أكثر من العشر من التي مضت من شهر رمصان وقد كانت العشرة الأولي من رمضان تمهيدا أواعدادا للمسلم للتمجد والاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان والي فيها ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر, كما أن استجابة الدعاء من القائم والصائم تكون أكثر في العشر الأواخر حيث يكون ثواب العبادة فيها أوفر لقوله صلي الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه وماتقدم من ذنبه, وهي لاتكون الا في العشر الأواخر وكأن العشر الاوخر لها أمران الايجابي رصد من الثواب لايقدر قدره الان العمل فيمها خير من ألف شهر في غيرها بالإضافة للرصيد المعد سلفا للصائم والقائ ماتستوجب علي المسلم أن يكون في العشر الأواخر أحسن مايكون صوما وأحسن مايكون قيما ما بمعني أنه أذا كان قد صدر منه بعض الذنوب الصغيرة في الايام العشرين الأول رمضان فحري به الا يقترف حتي الصغائإ لأن الاجر إنما يكون حسب المشقة التي يبذلها المرء في العبادة سواء بالتحلي بالفضائل أوالتخلي عن الرذائل وخاصلة في العشر الأواخر من رمضان حيث الثواب والمكانة عند الله مالايعلمها إلا الله شريطة أن خلفه فيما بعد رمضان متسقا مع خلقه الذي كان في رمضان