مراقبون: صحوات (اتحاد القبائل العربية) تشكيل مسلح يخرق الدستور    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 4 مايو 2024    وكالة فيتش ترفع آفاق تصنيف مصر الائتماني إلى إيجابية    هل تقديم طلب التصالح على مخالفات البناء يوقف أمر الإزالة؟ رئيس «إسكان النواب» يجيب (فيديو)    استقرار سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق في بداية الأسبوع السبت 4 مايو 2024    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    استشهاد فلسطينيين اثنين خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي بلدة دير الغصون شمال طولكرم    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    حسين هريدي ل«الشاهد»: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟ قراءة    تصريح دخول وأبشر .. تحذير من السعودية قبل موسم الحج 2024 | تفاصيل    سيول وفيضانات تغمر ولاية أمريكية، ومسؤولون: الوضع "مهدد للحياة" (فيديو)    مصرع 37 شخصا في أسوأ فيضانات تشهدها البرازيل منذ 80 عاما    رسالة محمود الخطيب لسيدات السلة بعد التتويج بكأس مصر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    فوزي لقجع يكشف حقيقة تدخله في تعيين الحكام بالاتحاد الأفريقي.. وكواليس نهائي دوري أبطال 2022    أول تعليق من رئيس مكافحة المنشطات على أزمة رمضان صبحي    طارق خيري: كأس مصر هديتنا إلى جماهير الأهلي    فريدة وائل: الأهلي حقق كأس مصر عن جدارة    سيدات سلة الأهلي| نادين السلعاوي: التركيز وتنفيذ تعليمات الجهاز الفني وراء الفوز ببطولة كأس مصر    ملف يلا كورة.. اكتمال مجموعة مصر في باريس.. غيابات القطبين.. وتأزم موقف شيكابالا    أمن القليوبية يضبط «القط» قاتل فتاة شبرا الخيمة    حالة الطقس اليوم السبت.. «الأرصاد» تحذر من ظاهرتين جويتين مؤثرتين    "التموين" تضبط 18.8 ألف طن دقيق مدعم و50 طن سكر مدعم بالجيزة    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    لا ضمير ولا إنسانية.. خالد أبو بكر يستنكر ترهيب إسرائيل لأعضاء الجنائية الدولية    قناة جديدة على واتساب لإطلاع أعضاء "البيطريين" على كافة المستجدات    وقف التراخيص.. التلاعب فى لوحة سيارتك يعرضك لعقوبة صارمة    بالفضي والأحمر .. آمال ماهر تشغل السعودية بأغاني أم كلثوم    حظك اليوم برج الجدي السبت 4-5-2024 مهنيا وعاطفيا    استعدادات لاستقبال شم النسيم 2024: الفرحة والترقب تملأ الأجواء    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    رشيد مشهراوي عن «المسافة صفر»: صناع الأفلام هم الضحايا    آمال ماهر تتألق بإطلالة فضية في النصف الثاني من حفلها بالسعودية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    حدث بالفن| مايا دياب تدافع عن نيشان ضد ياسمين عز وخضوع فنان لجراحة وكواليس حفل آمال ماهر في جدة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    في عيد العمال.. تعرف على أهداف ودستور العمل الدولية لحماية أبناءها    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



{ الخبير العسكري توفيق منصور يكشف خبايا هزيمة67 من واقع الوثائق
رفض عبد الناصر توجيه ضربة عسكرية لإسرائيل سبب الهزيمة

لم يشهد تاريخ مصر الحديث لحظة فارقة مثل التي جرت في عام67 الذي تعرضنا فيه لهزيمة منكرة من إسرائيل ذلك الكيان المحتل الذي هزم مصرواستولي علي سيناءوأراض أخري في سورياوالأردن علاوة علي المسجد الأقصي الذي مازال أسيراحتي الآن..
