قبل يومين من استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل جدد الفلسطينيون تمسكهم بحق العودة مؤكدين انه خط أحمر لايمكن تجاوزه. وفيما أكدت السلطة الوطنية الفلسطينية انها مصممة استكمال بناء مؤسسات الدولة قال د. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان تحقيق المصالحة الفلسطينية وتوقيع وثيقة المصالحة في القاهرة سيقود حتما إلي إإعادة تشغيل معبر رفع بمشاركة بعثة المراقبة الأوروبية وفقا لاتفاق عام2005. وقد أحيا الفلسطينيون أمس الذكري الثانية والستين للنكبة بمسيرة شعبية انطلقت من امام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الي وسط مدينة رام الله وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية والشعارات المؤكدة علي حق العودة الي المدن والقري التي هجروا منها عام1948. واستخدم الفلسطينيون في مسيرة أمس شاحنات قديمة كتلك التي نقلت الفلسطينيين الذين رحلوا او اجبروا علي الرحيل عن منازلهم عام48 ووضعت علي الشاحنات لافتات كبيرة كتب عليها حق العودة خط احمر لا يمكن تجاوزه.. في الذكري الثانية والستين للنكبة متمسكون في الارض ولا بديل عن العودة.. الابعاد والترحيل استمرار لسياسة التمييز العنصري. وارتدي العديد من الشبان المشاركين في المسيرة قمصانا سوداء كتب عليها ايوب صاح اليوم ملء السماء لا تجعلوني عبرة مرتين نقلا عن أحد أشعار الشاعر الفلسطيني محمد درويش كما رفعوا كوفية فلسطينية كبيرة تمتد عدة امتار. وغاب في احياء هذه المناسبة هذا العام القاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبومازن) كلمة اعتاد فيها التاكيد علي حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية. ورأي المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري ان عدم القاء أبومازن لخطاب في هذه المناسبة خطأ كبيرا كان لا يجب الوقوع فيه. وقال لرويترز الان الاحساس بالنكبة يزيد في ظل عدم وجود امل بالمفاوضات وعملية السلام لان الحكومة الاسرائيلية الحالية لم تلتزم باي شي لا بمرجعية واضحة ولا بوقف الاستيطان ولا بأي شي من المطالب الفلسطينية ولذلك الحاجة لكلمة الرئيس اكبر في ظل التجاذبات الدولية الكبيرة حول القضية الفلسطينية وهذا الشيء لا استطيع فهمه او تبريره. وذهب مهدي عبدالهادي المحلل السياسي الي ابعد من ذلك تعقيبا علي عدم القاء أبومازن كلمة بهذه المناسبة بالقول في ازمة قيادة وازمة رؤية في الحالة الفلسطينية وهذا ينعكس في غياب حضور التجمعات العامة الوطنية. من جانبه, أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض أن إعطاء المصداقية للعملية السياسية وقدرتها علي تحقيق أهدافها, يتطلب الزام اسرائيل بالوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية, وخاصة في القدسالشرقية, ووقف الاجتياحات للمناطق الفلسطينية, وتمكين السلطة الوطنية من الوجود الأمني في كل التجمعات السكانية الفلسطينية, بالاضافة إلي رفع الحصار ونظام الاغلاق المفروض علي الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة. وقال فياض إن تحقيق هذه القضايا, يشكل مؤشرا علي الجدية المطلوبة لكي تفضي العملية السياسية إلي إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام1967 وبما يضمن تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. جاء ذلك خلال استقبال فياض, نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فانيكر, والوفد المرافق له, في مقر رئاسة الوزراء, في مدينة رام الله, حيث اطلعه علي آخر التطورات السياسية, والجهود التي تبذلها السلطة الوطنية لمتابعة انجاز برنامج العامين فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة, وإصرار الحكومة علي استكمال الجاهزية والإعداد لإقامة الدولة حتي أواسط العام المقبل, كما أطلعه علي التقدم الذي تحرزه السلطة الوطنية في انجاز خطتها وتصميمها علي المضي قدما في تنفيذها. في الوقت نفسه, أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أن المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس غدا. وقال: في تصريحات لإذاعة( صوت فلسطين) أمس إن اللقاء سيبحث قضايا الوضع النهائي مع إسرائيل, غير أننا سنركز حاليا علي موضوعات الحدود والأمن من أجل ترسيم دولتين علي حدود عام1967. وأضاف أنه من الممكن إجراء تبادل طفيف للاراضي من حيث القيمة والمثل بين الجانبين دون أن يجحف هذا بالمساحة الكلية لأراضي الرابع من يونيو عام1967, بما يشمل مدينة القدسالمحتلة. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين يشير إلي الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس التي احتلتها إسرائيل في حرب عام1967 وهي المناطق التي يريد الفلسطينيون أن تتشكل منها دولتهم التي يفاوضون للاتفاق من أجل الوصول إليها. وكان عريقات قد التقي مع رئيس البعثة الأوروبية المراقبة لمعبر رفح الكولونيل فاوجيرس, والقنصل البريطاني العام ريتشارد مكابيس, ومدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين( أونروا) بربرا شنستون, كل علي حده, حيث بحث معهم آخر مستجدات الساحتين السياسية والميدانية. وأكد عريقات ضرورة المحافظة علي البعثة الأوروبية في معبر رفح, مشيرا إلي أن منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد علي ضرورة عدم وقف نشاطات البعثة رغم استمرار إغلاق معبر رفح. وأشار إلي أن تحقيق المصالحة الفلسطينية وتوقيع وثيقة المصالحة في القاهرة سيقود حتما إلي إعادة تشغيل معبر رفح وبمشاركة بعثة المراقبة الأوروبية وفقا لاتفاق2005. وثمن ما تقدمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين, والاتحاد الأوروبي, للشعب الفلسطيني في جميع المجالات.