بعد ساعات قليلة من القبض علي الباكستاني فيصل شاهزاد المشتبه بتورطه في محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأسبوع الماضي, أصبح الشيخ الأمريكي من أصل يمني أنور العولقي حديث وسائل الإعلام الأمريكية والغربية علي حد سواء, لدرجة تكاد تجعل منه نسخة جديدة من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المختفي منذ نحو ثمانية أعوام. وتشير التسريبات الأمريكية المتتالية إلي وجود علاقة بين شهزاد والعولقي, عن طريق الانترنت, بحيث مثل العولقي مرجعية دينية لشهزاد أثرت علي أفكاره وقناعاته مما دعاه إلي محاولة تفجير سيارة في أكبر ميادين نيويورك. وظهر اسم العولقي في ثلاث قضايا متتالية متعلقة بالإرهاب داخل الولاياتالمتحدة, كان أولها علاقته بالميجور الاميركي الفلسطيني الاصل نضال حسن الذي اطلق النار في معسكر للقوات الامريكية بولاية تكساس في نوفمبر الماضي ما أدي إلي مقتل13 شخصا, كما ارتبط اسمه بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة مدنية أمريكية عشية عيد الميلاد الماضي. وفي حين لم يخفي العولقي في عدة شرائط صوتية بثها علي الإنترنت انتماءه للقاعدة, أودعمه للعمليات الارهابية ضد الولاياتالمتحدة والتشجيع عليها, فإنه أصبح تقريبا المطلوب الأول لدي أجهزة الأمن الأمريكية بدرجة تكاد تفوق زعيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه. حتي انه تحول إلي فوبيا لدي أجهزة الأمن والإعلام الأمريكية التي تتعامل مع العولقي باعتباره خليفة بن لادن.. أو شبحه الجديد. وحسب صحيفة' نيويورك تايمز' فقد كان العولقي متسامحا, وخرج بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأدان العملية الإرهابية, وقال' نحن جئنا إلي هنا لنبني وليس لنهدم.. نحن الجسور بين الأمريكيين, ومليار مسلم حول العالم.' وانتشرت أشرطة العولقي عن الاسلام والرسول في بيوت مسلمي أمريكا, لكن بعد تسع سنوات, أعلن العولقي الحرب علي الولاياتالمتحدة ووصفها بأمة الشر رغم أنه قضي21 عاما من عمره البالغ39 عاما في الولاياتالمتحدة. وترجح معلومات أمريكية جديدة أن العولقي كان عميلا سريا لتنظيم القاعدة قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر, وقد تخرج ثلاثة من المشاركين في تنفيذ الهجمات من مسجده.' وأمام بروز ظاهرة العولقي وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي أمرا بتصفيته. وكشفت صحيفة' صنداي تلجراف' البريطانية أن السلطات الأمريكية نشرت طائرات بدون طيار مزودة بصوايخ لتعقب العولقي الذي يعتقد بوجوده في محافظة شبوة اليمنية, وشوهدت تلك الطيارات في اليمن أخيرا, كما نجا العولقي من محاولة لاغتياله. وأعلنت الداخلية اليمنية انها تلاحق العولقي, أيضا باعتباره أحد المطلوبين من قبل أجهزة الأمن اليمينة لارتباطه بتنظيم القاعدة والصلة مع عدد من المتورطين في أعمال إرهابية, وسبق للسلطات اليمينة اعتقال العولقي عام2006 بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة, ثم أفرج عنه في العام التالي بعد توبته عن أفكار القاعدة لكن من الواضح أن هذه التوبة لم تكن حقيقية. ووصفت النائبة الديمقراطية جين هارمان رئيس اللجنة الفرعية لشئون الأمن الداخلي في مجلس النواب العولقي بأنه' الارهابي رقم واحد فيما يتعلق بتهديدنا'. وقال عنه مسئولون أمريكيون في مجال مكافحة الارهاب بأنه القوة الأساسية وراء قرار القاعدة في جزيرة العرب التحول من تهديد إقليمي الي ما ما تعتبره وكالات المخابرات الأمريكية أكثر الجماعات المنتسبة الي القاعدة نشاطا خارج باكستان وأفغانستان. ومن غير المعروف أن كانت الأجهزة الأمنية الأمريكية تستطيع الوصول إلي العولقي وتصفيته, أم أنه سيتحول إلي شبح جديد يضاف إلي سلسلة الأشباح التي تستهدفها أمريكا في حربها الطاحنة ضد الإرهاب.