صدر مؤخرا عن دار نشر ميتر في تل أبيب كتاب جديد باللغة العبرية بعنوان مليون يهودي غيروا الشرق الأوسط لمؤلفيه ليلي جليلي ورومان برونفمان. الكتاب يقدم رؤية إسرائيلية للآثار والنتائج التي ترتبت علي استقبال إسرائيل لمليون مهاجر يهودي من الاتحاد السوفييتي السابق بين عامي1990 و2010, وما أحدثته من تغيير في وجه الدولة العبرية. اعترف المؤلفان بأن هذه الهجرة هي أكبر تدفق للمهاجرين إلي الكيان الصهيوني منذ إنشائه, مشيرين إلي أن عددا كبيرا من المهاجرين لم يكونوا يهودا, وأنهم قدموا لإسرائيل بموجب وثائق مزورة أملا في تحسين مستوي معيشتهم وتعزيز وضعهم المالي الشخصي. وبطبيعة الحال تطرق المؤلفان لأهمية هذه الهجرات التي أطلقا عليها اسم هجرة الذعر لمواجهة ما وصفاه ب القنبلة الديموجرافية الفلسطينية وفقا للرؤية الصهيونية. وما يؤكد أن الكتاب يحمل رؤية عنصرية لخدمة الأهداف الاستيطانية لإسرائيل ولا يقدم دراسة اجتماعية محايدة أن مقدمة الكتاب كتبها رئيس جهاز الموساد الأسبق أفرايم هاليفي. كما اعترف المؤلفان باحتيال إسرائيل علي المهاجرين الوافدين إليها من كل من روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وآسيا الوسطي من خلال فرض قيود عليهم تمنعهم من الهجرة لأي دولة في العالم باستثنائها, عبر دفع رشي للديكتاتور الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو التي حصلت بموجبها رومانيا علي100 مليون دولار علي شكل قرض من الولايات المتحدة! ويكشف الكتاب أن إسرائيل نجحت في استثمار حالة الفوضي التي استشرت في روسيا الجديدة عقب بشائر الضعف والتفكك في الاتحاد السوفييتي, والضبابية التي سادت الحياة والخوف مما يسميه اليهود اللاسامية لاستقطاب كتلة متماسكة من المهاجرين لتجديد شباب الكيان الإسرائيلي لتشغيل وتغذية كل مجالات الحياة السياسية والثقافية والخدمية وإمداد سوق العمل بكوادر جاهزة مدربة تعد في حد ذاتها رأس مال بشري كبير. وهكذا حصلت إسرائيل في غيبة من الوعي العربي والفلسطيني علي كتلة بشرية هائلة من المهاجرين يتمتعون بثقافة مهنية عالية وخبرات مهمة في الصناعات العسكرية والطب والهندسة والعلوم وضمنت توفير أعدادا إضافية من الجنود والضباط لجيش الاحتلال.. تشكل قنبلة إسرائيلية كبري أشد خطرا علينا من ترسانتها النووية. وبعيدا عن محاولات المؤلفين الادعاء بوجود سلبيات لهؤلاء المهاجرين مثل نشر الجريمة المنظمة والدعارة وغيرها في المجتمع الإسرائيلي, فقد نجح الكيان الصهيوني في تثبيت وجوده, فيما الدول العربية تعاني حالة من التشرذم والانقسام والضياع بسبب الصراعات علي السلطة والاختلافات السياسية والربيع الذي تحول إلي خريف عاصف.. فمتي ننتبه؟ [email protected] رابط دائم :