لم يشهد تاريخ مصر الحديث لحظة فارقة مثل التي جرت في عام67 الذي تعرضنا فيه لهزيمة منكرة من إسرائيل ذلك الكيان المحتل الذي هزم مصرواستولي علي سيناءوأراض أخري في سورياوالأردن علاوة علي المسجد الأقصي الذي مازال أسيراحتي الآن.. ولكون آثار تلك الهزيمة التي أطلق عليها إعلام تلك المرحلة نكسة مازلنا نعاني من جرائها, كان للأهرام المسائي هذا الحوار مع اللواء توفيق علي منصور المؤرخ العسكري والاستراتيجي باعتباره شاهد عيان وأحد من وقعت علي عاتقهم أعباء الهزيمة وأحد من كلفتهم الدولة بإعداد كتاب حول أسباب هزيمة67 الحقيقية من واقع السجلات العسكرية ووثائق القيادة العامة إبان الحرب, ليحكي لنا من وثائق رسمية صادرة من القيادة العامة أسباب تلك الهزيمة المشينة وأسباب انتصارنا العظيم في حرب رمضان/ أكتوبر, وكيف صحح الجيش المصري أوضاعه فجاء النصر المؤزر سريعا..وإلي نص الحوار * ماحقيقة صدور أوامر للطيارين المصريين بتوجيه ضربة جوية للمنشآت العسكرية الإسرائيلية قبل حرب67 بأيام؟ ** بالفعل كانت هناك خطة لتوجيه ضربة عسكرية مبكرة ضد عدد من الأهداف الإسرائيلية, ولكن الرئيس عبد الناصر رفض بعد أن أقنعه البعض بأن قواتنا الجوية يمكنها إنجاز هذه العملية,لكن قد تتعرض لخسارة كبيرة..مع أن ذلك لو حدث كان كفيلا بتغيير حقائق استراتيجية وعسكرية كثيرة علي أرض الواقع. كنت في حرب67 رئيسا لأركان مجموعة الشاذلي بالنيابة والتي كان يقودها الفريق سعد الشاذلي, وكنا في منطقة تجمع في الشيخ زويد ثم صدرت إلينا الأوامر بالتوجه والانتقال إلي وادي اللصان ووادي المعين حيث كانت القيادة في جبل أبو حصيرة,وخلفنا قاعدة صواريخ جبل الشريفين, وجنوبنا إحدي فرق المشاة بالكونتلا, وشمالنا القسيمة, وكانت هناك بعض التشكيلات القتالية لقواتنا المسلحة. وقبل الضربة الجوية التي كان من المفترض أن يقوم بها الطيارون المصريون ضد أهداف عسكرية إسرائيلية بحوالي48 ساعة أو72 ساعة ذهب جمال عبد الناصر والمشير عبدالحكيم عامر إلي قاعدة أبو صوير والتقيا بالطيارين المصريين الذين كانوا علي أهبة الاستعداد للقيام بالضربة الجوية علي قواعد التجمع الإسرائيلية ومطارات إسرائيل إلا أن عبد الناصر رفض ذلك رغم أن احد الضباط أخبره بأن تلقينا نحن المصريين الضربة الجوية الإسرائيلية سيفقدنا80% من الطائرات لأنها كانت بلا ملاجيء,وانتهت الحرب بانسحاب القوات المصرية من سيناء التي استولت عليها إسرائيل نتيجة أخطاء واضحة من القيادة ولو كانت حدثت هذه العملية لتغير وجه التاريخ, وأعلن الرئيس السادات فيما بعد أن القوات المسلحة المصرية لم تكن سببا في الهزيمة ولكنها كانت ضحية لها. * وماهي الأسباب الحقيقية لهزيمة67 ؟ ** أهمها الخلاف الذي وقع بين القيادتين العسكرية والسياسية إذ أدار كل منهما المعركة بأجندة مختلفة, وكانت لكل منهما اتجاهاته وتوجهاته إزاءالتعامل مع العدو, فالرئيس عبد الناصر رفض بعد ان تعرض لضغوط وتهديدات خارجية بتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل كانت من الممكن ان تؤتي ثمارها وتعزز النفوذ المصري في سيناء لكنه لم يفعل. * هل كان أمر القيادة السياسية بتعبئة الجيش في سيناء سببا في استفزازإسرائيل دفعها لشن الحرب؟ ** نعم..فالقيادة العسكرية لم تفهم المقصود بتعبئة هذه القوات في سيناء كما طالبت القيادة السياسية, حيث ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن تعبئة القوات المصرية عمل استعراضي لكن مع ذلك شنت إسرائيل هجومها الجوي علي المطارات المصرية والجيش. * هل غامر عبد الناصر بالجيش المصري عندما أمر بالتعبئة إنقاذا لسوريا كما حدث في1960 ؟ ** في عام1960 هددت إسرائيل سوريا في منطقة تل التوافيق, وخلال24 ساعة تحركت الفرقة المدرعة في الرابعة( الاحتياطي الاستراتيجي المصري المشهور في العالم كله), والتي يعني تحركها أن شيئا ماسيحدث, فكانت القيادة علي أكبر قدر من الكفاءة وكانت القوات المسلحة علي أكبر قدر من التدريب وخلال24 ساعة تم حشد القوات المدرعة في سيناء وكنت معهم, حيث كنت أتبادل قيادة الدبابات مع السائقين الذين يصيبهم التعب أثناءالقيادة, ودخلنا سيناءفي الليل. ورغم اننا احتشدنا وخبأنا موضعنا لكن إسرائيل شعرت بذلك فانسحبت من تل التوافيق وبالتالي لم يحدث صدام عسكري في1960, اما سيناريو تعبئة قواتنا في67 فاختلف عن1960 لأن إسرائيل كانت متحفزة لعبد الناصر. * أيعني هذا أن حرب67 كانت للقضاءعلي عبد الناصر أم تعجيزا لنهضة مصر؟ ** هذا صحيح لأن الحالة الناصرية مثلت صداعا مزمنا في رأس إسرائيل ومن خلفها الولاياتالمتحدة لنجاح عبد الناصر في كسب ساحة مهمة علي المستويين الدولي والإقليمي , إضافة إلي نجاحه في دعم حركات التحرر الوطني وبناء تحالف عدم الانحياز الذي كان له عظيم الأثر في مواجهة القوي الاستعمارية. * وهل كان وجود الجيش المصري في اليمن من أسباب الهزيمة؟ ** بشكل كبير نعم. ولا شك في أن حشد القوات المصرية في اليمن, كان من الثغرات التي استغلتها إسرائيل لتسريع وتيرة الهجوم علي مصر. * كم كان عدد جنودنا في سيناء أثناء حرب67 ؟ ** ما يقرب من165 ألف جندي * وهل كانت هناك خطة لانسحاب؟ ** كانت هناك خطة للانسحاب وضعتها القيادة العامة بحيث ترجع القوات الأمامية تحت ستار رجوع النسق( التشكيل أو الوحدة) الخلفي للقوات, لكن قوات الجيش لم تلتزم بتلك الخطط. وكان من فشل خطة الانسحاب أن القيادة السياسية اتفقت علي أن القوات المسلحة أصبحت في خطر لعدم وجود غطاء جوي لذا اتصل القائد العام حينئذ عبد الحكيم عامر بقيادة الفرق وأمرهم بالانسحاب بأسرع ما يمكن إلي غرب القناة بغض النظر عن الخطة الموضوعة فحدثت تكدسات علي الطرق. وكانت تحركات الجيش المصري وتقهقره لغرب القناة ليلا تفاديا لطيارات العدو لكن الجيش الاسرائيلي كان يتسابق مع الجيش المصري في الاستيلاء علي ممري متلا والجدي اللذين شهدا معارك طاحنة. تعلمنا من درس هزيمة67 أن القيادة للأصلح ولذي الخبرة والكفاءة بغض النظر عن قربه من القيادة فدرس الهزيمة درس أخلاقي نتعلم منه إن القيادة تكون للقدوة وليس للمؤتمن فقط. * ما الأثار النفسية التي أحدثتها الهزيمة علي الجيش المصري في67 ؟ ** نكسة67 تم تداركها من الناحية المعنوية من قبل إدارة الشئون المعنوية بقيادة اللواء جمال محفوظ آنذاك بحيث استرد الجندي المصري ثقته في نفسه وفي القيادة. وساعد علي ذلك أيضا التناغم الذي حدث بين القيادتين السياسية والعسكرية, وهو ما عزز سريعا من اعادة إحياء قدرات الجيش المصري معنويا وتسليحيا وتدريبيا. وبالفعل نجحت القوات المسلحة طوال فترة الاستنزاف حيث قامت بعمليات تطهير وتصفية وتولت القيادات الشبابية دفة الأمور بدلا من القيادات العجوزة والتي كانت سببا في الهزيمة فتمت تنحيتها عن القيادة وتمت محاكمة كثيرين منهم. * من تحمل عبء التطهير القيادة السياسية أم قيادة الجيش؟ ** الواقع إن التطهير كان عملا مشتركا بين الطرفين, حيث تم في أغسطس67 القبض علي العناصر الموالية للقيادة السابقة عبد الحكيم عامر وتولي بعض القيادات من المقدمين والعقداء كانوا يقودون فرقة علي كفاءة تامة. * هل تمت فعلا محاولة ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي بديمونة؟ ** صدرت التعليمات بخروج سرب طائرات استشهادي مصري لضرب المفاعل النووي الاسرائيلي في6 يونيو1967 أي في اليوم الثاني للمعركة وكان أحد هؤلاء الطيارين يدعي محمد حسن شحاتة قد تطوع هو وكثير من الضباط للقيام بهذه العملية, ولكن تم تكليف سرب من3 طائرات لتنفيذ المهمة لكن عندما اقتربوا من المفاعل وجدوا الطيران الاسرائيلي محلقا وموجودا بكثرة فوق المفاعل فتراجعوا وعندئذ أسقطتهم الطائرات الاسرائيلية جميعا, فهبطوا في العريش بمظلات الإنقاذ وكان لهؤلاء الطيارين قصة بطولية تحكي حيث عادوا عن طريق العرب بسيناء واختبأوا هناك ثم عادوا عن طريق البحر بزوارق صيد وعادوا إلي بورسعيد ودخلوا المستشفي حيث اتصل بهم الرئيس الراحل عبد الناصر. ماذا عن حرب الاستنزاف؟ ** استطاعت القوات المسلحة أن تسترد قوتها وعافيتها في حرب الاستنزاف حيث كبدت العدو خسائر ضخمة أشهرها قيام البحرية المصرية بتدمير السفينة ايلات أكبر مدمرة إسرائيلية في ذلك الوقت. ويحسب لكتيبة صاعقة43 مجموعة الشاذلي بقيادة الرائد السيد الشرقاوي أنها صدت هجوم السفينة ايلات المتجهة إلي بورفؤاد وبورسعيد فعادت مجموعة الشاذلي إلي غرب سيناء وعبرت عناصر من هذه الكتيبة43 ومعهم الرائد السيد الشرقاوي قائد الكتيبة ودمروا السفينة ايلات التي كانت متجهة إلي بورفؤاد وبورسعيد. * كان انتصارنا في حرب أكتوبر مثار دهشة للعالم ومازال حتي اليوم. فكيف تم تحقيق النصر؟ ** الحقيقة أن نصر أكتوبر كان نتاج عمل ومجهود شاق, شاركت فيه القوات المسلحة و القيادة السياسية بدءا بإعداد خطة الحرب ومرورا بخطة الخداع وانتهاء بالهجوم والنصر. والواقع أن المشير أحمد اسماعيل ومن خلفه الفريق الشاذلي والجمسي وغيرهم لعبوا دورا كبيرا وحملوا علي عاتقهم أعباء ثقيلة حتي تحقق النصر. وقد أنشأ الفريق محمد علي فهمي بمساعدة الفريق أول محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة حينذاك حائط الصواريخ الذي ساند القوات المسلحة في عمليات أكتوبر73 المجيدة. وكان تشكيل القيادة في حرب أكتوبر في غاية الذكاء والتكامل إذ كان المشير أحمد اسماعيل رجلا يهتم بالاستراتيجية الكبيرة لتحريك القوات ولذلك كان قائدا عاما للجبهتين المصرية والسورية يتكامل معه الفريق سعد الشاذلي الذي يهتم بالاعمال الخاصة وبالفرد من حيث تعليمه وتدريبه وتسليحه وعملياته. ومن اهتمامه بالفرد ابتكر سلم الحبال الذي يصعد إليه الجندي علي الساتر الترابي فنفذ فكرة سلم حبال السفن ليتمكن الجندي من تسلق الساتر الترابي. كذلك أصدر الشاذلي تعليمات بأن يعرف كل جندي نقطة العبور والمعدية التي يعبر منها ورقم الرحلة بالاسم والتي قام بتنفيذها هيئة البحوث العكسرية. اللواء محمد الجمسي رئيس هيئة العمليات في حرب أكتوبر كان يربط الاثنين ويتكامل معهما يتعاون مع رئيس الاركان الفريق سعد الشاذلي ومع القائد العام المشير أحمد إسماعيل, وبالتالي تم اختيار قيادات الفرق والتشكيلات والجيوش علي أكمل وجه من الكفاءة والقيادة من أعلي إلي أسفل فكانت قادة الوحدات الصغري علي نفس الكفاءة مع قادة الوحدات الكبيرة. * وماذا تقصد بعملية الخداع؟ ** عملية الخداع, لولاها لكشفت أمريكا واسرائيل بأقمارها الصناعية وطائرات التجسس الهجوم الذي نعد له حينها, ولكن القيادة العامة وضعت خطة للخداع وكان رئيس الجمهورية له دور والقيادة العامة لها أيضا دور. فكان رئيس الجمهورية يتعمد في خطابه ألا يتحدث عن الحرب وينادي دوما بأن الأمور سوف تحل سلميا. وكانت الضبابية والتمويه والتعمية لخداع القوات الاسرائيلية في ذروتها يوم5 أكتوبر حيث كان مقررا أن يزور اللواء أحمد إسماعيل تشيكوسلوفاكيا علي أن يسافر قائد القوات الجوية يوم6 أكتوبر إلي ليبيا وقد تم الإعلان عن ذلك لتمويه العدو. ومن عمليات الخداع أيضا فتح العمرات والحج للقوات المسلحة وتسريح دفعات احتياط بعد أن كان محظورا منذ هزيمة يونيو67, علاوة علي القيام بعمليات تكتيكية صغيرة مثل قيام الجنود بنشر الملابس المغسولة يوم6 أكتوبر والاستحمام ومص القصب. * حدثنا عن ذكريات ومشاهد لا تنساها قبل حرب73 ؟ ** لا أنسي يوم5 يونيو1973 عندما اتصل بي قائد الجيش الفريق عبد المنعم واصل وكنت حينها قائد الفرقة19 مشاة ميكانيكا بالنيابة عن العميد يوسف عفيفي والعميد رئيس الأركان حشمت جادو بمنطقة السويس ليخبرني بزيارة رئيس الجمهورية لتناول الغداء معنا ومعاينة الساتر الترابي المصري. وكانت اسرائيل تقابل الأمر بسخرية عندما علمت بأننا أنشأنا ساترا ترابيا قمنا بتعليته عن نظيره الإسرائيلي إذ لم تكن تعلم اننا أنشأناه ليكون مطلعا للدبابات لأن الدبابة عندما تكون أعلي من خط بارليف تستطيع ضرب الدبابات الآتية من العمق الإسرائيلي في سيناء, وهو ما لم تدركه إسرائيل, كما تم إخفاء عربات الكباري التي دخلت في المساء وأخفيت بشكل تام عن الأقمار الصناعية التي لم تعرف هل هي عربات تموين أم قوارب ولولا هذه المفاجأة التامة لإسرائيل لتغيرت الأمور. * وكيف تري الثغرة؟ ** حائط الصواريخ كان هو البلسم لقواتنا المسلحة, إذ كان هو العدو الأول والرئيسي للطيران الاسرائيلي فبدونه ما استطاعت قواتنا المسلحة العبور لأن القوات الجوية الإسرائيلية كانت أقوي من نظيرتها المصرية فلو كان السلاحان اشتبكا لكانت خسائرنا أكبر ولكن حائط الصواريخ ستر قواتنا. ولعبور القوات الاسرائيلية من الغرب( الدفرسوار) كان لابد من تدمير قاعدة الصواريخ الموجودة عند أبو سلطان. * ماذا فعلوا لتدميرها؟ ** جاء الاسرائيليون بمجموعة دبابات ومركبات برمائية مصرية استولوا عليها في حرب67 ورفعوا علم مصر وعبروا من البحيرات المرة ودخلوا من عند فايد, فكان جنودنا لما يشاهدونها يلقون عليهم التحية حتي التفوا حول قاعدة صواريخ أبو سلطان ودمروها وعادوا إلي مواقعهم. الطيران الاسرائيلي أخذ حريته عندما انكسرت قاعدة أبو سلطان واستطاع أن يتدخل في المعركة فحدثت المعركة بين الفرقة21 المدرعة بقيادة الفريق ابراهيم عرابي وإريل شارون فحدثت الثغرة وحاولوا الالتفاف علي قيادة الجيش الثاني الميداني ودخول الاسماعيلية لكن الفريق سعد الشاذلي أخذ لواءين من المظلات وأوقفهم بحيث لا يستطيعون دخول الكوبري غرب ترعة الاسماعيلية ولا يستطيعون تحقيق أي نصر, فذهبوا إلي السويس وكان الجنود الموجودون في غرب القناة من القوات الطبية والإدارية وعساكر حراسات. دخلت القوات الإسرائيلية إلي السويس وكان في هذا الوقت العميد يوسف عفيفي قائد الفرقة19 قد أرسل دفعة من15 جنديا بأسلحتهم وأر بي جي ثم دفعة15 أر بي جي أخري لتدعيم المقاومة الشعبية وأبلغهم أن السويس أمانة في عنقهم وانه لا تفريط في السويس علي الإطلاق. دخل الاسرائيليون عن طريق الزيتية ودخلوا عند السكك الحديدية عند بور توفيق بإحدي السرايا. وسرية أخري دخلت عن طريق السكة الحديدية ليتقابلوا مع السرية التي عن طريق الزيتية ولكن تم تدميرها أمام قسم الأربعين. وكانت هناك قوة إسرائيلية أخري متحركة عن طريق الترعة الحلوة نحو السويس تم تدميرها ببعض العناصر المصرية, ومجموعة رابعة علي طريق القناة تمشي وراء الساتر الترابي المصري وتم إيقافها بالمدرعات. والوحدة الإسرائيلية التي دخلت السويس خافت علي نفسها بعد ما سمعت بتدمير هذه القوات فانسحبت إلي الزيتية مرة أخري وتمت السيطرة الكاملة علي مدينة السويس وانسحب الاسرائيليون وفروا بعد ما تكبدوا خسائر فادحة. رابط دائم :