ولكون آثار تلك الهزيمة التي أطلق عليها إعلام تلك المرحلة نكسة مازلنا نعاني من جرائها‏,‏ كان للأهرام المسائي هذا الحوار مع اللواء توفيق علي منصور المؤرخ العسكري والاستراتيجي باعتباره شاهد عيان وأحد من وقعت علي عاتقهم أعباء الهزيمة وأحد من كلفتهم الدولة بإعداد كتاب حول أسباب هزيمة‏67‏ الحقيقية من واقع السجلات العسكرية ووثائق القيادة العامة إبان الحرب‏,‏ ليحكي لنا من وثائق رسمية صادرة من القيادة العامة أسباب تلك الهزيمة المشينة وأسباب انتصارنا العظيم في حرب رمضان‏/‏ أكتوبر‏,‏ وكيف صحح الجيش المصري أوضاعه فجاء النصر المؤزر سريعا‏..‏وإلي نص الحوار
‏*‏ ماحقيقة صدور أوامر للطيارين المصريين بتوجيه ضربة جوية للمنشآت العسكرية الإسرائيلية قبل حرب‏67‏ بأيام؟
‏**‏ بالفعل كانت هناك خطة لتوجيه ضربة عسكرية مبكرة ضد عدد من الأهداف الإسرائيلية‏,‏ ولكن الرئيس عبد الناصر رفض بعد أن أقنعه البعض بأن قواتنا الجوية يمكنها إنجاز هذه العملية‏,‏لكن قد تتعرض لخسارة كبيرة‏..‏مع أن ذلك لو حدث كان كفيلا بتغيير حقائق استراتيجية وعسكرية كثيرة علي أرض الواقع‏.‏ كنت في حرب‏67‏ رئيسا لأركان مجموعة الشاذلي بالنيابة والتي كان يقودها الفريق سعد الشاذلي‏,‏ وكنا في منطقة تجمع في الشيخ زويد ثم صدرت إلينا الأوامر بالتوجه والانتقال إلي وادي اللصان ووادي المعين حيث كانت القيادة في جبل أبو حصيرة‏,‏وخلفنا قاعدة صواريخ جبل الشريفين‏,‏ وجنوبنا إحدي فرق المشاة بالكونتلا‏,‏ وشمالنا القسيمة‏,‏ وكانت هناك بعض التشكيلات القتالية لقواتنا المسلحة‏.‏
وقبل الضربة الجوية التي كان من المفترض أن يقوم بها الطيارون المصريون ضد أهداف عسكرية إسرائيلية بحوالي‏48‏ ساعة أو‏72‏ ساعة ذهب جمال عبد الناصر والمشير عبدالحكيم عامر إلي قاعدة أبو صوير والتقيا بالطيارين المصريين الذين كانوا علي أهبة الاستعداد للقيام بالضربة الجوية علي قواعد التجمع الإسرائيلية ومطارات إسرائيل إلا أن عبد الناصر رفض ذلك رغم أن احد الضباط أخبره بأن تلقينا نحن المصريين الضربة الجوية الإسرائيلية سيفقدنا‏80%‏ من الطائرات لأنها كانت بلا ملاجيء‏,‏وانتهت الحرب بانسحاب القوات المصرية من سيناء التي استولت عليها إسرائيل نتيجة أخطاء واضحة من القيادة ولو كانت حدثت هذه العملية لتغير وجه التاريخ‏,‏
وأعلن الرئيس السادات فيما بعد أن القوات المسلحة المصرية لم تكن سببا في الهزيمة ولكنها كانت ضحية لها‏.‏
‏*‏ وماهي الأسباب الحقيقية لهزيمة‏67‏ ؟
‏**‏ أهمها الخلاف الذي وقع بين القيادتين العسكرية والسياسية إذ أدار كل منهما المعركة بأجندة مختلفة‏,‏ وكانت لكل منهما اتجاهاته وتوجهاته إزاءالتعامل مع العدو‏,‏ فالرئيس عبد الناصر رفض بعد ان تعرض لضغوط وتهديدات خارجية بتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل كانت من الممكن ان تؤتي ثمارها وتعزز النفوذ المصري في سيناء لكنه لم يفعل‏.‏
