لاتزال المنطقة الأثرية بقويسنا محافظة المنوفية التي تم اكتشافها عام1990 علي يد الدكتور صبري طه حسين أستاذ الآثار مفتش آثار وسط الدلتا سابقا تعاني إهمالا جسيما حيث تعد أكبر جبانة أثرية بالدلتا وتقع في منطقة تل المحاجر والتي تبعد عن مدينة قويسنا حوالي5 كيلو مترات وتقع بالناحية الجنوبية الشرقية من مسطح الرمال المرتفع عن سطح الأرض الزراعية نحو15 مترا مما عرضها للسلب والنهب والسرقة وخاصة مع حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد عقب ثورة يناير. وأكد مكتشف الجبانة الأثرية في تقريره أن المنطقة الأثرية تبلغ نحو365 فدانا وأنه بتنفيذ أعمال الحفر في مساحة فدان واحد تم استخراج حوالي ثلاثة آلاف قطعة ما بين توابيت ومومياوات وعظام ولوحات كتابة الأوامر للخدم والعسكر وعملات ذهبية يرجع تاريخها لعصور مختلفة تم حفظها في مخازن محافظتي الشرقيةوكفر الشيخ والمتحف المصري بالقاهرة ومتحف طنطا في الغربية. وكشف تقرير الدكتور صبري أن رمال الجبانة تحتوي علي ذهب, مؤكدا اكتشاف مئات القطع من التمائم والتعاويذ والجعارين من الذهب المضغوط والموجودة في الأثاث الجنائزي علاوة علي كثير من الرقائق الذهبية علي شكل معبودات الجبانة ايزيس وحابي وأوزوريس وحورس, فضلا عن خواتم ذهبية عليها نقوش هيروغليفية وقنينات فخارية واشابيتات لوحات كتابة الأوامر للخدم والعسكر وما شابه ذلك, ومقابض فخارية تحمل أختاما بالكتابة اليونانية القديمة وأوان مصنوعة من المرمر وتوابيت حجرية وتابوت من الجرانيت الأسود عليه نقوش لنصوص ومناظر مصرية قديمة. ورغم أهمية منطقة قويسنا الأثرية إلا أنها سقطت من حسابات المسئولين عن الآثار واختفت من خريطة السياحة المصرية وتعرضت المنطقة لإهمال جسيم وتعديات صارخة وأعمال سلب ونهب عقب الثورة واكتفت هيئة الآثار بنقل معظم الكنوز المكتشفة إلي مخازن كفر الشيخوطنطا وترك البعض الآخر في العراء. ومن جانبها استنكرت أمينة التلاوي, مدير مركز النيل للإعلام بالمنوفية, غياب الدولة عن القيام بدورها في حماية المنطقة الأثرية بقويسنا خاصة بعد التعديات الكبيرة عليها بعد الثورة مشيرة إلي أن عمليات السلب والنهب بالجبانة تمت بمباركة رموز الحزب الوطني المنحل وأن التعديات تمت علي مئات الأفدنة بها وإلقاء المخلفات بها بسبب بناء منطقة مبارك الصناعية بالكامل علي المنطقة الأثرية. وطالبت بضرورة تدخل مجلس الشوري لحماية هذه المنطقة الأثرية خاصة أنها مسجلة وخاضعة لقانون حماية الآثار رقم117 لسنة1990 قائلة: كيف يتم إنشاء متحف دنشواي الذي يروي مذبحة دنشواي الشهيرة للفلاح المصري علي يد الانجليز ويتم تجاهل المنطقة الأثرية بقويسنا التي تروي ثلاثة عصور قديمة. ومن جانبه أكد فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشوري أن اللجنة عرضت مذكرة بحالة الجبانة علي وزيري الداخلية والآثار وتم تشكيل لجنة أكدت ضرورة اصدار قرار من رئيس الوزراء هشام قنديل بضم72 فدانا لملكية وزارة الآثار ووضع المنطقة الأثرية بقويسنا علي الخريطة السياحية وانشاء سور خارجي حول المساحة المملوكة لوزارة الآثار وانشاء مبني إداري لنقطة شرطة وزيادة عدد حراس الآثار إلي50 حارسا مع تسليحهم وتجهيزهم بأجهزة لاسلكية. فيما أكد أهالي قويسنا أن العديد من الذين عملوا في تجارة الآثار اتخذوا من مشروع المحاجر المجاور للمنطقة الأثرية بقويسنا ستارا يمكنهم من سرقة الآثار وتهريبها في تريلات الرمال مطالبا بتكثيف الحراسة علي المنطقة وتكليف فرقة أمنية من شرطة السياحة والآثار لحماية المنطقة من أعمال النهب والسرقة وتجارة الآثار. وأضاف الأهالي أن مصر بها موارد وإمكانات كثيرة تجعل منها دولة متقدمة لا تحتاج لمساعدات أو معونات ولكننا لا نحسن استغلال الموارد والحفاظ عليها مؤكدين ان الاهمال الذي تعرضت له الجبانة جعلها عرضه للسرقة والنهب علي مدار السنوات الماضية. وطالب المهندس أحمد حجازي الخبير السياحي بالمنوفية بسرعة بناء متحف للمحافظة لعرض الآثار الموجودة في مخازن وسط الدلتا وتل البندارية بمدينة تلا ومعبد الملك سوبك بمركز الشهداء وكوم أبوللو بمدينة السادات وغيرها لتنشيط الحركة السياحية خارجيا وداخليا وزيادة الدخل القومي بالإضافة إلي تشجيع رجال الأعمال علي الاستثمار لكثرة الخامات المحلية بالمحافظة للصناعات اليدوية والتي تعد من المعالم السياحية كالمشغولات الصدفية والسجاد والفخار.أشار الخبير السياحي إلي ضرورة تفعيل دور مكتب الآثار بشبين الكوم التابع لمنطقة آثار وسط الدلتا لحماية آثار المحافظة ووضع خطة فعالة لتنشيط السياحة لهذه الأماكن بعد تجهيزها كما طالب بضرورة تخصيص مبالغ مالية لاستكمال أعمال الحفائر بالمنطقة الأثرية بقويسنا واكتشاف آثار جديدة وعمل برامج سياحية للمحافظة. واقترح هيثم الشرابي, أمين حزب التجمع بالمنوفية, أن يتم تحويل منطقة آثار قويسنا إلي متحف مفتوح يضم جميع الكنوز المكتشفة وتجسد الحياة في العصور القديمة قائلا: لو عملنا متحف امفتوحا علي المنطقة الأثرية هنجذب السياح من جميع الدول وندعمها كمان بمعرض لمنتجات المنوفية من سجاد وحرير وصدف وفخار فضلا عن منتجات المنطقة الصناعية بقويسنا.