من حسن الطالع أن يأتي احتفال مصر اليوم بذكري انتصارات العاشر من رمضان في الوقت الذي يسطر فيه الشعب المصري العظيم عبورا جديدا نحو بناء مصر الجديدة بعد ثورة عظيمة فجرها الشعب في الخامس والعشرين من يناير2011 واستكملها بعبور ثوري جارف في الثلاثين من يونيو يوم ان خرجت الملايين في الشوارع والميادين لتسقط نظاما خان الثورة والتف علي مبادئها ودهس قيامها وحطم مطالبها وضيع آمال وأحلام شبابها. ما بين عبور العاشر من رمضان وعبور الثلاثين من يونيو كان الجيش المصري العظيم ولايزال وفيا بالعهد, صادقا في الوعد, امينا علي كل شبر, فأدي الامانة ورد للأمة الكرامة, واعاد الأرض وحفظ العرض في ملحمة عسكرية نادرة وقف امامها خبراء العسكرية في العالم بإجلال وتعظيم. وفي الثلاثين من يونيو انحاز الجيش المصري للشرعية الشعبية ولبي نداء الجماهير الحاشدة في الشوارع والميادين والتي ارادت أن تقوم بعبور ينتشل الوطن من هوة الانقسام وينجو بالدولة المصرية من هاوية السقوط بعد ان ضاقت السبل, وأغلقت الطرق نحو حوار وطني يعيد للأمة لحمتها ووحدتها ويحفظ للبلاد استقرارها وأمنها. واليوم يحتفل المصريون بنجاح ثورتهم العظيمة وهم يتطلعون إلي بناء دولة مدنية حديثة يتعايش فيها الجميع تحت راية الحرية والديمقراطية, يستلهمون من روح انتصار العاشر من رمضان ارادة التحدي في مواجهة الصعاب, وقيم الايمان في تحقيق التطلعات والطموحات وعقيدة الاصرار في تنفيذ مطالب الثورة في العيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية. ما احوجنا اليوم إلي روح انتصار العاشر من رمضان, يوم ان اصطف المصريون علي اختلاف توجهاتهم ودياناتهم علي قلب رجل واحد فكان النصر حليفهم.. نعم مصر اليوم في حاجة إلي مصالحة وطنية حقيقية تجمع رفقاء الثورة في عمل وطني خالص لله وللوطن من خلال عدالة انتقالية لاعبر سياسة انتقامية أو أعمال عدائية فالوطن يحتاج إلي صدق في النوايا وهمة في العزائم حتي نصل بسفينة الوطن إلي بر الأمان وليعلم الجميع ان اعداء الوطن في الداخل والخارج لايريدون لمصر الاستقرار.