‏*‏ هل كان أمر القيادة السياسية بتعبئة الجيش في سيناء سببا في استفزازإسرائيل دفعها لشن الحرب؟
‏**‏ نعم‏..‏فالقيادة العسكرية لم تفهم المقصود بتعبئة هذه القوات في سيناء كما طالبت القيادة السياسية‏,‏ حيث ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن تعبئة القوات المصرية عمل استعراضي لكن مع ذلك شنت إسرائيل هجومها الجوي علي المطارات المصرية والجيش‏.‏
‏*‏ هل غامر عبد الناصر بالجيش المصري عندما أمر بالتعبئة إنقاذا لسوريا كما حدث في‏1960‏ ؟
‏**‏ في عام‏1960‏ هددت إسرائيل سوريا في منطقة تل التوافيق‏,‏ وخلال‏24‏ ساعة تحركت الفرقة المدرعة في الرابعة‏(‏ الاحتياطي الاستراتيجي المصري المشهور في العالم كله‏),‏ والتي يعني تحركها أن شيئا ماسيحدث‏,‏ فكانت القيادة علي أكبر قدر من الكفاءة وكانت القوات المسلحة علي أكبر قدر من التدريب وخلال‏24‏ ساعة تم حشد القوات المدرعة في سيناء وكنت معهم‏,‏ حيث كنت أتبادل قيادة الدبابات مع السائقين الذين يصيبهم التعب أثناءالقيادة‏,‏ ودخلنا سيناءفي الليل‏.‏
ورغم اننا احتشدنا وخبأنا موضعنا لكن إسرائيل شعرت بذلك فانسحبت من تل التوافيق وبالتالي لم يحدث صدام عسكري في‏1960,‏ اما سيناريو تعبئة قواتنا في‏67‏ فاختلف عن‏1960‏ لأن إسرائيل كانت متحفزة لعبد الناصر‏.‏
‏*‏ أيعني هذا أن حرب‏67‏ كانت للقضاءعلي عبد الناصر أم تعجيزا لنهضة مصر؟
‏**‏ هذا صحيح لأن الحالة الناصرية مثلت صداعا مزمنا في رأس إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة لنجاح عبد الناصر في كسب ساحة مهمة علي المستويين الدولي والإقليمي
‏,‏ إضافة إلي نجاحه في دعم حركات التحرر الوطني وبناء تحالف عدم الانحياز الذي كان له عظيم الأثر في مواجهة القوي الاستعمارية‏.‏
‏*‏ وهل كان وجود الجيش المصري في اليمن من أسباب الهزيمة؟
‏**‏ بشكل كبير نعم‏.‏ ولا شك في أن حشد القوات المصرية في اليمن‏,‏ كان من الثغرات التي استغلتها إسرائيل لتسريع وتيرة الهجوم علي مصر‏.‏
‏*‏ كم كان عدد جنودنا في سيناء أثناء حرب‏67‏ ؟
‏**‏ ما يقرب من‏165‏ ألف جندي
‏*‏ وهل كانت هناك خطة لانسحاب؟
‏**‏ كانت هناك خطة للانسحاب وضعتها القيادة العامة بحيث ترجع القوات الأمامية تحت ستار رجوع النسق‏(‏ التشكيل أو الوحدة‏)‏ الخلفي للقوات‏,‏ لكن قوات الجيش لم تلتزم بتلك الخطط‏.‏
وكان من فشل خطة الانسحاب أن القيادة السياسية اتفقت علي أن القوات المسلحة أصبحت في خطر لعدم وجود غطاء جوي لذا اتصل القائد العام حينئذ عبد الحكيم عامر بقيادة الفرق وأمرهم بالانسحاب بأسرع ما يمكن إلي غرب القناة بغض النظر عن الخطة الموضوعة فحدثت تكدسات علي الطرق‏.‏
وكانت تحركات الجيش المصري وتقهقره لغرب القناة ليلا تفاديا لطيارات العدو لكن الجيش الاسرائيلي كان يتسابق مع الجيش المصري في الاستيلاء علي ممري متلا والجدي اللذين شهدا معارك طاحنة‏.‏ تعلمنا من درس هزيمة‏67‏ أن القيادة للأصلح ولذي الخبرة والكفاءة بغض النظر عن قربه من القيادة فدرس الهزيمة درس أخلاقي نتعلم منه إن القيادة تكون للقدوة وليس للمؤتمن فقط‏.‏
‏*‏ ما الأثار النفسية التي أحدثتها الهزيمة علي الجيش المصري في‏67‏ ؟
‏**‏ نكسة‏67‏ تم تداركها من الناحية المعنوية من قبل إدارة الشئون المعنوية بقيادة اللواء جمال محفوظ آنذاك بحيث استرد الجندي المصري ثقته في نفسه وفي القيادة‏.‏ وساعد علي ذلك أيضا التناغم الذي حدث بين القيادتين السياسية والعسكرية‏,‏ وهو ما عزز سريعا من اعادة إحياء قدرات الجيش المصري معنويا وتسليحيا وتدريبيا‏.‏ وبالفعل نجحت القوات المسلحة طوال فترة الاستنزاف حيث قامت بعمليات تطهير وتصفية وتولت القيادات الشبابية دفة الأمور بدلا من القيادات العجوزة والتي كانت سببا في الهزيمة فتمت تنحيتها عن القيادة وتمت محاكمة كثيرين منهم‏.‏
‏*‏ من تحمل عبء التطهير القيادة السياسية أم قيادة الجيش؟
‏**‏ الواقع إن التطهير كان عملا مشتركا بين الطرفين‏,‏ حيث تم في أغسطس‏67‏ القبض علي العناصر الموالية للقيادة السابقة عبد الحكيم عامر وتولي بعض القيادات من المقدمين والعقداء كانوا يقودون فرقة علي كفاءة تامة‏.‏
‏*‏ هل تمت فعلا محاولة ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي بديمونة؟
‏**‏ صدرت التعليمات بخروج سرب طائرات استشهادي مصري لضرب المفاعل النووي الاسرائيلي في‏6‏ يونيو‏1967‏ أي في اليوم الثاني للمعركة وكان أحد هؤلاء الطيارين يدعي محمد حسن شحاتة قد تطوع هو وكثير من الضباط للقيام بهذه العملية‏,‏ ولكن تم تكليف سرب من‏3‏ طائرات لتنفيذ المهمة لكن عندما اقتربوا من المفاعل وجدوا الطيران الاسرائيلي محلقا وموجودا بكثرة فوق المفاعل فتراجعوا وعندئذ أسقطتهم الطائرات الاسرائيلية جميعا‏,‏ فهبطوا في العريش بمظلات الإنقاذ وكان لهؤلاء الطيارين قصة بطولية تحكي حيث عادوا عن طريق العرب بسيناء واختبأوا هناك ثم عادوا عن طريق البحر بزوارق صيد وعادوا إلي بورسعيد ودخلوا المستشفي حيث اتصل بهم الرئيس الراحل عبد الناصر‏.‏
ماذا عن حرب الاستنزاف؟
‏**‏ استطاعت القوات المسلحة أن تسترد قوتها وعافيتها في حرب الاستنزاف حيث كبدت العدو خسائر ضخمة أشهرها قيام البحرية المصرية بتدمير السفينة ايلات أكبر مدمرة إسرائيلية في ذلك الوقت‏.‏ ويحسب لكتيبة صاعقة‏43‏ مجموعة الشاذلي بقيادة الرائد السيد الشرقاوي أنها صدت هجوم السفينة ايلات المتجهة إلي بورفؤاد وبورسعيد فعادت مجموعة الشاذلي إلي غرب سيناء وعبرت عناصر من هذه الكتيبة‏43‏ ومعهم الرائد السيد الشرقاوي قائد الكتيبة ودمروا السفينة ايلات التي كانت متجهة إلي بورفؤاد وبورسعيد‏.‏
‏*‏ كان انتصارنا في حرب أكتوبر مثار دهشة للعالم ومازال حتي اليوم‏.‏ فكيف تم تحقيق النصر؟
‏**‏ الحقيقة أن نصر أكتوبر كان نتاج عمل ومجهود شاق‏,‏ شاركت فيه القوات المسلحة و القيادة السياسية بدءا بإعداد خطة الحرب ومرورا بخطة الخداع وانتهاء بالهجوم والنصر‏.‏
والواقع أن المشير أحمد اسماعيل ومن خلفه الفريق الشاذلي والجمسي وغيرهم لعبوا دورا كبيرا وحملوا علي عاتقهم أعباء ثقيلة حتي تحقق النصر‏.‏
وقد أنشأ الفريق محمد علي فهمي بمساعدة الفريق أول محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة حينذاك حائط الصواريخ الذي ساند القوات المسلحة في عمليات أكتوبر‏73‏ المجيدة‏.‏
وكان تشكيل القيادة في حرب أكتوبر في غاية الذكاء والتكامل إذ كان المشير أحمد اسماعيل رجلا يهتم بالاستراتيجية الكبيرة لتحريك القوات ولذلك كان قائدا عاما للجبهتين المصرية والسورية يتكامل معه الفريق سعد الشاذلي الذي يهتم بالاعمال الخاصة وبالفرد من حيث تعليمه وتدريبه وتسليحه وعملياته‏.‏ ومن اهتمامه بالفرد ابتكر سلم الحبال الذي يصعد إليه الجندي علي الساتر الترابي فنفذ فكرة سلم حبال السفن ليتمكن الجندي من تسلق الساتر الترابي‏.‏ كذلك أصدر الشاذلي تعليمات بأن يعرف كل جندي نقطة العبور والمعدية التي يعبر منها ورقم الرحلة بالاسم والتي قام بتنفيذها هيئة البحوث العكسرية‏.‏
اللواء محمد الجمسي رئيس هيئة العمليات في حرب أكتوبر كان يربط الاثنين ويتكامل معهما يتعاون مع رئيس الاركان الفريق سعد الشاذلي ومع القائد العام المشير أحمد إسماعيل‏,‏ وبالتالي تم اختيار قيادات الفرق والتشكيلات والجيوش علي أكمل وجه من الكفاءة والقيادة من أعلي إلي أسفل فكانت قادة الوحدات الصغري علي نفس الكفاءة مع قادة الوحدات الكبيرة‏.‏
‏*‏ وماذا تقصد بعملية الخداع؟
‏**‏ عملية الخداع‏,‏ لولاها لكشفت أمريكا واسرائيل بأقمارها الصناعية وطائرات التجسس الهجوم الذي نعد له حينها‏,‏ ولكن القيادة العامة وضعت خطة للخداع وكان رئيس الجمهورية له دور والقيادة العامة لها أيضا دور‏.‏ فكان رئيس الجمهورية يتعمد في خطابه ألا يتحدث عن الحرب وينادي دوما بأن الأمور سوف تحل سلميا‏.‏ وكانت الضبابية والتمويه والتعمية لخداع القوات الاسرائيلية في ذروتها يوم‏5‏ أكتوبر حيث كان مقررا أن يزور اللواء أحمد إسماعيل تشيكوسلوفاكيا علي أن يسافر قائد القوات الجوية يوم‏6‏ أكتوبر إلي ليبيا وقد تم الإعلان عن ذلك لتمويه العدو‏.‏
ومن عمليات الخداع أيضا فتح العمرات والحج للقوات المسلحة وتسريح دفعات احتياط بعد أن كان محظورا منذ هزيمة يونيو‏67,‏ علاوة علي القيام بعمليات تكتيكية صغيرة مثل قيام الجنود بنشر الملابس المغسولة يوم‏6‏ أكتوبر والاستحمام ومص القصب‏.‏
‏*‏ حدثنا عن ذكريات ومشاهد لا تنساها قبل حرب‏73‏ ؟
‏**‏ لا أنسي يوم‏5‏ يونيو‏1973‏ عندما اتصل بي قائد الجيش الفريق عبد المنعم واصل وكنت حينها قائد الفرقة‏19‏ مشاة ميكانيكا بالنيابة عن العميد يوسف عفيفي والعميد رئيس الأركان حشمت جادو بمنطقة السويس ليخبرني بزيارة رئيس الجمهورية لتناول الغداء معنا ومعاينة الساتر الترابي المصري‏.‏ وكانت اسرائيل تقابل الأمر بسخرية عندما علمت بأننا أنشأنا ساترا ترابيا قمنا بتعليته عن نظيره الإسرائيلي إذ لم تكن تعلم اننا أنشأناه ليكون مطلعا للدبابات لأن الدبابة عندما تكون أعلي من خط بارليف تستطيع ضرب الدبابات الآتية من العمق الإسرائيلي في سيناء‏,‏ وهو ما لم تدركه إسرائيل‏,‏ كما تم إخفاء عربات الكباري التي دخلت في المساء وأخفيت بشكل تام عن الأقمار الصناعية التي لم تعرف هل هي عربات تموين أم قوارب ولولا هذه المفاجأة التامة لإسرائيل لتغيرت الأمور‏.‏
‏*‏ وكيف تري الثغرة؟
‏**‏ حائط الصواريخ كان هو البلسم لقواتنا المسلحة‏,‏ إذ كان هو العدو الأول والرئيسي للطيران الاسرائيلي فبدونه ما استطاعت قواتنا المسلحة العبور لأن القوات الجوية الإسرائيلية كانت أقوي من نظيرتها المصرية فلو كان السلاحان اشتبكا لكانت خسائرنا أكبر ولكن حائط الصواريخ ستر قواتنا‏.‏ ولعبور القوات الاسرائيلية من الغرب‏(‏ الدفرسوار‏)‏ كان لابد من تدمير قاعدة الصواريخ الموجودة عند أبو سلطان‏.‏
‏*‏ ماذا فعلوا لتدميرها؟
‏**‏ جاء الاسرائيليون بمجموعة دبابات ومركبات برمائية مصرية استولوا عليها في حرب‏67‏ ورفعوا علم مصر وعبروا من البحيرات المرة ودخلوا من عند فايد‏,‏ فكان جنودنا لما يشاهدونها يلقون عليهم التحية حتي التفوا حول قاعدة صواريخ أبو سلطان ودمروها وعادوا إلي مواقعهم‏.‏ الطيران الاسرائيلي أخذ حريته عندما انكسرت قاعدة أبو سلطان واستطاع أن يتدخل في المعركة فحدثت المعركة بين الفرقة‏21‏ المدرعة بقيادة الفريق ابراهيم عرابي وإريل شارون فحدثت الثغرة وحاولوا الالتفاف علي قيادة الجيش الثاني الميداني ودخول الاسماعيلية لكن الفريق سعد الشاذلي أخذ لواءين من المظلات وأوقفهم بحيث لا يستطيعون دخول الكوبري غرب ترعة الاسماعيلية ولا يستطيعون تحقيق أي نصر‏,‏ فذهبوا إلي السويس وكان الجنود الموجودون في غرب القناة من القوات الطبية والإدارية وعساكر حراسات‏.‏ دخلت القوات الإسرائيلية إلي السويس وكان في هذا الوقت العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة‏19‏ قد أرسل دفعة من‏15‏ جنديا بأسلحتهم وأر بي جي ثم دفعة‏15‏ أر بي جي أخري لتدعيم المقاومة الشعبية وأبلغهم أن السويس أمانة في عنقهم وانه لا تفريط في السويس علي الإطلاق‏.‏
دخل الاسرائيليون عن طريق الزيتية ودخلوا عند السكك الحديدية عند بور توفيق بإحدي السرايا‏.‏ وسرية أخري دخلت عن طريق السكة الحديدية ليتقابلوا مع السرية التي عن طريق الزيتية ولكن تم تدميرها أمام قسم الأربعين‏.‏ وكانت هناك قوة إسرائيلية أخري متحركة عن طريق الترعة الحلوة نحو السويس تم تدميرها ببعض العناصر المصرية‏,‏ ومجموعة رابعة علي طريق القناة تمشي وراء الساتر الترابي المصري وتم إيقافها بالمدرعات‏.‏ والوحدة الإسرائيلية التي دخلت السويس خافت علي نفسها بعد ما سمعت بتدمير هذه القوات فانسحبت إلي الزيتية مرة أخري وتمت السيطرة الكاملة علي مدينة السويس وانسحب الاسرائيليون وفروا بعد ما تكبدوا خسائر فادحة‏.‏
رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.